أصبح التوتر السمة المسيطرة على علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة، بسبب الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، في غزة وباتت تحرج الإدارة الأمريكية، ولاسيما مع اقتراب انتخابات الرئاسة المقرر لها 20 نوفمبر المقبل، وأكبر دليل على ذلك أن الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتحدثا منذ 15 فبراير الماضي.


هذه العوامل قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن الدفاع عن تل أبيب في الأمم المتحدة، وتقييد إمدادها بالسلاح، في حال أصرت على قرارها، ونفذت الهجوم العسكري على رفح جنوبي قطاع غزة.
وبحسب مصادر مسئولة في الإدارة الأمريكية، وضع بايدن ونتنياهو خطوطًا حمراء متناقضة بشأن غزة، ما يهدد بتصادمهما، إذا غزت إسرائيل رفح، التي من الممكن أن تكون سببًا في تحولًا كبيرًا في سياسة واشنطن تجاه تل أبيب، بما في ذلك إنهاء الدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة، فضلًا عن فرض قيود على استخدام الأسلحة الأمريكية من قبل قوات جيش الاحتلال بغزة.
بينما قال نتنياهو في وقت سابق، إن خطه الأحمر، دخول إسرائيل إلى رفح، التي يلجأ إليها أكثر من مليون مدني فلسطيني، العديد منهم نزحوا بسبب الحرب إلى هناك، باعتباره أقل المناطق في قطاع خطورة.
في حين ادعى نتنياهو في مقابلة تلفيزيونية، أن جزءا كبيرا من جيش حماس موجود في رفح، وبالتالي تحتاج إسرائيل إلى دخول المدينة وتدمير كتائب حماس هناك، مشيرًا إلى أن عدم الدخول إلى رفح يكون بمثابة عدم دخول قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إلى برلين، آخر معقل للنازيين في ألمانيا، وترك ربع الجيش النازي في مكانه.
بينما أكدت المصادر الأمريكية، إنه كانت هناك عدة مناقشات داخل الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة حول عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، وكانت خلاصة الأمر هي أن إدارة بايدن لا يمكنه السماح بحدوث ذلك.
وكان بايدن قد أثار مخاوفه بشأن عملية إسرائيلية في رفح، مطالبًا نتنياهو بتقديم خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين هناك، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يشير فيها إلى الهجوم باعتباره خطًا أحمر، ففي اتصالهما الأخير، أعرب الرئيس الأمريكي عن قلقه بشأن العملية، حسبما قال البيت الأبيض.
وبعد يوم واحد، تراجع نتنياهو في مقابلة. وقال: "سنذهب إلى هناك "رفح، لدي خط أحمر"، "هل تعرف ما هو الخط الأحمر؟ إن الـ7 من أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى، لن يحدث مرة أخرى أبدا"،

كما أن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن إسرائيل قادرة على تنفيذ خطة إخلاء للفلسطينيين من رفح بطريقة تمنع سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، بينما لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن كيفية رد الولايات المتحدة على العملية الإسرائيلية في رفح.
وفي هذا السياق وجه 8 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، رسالة غاضبة إلى جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ناقشوا فيها مسألة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
كما أكد أعضاء الكونجرس، ضرورة أن تحذر واشنطن الحكومة الإسرائيلية، من عواقب منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الوخيمة، كما شددوا على ضرورة منع إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل كإجراء عقابي على منع إدخال المساعدات.

في حين أنه من المتوقع أن تؤدي العملية الإسرائيلية في رفح إلى سماح الولايات المتحدة بإصدار قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وذلك بعدما استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد القرارات التي قدمت إلى مجلس الأمن ثلاث مرات منذ بداية الحرب، ما يكون ذلك "بمثابة مواجهة" كبيرة بين بايدن ونتنياهو، في حالة أصر الأخير على قراره.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن ونتنياهو بايدن إسرائيل علاقة بايدن ونتنياهو الإدارة الأمریکیة نتنیاهو فی فی رفح

إقرأ أيضاً:

حملة بايدن تحسم الأمر: لا مجال لانسحابه من سباق الرئاسة

أعلنت حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل رسمي رفضها لدعوات أطلقت لانسحاب بايدن من سباق الرئاسة للبيت الأبيض.

وقالت الحملة في رسالة بريد الكتروني فجر الأحد إن "بايدن سيكون المرشح الديمقراطي، لأن الناخبين صوتوا له، ولأنه فاز بأغلبية ساحقة"، بسحب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وأضافت: "إذا انسحب بايدن سيؤدي ذلك إلى أسابيع من الفوضى، وسنتحول إلى مرشحين أقل احتمالا للفوز منه، كونه الشخص الوحيد الذي هزم ترامب".


وأعلنت حملة بايدن أنها جمعت 27 مليون دولار كتبرعات في اليومين الماضيين، وشجعت المزيد من الأشخاص على الاشتراك في العمل التطوعي وفي مهام الحملة.

وأكدت الحملة أن أداء بايدن في المناظرة لا ينبغي أن يطغى على كل العمل الذي قام به"، منذ أدى اليمين الدستورية في 2021.

وتأتي رسالة البريد الإلكتروني بعد أن أثار العديد من الديمقراطيين مخاوف بشأن استمرار بايدن في الترشح في انتخابات نوفمبر.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، دعت هيئات التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" و"شيكاغو تريبيون" و"أتلانتا جورنال كونستيتيوشن"، بايدن إلى التنحي عن السباق الانتخابي.

ومع نهاية المناظرة الأولى بين بايدن وترامب، ظهرت تقارير التي تشير إلى مخاوف في الأوساط الديمقراطية بشأن أداء بايدن، مما أثار تساؤلات بشأن إمكانية اختيار مرشح بديل.

وذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" ، أن الديمقراطيين بإمكانهم بالفعل اختيار بديل لبايدن، لكن من المرجح أن يقود ذلك إلى "اضطرابات سياسية" في الحزب، ما لم يقرر الرئيس بنفسه التنحي وفق شروطه الخاصة.

وأشار تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، أن المناظرة أثارت حالة من القلق في أوساط حلفاء بايدن من الديمقراطيين، مما دفع مشرعين ومانحين أثرياء للتفكير "فيما إذا كان يجب أن يظل بايدن" مرشحا للحزب الديمقراطي من عدمه، بسبب المخاوف بشأن عمره.


كما لفت تقرير لوكالة "فرانس برس" إلى حديث وسائل إعلام أمريكية عن "ذعر" حقيقي خلفته المناظرة في صفوف الديمقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات، وقبل نحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن ينصب فيه الرئيس الأميركي مرشحا رسميا للحزب.

فيما نقل الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش عن عالم السياسة في واشنطن، لم يذكر اسمه، إن الحزب الديمقراطي يواجه أزمة أمن قومي، وإنه ربما حان الوقت لإعداد خطاب استقالة بايدن.

مقالات مشابهة

  • هل ينسحب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية.. البيت الأبيض يرد
  • الإعلان عن موعد لقاء بين بايدن ونتنياهو بواشنطن
  • تقرير لـResponsible Statecraft: الحرب الإسرائيلية على غزة ستمتد إلى لبنان في هذه الحالة
  • رغم توتر العلاقات.. لقاء مرتقب بين بايدن ونتنياهو في واشنطن
  • أزمة كهربا وكولر في الأهلي تصل إلى طريق مسدود
  • من يجبر نتنياهو على وقف الحرب؟
  • حرب غزة.. إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة ونتنياهو يوافق على مشاركة السلطة في إدارة القطاع
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  • حملة بايدن تحسم الأمر: لا مجال لانسحابه من سباق الرئاسة