“التضمير” رحلة “النصر” الشاقة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
تُمثّل سباقات الهجن جوهراً ثقافياً براقاً على امتداد الوطن، حيث عُرفت بأنها رياضة الآباء والأجداد، والتي يعود تاريخها لمئات السنين، مما جعل مجالاتِ المهن المرتبطة بها لا تموت حتى مع ما تشهده المجتمعات من حداثة بمرور الزمن، وذلك نظراً للاعتزاز الكبير الذي يُولِيه السعوديون للإبل، نظراً للعلاقة التاريخية التي تربطهما ببعض، وهو ما حدا بوزارة الثقافة إلى أن تَسِمَ عام 2024 بـ “عام الإبل”، وذلك بهدف تأصيل مكانتها الراسخة باعتبارها موروثاً ثقافياً يعكس الهوية السعودية.
وعلى الرغم من الزخم الكبير الذي يصاحب سباقاتِالهجن، من حملاتٍ إعلامية، وحماس وترقُّب الجماهير،والاستعدادات الكبيرة من قِبل أصحاب ومُلّاك الإبل، والاحتفالات بفوز النُّوق المتسابقة في نهاية الجولات، إلا أن هناك مهنةً متوارية عن الأنظار، رغم أهميتها التي تتجاوز مسافاتِ السباق، لكون رحلتها تنطلق من جذور التعامل مع سلالة النُّوق المتسابقة، مروراً بعملية تغذيتها ورعايتها المستدامة، وصولاً إلى التتويج وتحقيق قصص الأمجاد والبطولات الفريدة، وهي مهنة “المُضمِّر” الذي يقوم بترويض الهجن من خلال عدة مراحل، يتم فيها تعويدها على الانصياع للأوامر، وتدريبها على الجري السريع.
وعند الحديث عن الدور المهم لـ “المُضمِّر” في تأهيل “المطايا”، تبرُز قدرته بوضوح على تمييز “الناقة السبوق”، إذ تظهر عدة دلائل تُلقي الضوء على كفاءتها، ويأتي في المقدمة نسبُ الناقة والذي قد يكون المؤشر الرئيسي، فإذا كانت نتاجَ فحلٍ أو ناقةٍ سبوق فمن المرجح أن تحتضن سرعة الركض كصفةٍ موروثة، ويتجلّى حِذقُالمُضمِّر في استنتاج مؤشرات أخرى مثل القوام واللون وشكل الأذنين، مما يجعل المطيّةَ الخيارَ الأمثل في عروض السباقات.
وبعد اختيار الناقة السبوق يَظهَر التباينُ والتنوّع فيأساليب التدريب بين المُضمِّرين، ورغم هذا التنوع فقد اتّضح أن هنالك قواعد أساسية تُتَّبع، وتتمثل في تحديد أنواع الغذاء المناسبة، واستخدام الأدوية الملائمة، ومع ذلك يحتلّ كلُّ مُضمِّر مكانةً فريدة بتوجيه خطط تدريبٍ مُلائمة، تأخذ في اعتبارها مُتغيِّراتٍ مثل عمر المطيّة وسرعتها، ونوع السباقات المستهدفة.
اقرأ أيضاًUncategorizedجامعة الأمير سلطان تطلق برنامجاً للبحث والتطوير مع باحثين من أشهر جامعات العالم لتطوير واستكشاف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي
وفي الربيع الأول من عمر المطيّة تنطلق عملية التضمير، وتنقسم إلى ثلاث مراحل تدريبية، تبدأ “بالعسافة أو الترويض” حيث يوضع “الخطام” في رأس المطيّة، وتُقيَّد اليدان بحبل القيد لكي تُربط في مُثبِّتٍ بالأرض، وذلك بهدف تعليمها على عدم الحركة وتحقيق الانضباط، وتنقاد المطيّة بعد ذلك لمُضمِّرها لتعليمها على المشي الحر والتبريك بواسطة العصا، وَيَلي ذلك وضع “الشداد“المُحمَّل بالأثقال لتدريبها على التحمّل ثم تُترك المطيّة بوضعيةٍ ثابتة وَيَلي ذلك المشي، ثم يركب المُضمِّر على مطيّةٍ يُطلَق عليها “المقلُوصة” وهي ناقة مُدرَّبة، وبحسب سرعة الاستجابة تنتهي مرحلة العسافة.
تَعقُب هذه المرحلةَ “التدريبُ للمشاركة في السباق”، ويلزم أن تتم هذه المرحلة خلال فصل الشتاء، فإذا صادفَت بدايةَفصل الصيف تتوقف السباقات، وتدخل المطيّة في حالةٍتُسمَّى “المَقِيظ”، حيث تُعدُّ فترةَ غذاءٍ وراحة، وتأخذ المرحلة الثانية منحنياتِها ابتداءً من تدريب المطيّة على المشي والشداد على الـ “مقلُوصة”، ولا تستدعي تلك الخطوة وجود راكب، وتنطلق المطيّة بمسافاتٍ قصيرة حوالي أربعة أو خمسة كيلومترات يومياً، ويزداد طولُالمسافة تدريجياً مع التركيز على جوانب الطاعة وسرعة الاستجابة، ثم تبدأ المطيّة بالتدريب على “الخبب” أو الركض مع الركوب لمسافات قصيرة، تَتبُعها مرحلةُ المشي لتهدئة العضلات والتنفّس، ويستمر التدريب صباحاًومساءً لمدة عشرين يوماً.
وتُمثّل مرحلةُ “التفحيم” آخرَ مراحل التضمير، إذ يتم تقليل كمية الطعام بالمساء، وكذلك الماء لمدة يوم، كما تُمنع المطيّةُ من الشعير وفي المقابل يٌقدَّم لها فقط القتّالأخضر “البرسيم” بهدف تخفيف وزن الجسم، وفي الختام يتم تقييم لياقة المطيّة وسرعتِها وذلك من خلال “العدو” الركض السريع، إذ تبدأ المسافةُ بكيلومترين، وتزداد بمقدار كيلومتر كل أسبوع حتى تصل إلى ست كيلومترات، وعند نجاح المطيّة في هذه المرحلة يتم إعلان جاهزيّتها للمشاركة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الم ضم
إقرأ أيضاً:
مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”
سبأ :
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشدا مليونيا في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
وأكدت الجماهير التي خرجت تحت الأمطار استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأدانت استمرار أمريكا في استخدام حق النقض “الفيتو” لعرقلة قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذا الفيتو يكشف مجدداً أن أمريكا هي الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل واتخاذ موقف قوي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المجرم، والتنديد بموقف وعرقلة الإدارة الأمريكية لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، ومواصلة المضي على خطى الشهداء في العطاء والبذل والتضحية لردع كل طواغيت العصر.
ورددت الهتافات المؤكدة على أن دماء الشهداء الأبرار هزمت دول الاستكبار، وأن مشروع شهيد القرآن أفشل مشروع الشيطان.. مؤكدة أن أمريكا سبب الحروب ورأس العدوان على غزة ولبنان، وعدوة كل الشعوب.
وهتفت بالشعارات المناهضة لقوى العدوان والاستكبار العالمي، والمؤكدة على أن يمن العزة والإسلام أسقط هيبة إبراهام، مجددة التأكيد على جهوزية الشعب اليمني لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرة لفلسطين ولبنان.
وأشار بيان صادر عن المسيرة ألقاه قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل الوهبي، إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه كذلك في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل وصمت عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.
وأكد استمرار الخروج الأسبوعي بمسيرة مليونية، استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، ومساندين للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور، حتى النصر بإذن الله.
وأوضح البيان، أنه في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمانٍ وثباتٍ على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، نؤكد استمرارانا في رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداةِ إلى دينه، دون تردد أو تراجع.
وأضاف “وبكل ما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كل أشرار العالم، متأسين بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾”.
وتوجه بالحمد والشكر لله والثناء عليه سبحانه وتعالى على ما منّ به علينا من انتصارات متواصلة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام لينكولن) على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة.
ودعا البيان، مجاهدي القوات المسلحة إلى مواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله.. وأضاف “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الأشنع والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجز مجلس الأمن مجدداً في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان؛ كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا.
كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وأدان واستنكر الاساءات المتكررة والمستمرة لمقدساتنا من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين، بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة، تمهيداً لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وجدد البيان، الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف فعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
إلى ذلك تلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2″، وأن العملية حققت هدفها بنجاح.. مؤكدا أنه ورداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان ستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.