"شتاء الذكاء الاصطناعي".. وتأثيره على عالم الأعمال
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
د. مبارك بن خميس الصلطي
يطلق مصطلح شتاء الذكاء الاصطناعي على تلك الفترة الزمنية التي شهدت توقف العمل بتطوير الذكاء الاصطناعي نتيجة لنقص أو توقف التمويل وفتور حماسة العلماء له، سوف يناقش هذا المقال تأريخ الذكاء الاصطناعي والتحديات التي واجهته وكادت أن تقضي عليه وتأثيره على عالم الأعمال.
تعود البدايات الأولى الخجولة للذكاء الاصطناعي إلى سنة 1956 في أروقة كلية " دارتموث" في نيو هامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية وصاحب تلك البداية ارتفاع في سقف توقعات العلماء عن مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ومع بزوغ النهضة العلمية في الجانب الآسيوي من العالم بقيادة اليابان والتي ضخت مليارات اليوانات بعملتها المحلية في مشاريع الذكاء الاصطناعي أحيت أمل العلماء من جديد بهذا المشروع لكن صغر حجم ذواكر أجهزة الحواسيب في مطلع الثمانينات من القرن الماضي أجهض المشروع مرة أخرى.
وفي مطلع القرن الحالي ومع تطور تخصص "تعلم الآلة" تمكنت الخوارزميات والنماذج الإحصائية من أداء مهامها المطلوبة منها دون برمجة سابقة أو الاعتماد على خبرات العلماء وملاحظاتهم مما اعتبر فتحًا علميًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي توسعت تطبيقاته في شتى التخصصات العلمية والصناعية مثل روبوتات المساعدة في المطارات وروبوتات إنقاذ العالقين في الأماكن الخطرة والتي تستخدم في أوقات الطوارئ إلى السيارات ذاتية القيادة وكذلك والمُسيَّرات الحربية.
وكاد أن يكون نوفمبر الماضي شتاء آخر للذكاء الاصطناعي حينما قامت شركة جوجل بتعليق إنشاء الصور لـ"جيمناي" بسبب شكاوى المستخدمين لتوليده صورًا غير دقيقة ثم أعيد طرح استخدامه في الأسواق وما زال يحتاج للمزيد من التطوير.
ثم واجه الذكاء الاصطناعي تحديًا من نوع مختلف ومن الجانب الأخلاقي هذه المرة ، حيث أوردت الصحف عن التصرف المسؤول لرئيس البرمجيات في شركة مايكروسوفت" شين جونز" بعد أن انتبه للاستخدام السيئ من قبل البعض لمنشئ الصور المدعومة بالذكاء الصناعي لبرنامج" كوبايلوت ديزاينر" فأنتج صورًا تحتوي على العنف والجنس؛ فقام بمخاطبة الجهات الرسمية في الشركة منبهاً ومحذرًا من تلك الثغرة واعتبرها سقطة خطيرة قد تنتهك وتعرض من هم دون السن القانوني لخطر جسيم واستجابت الشركة لهذه المخاوف وقامت بحلها.
ويمثل الذكاء الاصطناعي سفينة النجاة لإنعاش سوق الهواتف النقالة وسبب رئيس لعودة الزخم لمبيعاتها بعد أن انحسرت مبيعاتها في السنوات العشر الأخيرة ووصلت لأدنى مستوياتها نتيجة عدة عوامل منها التضخم وغلاء الأسعار مما دفع بالمستهلكين لاستخدام هواتفهم لمدة زمنية أطول .وعند استخدام تقنية "متقدمة "من الذكاء الاصطناعي وليست تقنية "أساسية" كما هو موجود في معظم هواتفنا اليوم سيرفع معدل المبيعات مرة أخرى لذلك تعول كثيرًا شركات الهواتف النقالة على حملات التسويق والترويج لتسليط الضوء على هذه المزايا. وهذا في حد ذاته سيدفع شركات الهواتف لتوظيف الكثير من خريجي أقسام التسويق للاستعانة بهم للخروج من دائرة الركود.
وقد عبّر إيلون ماسك- وهو أحد عمالقة المستثمرين في الذكاء الاصطناعي- عن اعتقاده بضرورة إتاحة ونشر ابتكارات الأكواد الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي للجميع وأنه لا يجوز كتمانها لضمان الشفافية وعدم احتكار العلم. لهذا رفع دعوى قضائية ضد شركة "أوبن أيه آي" مطلع مارس الجاري، واتهمها بالتخلي عن حماية البشرية من أضرار الذكاء الاصطناعي لعدم مشاركتها الآخرين لتلك الأكواد وذلك لأنها ترى - من وجهة نظرها- أن النشر يهدد الأمن القومي للدول.
ويُعبِّر الصراع القضائي في أروقة المحاكم الأمريكية عن وجهات النظر المتعارضة بين المهيمنين على الذكاء الاصطناعي حول كيفية تطوير أدوات الذكاء وتأثيرها على أمن واستقرار الدول.
ختامًا.. يبقى التساؤل هل ستمضي مسيرة التطور في الذكاء الصناعي للأمام؟ أم سنشهد تأجيلًا آخر لثورة تبدو من بعيد أنها آتية لتنقل البشرية إلى عهد جديد لم تعرفه من قبل؟!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ثورة جديدة في الذكاء الاصطناعي.. كيف يُغير DeepSeek قواعد اللعبة؟
عززت الصين مكانتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الإطلاق الرسمي لتطبيق DeepSeek، وهو منصة دردشة قائمة على الذكاء الاصطناعي، طورتها شركة ناشئة تأسست عام 2023. يعتمد التطبيق على نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر منخفض التكلفة، يُعرف بـ DeepSeek R1، والذي أظهر كفاءة عالية تنافس نظائره من OpenAI وMeta Platforms Inc، مع ميزة التفوق في خفض التكاليف بشكل كبير.
تأثير ثوري في مشهد الذكاء الاصطناعيرحّب المهندس حاتم القاضي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Diamond Professional Consultant، الرائدة في حلول إدارة الأداء وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، بهذه الخطوة التي وصفها بأنها تحول جذري في قواعد اللعبة عالميًا.
وأشار القاضي، وهو خبير بارز في تحليل البيانات، إلى أن تكلفة التطبيق كانت أحد أبرز التحديات التي تعيق انتشار الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال والتمويل. ومع دخول DeepSeek السوق، من المتوقع أن تتسارع وتيرة اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات بشكل يفوق التوقعات السابقة.
DeepSeek AI الصيني يقلق هيئة حماية البيانات الإيطالية كاسبرسكي: صفحات مزيفة لسرقة بيانات مستخدمي DeepSeek مستقبل الأعمال في ظل الذكاء الاصطناعيوأكد القاضي أن للذكاء الاصطناعي تأثيرًا واسع النطاق على قطاع الأعمال، إذ يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتطوير الخدمات، وتعزيز الابتكار، وتحليل البيانات بفعالية أكبر. كما شدّد على أهمية مراجعة الشركات لنماذج أعمالها وتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان تحقيق أقصى استفادة من التطورات المتسارعة في هذا المجال.
تحديات وفرص جديدةوأوضح القاضي أن الأيام المقبلة ستكشف المزيد من التفاصيل حول التكلفة والتكنولوجيا المستخدمة، خاصة فيما يتعلق بوحدات معالجة الرسومات. وأشار إلى أن نموذج LLM المبتكر الذي تقدمه DeepSeek سيكون له تأثير جوهري على تكلفة تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما سيساهم في إطلاق موجة جديدة من الابتكار وتعزيز تكافؤ الفرص بين الشركات الصغيرة والناشئة، في مواجهة اللاعبين الكبار في هذا المجال. ومع ذلك، نبه إلى التحديات المرتبطة بالاستخدام الأخلاقي واستدامة السوق.
Diamond تستعد لإطلاق تطبيق Zakaaكشف القاضي عن استعداد Diamond لإطلاق تطبيق ZAKAA، الذي يستهدف دعم صُنّاع القرار في قطاعات متعددة، مثل الحكومة، والرعاية الصحية، والنفط والغاز، والخدمات المالية. ومن خلال الاستفادة من 300 مؤشر لقياس الأداء، سيمكن التطبيق الرؤساء التنفيذيين، والمديرين الماليين، وكبار المسؤولين التنفيذيين من اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على بيانات دقيقة وتحليلات متقدمة.