جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@11:31:12 GMT

إفطار بلون الدماء

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

إفطار بلون الدماء

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

هكذا يكون صوت القصف من حولنا خفيفا أحيانا وأحيانا مرتفعاً وهذا رمضان الأول لي بعد استشهاد والدتي في حرب غزة ولا أعلم هل أنا أعيش أم أن جسدي فقط هذا الذي أسكنه يعيش بداخلي.. بعد رحيل أمي لم أجد للحياة معنى ولا طعماً ولا لوناً ولا رائحة، بات كل شيء مختلفاً عن السنوات الجميلة الفائتة، أتى رمضان هذا العام محملاً برائحة الفقد المحملة أيضاً برائحة دماء المطر وشهداء غزة فالجميع هنا صائمون عندما بدأت الحرب فلا حياة كباقي البشر ولا طعام يتحصل.

. أنتم هناك منعمون بفضل من الله وقد يكون ترون هذه المناظر البشعة يوميًا لا بل أصبحتم متعايشين معها لذا لم يعد يهمكم أمرنا.

يُقال البعيد عن العين بعيد عن القلب، وهذا هو الذي يحدث الآن، نحن بعيدون عن العين وبعيدون عن قلوبكم وعقولكم واحتياجاتكم اليومية ومشاوريكم وسفرتكم الطويلة التي بها أصناف من المأكولات المتعددة من الحلو والمالح الأخضر واليابس، بينما هنا نموت من الجفاف نحن لا نأكل فصوت القصف الذي يمر من فوق رؤسنا ومسامعنا مرتفع وعالٍ وضخم وشديد ولا حول لنا ولا قوة إلا الاختباء لحظتها تحت أي شيء والعيش بذعر وخوف وبكاء فمن منكم يريد الموت؟ ومن منَّا يريد أن تنتهي حياته التي حلم أن تكون أفضل حياة ببؤس وضجيج وأسى.

يتراءى لي وجه أمي وهي قد اعدَّت لي وجبتي المفضلة على الإفطار وأفرح بقدومها بعد يوم شاق في العيادة التجميلية التي أملكها والتي أسستها بتعبي وبتشجيع من والدتي والتي قضت عليها الحرب، أدرك أن أمي ليست هنا وأنني أتخيل سفرة الإفطار الجميلة التي بها ما لذ وطاب وأدرك أنها مجرد خيالات لن تتحقق وحتى لو توقفت الحرب في أي لحظة فلن تعود أمي التي كانت تعد لي كل ذلك الإفطار الجميل والذي أحبه.

الشهر السادس من المخاض المؤلم ولم تفرج واليوم المليون في نزيف أرواحنا فمن غادر واستشهد قد ارتاح ومن بقي تلوح به الأفكار يمنة ويسرى فقد مات يومًا بعد آخر مات روحا وبقي جسدا مات إحساسًا وبقي وجعا.

كيف سنشفى من صوت القصف الذي كلما مر بنا أحسسنا أنها النهاية تخيل أنك تعيش في وسط غابة من الذئاب والأسود الجائعة وفي كل مرة يلتقطك أحد الأنياب وكم منظرها مخيف فكيف لمن ذاق مرارتها، كيف بمن يصحى لكي يموت وينام لكي يعيش معادلة صعبة أصبح النوم بسلام هو مطلب الغزاويين بشدة أصبحت السفرة المتلطخة بالدماء التي تجمعنا عليها لا تكفي لرصف شارعنا المتحطم والمحمل بالذكريات فما أقرب الأمس وما أبعده وما أقسى الظروف الراهنة التي تحيط بنا من كل جانب.

هناك وجه أمي يستقبلني بحب، وأختي الصغيرة التي لم أستطع رؤيتها بسبب منعهم من دخولها إلينا وأما بقية عائلتي فلم يتبق منها إلا العدد البسيط؛ فالجميع استُشهد والجميع غادر والجميع اغتالته يد الغدر الصهيونية، وبقينا نذرف الدموع على حالنا الذي يرثى عليه قد تكون رسالتي الأخيرة وقد لا أراك وقد أذهب لأمي أيضًا وقد أموت.

هكذا يتمتمون على السفرة الحزينة المليئة بالدماء والذكريات الحزينة والأسى، هكذا سيبقون يعيشون خائفين رغم قوتهم التي تزن الجبال، هكذا سيتضاءل فيني الإحساس بالآخرين، ولن نكون أناسًا حقيقيين، وإنما مجرد أجساد تمشي على الأرض لا حول لها ولا قوة، هكذا سنبقى إذا أردنا أن نبقى، وإذا أردنا غير ذلك لانطلقنا ولجاهدنا ولحققنا النصر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اكتشاف قبر مصاص دماء طفل

اكتشف عمال كانوا يقتلعون أشجاراً في مجمع كاتدرائية في بولندا، هيكلاً عظمياً من العصور الوسطى، اتضح أنه طفل مصاص دماء.

والهيكل لطفل مريض ارتبط اسمه بأساطير مصاصي الدماء، ووجدت بقايا الطفل مقطوع الرأس مثقلاً بكتل كبيرة، كما عثر على هيكل عظمي آخر ولا تظهر السجلات التاريخية علامات على مقبرة، وفقًا لتقارير مجلة علم الآثار.

وبدأ الدكتور ستانيسلاف غولوب، عالم الآثار في هيئة الحفاظ على الآثار في مقاطعة لوبلين، التنقيب وقال: "المعالجة الاحترازية الشاقة والوحشية لواحدة من الجثتين اللتين يعود تاريخهما إلى القرن الثالث عشر استبعدت أي احتمال خارق للطبيعة من بين الأموات".
ووفقاً للمكتب الإقليمي لحماية الآثار، فإن الطفل كان مريضا على الأرجح بالسل، حين نسجت الأمراض حكايات خيالية في أذهان الناس في العصور الوسطى المعتادة على القصص المروعة في الفولكلور البولندي، حيث افترضوا أنه مصاص دماء.
 وقال الدكتور ستانيسلاف غولوب: "يُظهر الدفن بوضوح علامات الممارسة المضادة لمصاصي الدماء، والتي كانت تهدف إلى منع الموتى من العودة كما كانوا يعتقدون وقتها".
ووفقًا لصحيفة Catholic Herald، ظهرت العديد من المدافن لمصاصي الدماء في بولندا، بما في ذلك بقايا امرأة تحمل منجلًا في رقبتها وقفلًا في إصبع قدمها، في طقوس جنائزية غريبة ومروعة. وأزايلت رأس الطفل، ووضعت الجمجمة مقلوبة، وللتأكد من أن الصبي لن ينهض من بين الأموات، وضعت أحجار ثقيلة على جسمه.
كما تشير حفرتان عموديتان إلى علامة قبر فوق الأرض تسمح لمسؤولي الكنيسة بالاستمرار في التأكد من غياب الشر.
واكتسبت أسطورة مصاص الدماء شهرة واسعة النطاق، عندما "عاد" رجل في كرواتيا من الموت في القرن السابع عشر وكان لابد من قتله، وكما تثبت هذه القبور من العصور الوسطى، كانت الأسطورة حية في بولندا منذ زمن طويل.

مقالات مشابهة

  • استشاري تغذية علاجية: وجبة الإفطار مصدر طاقة سريع لخلايا الأعصاب
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • الرئيس العراقي اتّصل بميقاتي.. وأدان الاعتداء الذي تعرّض له لبنان
  • اكتشاف قبر مصاص دماء طفل
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • تحفة فنية تُزين الصحراء.. ماذا تعرف عن وردة الرمال النادرة؟
  • لافروف: واشنطن تعرقل وقف سفك الدماء بفلسطين