شكوى أنثى في سنة أولى زواج
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
شكوى أنثى في سنة أولى زواج
زوجي يرغمني على إستقبال والديه طيلة شهر رمضان وأنا أرى قراره ظلما وبهتان.
سيدتي، من خلال منبر ركن قلوب حائرة المنضوي تحت لواء موقع النهار أونلاين. إسمحيلي بادئ ذي بدء أن أهنئك بمقدم الشهر الفضيل أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات. حيث لا يمكنني وصف فرحتي وأنت تمنحينني هذه الفرصة حتى أرتمي بين يديك وأبكي حظي العاثر.
سيدتي، لم أتجاوز العشرين من عمري، وأنا سليلة اسرة أغدقت عليّ بالدلال والحب لدرجة لا يمكن تصورها. حيث أنني لم أكن يوما لأخدم أحدا في بيتنا، وقد ظننت أن الأمر ذاته سيكون في عش الزوجية. حيث أن زوجي وما إن تقدم لي وعلم عن طريقة عيشي وسط إخوتي اقسم بأنه سيجعل حياتي جنة. ومن أنه سيغدق عليّ بفيض من الدلال اللامتناهي صدقته وقبلت به. خاصة وأنه الإبن الوحيد وسط أخواته البنات، وظننت من أنني عانقت السماء من فرط السعادة، إلا أنني صدمت .
تتلخص صدمتي سيدتي في أنني وجدت من زوجي إلحاحا بعد مرور يومين من أيام شهر الصيام . حتى أقوم بإستقبال والديه وخدمتهما طيلة مدة إقامتهما بيننا والتي حددها بعدد أيام الشهر الفضيل.
لن أخفيك سيدتي أنني دخلت في حالة من الهستيريا جعلتني أخمّن في العودة إلى بيت أهلي. حيث أنني أحسست من أن زوجي يريد الحدّ من حريّتي وقد ضرب براحتي عرض الحائط. حيث أنني عروس جديدة ولست بتلك الخبرة التي تسمح لي بخدمة حماي وحماتي ولا حتى الوقوف بمسؤولية خلال هذا الشهر بالذات.
أعربت لزوجي عن رفضي فوجدت منه من الغضب ما قد يضعف موقفي أمام أهلي، وأنا اليوم أقف مصممة على الرفض لا لسبب. إلا أنني لست مضطرة لخدمة والدا زوجي من جهة، ولأن حماي وحماتي على قدر من الصحة والقوة ما يجعلهما قادران على خدمة أنفسهما. وحتى الذهاب في زيارة إلى بيت بناتهما المتزوجات المستقرات في بيوتهن والتي لم يدس لإحداهنّ على طرف.
ما هو رأيك سيدتي؟ هل أنا على حق؟ وهل لزوجي أن يجبرني على مثل هذا العمل؟ علما أن والديه لا يعلمان بالأمر. وهذا ما قد يدفعني لأن أخبرهما به ,اطلب منهما عدم المجيء إلى بيتي الذي بالكاد أقدر على إدارة أموره. ردّك يهمّني سيدتي، فماذا عساي أفعل؟
أختكم ي.مريم من الشرق الجزائري. الــــرد:
بنيتي، أحييك من القلب تحية أتمنى أن تزرع فيك السكينة والهدوء وأدعو الله أن يعطيك من الروية ما يمكنه أن يخرجك. من دوامة صنعتها لنفسك وستتيهين فيها.
غاليتي، شهر رمضان هو شهر اللمة والدنوّ والإلتفاف وأعدّك محظوظة لأن لك زوجا والحمد لله يدعوك للحسنات. وحصد رضا الوالدين الذي هو من رضا الله أخطأت بنيتي لما رفضت أن يكون لك في حياتك محطة ستكون من أجمل المحطات. وقعا لدى والدا زوجك اللذان سيتأكدان من أنهما فعلا خيرا لما دقّا باب والديك خاطبين. أي نعم كنت ولا زلت مدللتهما، لكنك اليوم على ذمة رجل والأحرى بك أن تكوني مسؤولة واعية لا متسرعة متغطرسة.
لو كنت في أتمّ درجات الوعي والإدراك، لفهمت أن طلب زوجك لك بإستضافة أهله بمثابة إمتحان قد تخفقين فيه. في حين قد تنجحين ويبلغ صيت طيب أصلك وحسن تربيتك المدى البعيد. لست أريد بك الهوان أو أودّ لك الخسارة، لكن بقليل من اللين وبعيدا عن التعصب. عليك أن لا تنسي أن الجنة التي وعدك بها زوجك بعد الزواج قد تتحول إلى جحيم بفعل تزمّتك.
كذلك، فليس هناك من حلاوة في الحياة سوى أن نكون محاطين بأهلنا و كل من نحبهم خاصة في الايام الروحانية كشهر رمضان. فهلا تصورت مدى سعادة حماك وحماتك بك وأنت تخدمينهما وتطلبين ودهما ورضاهما؟ وهلا تصورت فخر والديك بك. وهما يعلمان من أنك بتّ إمرأة يمكن الإتكال عليها؟ وهل تأملت البركة التي سيمنحك الله إياها في حياتك من ذرية صالحة. وزوج محب ونفسية مطمئنة لأنك لم تتصرفي برعونة أو بما من شأنه أن يجعلك قليلة الأصل عديمة الوجدان؟
هي ايام معدودات وسينقضي شهر رمضان،وبرفضك قد تمضين على نفسك بالشقاء والغلب. نصيحتي لك لا تعدو إلا أن تكون رسالة لبنات جيلك ولمعشر الكنات. فما ستزعنه اليوم ستجنين منه غدا، فليكن زرعكم خيرا حتى تنعمن بالسعادة وإياكم وشقاء أنتم تتسببن فيه لأنفسكن.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: شهر رمضان حیث أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
إبنتي ترفض زواج والدها الخائن
سيدتي، قارئة وفية أنا لفضاء آدم وحواء وركن قلوب حائرة الذي يزين موقع النهار أونلاين، لما يحمله من حكايا وتجارب إنسانية تحاكي قلب الموجوعين والمهمومين.
ولا أخفيك سيدتي أنني واحدة ممن ظللن الطريق ولم يبقى لواك طوق نجاة. لجأت إليك في غمرة همي حتى تزيني طريقي برأيك السديد.
سيدتي، أنا إمرأة حائرة في مصيري ومصير إبنتي التي قلبت تصرفاتها حياتي رأسا على عقب.
كيف لا وهي لم تتقبل فكرة طلاقي من والدها وإنصرافه عنا ليحيا الحياة التي لطالما كان ينشدها.
حيث أن طلاقنا تمّ بالتراضي بعد أن أعرب زوجي عن نيته في الزواج من إمرأة أخرى لطالما عشقها.
فما كان مني وإنتفاضا لكرامتي إلا أن طلبت منه الطلاق فأنا لا أقوى أن أحيا وأنثى أخرى تشاركني في زوجي.
من جهتها إبنتي الكبرى وبالرغم من أنها في العشرينات من عمرها، دخلت في حالة من الحزن والهياج.
وقد بـتّ بالكاد أعرفها، حيث أنها فضلت العزلة ولم يعد لديها الرغبة في التقدم أو الفلاح في دراستها الجامعية.
وهي دائمة البكاء والحسرة، وهذا بالرغم من أن طليقي تنازل لي عن عش الزوجية.
كما أنني أعمل ولي ما يكفيني لأن أحيا معززة مكرمة مع أبنائي عدا النفقة التي تصلني شهريا.
لقد أصبحت منهارة سيدتي أمام هذا الوضع الذي لم أحسب يوما حسابه.
كما أنني متوجسة من دوام الحال على ما هو عليه لأنه ومهما حصل فعودتي إلى طليقي أمر محسوم فيه. وعدم تقبل إبنتي للأمر لن يغير من الهمّ شيئا.
أم جيهان من الغرب الجزائري.
الردّ:هوّني عليك أختاه ولا تتذمري من ردة فعل إبنتك التي أٍجدها طبيعية. فعادة ما يكون تعلق البنت بأبيها أكثر من تعلقها بوالدتها، وأحيانا يكون هذا التعلق مرضيا.
أختاه، لم تذكري في ثنايا رسالتك إن كانت إبنتك على علم بأن والدها كان على علاقة بإنسانة منذ الزمن البعيد. ومن أن شوقه لأن تكون له لم ينطفئ يوما.
والدليل أنه حتى وبعد أن أنجب من الأبناء من هم اليوم في سنّ الرشد. إلا وأن شغفه بحب الماضي جعله يؤثر على نفسه تحطيم أسرته من أجل أن يحيا السعادة. هذه السعادة التي لا تعكس سوى أنانيته ولامسؤوليته.
ومن هذا الباب عليك أختاه ان تفتحي باب الحوار مع إبنتك، ومن أن تفهميها أنك غير مسؤولة على ما حدث بينك وبين والدها.
كما أنه عليك أن ترسّخي في ذهنها فكرة أنه في الوقت الذي ينعم فيه والدها بحياة وردية إلى جانب من يحبّ. فقد إنتهى بك المطاف وكأي أم مطلقة في مجتمعنا مسؤولة عن أبنائك لوحدك.
وكأني بك لا تستحقين الإرتباط من جديد وإعادة بناء حياتك مع من يهتمّ لأمرك ويقدّرك.
خاطبي إبنتك بكل عقلانية وأفهميها أنك لها وبها ومعها ، ومن أنه يجب عليها هي الأخرى أن تشدّ أزرك لتكملا معا مشوار الحياة. فتنجح هي في دراستها، وتكون قدوة لإخوتها الصغار.
ولتصادقيها بالقدر الذي يجعلها قريبة منك تبوح لك بما يؤلمها حتى تتمكني من إحتوائها.
ولتذكّريها من أن الطلاق يحدث في عديد البيوت ومن أنّك ستكونين لها الأم والأب معا. وأنك لن تتخليّ عنها لأنها ببساطة روحك وفلذة كبدك التي تمشي على الأرض.
ردت: س.بوزيدي.