الأطعمة التراثية في الجزيرة السورية مطبخ زاخر بالغذاء الصحي
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
الحسكة-سانا
يزخر مطبخ الأكلات والطعام التراثي في الجزيرة السورية بقائمة طويلة من الأغذية الصحية ذات المنشأ الطبيعي التي تجود بها الأرض الطيبة على الأهالي والذين حافظوا على طقوس صناعتها وتقديمها على مدى سنوات وأدخلوا إلى هذا المطبخ أصنافاً جديدة من مطابخ المحافظات السورية الأخرى.
وبين الباحث التراثي أحمد الحسين في تصريح لمراسل سانا أن قائمة الطعام التراثي في الجزيرة السورية بقيت محافظة على خصوصيتها منذ عشرات السنين، وإن طرأ عليها بعض التطور خلال العقدين الآخرين، وتم خلاله إضافة أصناف جديدة نتيجة تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتغيرات التي طرأت على أساليب العيش والطعام وطبيعة النظام الغذائي والحياة المدنية التي طغت على نظام المعيشية.
وأشار الحسين إلى أن ما يميز الطعام التراثي في المنطقة ولا سيما في أرياف المحافظة وطيلة مئة عام سابقة أنه ذو منشأ طبيعي اعتمد على ما تنتجه موارد الماشية من لحوم وألبان وعلى نباتات الأرض والحبوب فهو طعام صحي أكثر من أطعمة اليوم التي دخل في تحضيرها الزيوت والسمون المهدرجة والمعلبات الغذائية الجاهزة.
وأشار الباحث الحسين إلى أنه يأتي في قائمة هذه الأطعمة طعام الثرود الذي غالباً ما يرتبط تقديمه بكرم الضيافة التي يشتهر بها أهالي المحافظة وأهم أصنافه ثرود اللحم سواء لحوم الأغنام أو الأبقار أو الإبل أو الدواجن الأهلية، والذي تقوم طريقة تحضيره على مد أرغفة خبز الصاج فوق بعضها بعضا في أطباق عميقة وصحون واسعة ثم يسجى الخبز بالمرق ويصب فوقه اللحم، وهناك أصناف أخرى من أكلة الثرود التراثية كثرود المبصلية والروس والمقادم والبامياء ونقوع حبات المشمش المجفف والسمن العربي وغيرها.
أما الأطعمة التي تعتمد في صناعتها على الحبوب والبقوليات، فأشار الباحث الحسين إلى طعام العصيدة الذي يعد من أقدم أصناف الطعام ويحضر من حبوب الذرة البيضاء، وهناك طعام العيش وهو طعام بسيط يتخذ من حبوب القمح غير المسلوقة ويطبخ بالماء على النار وأكلة البرغل أو الأرز أو العدس المعروف وأكلة الشعيرية، والسليقة وهي أكلة تحضر من أصناف الحبوب والبقوليات وأكلة الميرية وهي من الأكلات التي اندثرت أو كادت وتعد من حبوب القمح الطري وتطبخ باللبن الممدد بالماء وهناك أكلة الكشك المعروف.
ويوضح الباحث الحسين أنه بالنسبة لوجبات الفطور والعشاء، فغالباً ما كانت مواد الخبز والتمور والسمون العربية والزبدة حاضرة على موائدهم إضافة لمشروب الشاي، فللخبز في قاموس المطبخ التراثي أصناف عديدة أهمها خبز التنور والصاج سواء من القمح أو الشعير وهناك خبز القرصة والذي اندثر وكان يصنع من دقيق الذرة البيضاء، وهناك التمور بأصنافها والزبدة والسمون المستخلص من حليب الأغنام والأبقار والماعز.
واختتم الباحث الحسين: إن عدداً من الأطعمة التراثية اندثر، وبعضها لا يزال حاضراً ولكن على نطاق ضيق، ووجوده محصور في بعض المناطق الريفية، وهناك أصناف لا تزال موجودة ومتصدرة الموائد، يضاف إلى ذلك بأن المطبخ التراثي الجزراوي قد تسللت إليه بعض أصناف الأطعمة الحديثة التي كانت مشهورة صناعتها في المناطق المحيطة كأكلات الكبب والمحاشي والشوربات والمعجنات والأكلات الغربية الجاهزة.
نزار حسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“فاتنة سبأ” المفقودة.. تمثال أثري يمني يباع في مزاد عالمي
شمسان بوست / خاص:
كشف الباحث في الآثار عبد الله محسن عن عرض تمثال أثري يمني نادر في مزاد عالمي، مع عدم معرفة موقعه الحالي. وذكر الباحث عبر صفحته على “فيس بوك” أن التمثال، الذي أطلق عليه اسم “فاتنة سبأ”، يُعد من القطع النذرية الكبيرة المصنوعة من الرخام المصبوغ بالجبس، ويعود تاريخه إلى مجموعة أثرية بلجيكية.
التمثال ومصيره الغامض
أوضح محسن أن التمثال كان ضمن مجموعة لوسيان وإيرين ديلويرز في بلجيكا، وتم اقتناؤه خلال خمسينيات القرن الماضي، ثم أُهدي إلى مالك بلجيكي في أوائل الستينيات. لاحقًا، عرضه ورثة المالك للبيع في مزاد بونهامز بتاريخ 2 أكتوبر 2014، ومنذ ذلك الحين اختفى أثره.
وصف تفصيلي للتمثال
وصف الباحث التمثال بأنه يمثل سيدة من سبأ تقف على قاعدة مستطيلة صغيرة. ترتدي ثوبًا طويلاً مربوطًا عند الخصر وينتهي عند ربلتي ساقيها، حيث تظهر أساور الكاحل. وأضاف أن التمثال مغطى بطبقة من الجبس الملون مع تفاصيل دقيقة محفورة، تتضمن وجهًا بيضاويًا، ذقنًا مدببًا، حواجب مقوسة، وعينين كبيرتين مع بؤبؤين محفورين ربما كانتا معدتين للتطعيم.
استمرار تهريب الآثار اليمنية
عبد الله محسن يواصل تسليط الضوء على ظاهرة تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق العالمية، حيث تتكرر هذه الحالات في الدول العربية والغربية. وأكد أهمية استعادة هذه القطع الأثرية التي تمثل جزءًا مهمًا من الهوية اليمنية.
وختم الباحث دعوته بضرورة بذل المزيد من الجهود الرسمية والشعبية لحماية الإرث الثقافي اليمني من التهريب والضياع.