الإعلامية مشاعل القاسمية: مهنة الإعلام رسالة ومسؤولية.. وأسعى للموازنة بين البيت والعمل
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
يواجه الكثير من العاملين في المجال الإعلامي تحديات اجتماعية كثيرة، إذ إن الكثير من الصحفيين والإعلاميين لا يتمكنون من الانخراط بشكل كبير في المناسبات الاجتماعية، نظرا لانشغالهم بأداء عملهم الذي يتطلب جهدا كبيرا ووقتا مضاعفا.
وفي رمضان تزداد هذه التحديات، إذ تفتقد الإعلامية والناشطة الاجتماعية مشاعل القاسمية تجمعات الأسرة والأصدقاء بسبب أوقات عملها التي تبدأ من بعد صلاة المغرب لتقديم برنامج "نجم الإنشاد" في نسخته السادسة.
وتوضح القاسمية: "البعض يعتقد أن الإعلامية لا تمارس دورها كربة بيت وهذا مفهوم خاطئ، فالإعلامية تمتهن الإعلام وحالها كمثيلاتها ممن يعملن في قطاعات أخرى مثل التعليم والطب والهندسة، فهي تقضي حياتها كأي امرأة، تبدأ بتجهيز سفرة رمضان وتسعى جاهدة أن تؤدي دورها كأم ومعلمة لأبنائها".
وعن الطقوس الرمضانية، تقول مشاعل القاسمية: "لابد أن تكون هناك مساحة للعبادة وممارسة الشعائر الدينية، وقد يكون هذا الوقت في بداية الصباح بعد ذهاب الأطفال إلى المدرسة، أو في منتصف الليل بعد العودة من العمل".
وتبين أنها لا تخصص قائمة لمائدة الإفطار الرمضانية، بل إنها تعتمد على تجهيز الطعام الصحي، مضيفة: "المهم أن يتناول أفراد العائلة طعاما صحيا في رمضان، والابتعاد عن الأطعمة التي قد تسبب أعراضا جانبية، ولقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (صوموا تصحوا) ولذلك يجب أن نراعي في تجهيز الطعام كل أفراد العائلة مثل كبار السن والأطفال والمرضى والتقليل من الزيوت والمعجنات".
وتشير الإعلامية مشاعل القاسمية إلى أنها وضعت برنامجا رمضانيا مع أبنائها، مبينة: "اتفقنا على فتح الحصّالات الخاصة بهم وتوزيع جزء من المبالغ التي جمعوها على المحتاجين، لغرس مفاهيم الصدقة والعطاء في نفوسهم وتلمس احتياجات الآخرين، كما أنني حريصة على ارتباطهم بالمجتمع من حولهم من خلال الزيارات العائلية ومشاركة أطباق الطعام مع الجيران".
وفي المجال العملي، تؤمن القاسمية بمفهوم المذيع الشامل خاصة في البرامج الجماهيرية، موضحة: "كوني معدة برامج لا ينفصل عن كوني مقدمة برامج، والبرامج الجماهيرية تحتاج إلى جهد كبير وتنسيق بين جميع أفراد فريق العمل، ومعد البرامج يجب أن يعمل على برنامجه بحب حتى تلقى قبولا عند الجمهور المستهدف، إذ إن الكلمة التي يتلقاها المستمع يجب أن تكون محملة بالمشاعر الصادقة".
وأكدت مشاعل القاسمية دعم أسرتها لها بشكل كبير، موجهة نصيحتها إلى كل من يدرس أو تخرج في مجال الإعلام قائلة: "إذا دخلت المجال دون رسالة فلا تكمل الطريق، وإذا دخلت المجال فأخلص في المهنة وأخلص لرسالتك ولا تكون إمعة ولا تتبع القطيع، حافظ على ثروات هذا البلد، وقدم رسالتك بمهنية، طور من نفسك يوما بعد يوم، لا تغرك الشهرة ولا الوصول، احسب خطواتك صح وكمل المشوار، وتذكر أنك ابن وطن عزيز والوطن يستحق منك رسالة سامية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهنة يلعب بها الاندثار والوراثة|أسرار وخبايا يتحدث عنها أقدم سمكري في سوهاج
في حي شعبي عتيق يسمى القيسارية بقلب محافظة سوهاج، الذي يعبق بذكريات منذ زمن الملك فاروق، يستمر الحاج جمال صبري الملهلب، صاحب الـ72 عامًا، في ممارسة مهنة السمكرة التي ورثها عن أجداده منذ ذلك الوقت.
تعلم "جمال" المهنة منذ صغره من والده الذي عمل بها في أيام الزمن الجميل، عندما كانت السمكرة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس.
وقال الحاج جمال بابتسامة تعبق بالحنين، في بثًا مباشرًا عبر صدى البلد:" زمان كانت السمكرة مهنة لا غنى عنها. كان الناس يقبلون على تصليح كل شيء من أدوات المطبخ حتى أدوات الزراعة".
وأكد أن الآن انخفض الإقبال بسبب وفرة المنتجات الجاهزة وارتفاع أسعار الخامات، لكنني لا زلت أرى في هذه المهنة إرثًا يستحق أن يظل حيًا.
السمكرة اليوم لم تعد كما كانت، فهي تقترب من الاختفاء، إلا أن الحاج جمال لا يزال يجد عملاءً مخلصين، خاصة من بائعي الكنافة الذين يحتاجون إلى أوعية الكنافة الكبيرة (كوز الكنافة) والصيجان وأدوات أخرى.
بمشاركة 500 واعد من أبناء المحافظة | سوهاج تكتشف مهارات شبابها محافظ سوهاج يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لوحدات الكلى السمكرة مهنة بين الاندثار والوراثة 1000156363 1000156362 1000156359 1000156361 1000156360 1000156358واستكمل حديثه قائلًا:" هؤلاء هم زبائني الدائمون، فهم يعرفون أن جودة العمل اليدوي لا تقارن"، معبرًا عن فخره واعتزازه بالمهنة التي ورثها من اجداده عن والده، ويرى أنها تتطلب مهارات دقيقة وفهمًا عميقًا للخامات.
أدوات السمكرة تشمل المطرقة، الكماشة، المقص الحديدي، وأحيانًا الكاوي، وتستخدم في تقطيع وتشكيل المعادن، سواء كانت ألمنيوم أو نحاسًا أو حتى زنكًا.
وبفضل تطور المواد المستخدمة اليوم، أصبحت الخامات أكثر جودة، لكن الأسعار ارتفعت كثيرًا، مما أدى لتراجع الإقبال مقارنة بالماضي.
ورغم ذلك، لا يخطط الحاج جمال للتخلي عن ورشته التي تعبق برائحة المعدن والدخان، يقول بعزيمة قوية:" سأورث ابني هذه المهنة حتى يبقى مكان أجدادي مفتوحًا، إنها جزء من هويتنا وتراثنا".
تظل السمكرة، على يد الحاج جمال، شاهدة على عصر ذهبي في الحرف اليدوية، ومثالاً نادرًا على الحب والإخلاص لمهنة باتت على وشك الاندثار، يحافظ على أسرارها ويورثها لجيل جديد، يأمل أن يحافظ على ما تبقى من ذاكرة الحي وروح المهنة الأصيلة.