عن حياة العالم الأمريكى الفيزيائى «جى روبرت أوبنهايمر» (J. Robert Oppenheimer)، ودوره في تطوير وصناعة القنبلة النووية التي حسمت الكثير من الأمور خلال الحرب العالمية الثانية، يأخذنا المخرج الشهير «كريستوفر نولان» إلى ملحمة سينمائية جديدة، لا تقل في جاذبيتها عن أفلامه السابقة. وبينما أبحر «نولان» في المستقبل والخيال العلمى بأفلام مثل «Inception»، و«Tenet»، فإنه هذه المرة يعود إلى الماضى، ويبحث في الصراع الذي انتهى نوويا، لصالح دول الحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية بتفجير القنبلة الذرية، وتجددت المخاوف من صراع مماثل وربما أشرس وأكثر تدميرا، بالحرب الروسية في أوكرانيا قبل ما يزيد على عام، بحسب صناع الفيلم.

أخبار متعلقة

فيلم Oppenheimer يحقق 9.1 مليون جنيه في مصر بعد 4 ليالي عرض

بيجو تقدم نموذج Inception المستقبلى فى CES

وكعادة أفلام كريستوفر نولان، تحظى بترقب كبير من جمهور السينما في العالم، إذ بدأ عرض الفيلم في عدد من الدول منذ 20 يوليو الجارى، ومنها مصر، والمفارقة اللافتة أن عروضه شهدت تزاحما كبيرا وإقبالا لمشاهدته في السينمات المصرية، ربما لاسم مخرجه بين صناع السينما ومحبيها في مصر المتهمين بمتابعة الأفلام التي تعتمد على الدراما الحربية والتاريخية والإثارة، وربما لافتقاد الشاشات المصرية لهذه النوعية وسط موجة من الأفلام الكوميدية المصرية التي تعرض بالسينمات منذ أكثر من شهرين، تحديدا منذ موسم عيد الفطر الماضى، مرورا بموسم عيد الأضحى، وصولا إلى موسم الصيف السينمائى الذي تنتشر به أفلام الكوميديا، حتى لنجوم معروفين بأدوارهم الدرامية والأكشن وفى مقدمتهم محمود حميدة وأمير كرارة، المتواجدان بفيملين كوميديين، هما «مطرح مطروح» و«البعبع».

وكعادة أفلام «نولان» أيضا تصل مدة فيلمه الجديد «Oppenheimer» إلى 3 ساعات -180 دقيقة- أو اقتربت منها، وهو ما شهدته أفلام سابقة له منها «Tenet»، الذي خاض سباقا صعبا، إذ كان أول الأفلام التي عرضت عقب فتح الصالات السينمائية بشكل جزئى بعد جائحة «كوفيد-19».

فيلم «Oppenheimer»، سيرة ذاتية، أمريكى، من كتابة وإخراج كريستوفر نولان، ومقتبس من كتاب السيرة الذاتية الأمريكى «بروميثيوس» الحاصل على جائزة «بوليتزر» المرموقة، وهو الكتاب الذي ألفه الكاتبان كاى بيرد ومارتن ج. شيروين عن سيرة الفيزيائى روبرت أوبنهايمر. تكلف الفيلم 100 مليون دولار، وسط توقعات كبيرة بتحقيق ملايين الدولارات، لكن هل تفوق تكلفته؟.. الأمر مختلف كعادة أفلام مخرجه كريستوفر نولان السابقة، الذي شارك أيضا في إنتاجه.

ووفقا لـ«فارايتى» يحتاج الفيلم إلى ما لا يقل عن 400 مليون دولار في جميع أنحاء العالم لتحقيق أرباح، في حين حقق حتى الآن 12 مليون دولار فقط من عروضه الافتتاحية في بعض الدول.

ويجسد الممثل الأيرلندى كيليان مورفى (47 عاما) شخصية العالم الفيزيائى روبرت أوبنهايمر، ويجسد الممثل روبرت داونى جى آر شخصية روبرت شتراوس، بجانب الأمريكى مات ديمون في شخصية ليزلى جروفز، والأمريكى من أصل مصرى رامى مالك في شخصية ديفيد هيل، وتجسد «إيميلى بلانت» شخصية «كيتى أوبنهايمر».

شخصية العالم الفيزيائى روبرت أوبنهايمر جذابة سينمائيا ومليئة بالتحولات والتأثير في العالم بأسره، إذ ارتبط مشواره الممتد من (22 إبريل 1904- 18 فبراير 1967) لأحداث جسام شهدها العالم، إذ كان أوبنهايمر مديرًا لمختبر لوس ألاموس أثناء الحرب العالمية الثانية، ونسب إليه اعتباره «أبوالقنبلة الذرية» لدوره في مشروع مانهاتن، وهو مشروع البحث والتطوير الذي أنتج أول الأسلحة النووية، ويُذكر بأنه الأب المؤسس للمدرسة الأمريكية للفيزياء النظرية التي اكتسبت شهرة عالمية في ثلاثينيات القرن الماضى، فخلال الحرب العالمية الثانية، جُند للعمل في مشروع مانهاتن، وفى عام 1943 عُين مديرًا لمختبر لوس ألاموس التابع للمشروع في نيومكسيكو، حيث كُلف بتطوير أول الأسلحة النووية، ولعبت قيادته وخبرته العلمية دورًا أساسيًا في نجاح المشروع، وفى 16 يوليو 1945، كان حاضرًا في اختبار «ترينيتى» للقنبلة الذرية الأولى.

وبعد الحرب، أصبح أوبنهايمر مديرًا لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسى، وكذلك رئيسًا للجنة الاستشارية العامة المؤثرة لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية، وضغط من أجل السيطرة الدولية على الطاقة النووية، لتجنب الانتشار النووى وسباق التسلح النووى مع الاتحاد السوفيتى، لكنه عارض تطوير القنبلة الهيدروجينية خلال نقاش حكومى 1949-1950 حولها، واتخذ بعد ذلك مواقف بشأن القضايا المتعلقة بالدفاع والتى أثارت غضب بعض الفصائل الحكومية والعسكرية الأمريكية، وأدت هذه المواقف، مع تعامل أوبنهايمر مع أشخاص ومنظمات تابعة للحزب الشيوعى، إلى إلغاء تصريحه الأمنى في جلسة استماع أمنية عام 1954 وتجريده من نفوذه السياسى المباشر، وبعدها واصل إلقاء المحاضرات والكتابة والعمل في الفيزياء، وبعد 9 سنوات، منحه الرئيس جون كينيدى جائزة إنريكو فيرمى كبادرة لإعادة التأهيل السياسى.

ويعد فيلم «Oppenheimer» أول نص كتبه كريستوفر نولان بصيغة المتكلم، لأنه أراد نقل السرد من منظور أوبنهايمر، واختار التبديل بين المشاهد الملونة والأبيض والأسود، لنقل الفيلم من منظور موضوعى وشخصى، بحسب مخرجه كريستوفر نولان، وكان على فريق الإنتاج أن يتخيل تصورات أوبنهايمر لعالم موجات الطاقة، وبدأ نولان بمحاولة العثور على «الخيط الذي يربط عالم الكم، واهتزاز الطاقة، ورحلة أوبنهايمر الشخصية»، وسعى إلى تصوير الصعوبات في حياته، واستوحى أيضًا من مخاوفه من المحرقة النووية، حيث عاش «أوبنهايمر» خلال حملة نزع السلاح النووى والاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية في جرينهام كومون، مشيرًا إلى أنه «فى حين أن علاقتنا بهذا الخوف قد انحسرت مع مرور الوقت، لم يختف التهديد بحد ذاته»، في حين أن الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022 قد تتسبب في عودة القلق النووى.

تضمن التصوير استخدام متفجرات حقيقية لإعادة إنشاء اختبار «ترينيتى» النووى، وتجنب استخدام الرسومات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، إذ تم إنشاء مجموعة خاصة باستخدام «البنزين والبروبان ومسحوق الألمنيوم والمغنيسيوم» أثناء استخدام المنمنمات للتأثير العملى، أشار إليها «سكوت آر فيشر» مشرف المؤثرات الخاصة في الفيلم باسم «الشخصيات الكبيرة»، حيث حاول الفريق جعل النماذج كبيرة بقدر الإمكان، كما تم بناء بلدة من الصفرعلى طراز الأربعينيات للفيلم.

واستخدم الفيلم مزيجًا من نسق تقنية «آيماكس» بحجم 65 مم، كما أنه أول فيلم يصور أقسامًا بنسق «آيماكس» بالأبيض والأسود.

وبدأ تصوير الفيلم أواخر فبراير 2022، بعد أسابيع من مرحلة ما قبل الإنتاج في نيو مكسيكو، وصورت فلورا ابنة نولان الكبرى مشهدًا لعبت فيه دور امرأة شابة في انفجار، كجزء من رؤية أوبنهايمر، وكانت نيته في تضمين المشهد توجيه رسالة أنه «إذا قمت بإنشاء القوة التدميرية المطلقة، فستدمر أيضًا أولئك القريبين منك والأعزاء عليك»، وشعر أن القيام بذلك هو أفضل طريقة للتعبير عنها، بحسب تصريحات له سبقت طرح الفيلم، الذي يغوص في أجواء حربية وتأثيراتها على البشرية كأفلام سابقة له مثل «Dunkirk».

فيلم Oppenheimer فيلم Inception

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين فيلم Oppenheimer زي النهاردة الحرب العالمیة الثانیة کریستوفر نولان

إقرأ أيضاً:

المستقبل بعد الحرب على حماس وحزب الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!

#المستقبل بعد #الحرب على #حماس و #حزب_الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!

بقلم : د. لبيب قمحاوي

التاريخ: 03/10/2024

وأخيراً انطلق الوحش الإسرائيلي من عقاله دون رادع أخلاقي أو وازع إنساني ليعيث في الشرق الأوسط تدميراً وقتلاً وسيطرة لا حدود لها أو لأطماعها وتهديداً مباشراُ لدول الشرق الأوسط بعد أن داس بقدميه استقلال ارادة العرب وكرامتهم وقدرتهم على استشراف ما هو مطلوب لحماية مصالحهم ، وبعد أن هدد رئيس حكومتها المتطرفه بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي في الأممم المتحدة في خطابه يوم الجمعة 27/9/2024 حيث جَاَهَرَ بما معناه أن من يعارض رغبات إسرائيل ومصالحها سوف يلقي العقاب التلمودي ممزوجاً بالتطرف الصهيوني الدموي الحاكم في إسرائيل .

مقالات ذات صلة إعلان نتائج ترشيح الدورة الثالثة للمنح الخارجية 2024/10/02

الآن وقد أتم العدوان الإسرائيلي على إقليم غزة و”حماس” عامه الأول ، وبعد أن قامت إسرائيل بتوجيه ضربات قاتله إلى حزب الله من خلال إغتيال قياداته وأمينه العام مستعملين أرقى أشكال التكنولوجيا الأمريكية ممزوجة بقدرات استخبارية متفوقة وبقوة عسكرية تدميرية هائلة إستُعْمِلَتْ لتدمير البنية التحتية لمواقع ومؤسسات وأسلحة ومستودعات حزب الله والعديد من المباني المدنية والقرى والمدن في الدولة اللبنانية ، فإن إسرائيل قد ابتدأت بتوجيه رسائلها أو مطالبها أو تهديدها إلى دول الشرق الأوسط وأحياناً إلى العالم بشكل عام ، معتبرة نفسها ، دون وجه حق ، بأنها القوة المنتصرة والقوة المتفوقة عسكرياً وتكنولوجياً في الشرق الأوسط مما يعطيها الحق بأن تفرض ارادتها على الجميع دون أي اعتبار للقانون الدولي والشرعة الدولية . وقد عَبَّر وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت يوم الأحد الموافق 29/9/2024 عن هذا التوجه الإسرائيلي بصلافة ووقاحة لا حدود لها عندما صَرَّحَ بقوله ” لن نتراجع حتى إختفاء كل أعداء إسرائيل ” ، وكذلك عندما عَلـَّق على الغارات الإسرائيلية على اليمن بقوله “لا يوجد مكان بعيد جداً بالنسبة لإسرائيل” مما يحمل تهديداً مبطناً للعديد من دول العالم ومنها إيران وتركيا .

السؤال الصامت الذي يدور الآن في ذهن الكثيرين يتمحور حول ما حصل وجعل تنظيماً عريقاً مثل حزب الله بأسلحته الصاروخية المتقدمة نسبياً وبوجوده ضمن حاضنة صديقة ومفتوحة مثل لبنان لا يصمد أكثر من أسبوعين أمام هجمات إسرائيل الإستخباراتية والتقنية والتدميرية العسكرية مقارنة بتنظيم صغير مثل حماس نمى في بيئة معادية بحكم الاحتلال وبإمكانات عسكرية ومادية محدودة وفي منطقة خاضعة للحصار المستمر من قبل الإحتلال لمدة تقارب عقدين من الزمن وبترسانة أسلحة صاروخية بدائية نسبياً ، وموارد محدودة تتطلب الحرص والرصانة في الاستعمال والتخطيط والتنفيذ ؟ الاجـابة على هذا التساؤل قد تشيـر إلى وجـود درجة عاليـة نسبياً من التقليدية والنمطية في أسلوب عمل حزب الله وطريقـة إتخـاذ القرارات فيه ، وكذلك حركة وتنقل ومقار إقامة قياداته مما وَفـَّر لإسرائيـل الفرصة للمراقبة والتتبع لحركة ومكان إقامة قادته وأماكن اجتماعاتهم مما أضر بسرية التنظيم ومَكنَّ الإسرائيليين من بـناء قـاعـدة معـلومات ساعـدت في إتخـاذ قرارات الإغتيـال أو التدميـر أو الإختـراق …. الخ .

وفي المقابل فقد أدت بيئة الإحتلال المعادية إلى جعل حركة حماس وقيادتها أكثر وعياً لإمكانية وخطورة تغلغل أعوان الإحتلال بين صفوفها مما جعلها بالتالي أكثر تقديراً ووعياً لأهمية سرية التنظيم وترابطه وضرورة فصل السياسي عن العسكري تعزيزاً لمبدأ السرية . وبحكم الحصار الإسرائيلي المتواصل على إقليم غزة ، فقد نشأ تنظيم حماس ضمن أجواء الإعتماد على النفس أولاً ومن ثم قبول أية مساعدات قد تأتي من

جهات صديقة دون الإعتماد عليها وعلى دعمها بشكل مطلق مما قد يجعل قراراته رهينة لإرادة الآخرين ومصالحهم ، وهكذا كان .

على ضوء التطورات العسكرية الأخيرة في حرب إسرائيل على حماس في غزه وحزب الله في لبنان ، يمكن تلخيص أهم الأهداف والمطالب الإسرائيلية الاستراتيجية في المستقبل المنظور بما يلي :

أولاً : إعتبار مفهوم المقاومة لإسرائيل بشكل عام ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي أو المشاريع الإسرائيلية التوسعية بشكل خاص أمراً غير مسموح به ، ويدخل في خانة المحرمات وأنه بالتالي سوف تتم مقاومته والتصدي له بإستعمال إسرائيل لقوة التدمير العسكري والتكنولوجي بشكل غاشم بالإضافة إلى أي سلاح آخر بما في ذلك الاغتيالات .

ثانياً : كسر عنفوان الشعب الفلسطيني ومِنْ ورائه الأمة العربية وادخالهم في نفق اليأس والقنوط من امكانية مقاومة الاحتلال وذلك من خلال استكمال واستمرار أعمال القتل الجماعي والتدمير الوحشي في إقليم غزة والضفة الفلسطينية ، مستعينة من أجل ذلك بأمريكا أولاً ومن ثم بالسلطة الفلسطينية والأنظمة العربية المطبعة مع اسرائيل أو المرتبطة معها بطريقة أو بأخرى .

ثالثاً : إعادة تشكيـل إقليم الشرق الأوسط وإخضاع دُوَلِـهِ للهيمنة الإسرائيلية من خلال الترهيب والتخويف والتلويح بسطوتها العسكرية والتقنية ، وكذلك من خلال الدعم اللامحدود الذي توفره أمريكا على إعتبار أن إسرائيل يجب أن تكون و أن تبقى القوة الرئيسية المهيمنة في إقليم الشرق الأوسط ، مما يتطلب إثارة عوامل الخوف والرعب لدى دول الإقليم من قدرات إسرائيل الاستخبارية والتقنيه والعسكرية فيما لو تفاعلت الأمور إلى حد الصدام العسكري لأي دولة شرق أوسطية مع الكيان الإسرائيلي .

رابعاً : إلغاء مفهوم التعاون الاقليمي ضد إسرائيل مثل “محور المقاومة” وإيصال الفلسطينيين إلى القناعة بعدم إمكانية الإعتماد على دول أخرى في الإقليم لتوفير الدعم لهم لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي ومخططاته . وتهديد إسرائيل الأخير بقصف الطائرات الإيرانية المدنية فيما لو هبطت في المطارات اللبنانية والسورية وتهديد مطارات تلك الدول بالقصف إذا ما تم ذلك ، يأتي في هذا السياق وفي سياق فرض الهيمنة الإسرائيلية على دول الشرق الأوسط دون أي إعتبار لمفاهيم السيادة الوطنية على الأرض والمياه والأجواء طبقاً للقانون الدولي .

خامساً : إعتبار الاغتيالات سلاحاً مشروعاً بالنسبة لإسرائيل وعملاً ارهابياً بالنسبة للآخرين خصوصاً إذا ما تم استعماله ضد الإسرائيليين حتى ولو كانوا معتدين ، ونفس الأمر ينطبق على كافة أشكال المقاومة للإحتلال الإسرائيلي . وهذا يفسر مفهوم أمريكا وإسرائيل الإنتقائي في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني.

هذا بخصوص أهم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل ، أما بخصوص الأهداف المرحلية التي تشكل جزأً أساسياً وقاعدة إنطلاق آنيّة بهدف تكريس الرؤية الاستراتيجية كما تراها إسرائيل لدورها المستقبلي في الشرق الأوسط . فأهمها بإختصار ما يلي :-

الهدف الأول : منع أي إمكانية لتكرار ما حدث في إقليم غزة في السابع من أكتوبر عام 2023 من خلال تقطيع أوصال هذا الإقليم وتـَمَرْكُزْ قوات الإحتلال في المحاور الرئيسية التي تفصل مناطق الشمال والوسط والجنوب في إقليم غزة ، وسيطرة الإحتلال المباشرة على ممر فيلادلفي بين مصر وإقليم غزة بالرغم عن ما ورد في اتفاقات كامب ديفيد وملاحقها التي تعتبر هذا الممر خارج نطاق سيطرة سلطة الإحتلال الإسرائيلي ، وهذا يسمح بتطبيق الرؤية الإسرائيلية حصراً لماهية وضع إقليم غزة في “اليوم الثاني” أي بعد وقف إطلاق النار دون أي إعتبار لحقوق الفلسطينيين أو مطالبهم أو لإرادة المجتمع الدولي أو قرارات الأمم المتحدة .

الهدف الثاني : مباشرة إسرائيل العلنية في تهويد كامل الإراضي المحتلة في “الضفة الفلسطينية” بما في ذلك تحويل المسجد الأقصى أو الجزء الأكبر منه إلى هيكل يهودي ، والعمل على إلغاء صفة “الأراضي المحتلة” عنها بالتعاون مع أمريكا والإستعانة بالصمت والضعف العربي والإسلامي من أجل تحقيق ذلك .

الهدف الثالث : إلغاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تدمير كافة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أينما كانت ، ومنع وكالة الغوث “UNRWA” من ممارسة أي نشاط أو حتى التواجد على الأرض الفلسطينية المحتلة تأكيداً لعدم وجود مشكلة لاجئين فلسطينيين وبالتالي الإلغاء العملي لقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعطي اللاجئين الفلسطينيين حق العودة .

الهدف الرابع : إلغاء القضية الفلسطينية وإعتبار ذلك هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية على الطريقة الإسرائيلية ، وإعتبار هذا الحل بديلاً لحل الدولتين ، والاستعانة بأمريكا والغرب والأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية للوصول إلى هذه النهاية المشؤومة .

هذا ما تريده إسرائيل وما تحلم به ، ولكن ما هي إمكـانية تحول هـذا الحلـم / الكابوس إلى حقيقة مستذكرين في هذا السياق المقولة التراثية التي قد تشير إلى مصير العرب : “أُكِلْـت يوم أُكِلَ الثور الأبيض” …. والثور الأبيض هو الفلسطينيون .

lkamhawi@cessco.com.jo

مقالات مشابهة

  • مصطفى شعبان يكرر تعاونه مع أبطال "المعلم".. تعرف على التفاصيل
  • المستقبل بعد الحرب على حماس وحزب الله : العالم تحت أقدام الصهيوينة !!
  • الشيخ أحمد بن سعيد يطلع على أكبر مشروع تبريد مناطق في العالم الذي تنفذه “إمباور”
  • روسيا: انكماش قطاع التصنيع خلال سبتمبر الماضى للمرة الأولى منذ 28 شهرًا
  • السفير حسام زكي: غزة واجهت كارثة ستظل وصمة عار على جبين العالم الذي وقف عاجزاً أمامها
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • الحرب النووية.. هذا ما سيحصل لو فعلها بوتين
  • قطر وبربادوس والوقوف مع الحق السوداني والإنساني
  • NYT: العالم متفكك ولم تعد الدبلوماسية الأمريكية قادرة على منع انهياره
  • أولويات لحصانة لا تنكسر..