تضيق الرزق وتنزع البركة.. الأزهر يحذر من أمور يقع فيها البعض
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الآية الكريمة تنهي المؤمنين عن الأخلاق السيئة، والخصال الذميمة، والصفات القبيحة، والأمراض القلبية.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أن الأخلاق السيئة، والخصال الذميمة، والصفات القبيحة، والأمراض القلبية التي تنهى عنها الآية الكريمة مثل الغرور والتكبر والتعالي على الآخرين، احتقارا وازدراء لهم، معتمدا على المغريات الدنيوية الزائلة، من مال وجاه وسلطان، التي في حقيقتها لا ترفع من قيمة الإنسان ووزنه عند الله عز وجل، وإنما معيار التفاضل يوم القيامة هو حرصه على البر والتقوى والعمل الصالح، كقوله عز وجل: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الآية 13 من سورة الحجرات.
أضاف أن الشخصية المتكبرة شخصية ضعيفة، عديمة الثقة بنفسها، تستقوى بمظاهر الدنيا الفانية، لتعويض النقص الكامن في شخصيتها، وهي شخصية تفقد مواطن القوة الذاتية، والاعتزاز بالنفس، من علم ومهارات وخبرة ودراية وتطوير مستمر، فهي شخصية حقودة على الآخرين، مبغضة لهم، منوها بأن التكبر يكون بالفعل والقول وتعبيرات الوجه، كالضرب والاعتداء والشتم والسب والسخرية والاستهزاء، والغمز واللمز، والإعراض عن المتكلم بوجهه وبدنه، والتبختر والتفاخر بالمشية، وكل هذه الخصال الذميمة ممقوته من الله عز وجل، ومن الناس.
واستشهد بما قال عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون» الآية 11 من سورة الحجرات ، مشيرا إلى أن الكبر عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، فالمتكبر إنسان ذليل، مبغوض من كل من تعامل معه، وحيد يبتعد عنه الناس، ينتظره عقاب مؤلم يوم القيامة، لبغض الله للمتكبرين.
وأكد أن الكبرياء لا يكون إلا لله عز وجل، فيقول الله عز وجل: «أليس في جهنم مثوى للمتكبرين » الآية 60 من سورة الزمر، وقوله:« إنه لا يحب المستكبرين » الآية 23 من سورة النحل، لافتا إلى أنه حث القرآن الكريم على التواضع، واللين والرفق في التعامل مع الآخرين، لكسب المتواضع محبة الناس، والتفافهم حوله، فضلا عن محبة الله عز وجل ورفعه له، وزيادة رزقه، ووضع البركة في عمره وأفعاله، قال عز وجل: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » [الفرقان: 63، 64]، وقوله: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين » [القصص: 83، 84].
ودلل بما جاء عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد ». مسلم، وعن أبى ذر قال: قال لى النبى -صلى الله عليه وسلم- « لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ». مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام». البخاري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله عز وجل من سورة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا ويدعو إلى وضع قوانين لوقفها
حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، داعياً إلى وضع قوانين لوقفها. ودعا إلى إنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين.
جاء ذلك في كلمة الطيب بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، ألقاها نيابة عنه السفير، أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، وفق بيان للأزهر اليوم الأحد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عنصرية وتحريض.. تقرير: عنف إسرائيلي رقمي "خطير" ضد الفلسطينيينlist 2 of 2قاض أميركي يمنع ترامب من استخدام صلاحيات "زمن الحرب" لترحيل المهاجرينend of listوقال الطيب إن "الاحتفاء باليوم العالمي جاء تتويجا لجهود مشكورة تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدى الأمم المتحدة لمواجهة هذه الظاهرة".
ووصف ظاهرة الإسلاموفوبيا بأنها "غير معقولة ولا منطقية، حيث تمثل تهديدًا حقيقيًّا للسِّلم العالمي".
وأشار إلى أن كلمة "الإسلام" مشتقة من نفس كلمة السلام بالعربية، وهي تعبير عن القيم التي جاءت بها رسالة هذا الدين الحنيف، بما فيها الرحمة والمحبة والتعايش والتسامح والتآخي بين الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم وأجناسهم.
وبين شيخ الأزهر أن "الإسلاموفوبيا أو ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، لم تكن إلا نتاجا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك".
إعلانوشدد على أن ظهور الإسلاموفوبيا "نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت فترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر، استنادًا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة، اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام".
وفي معرض أسفه لتصاعد موجات هذه الظاهرة، قال شيخ الأزهر: "رغم كل هذه الجهود الكبيرة، ما زالت هذه الظاهرة تتسع – للأسف- وتغذيها خطابات شعبوية لليمين المتطرف تستغل أوجه الضعف الفردي والجماعي، فتذكرنا بأن المعركة طويلة النفس، وأن التحدي يحتم علينا أن نضاعف الجهود، ونبتكر آليات تواكب التعقيدات التي ترافق هذه الظاهرة".
ودعا شيخ الأزهر إلى وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة دوريا، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني.
كما طالب بإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقًا للظاهرة، أو تمثل حلولًا تساعد على معالجتها.
وفي 2022، تبنى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا بالإجماع قرارا يجعل 15 مارس/آذار من كل عام يوما لمحاربة الإسلاموفوبيا.
ويدعو النص غير الملزم إلى "تكثيف الجهود الدولية لتقوية الحوار العالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".