بينما تستمر حرب إسرائيل على غزة، يعاني الأسير الفلسطيني وحشية الاحتلال، ولكن من قلب العتمة يبزغ فجر الرواية الفلسطينية بكل دمويتها المعذبة وبكل إنسانيتها الحالمة، بنهار جديد ترفرف عليه رايات الحرية، وتحمل الأنباء وصول روايتين فلسطينيتين للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وهما "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي، والأخرى "سماء القدس السابعة" للروائي المحرر أسامة العيسة.

ولسنوات طويلة مضت، شكلت روايات الأسرى الفلسطينيين مثالا حيا وموثقا لمعاناة الفلسطيني خلال 7 عقود ونصف عقد تحت نير الاحتلال، يبدو ذلك ساطعا في ما سطره الكتاب الفلسطينيون وأعمالهم، مثل "رمل الأفعى" للمتوكل طه، و"سجن السجن" لعصمت منصور، وكتاب "خارج الموعد" للشاعر جمعة الرفاعي، و"أمهات في مدفن الأحياء"، و"ستائر العتمة" لوليد الهودلي، و"أحلام بالحرية" و"ثمنا للشمس" لعائشة عودة، ورواية "سر الزيت" لوليد دقة، مرورا بالمشروع الروائي لباسم خندقجي في "مسك الكفاية" و"نرجس العزلة"، ومشروع أسامة العيسة في "قط بئر السبع" و"مجانين بيت لحم" و"المسكوبية".

الصحفي والروائي أسامة العيسة وصلت روايته لقائمة الجائزة العالمية للرواية العربية القصيرة (مواقع التواصل)

تُضاف لذلك روايات لأسرى عن السجن مثل "الشوك والقرنفل" ليحيى السنوار، و"الشعاع القادم من الجنوب" لوليد الهودلي، و"حكاية صابر" للأسير محمود عيسى المحكوم عليه بـ49 عاما، وكذلك الأسير الفلسطيني المهندس عبد الله البرغوثي الشهير بعمليه "أمير الظل" وروايته "العاشق والمعشوق" وهو صاحب أطول الأحكام بالمؤبد في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي (67 مؤبدا، و5200 عام)، قضى منها حتى الآن الـ20 عاما الأولى في حبس انفرادي، إضافة إلى أشعار الشعراء التي تناولت تجربة السجن عند شعراء المقاومة الفلسطينية توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم، ليكون رافدا ثقافيا حيا لتجربة الأسر بوصفها تجربة إنسانية عامة، وليست نضالية فقط.

الثورة الأدبية

في كتابه "تصدع الجدران.. عن دور الأدب في مقاومة العتمة" الصادر حديثا، يطرح الشاعر والناقد فراس حاج محمد كثيرا من مشاهد معاناة الفلسطينيين في الأسر، ويرفع الستار عما تسمى " الثورة الأدبية " التي دونها الأسرى وأدرجوا فيها معاناتهم وسطروها بدمائهم ودموعهم التي صارت لؤلؤا مكتوبا، في صورة كتب خرجت إلينا من سراديب العتمة، تعزف لنا سيمفونية جيل بأكمله غير قابل للهزيمة.

وأحصى الكتاب مجموعة كبيرة من الأسرى الكتاب، ما زالوا في السجون الصهيونية، تجاوز عددهم 130 أسيرا كاتبا، ومن إستراتيجيات الاحتلال الكبرى الاستحواذ على أكبر عدد من الأسرى.

على الجانب الآخر، يكتب الأسير ما يعينه على زنزانته المعتمة، ليصله الإحساس بأنه ليس نسيا منسيا، وليس رقما، وأن له حقوقا سيحصل عليها بصفته إنسانا انتهك الاحتلال كل معايير إنسانيته.

أحلام شعب

وحول دور كتابات الأسر كحالة تتفرد بها المقاومة الفلسطينية، يقول الشاعر والناقد الفلسطيني فراس حاج محمد للجزيرة نت أن ما تختزنه هذه الكتابات من جهد توثيقي، لم يعد شاهدا على معاناة الفلسطيني فقط، بل هو أيضا جهد فكري يكشف عن طبيعة الحياة الفلسطينية بشكل عام.

ومن ناحية أخرى، لم تغفل كتابات الأسر والسجون الآخر الإسرائيلي، بحسب حاج محمد "فتكشف عن عنجهيته وأنماط تفكيره في التعامل مع العرب والفلسطينيين، وعلاقات الفلسطينيين مع غيرهم من الأجانب ودعمهم للقضية الفلسطينية وحقهم المشروع في الحرية، وحوار الآخر، وتوضيح ما يعاني منه الإسرائيليون أنفسهم من سوء فهم لنضالات الشعب الفلسطيني".

ويردف حاج محمد واصفا كتابات الأسرى بأنها "تعبر عن أحلام شعب يرزح تحت الاحتلال، محروما من حقوقه المكفولة في كل الشرائع والقوانين، يتطلع إلى سقف أعلى من الحرية تحت سماء وطن حر".

ولفرادة التجربة الفلسطينية وتوغلها التاريخي في الكتابة عن مقاومة المحتل، يفضل حاج محمد تصنيف الكتابات الخارجة من السجون الإسرائيلية بأنها "أدب مقاومة"، ويضيف قائلا: "أوافق الكاتبة عائشة عودة رأيها خلال عرضها تجربتها النضالية، إذ قالت إنها عندما أخذت قرارا بكتابة تجربها في الأسر كان ذلك من باب الالتزام الوطني في توثيق معاناة الأسرى وما يتعرضون له، حتى لا يكتب عنهم، وخصوصا الأسيرات، من ليس له علم بما كن يتعرضن له من أهوال التعذيب، وأشارت إلى معارضتها لمصطلح (أدب السجون)، ورأت في ذلك بديلا عن مصطلح (أدب المقاومة)".

قناع بلون السماء

باسم خندقجي، أسير فلسطيني من مواليد مدينة نابلس المحتلة 1983، أبرز مفكري الحركة الفلسطينية الأسيرة، تتنوع نتاجاته بين الكتابة الإبداعية ما بين الشعر والرواية والكتابات التاريخية، اعتُقل في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2004، وحُكم بالسجن المؤبد 3 مرات خلال انتفاضة الأقصى.

خندقجي لا يزال على قيد الأسر في قسم العزل الجماعي في سجن "عوفر" الصهيوني قرب مدينة رام الله المحتلة، تم أسره وهو طالب في قسم الصحافة والإعلام في "جامعة النجاح الوطنية"، إلا أن القيد لم يكسر إرادته وتمكن من الحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير في "الدراسات الإقليمية- مسار الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس (2016)، بإشراف الأسير مروان البرغوثي في "جامعة هداريم"، ويعمل حاليا على استكمال دراسة الدكتوراه وهو في الأسر.

رواية "أنفاس امرأة مخذولة" لباسم خندقجي (الجزيرة)

باسم خندقجي، المحكوم بـ3 مؤبدات قضى منها 20 عاما خلف الأسوار، ويعد أحد أبرز المرشحين على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية بروايته "قناع بلون السماء"، حيث أقلع خارج تابوهات وأطر أدب السجون، وخلال 20 عاما في الأسر أنتج ديواني شعر، و5 روايات: "مسك الكفاية"، و"خسوف بدر الدين"، و"أنفاس امرأة مخذولة"، و"عزلة النرجس"، و"قناع بلون السماء".

يحلق باسم خندقجي في كل كتاباته خارج تجربة الاعتقال، وعذابات الأسر وقسوة الاحتلال، يكتب صورا أدبية تغازل التاريخ كما في رواية "مسك الكفاية"، وهو يصحب قارئه إلى ظلال القصور في العصر العباسي.

يتسربل بلباس الصوفية في رواية "خسوف بدر الدين"، ويعانق قضايا المرأة منافحا ومدافعا عنها ضد ظلم عادات وتقاليد وترسبات تاريخية واجتماعية آسنة، يضاعف هذا الخنق ويزيد من سطوته قمع وعنصرية المحتل، مصورا في روايته "أنفاس امرأة مخذولة" كل أنواع الظلم الاجتماعي والسياسي.

أما "قناع بلون السماء" فإنها تعالج قضية الهوية التي سرقها الاحتلال من أبناء فلسطين، وتهويد الأراضي، والرواية بمذاقها الإنساني تعطي لمحة عن بُعد آخر لمعاناة الشعب الفلسطيني بعيدا عن ضجيج الرصاص وهتافات المقاومة.

ديوان "أنفاس قصيدة ليلية" لباسم خندقجي (الجزيرة) القناع والأصل

ويصف أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت عبدالرحيم الشيخ رواية باسم خندقجي بأنها رواية الأقنعة بامتياز في سبيل الوصول للحقيقة.

ويقول الباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية "في عمله الأخير (قناع بلون السماء)، يبلغ خندقجي ذروة الإتقان في مشروعه الروائي عبر (وجه) المواطن الفلسطيني الأصلاني و(قناع) المستوطن الصهيوني المستعمِر".

ويتابع القول إن خندقجي يفصح في الخط الحكائي ومستويات الهندسة السردية، عن نضج لافت في التركيب الفني، إذ تشاء الصدف أن يعثر بطل الرواية "نور" على بطاقة هوية زرقاء لمستوطن يصير البطل "النقيض" في الرواية ويُدعى "أور شابيرا"، وتلمع فكرة انتحال الهوية في ذهن "نور"، ويسجِل في بعثة أميركية يقودها "معهد أولبرايت" لأبحاث الآثار، وخلال التنقيب، يتعرف إلى "سماء إسماعيل"، الحيفاوية التي تردُه إلى "رشده" في ضرورة الاحتفاظ بوجهه الفلسطيني ونبذ قناعه الصهيوني، ويعزز من جهود حبيبته الفلسطينية الجديدة صوت رفيقه الأسير مراد، الذي يلازمه، ويبدو كمعادل موضوعي للروائي نفسه، على امتداد الرواية التي يمكن تكثيفها دراميا في 3 أداءات: وجه، وقناع، وكشف.

ويضيف الشيخ أن الرواية حقل دومينو مرصوف بالأقنعة، مشيرا لأن خندقجي يلمح إلى أن القناع هو مسخ لصاحبه الذي تم تحويله إلى محض قناع، فكلمة قناع بالعربية تعني "مساخ" بالعبرية، ومن جذرها الثلاثي يمكن استدراج كلمة "مسخ"، وقد تمكن خندقجي في الرواية وببراعة من مسخ "أور"، وبالعبرية يعني "نور"، ولكن خندقجي يلقن "نور" نفسه درسا عبر "سماء" مفاده أن قول الحقيقة الفلسطينية لا يحتاج إلى قناع أبيض بلون جلد المستعمِرين ولا هوية زرقاء بلون السماء المستعمرة، فالقناع يمسخ من يرتديه بأكثر ما يمسخ من يشبهه.

تيمة القصة الحقيقية، كما يقول الناقد الفلسطيني، هي أزمة الهوية التي يمر بها نور، فهو لا يقبل وضعه بوصفه لاجئا يسكن مخيما على أرض وطنه، وفي الوقت نفسه لا يستطيع تقبل ما منحته له هويته المزورة من حياة طبيعية لكن وسط أعداء وطنه، الذين استلبوا أرضه، وزوروا تاريخه.

كتابة ضد الرقيب

وحول البعد التاريخي لكتابات الأسر الفلسطيني تقول بيسان عدوان -كاتبة وصحفية فلسطينية، وصاحبة دار ابن رشد للنشر- للجزيرة نت إن أدب السجون يعد من التراث الفلسطيني المليء بالمذكرات والسير الذاتية، وهو يدون أهم وأصعب المراحل التي يمر بها الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتؤرخ عدوان لبدايات أدب الأسرى التي جاءت عبر الرسائل التي يبعثها الأسير إلى أهله، مشحونة بسرد أدبي سواء كان شعرا أو نثرا، "وحاول المعتقلون استعمال صنوف أدبية متنوعة كجزء من التمويه ضد الرقيب الإسرائيلي، ثم تطورت الأعمال الأدبية منذ الخمسينيات وصولا لمرحلة السبعينيات التي يمكن أن نطلق عليها بالفعل مرحلة حقيقية لأدب السجون ذات أبعاد فنية وجمالية".

ويعد أدب السجون وثيقة تاريخية للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ما بعد النكبة وصولا لثمانينيات القرن الماضي، حيث يوثق عبر الصنوف الأدبية واقع السجن المرير وما يحدث للأسرى والمعتقلين من تعذيب وتنكيل لهم، لكن في حقبة ما بعد انتفاضة عام 1987 أخذ أدب السجون مناحي إبداعية مختلفة عن التوثيق والسير إلى مناطق جمالية وفنية أخرى، حسب الكاتبة الفلسطينية.

وتضيف بيسان عدوان "ربما تعد رواية الحياة بعد الموت لإسكندر الخوري أول عمل روائي يتناول موضوع السجن في زمن الحكم التركي بين 1914-1918. لكن هناك العديد من الروايات في الآونة الأخيرة صدرت عن أسرى سابقين أو حاليين تتجاوز سردية السجن إلى أشكال فنية للسرد خارج اللغة الأسيرة. فمثلا رواية إسماعيل رمضان (حسن اللاوي) تناولت الأسر والاعتقال بطريقة مختلفة عن التوثيق، فهو يجعلنا نرى حياة المعتقل من الداخل إلى الخارج، حيث يجعلنا نشعر بأن هناك عالما آخر مواليا بتفاصيله ويومياته وسياقاته وعوالمه".

كما أن باسم الخندقجي انطلق بأعماله الأدبية نحو الخروج من التصنيف الضيق لأدب السجون الذي يعطي له القداسة ويخرجه من حيز النقد الأدبي، حسب عدوان، "ليحلق بعيدا عن تلك الفكرة التي ألصقت بأدب السجون طيلة عقود، كما في رواية (مسك الكفاية) التي هرب منها خارج السجن وسطوته زمنيا ومكانيا إلى عوالم أخرى في التاريخ العربي وجغرافية الجزيرة العربية زمن حكم الخليفة العباسي، مستخدما الأصوات المتعددة في العمل الروائي ليطرح أسئلة أبعد من أسئلة السجن والأسر".

الأسير والشاعر والروائي باسم خندقجي (الجزيرة)

وتشير عدوان إلى أن أدب السجون انتقل بشكل نوعي لأدب اليافعين والأطفال، وكان هذا النوع من الأدب جديدا على كتابات الحركة الأسيرة، ولعل الروائي وليد دقة الأسير في سجن جلبوع عام 2017 هو أول من تطرق لذلك، مطلقا العنان لخياله الطفولي ليتجاوز كل النمطية التي سادت أدب السجون ككل، ففي روايته "سر الزيت" شاركت الحيوانات وشجرة الزيتون الطفل البطل سؤال الحرية.

حياة مؤلمة

الروايات والحكايات وسيلة الأسرى وسلاحهم السري لمقاومة الاحتلال، ومقاومة الظلم تبدأ بالكلام، والقصد من الكتابة، كما يقول الناقد الفلسطيني تحسين يقين، مقاومة القوة الغاشمة والرد على قهر الإنسان، فضلا عن أن تجارب الأسر تزيد وعي الأمة بطبيعة العدو، وتزيد قدرتها على مواجهته، لكون الأسرى الفلسطينيين هم من أكثر الفئات معرفة بحقيقة الاحتلال، من خلال تواصلهم اليومي مع أجهزة التحقيق الشديدة التعذيب بنوعيه البدني والنفسي، ثم في ما بعد مع منظومة المعتقل، التي تقوم على القمع والتعنيف والسخرية بهم.

ويضيف يقين "إن تفاصيل حياة الأسرى مؤلمة جدا، لدرجة أنه من سنوات طويلة لم يعد بإمكان الأسرى لمس ذويهم خلال الزيارة، كما تم استخدام التواصل من خلال سماعة التلفون، مما يجعل هذا التواصل صعبا. إنها فعلا طبيعة الاحتلال، التي اختبرها الأسرى إلى آخر مدى، بعيدا عن الادعاء والتمثيل، فكما أن عيش الفلسطينيين تحت الاحتلال هو حصار وسجن كبير، فكيف بالمعتقل؟ وللعلم فقد ظهر العديد من الأسرى المحررين، بوصفهم كتابا وباحثين في الشؤون الإسرائيلية، زاد من ذلك تعلمهم اللغة العبرية داخل المعتقلات".

ويصف يقين طبيعة وملامح الكتابات خلف الجدران المعتمة، ويقول "إن كتابات الأسرى ورسائلهم إلى الأهل تشكل أدبيات وشهادات وأحلاما وأفكارا، تنضج مع الزمن، وتجد لها شكلا أدبيا معينا، وبعض هؤلاء استمر في الكتابة بعد تحررهم، كما حدث مع الكاتب عصمت أسعد، والكاتبة المناضلة عائشة عودة، حيث كنت شاهدا على الفصول الأولى من روايتها (أحلام بالحرية)، وحين دفعت أوراقها لي قبل عقدين، دهشت من المستوى الأدبي الراقي الذي بدأت به".

ويختم يقين قائلا إن المضمون يخلق شكله؛ "فقد كانت الرفيقة عائشة تحت تأثير احتمال الاعتقال، وكانت تكتب عن تفاصيل المكان الذي ستحرم منه طويلا، كذلك فعل الكاتب والقاص حسن عبد الله في مجموعته القصصية (عروسان في الثلج)، وأيضا نضجت التجربة الشعرية للشاعر المتوكل طه خلال الاعتقال في الانتفاضة الأولى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی الأسر

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط

المرتضى: الطرف الآخر يستخدم ملف الأسرى ورقة ابتزاز سياسي بعيداً عن الجانب الإنساني المرتضى: محمد قحطان ذريعة يستخدمها الطرف الآخر للتنصل عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والالتزام به المرتضى: تم تحرير أكثر من 6500 من أسرانا منهم 1350 في صفقتي تبادل عبر الامم المتحدة المرتضى: حريصون على تفعيل دور الوساطات المحلية لكن الجانب السعودي يمنع تنفيذ اي صفقة يتم الاتفاق عليها المرتضى: مؤخراً تم ارسال وسطاء محليين الى مأرب في محاولة منا لتقريب وجهات النظر وحل الاشكاليات فيما بيننا وحزب الاصلاح المرتضى: للأسف قيادة حزب الاصلاح رفضت كل المقترحات والحلول التي تقدم بها الوسطاء المرتضى: حزب الإصلاح يعطل دور الوسطاء المحللين بعد نجاحهم في تحرير مئات الأسرى من الطرفين المرتضى: نعلن الجاهزية والاستعداد للدخول في صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى من كل الاطراف وبلا استثناء

الثورة نت../ خاص
قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى الأستاذ عبدالقادر المرتضى، إن ملف الاسرى يحظى باهتمام كبير جداً من قبل القيادة الثورة والقيادة السياسية وهناك متابعة مستمرة لعملنا من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ورئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط وقيادة وزارة الدفاع نظراً لأهمية هذا الملف وبُعده الإنساني والاجتماعي.
وأكد المرتضى في حوار خاص مع موقع ” الثورة نت” أن المفاوضات جارية بشكل مستمر من خلال التواصل واللقاءات المباشرة مع مكتب المبعوث الأممي، إلا أنه لم يحصل أي تقدم في المفاوضات منذ جولة الأخيرة للمفاوضات في مسقط في يوليو الماضي، نظراً للتعنت من قبل طرف العدوان ومرتزقته في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقع عليها برعاية الامم المتحدة ورفضهم لكل المقترحات والحلول التي تُقدم سواءً من قبل الامم المتحدة او من قبل الوسطاء المحليين الذين نقوم بإرسالهم بين الحين والآخر الى مأرب.
وفيما يلي نص الحوار:
•  لم تكل القيادة الثورية والسياسية عن السعي لتخفيف معاناة الشعب خاصة في ملف الاسرى حيث سعت خلال السنوات الماضية لإنجاح عمليات تبادل الاسرى رغم التعنت من قبل الطرف الآخر؟ ومن خلال عملكم على هذا الملف الإنساني، الى اين وصلت المفاوضات وما التقدم الذي تم احرازه في هذا الملف؟
اولاً نشكر موقع الثورة نت وصحيفة الثورة على اتاحة الفرصة للحديث عن ملف الأسرى هذا الملف الإنساني الهام والذي يهم الآلاف من الأسر اليمنية، طبعا هذا الملف يحظى باهتمام كبير جداً من قبل القيادة الثورة والقيادة السياسية وهناك متابعة مستمرة لعملنا من قبل قائد الثورة يحفظه الله ورئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط وقيادة وزارة الدفاع نظراً لأهمية هذا الملف وبعده الإنساني والاجتماعي.
المفاوضات في هذا الملف جارية بشكل مستمر من خلال التواصل واللقاءات المباشرة مع مكتب المبعوث الأممي إلا أنه لم يحصل اي تقدم في المفاوضات منذ جولة مسقط الاخير في شهر يوليو من العام الحالي وذلك نظراً للتعنت الحاصل من قبل طرف العدوان ومرتزقته في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقع عليها برعاية الامم المتحدة ورفضهم لكل المقترحات والحلول التي تقدم سواءً من قبل الامم المتحدة او من قبل الوسطاء المحليين الذي نقوم بإرسالهم بين الحين والاخر إلى مأرب ولكن نحن لم نيأس فلا زلنا على تواصل مستمر بالأمم المتحدة ومع الطرف الآخر عبر الوسطاء في محاولة منا لإحراز أي تقدم من شأنه التخفيف من معاناة الاسرى واهاليهم من الطرفين.

•  كيف تتعاملون مع هذا الملف، لأهميته وحساسيته، وهو ملف إنساني بالدرجة الأولى؟

كما قلت بأن هذا الملف ملف انساني ونحن نتعامل معه من هذا المنطلق سواء ما يتعلق بالتعامل مع الاسرى الموجودين معنا من الطرف الآخر او ما يتعلق بالمفاوضات على هذا الملف، نحن نعمل بكل ما نستطيع على ان يبقى هذا الملف ملفا انسانيا بعيدا عن الحسابات السياسية والامنية والعسكرية ونحن منذ بداية العدوان نتعامل مع هذا الملف على هذا الأساس ولهذا أبرمنا المئات من صفقات التبادل تحرر فيها بعون الله آلاف الاسرى من الطرفين وكان ذلك اثناء التصعيد العسكري من قبل قوى العدوان ومرتزقته.

معوقات تنفيذ الاتفاقات

•  ما أبرز معوقات تنفيذ الاتفاق بناء على قاعدة «الكل مقابل الكل» الذي أقرته مفاوضات ستوكهولم حتى اليوم بعد كل هذه السنوات؟
طبعا إتفاق الكل مقابل الكل هو المبدأ الذي نؤمن به والذي نسعى اليه منذ اول مفاوضات من قبل الامم المتحدة وهو الحل الانسب والافضل لهذا الملف الانساني وهو ايضا ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات السويد نهاية العام 2018 إلا أنه اثناء تنفيذ الاتفاق اصطدم بالكثير من العوائق التي حالت دون تنفيذه ومن ابرز هذه العوائق ان الطرف الآخر عبارة عن مجموعة من الاطراف والاجنحة المتفاوتة والمختلفة لم نستطع الوصول معهم الى صيغة للاتفاق حول آليات التنفيذ كون كل طرف من هذه الاطراف لديه رؤية ومطالب تختلف عن رؤية ومطالب الاطراف الاخرى، كما انه لا يوجد لديهم قيادة واحدة تمثل جميع الاطراف في طاولة المفاوضات والفريق الذي نتفاوض معه هو لا يمثل جميع الاجنحة الموجودة في الميدان مما أعاق تنفيذ اتفاق الكل مقابل الكل بشكل كبير جداً، لكن بالنسبة لنا نحن طرف واحد ولدينا كامل الصلاحية في تنفيذ اتفاق الكل مقابل الكل وليس لدينا اي معوقات او اشكاليات تمنعنا من ذلك، أضف الى ذلك أن الاطراف الاخرى تتعمد وبشكل مستمر اخفاء المئات من اسرانا ورفض الكشف والافصاح عن مصيرهم.
•  كيف يمكن تجاوز إشكالية التعامل مع ملف الأسرى كورقة ضغط سياسية والتعامل معها من جانب إنساني؟

كما أوضحت سابقا ان هذا الملف ملف انساني ونحن منذ البداية نتعامل معه على هذا الاساس لكن للأسف بالنسبة للطرف الآخر يتعامل معه تعاملاً سياسياً بحتاً، ويستخدمه كورقة ابتزاز سياسي بعيدا عن الجانب الانساني سواء فيما يتعلق بتعاملهم مع الأسرى داخل سجونهم وما يمارسونه من اشكال التعذيب ضد أسرانا، او فيما يتعلق بتعاملهم مع المفاوضات التي يتعمدون فيها افشال عشرات الاتفاقيات المحلية والدولية لأسباب سياسية بحتة، وبلا مراعاة للحالة الانسانية التي يعيشها الاسرى وأهاليهم من كلا الطرفين، ونحن نعتبر هذا التصرف لا أخلاقي ولا انساني ولا قيمي ولا ديني لان ملف الاسرى يجب ان يتجرد فيه كل طرف عن كل الحسابات السياسية والعسكرية والامنية وان يراعى فيه البعد الانساني بشكل كامل.

التفاوض مع عدة أطراف

•  ما تأثير تعدد السلطات في طرف حكومة المرتزقة في هذا الصدد؟
بكل تأكيد ان تعدد الاطراف هي الاشكالية الاكبر التي نواجهها اثناء المفاوضات ونضطر في كل جولة الى التفاوض مع عدة أطراف يختلفون على كل شيء حتى في من يرأس فريقهم، فهم الى الآن لم يتفقوا على شخص او على رئيس لفريق التفاوض الذي يمثلهم، وإن حصل اتفاق نواجه اشكالية في التنفيذ على الواقع، لان كل طرف منهم لديه وجهة نظر مختلفة عن الآخر ولديه مطالب تختلف عن مطالب الطرف الآخر.
•  ثمة إصرار من قبل المرتزقة على بقاء ملف الاسرى مفتوحاً واستمرار استخدامه كورقة ضغط ومساومة سياسية، على الرغم من أنها مسألة إنسانية بحتة؟ برأيك لماذا هذا التعنت من قبل الطرف الآخر؟
في الواقع أن حكومة المرتزقة لا تمتلك القرار الذي تستطيع من خلاله تنفيذ كل الاتفاقيات وانهاء هذا الملف الانساني، إذ ان الجانب السعودي يتحكم في كل القرارات في هذا الملف وما الجمود الحاصل في ملف الاسرى منذ الجولة الأخيرة في مسقط  إلا بسبب الرفض السعودي لتنفيذ الاتفاقيات التي تمت بيننا وبين اطراف المرتزقة برعاية الامم المتحدة، لان هذه الاتفاقيات لم تشمل أسرى سعوديين، ولهذا صدرت الأوامر السعودية للمرتزقة بمنع تنفيذ اي من هذه الاتفاقيات بالإضافة الى منعهم المسبق من تنفيذ اي صفقات تبادل تمت بوساطات محلية وفي هذا الصدد قاموا بإيقاف وإلغاء عشرات الصفقات التي تم التوافق عليها بوساطات محلية.
مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات
•  في المقابل هناك من قد يقول أنكم كذلك تستغلُّون هذا الملف سياسياً.. ما رَدُّكم على ذلك؟
نحن نعتبر أن استخدام هذا الملف للابتزاز السياسي جريمة بحق الأسرى وبحق الإنسانية ولا يمكن أن نستخدم هذا الملف للابتزاز السياسي، لأننا نعتبر أن اسرانا امانة في اعناقنا واي استغلال سياسي لهذا الملف هو يعتبر خيانة للأسرى وأهاليهم وخيانة لدماء الشهداء.

ولهذا نحن نعلن عبر صحيفتكم أننا جاهزون ومستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد او شرط، كما نعلن جاهزيتنا واستعدادنا الدخول في صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى من كل الاطراف وبلا استثناء، كما ندعو المشايخ والشخصيات الاجتماعية ممن لديهم القدرة في العمل كوسطاء محليين، إلى التحرك في هذا الملف ونحن سوف نكون لهم عوننا وسندا لأننا حريصون جدا على انهاء هذا الملف الانساني وإنهاء معاناة الاسرى بأي طريقة.
ومما يدلل على أننا لا نستغل هذا الملف الانساني سياسياً هي المبادرات الأحادية المتتالية التي نقوم من خلالها بأطلاق المئات من أسرى الطرف الآخر بدون أي مقابل، وهي تعتبر رسائل سلام إيجابية كان المفترض أن يستقبلها الطرف الآخر برد مماثل، لأن ذلك من شأنه تعزيز الثقة وتقريب وجهات النظر، لكن للأسف مع كل مبادرة نقوم بتنفيذها يقابلها الطرف الآخر بموقف سلبي ينبئ عن توجه سيء من قبلهم تجاه هذا الملف.
ذرائع للتنصل عن تنفيذ الاتفاق
•  في آخر جولة تفاوض في مسقط كنتم على وشك إتمامِ صفقة تبادل للأسرى. لماذا لم تنجح هذه الجولة؟ وما هي أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف؟
في الحقيقة كان الطرف الآخر قبل الجولة يتحجج بأنه لا يستطع تنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقاً كون الاتفاق لم يشمل محمد قحطان، ولهذا كنا حريصين على اسقاط اي عذر لهم، فوافقنا على ان يكون محمد قحطان ضمن هذه الصفقة لكن للأسف تفاجأنا أن موضوع محمد قحطان ليس إلا شماعة وذريعة يستخدمونها للتنصل عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والالتزام به، وظهرت مطالب اخرى لم تكن ضمن الاتفاق، من ابرزها مطالبة السعودية بضم جميع الاسرى السعوديين بما فيهم الطيارين الى هذه الصفقة، ورغم ذلك لم يكن لدينا أي مانع من ضمهم شريطة ان يضم الاتفاق الاسرى الفلسطينيين من حركة حماس المعتقلين في السعودية منذ سنوات، لكن الطرف السعودي رفض ذلك.
كما كان من ضمن الاسباب ما تم ابلاغنا به من قبل الجانب السعودي ان هناك ضغوطات أمريكية عليهم لوقف اي تقدم في اي ملف من الملفات المتعلقة بالعدوان على اليمن. بالإضافة الى الاختلاف الكبير الذي وقع بين اطراف المرتزقة والذي أدى الى توجيه الاتهامات بالخيانة الى فريقهم المفاوض من قبل قيادات حزب الاصلاح حتى بمن فيهم رئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي والذي قام بنشر بيان تخوين على حسابه بمنصة أكس.

مسألة صعبة

•  كيف تستطيعون التفاوض مع أكثر من ممثل في نفس الوقت.. أليس من الصعب التوافقُ مع كُـل الأطراف على طاولة واحدة؟
حقيقة هذا الموضوع يعد مسألة صعبة ونحن نعاني من هذا معاناة كبيرة جدا، ولكن لأننا حريصون على أسرانا وتحريرهم وانهاء معاناتهم، نضطر الى التفاوض معهم بهذا الشكل، والطريقة التي نتفاوض بها هي التفاوض مع كل طرف على حدة حتى في الجولة الواحدة التي برعاية الأمم المتحدة، كون التفاوض معهم مجتمعين يؤدي الى خلافات وانقسامات داخلية بينهم تؤدي في كثير من الاحيان الى افشال جولات التفاوض.

دور أممي جيد

•  ماذا عن موقف الأمم المتحدة في المفاوضات الأخيرة وهل مارست الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟
الأمم المتحدة تقوم بدور جيد في تقريب وجهات النظر وصياغة الاتفاقيات كونها وسيط إلا انها لا تملك اي وسائل للضغط على اي طرف يتعنت ويرفض ويعرقل تنفيذ الاتفاقيات ولهذا نحن لا نعول عليها كثيرا في هذا المجال.

•  كيف تقيمون دور المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن تجاه ملف الأسرى؟
للأسف الشديد جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن لم تقم بأي دور يذكر في ملف الاسرى لا من ناحية تخفيف معاناة الاسرى وفضح الاطراف التي تقوم بارتكاب الجرائم والانتهاكات اللا إنسانية تجاه الاسرى رغم اننا ومنذ بداية العدوان نرفع لهم بملفات متكاملة عن كل الجرائم التي مارسها مرتزقة العدوان بحق الاسرى سواءً كانت اعدامات وتصفيات ميدانية او ما يرتكبونه من انتهاكات وتعذيب داخل سجوهم.
دور إيجابي للصليب الأحمر

•  ماذا عن دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا الموضوع؟
بالنسبة للصليب الاحمر يقوم بدور إيجابي وجيد منذ بداية العدوان وحتى الآن، حيث تقوم اللجنة وبشكل مستمر بزيارة الاسرى داخل السجون لدينا، وتحاول اجراء الزيارات للأسرى في سجون الطرف الآخر، وهناك من يسمح لهم بزيارة السجون والاطلاع على احوال الاسرى وتطمين أهاليهم، لكن هناك من يمنع ويرفض إجراء مثل هذه الزيارات كماهو الحال في مأرب، إذ أن حزب الاصلاح ومن عشر سنوات لم يسمح للجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة أي سجن من السجون التي يديرها في مأرب، كما ان للجنة الدولية للصليب الأحمر دوراً كبيراً في ملف المفاوضات فهي شريك اساسي مع الأمم المتحدة في كل جولة من جولات المفاوضات وهي من تقوم بتقديم الدعم اللوجستي لتنفيذ أي اتفاق على صفقة تبادل، وقد قامت بدور جيد في دعم وتنفيذ الصفقتين اللتين تمتا عبر الامم المتحدة في الاعوام الماضية، وهي مشكورة على ذلك.
تحرير أكثر من 6500 أسير
•  ماذا عن عدد الأسرى الذين تم الافراج عنه خلال صفقات التبادل؟
منذ بداية العدوان حرصنا على العمل بكل الطرق والوسائل لتحرير أسرانا من سجون العدو سواءً عبر الامم المتحدة او عبر المفاوضات والتفاهمات المحلية وبعون الله وتوفيقه تم الى الآن تحرير أكثر من 6500 أسير من اسرانا منهم 1350 أسيراً في صفقتي تبادل عبر الامم المتحدة والبقية تم تحريرهم في صفقات عبر التفاهمات والاتفاقيات المحلية.
حلحلة الإشكاليات
•  هل تتوقع انعقاد جولة مفاوضات قادمة خلال الفترة القادمة؟
نحن على تواصل مستمر مع الامم المتحدة منذ انتهاء جولة المفاوضات الاخيرة في مسقط في محاولة لحلحلة كل الاشكاليات والعوائق التي تحول دون تنفيذ ما تم التوافق عليه، وهناك جهود جيدة تبذل من قبل الأمم المتحدة ومقترحات يتم طرحها بين الحين والآخر لتقريب وجهات النظر، ومع انها وللأسف الشديد تصطدم بتعنت الطرف الآخر، إلا اننا لم نيأس ولا زلنا نحاول وبكل الطرق ان نصل الى اتفاق لحلحلة كل هذه الإشكاليات، وفي حال استطعنا تجاوز الاشكاليات والعوائق التي يختلقها طرف العدوان ومرتزقته، فإن الامم المتحدة ستدعو إلى عقد جولة مفاوضات جديدة يتم التوافق فيها على آلية تنفيذ للاتفاقيات السابقة، ونحن حريصون على ان تكون اي جولة مقبلة حاسمة في هذا الموضوع بإذن الله.
رفض وتعنت حزب الاصلاح
•  ماذا عن الوساطات المحلية ألا يمكن ان يكون لها دورا ايجابيا في هذا الوقت خاصة أنه كان لها دور في السنوات الماضية؟
بكل تأكيد أن الوساطات المحلية لها دور ايجابي وكبير في هذا الجانب وقد اسهمت في ما مضى بإنجاح كثير من الصفقات، ونحن حريصون جداً على تفعيل دورها، لكن كما ذكرت سابقا أن هناك منعاً من الجانب السعودي لتنفيذ اي صفقات يتم الاتفاق عليها محلياً، وقبل ثلاثة اسابيع قمنا بإرسال ثلاثة من الوسطاء المحليين ممن لهم دور فاعل وبارز في هذا الجانب الى مأرب في محاولة منا لتقريب وجهات النظر وحل الاشكاليات فيما بيننا مع حزب الاصلاح لكن للأسف الشديد لم يتم التجاوب معهم مطلقاً ورفضت قيادة الاصلاح كل المقترحات والحلول التي تقدم بها الوسطاء لحل الخلافات وعاد هؤلاء الوسطاء خاليي الوفاض. ونحن نتأسف ان يتم تعطيل دور الوسطاء المحللين والتفاهمات المحلية بهذا الشكل لأنها كانت تعتبر متنفساً يتم من خلالها تحرير مئات الاسرى من الطرفين.
•  هل لكم من كلمة أخيرة؟
نؤكد وكما أسلفنا بأن هذا الملف ملف انساني ويجب على جميع الاطراف التعامل معه من هذا المنطلق، وندعو قوى العدوان ومرتزقتهم الى الكف عن استخدام هذا الملف للابتزاز السياسي والكف عن اختلاق الذرائع التي تعرقل تنفيذ ما تم التوافق عليه، وندعو الامم المتحدة الى الضغط على الطرف الآخر للوفاء بالتزاماتهم وتنفيذ جميع الاتفاقيات التي تمت برعايتها، ونحن من جانبنا نؤكد استعدادنا وجهوزيتنا لتنفيذ كل الاتفاقيات دون قيد أو شرط، كما نؤكد لأهالي أسرانا بأننا سنبذل قصارى جهدنا لتحرير من تبقى منهم دون كلل او ملل ولن نألو جهدا في العمل على ذلك، والله على ما نقول شهيد.

مقالات مشابهة

  • أكثر من ربع الأسرى الفلسطينيين أصيبوا بالجرب في سجون الاحتلال مؤخرا
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط
  • اعتراف إسرائيلي بإصابة ربع الأسرى الفلسطينيين بمرض الجرب
  • وقفة بنابلس نصرة للأسرى والأسيرات ورفضًا للإبادة الجماعية والعنف ضد المرأة
  • اعتراف إسرائيلي بإصابة ربع المعتقلين الفلسطينيين بالجرب
  • الفنان الفلسطيني تامر نجم لـ"الوفد": من المسافة صفر جسدت معاناة الفلسطينيين (فيديو)
  • هآرتس: ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا
  • شهادة حية عن السجون الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر.. قراءة في ذاكرة الجدران المعتمة
  • "شؤون الأسرى الفلسطينية": الاحتلال اعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون
  • وصول 4 قوافل مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة لإغاثة الأسر الفلسطينية النازحة