صحيفة الجزيرة:
2024-12-27@09:41:04 GMT

“التضمير” رحلة “النصر” الشاقة

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

“التضمير” رحلة “النصر” الشاقة

تُمثّل سباقات الهجن جوهراً ثقافياً براقاً على امتداد الوطن، حيث عُرفت بأنها رياضة الآباء والأجداد، والتي يعود تاريخها لمئات السنين، مما جعل مجالاتِ المهن المرتبطة بها لا تموت حتى مع ما تشهده المجتمعات من حداثة بمرور الزمن، وذلك نظراً للاعتزاز الكبير الذي يُولِيه السعوديون للإبل، نظراً للعلاقة التاريخية التي تربطهما ببعض، وهو ما حدا بوزارة الثقافة إلى أن تَسِمَ عام 2024 بـ “عام الإبل”، وذلك بهدف تأصيل مكانتها الراسخة باعتبارها موروثاً ثقافياً يعكس الهوية السعودية.

وعلى الرغم من الزخم الكبير الذي يصاحب سباقاتِالهجن، من حملاتٍ إعلامية، وحماس وترقُّب الجماهير،والاستعدادات الكبيرة من قِبل أصحاب ومُلّاك الإبل، والاحتفالات بفوز النُّوق المتسابقة في نهاية الجولات، إلا أن هناك مهنةً متوارية عن الأنظار، رغم أهميتها التي تتجاوز مسافاتِ السباق، لكون رحلتها تنطلق من جذور التعامل مع سلالة النُّوق المتسابقة، مروراً بعملية تغذيتها ورعايتها المستدامة، وصولاً إلى التتويج وتحقيق قصص الأمجاد والبطولات الفريدة، وهي مهنة “المُضمِّر” الذي يقوم بترويض الهجن من خلال عدة مراحل، يتم فيها تعويدها على الانصياع للأوامر، وتدريبها على الجري السريع.

وعند الحديث عن الدور المهم لـ “المُضمِّر” في تأهيل “المطايا”، تبرُز قدرته بوضوح على تمييز “الناقة السبوق”، إذ تظهر عدة دلائل تُلقي الضوء على كفاءتها، ويأتي في المقدمة نسبُ الناقة والذي قد يكون المؤشر الرئيسي، فإذا كانت نتاجَ فحلٍ أو ناقةٍ سبوق فمن المرجح أن تحتضن سرعة الركض كصفةٍ موروثة، ويتجلّى حِذقُالمُضمِّر في استنتاج مؤشرات أخرى مثل القوام واللون وشكل الأذنين، مما يجعل المطيّةَ الخيارَ الأمثل في عروض السباقات.

وبعد اختيار الناقة السبوق يَظهَر التباينُ والتنوّع فيأساليب التدريب بين المُضمِّرين، ورغم هذا التنوع فقد اتّضح أن هنالك قواعد أساسية تُتَّبع، وتتمثل في تحديد أنواع الغذاء المناسبة، واستخدام الأدوية الملائمة، ومع ذلك يحتلّ كلُّ مُضمِّر مكانةً فريدة بتوجيه خطط تدريبٍ مُلائمة، تأخذ في اعتبارها مُتغيِّراتٍ مثل عمر المطيّة وسرعتها، ونوع السباقات المستهدفة.

اقرأ أيضاًUncategorizedجامعة الأمير سلطان تطلق برنامجاً للبحث والتطوير مع باحثين من أشهر جامعات العالم لتطوير واستكشاف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي

وفي الربيع الأول من عمر المطيّة تنطلق عملية التضمير، وتنقسم إلى ثلاث مراحل تدريبية، تبدأ “بالعسافة أو الترويض” حيث يوضع “الخطام” في رأس المطيّة، وتُقيَّد اليدان بحبل القيد لكي تُربط في مُثبِّتٍ بالأرض، وذلك بهدف تعليمها على عدم الحركة وتحقيق الانضباط، وتنقاد المطيّة بعد ذلك لمُضمِّرها لتعليمها على المشي الحر والتبريك بواسطة العصا، وَيَلي ذلك وضع “الشداد“المُحمَّل بالأثقال لتدريبها على التحمّل ثم تُترك المطيّة بوضعيةٍ ثابتة وَيَلي ذلك المشي، ثم يركب المُضمِّر على مطيّةٍ يُطلَق عليها “المقلُوصة” وهي ناقة مُدرَّبة، وبحسب سرعة الاستجابة تنتهي مرحلة العسافة.

تَعقُب هذه المرحلةَ “التدريبُ للمشاركة في السباق”، ويلزم أن تتم هذه المرحلة خلال فصل الشتاء، فإذا صادفَت بدايةَفصل الصيف تتوقف السباقات، وتدخل المطيّة في حالةٍتُسمَّى “المَقِيظ”، حيث تُعدُّ فترةَ غذاءٍ وراحة، وتأخذ المرحلة الثانية منحنياتِها ابتداءً من تدريب المطيّة على المشي والشداد على الـ “مقلُوصة”، ولا تستدعي تلك الخطوة وجود راكب، وتنطلق المطيّة بمسافاتٍ قصيرة حوالي أربعة أو خمسة كيلومترات يومياً، ويزداد طولُالمسافة تدريجياً مع التركيز على جوانب الطاعة وسرعة الاستجابة، ثم تبدأ المطيّة بالتدريب على “الخبب” أو الركض مع الركوب لمسافات قصيرة، تَتبُعها مرحلةُ المشي لتهدئة العضلات والتنفّس، ويستمر التدريب صباحاًومساءً لمدة عشرين يوماً.

وتُمثّل مرحلةُ “التفحيم” آخرَ مراحل التضمير، إذ يتم تقليل كمية الطعام بالمساء، وكذلك الماء لمدة يوم، كما تُمنع المطيّةُ من الشعير وفي المقابل يٌقدَّم لها فقط القتّالأخضر “البرسيم” بهدف تخفيف وزن الجسم، وفي الختام يتم تقييم لياقة المطيّة وسرعتِها وذلك من خلال “العدو” الركض السريع، إذ تبدأ المسافةُ بكيلومترين، وتزداد بمقدار كيلومتر كل أسبوع حتى تصل إلى ست كيلومترات، وعند نجاح المطيّة في هذه المرحلة يتم إعلان جاهزيّتها للمشاركة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الم ضم

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تبتكر روبوتًا قابلا للارتداء يساعد مرضى الشلل النصفي على المشي

ابتكر باحثون من كوريا الجنوبية روبوتًا خفيف الوزن قابلا للارتداء يمكنه مساعدة المصابين بالشلل النصفي على المشي وتخطي العوائق وصعود الدرج.

وقال فريق مختبر إكسوسكيلتون (الهيكل الخارجي) في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا إن هدفهم هو صنع روبوت يتكامل بسلاسة في الحياة اليومية للأفراد ذوي الإعاقة.

وعرض كيم سونغ هوان، أحد أعضاء الفريق، والذي يعاني الشلل النصفي، النموذج الأولي الذي ساعده على المشي بسرعة 3.2 كيلومترات في الساعة، وصعود مجموعة من السلالم، واتخاذ خطوات جانبية للانزلاق والجلوس على مقعد.

وأضاف "يمكنه الاقتراب مني في أي مكان أكون فيه، حتى عندما أجلس على كرسي متحرك، ويمكن ارتداؤه لمساعدتي على الوقوف، وهي واحدة من أبرز ميزاته".

ويصل وزن الروبوت، الذي أطلق عليه اسم "ووك أون سوت إف-1″، إلى 50 كيلوغراما ويحتوي على 12 محركا إلكترونيا تحاكي حركات المفاصل البشرية في أثناء المشي.

وقال بارك جونج سو، أحد أعضاء الفريق إنه استلهم فكرته من فيلم "الرجل الحديدي". وأضاف "بعد مشاهدة فيلم الرجل الحديدي، فكرت أنه سيكون من الرائع أن أتمكن من مساعدة الناس باستخدام الروبوت في الحياة الواقعية".

ولضمان توازن المستخدم في أثناء المشي، تم تجهيز الروبوت بأجهزة استشعار على باطن القدمين وفي الجزء العلوي من الجسم، تراقب ألف إشارة في الثانية وتتوقع الحركات التي يرغب المستخدم في القيام بها.

إعلان

وقال بارك إن العدسات الموجودة في مقدمة الروبوت تعمل كعينين وتقوم بتحليل محيطه وتحديد ارتفاع السلالم واكتشاف العوائق للتعويض عن نقص القدرة الحسية للمستخدمين المصابين بالشلل النصفي الكامل.

وفاز كيم سونغ هوان بالميدالية الذهبية وهو يرتدي بدلة "ووك أون سوت إف-1" في فئة الهيكل الخارجي في مسابقة كيباثلون 2024، التي شهدت مشاركة مطورين من ذوي الإعاقات الجسدية المختلفة لعرض روبوتات مساعدة في 8 فئات.

وقال كيم "أردت أن أخبر ابني… أنني كنت قادرا على المشي أيضا. أردت أن أشاركه مجموعة متنوعة من التجارب".

مقالات مشابهة

  • منافسات قوية في “مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن ومزاينة الإبل”
  • المشي 5 آلاف خطوة في اليوم يحارب هذا المرض
  • المملكة تكمل استعداداتها لانطلاق “رالي داكار 2025” في 3 يناير المقبل
  • “مضمار اللبسة” يستقبل ماراثون رحلة الهجن ضمن مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ومزاينة الأبل
  • تدشين “دجِيرَة البركة” للكاتب حلواني
  • شاهد بالفيديو.. على أنغام الربابة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص ويتبادلن الأحضان مع الشباب خلال “رحلة” خاصة ويحصلن على أموال طائلة من النقطة
  • روبوت كوري يحقق حلم المشي للمصابين بالشلل النصفي (تفاصيل)
  • ماذا تفعل «رياضة المشي» في جسم الإنسان؟
  • كوريا الجنوبية تبتكر روبوتًا قابلا للارتداء يساعد مرضى الشلل النصفي على المشي
  • النصيري بديلًا لـ” تاليسكا” في النصر