الموتى لا يكذبون، يخبرونك بالحقيقة، أو فقط يصمتون، هكذا هي الحياة داخل ثلاجة الموتى لا حديث سوى بالحقيقة، فهنا عالم لا يعرف الكذب والنفاق. في عالم الموتى قصص وروايات لا يتحدث بها الموتى، بل يرويها الذين يعيشون لحظات ولو قليلة بالقرب منهم، ففي هذا العالم العديد من القصص التي تكشف فيه الجثث عن هوية من قتلها، فالجثة نعم تتحدث لكنها تتحدث بأساليب لا يفهمها سوى المختصين والذين يعيشون لحظات مقربة من هذه الجثث ومن بين هؤلاء الأطباء الشرعيين، الذين يساهمون بشكل كبير في كشف ألغاز وكواليس العديد من القضايا.
على مدار 30 حلقة في شهر رمضان المبارك يقدم اليوم السابع سلسلة "الجثة تتحدث"، عن قصص كشف فيها الطب الشرعي عن جرائم قتل غيرت مسار العديد من القضايا الجنائية. هذه القضية من كتاب "أصدقائي الموتى شكرا" للدكتور محمد جاب الله بدأت هذه القضية بإخطار من النيابة العامة، لإجراء الصفة التشريحية على جثمان طفل مجهول الهوية، تم العثور عليه شاطئ مهجور على الرمال، وعثر عليه بدون "عينين"، وهو ما تسبب في انتشار الإشاعات بوجود عصابات لسرقة الأعضاء والقرنية من الأطفال. كانت
الجثة لصبي في حوالي الرابعة من عمره، وكانت الجثة متعفنة بصورة واضحة، مما يدل على أن
الوفاة وقعت قبل يومين على الأقل، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. الصبي المجني عليه كان يرتدي ملابسه بالكامل، وهو ما يشير إلى أنه ربما تم فقدانه من مكانٍ بعيد عن الشاطئ. وبفحص الجثة ظاهرياً تبين أن العينين قد تم العبث بهما عقب وفاته، حيث لم يتواجد أي نزيف بجروح العينين، وبالرغم من أن حالة الجثة كانت شديدة السوء من آثار التعفن، فقد تم تمييز عدم وجود جروح واضحة بعموم الجثة من شأنها إحداث الوفاة. وبإجراء الصفة التشريحية على الجثة، كانت عظام الجمجمة سليمة، وبإزالتها تبين تحلل المخ وتحوله إلى ما يشبه السائل. وبفحص العنق تبين وجود كسرا حيويا حدث والطفل مازال على قيد الحياة، مما يُشير إلى أن الوفاة ربما حدثت نتيجة الخنق بالضغط على العنق، ولم يتبين وجود أي إصابات في البطن أو الصدر من شأنها إحداث الوفاة. ويروي الدكتور محمد جاب الله، تم أخذ العينات من الطفل لمعرفة هويته وكذلك لمعرفة مدى تعرضه لاعتداء جنسي من عدمه. أسبوع واحد فقط مر حتى تم إبلاغي عن العثور على جثة طفلة جديدة وأيضا تم العبث بعينيها. الجثة كانت لفتاة في حوالي الخامسة من عمرها، وترتدي ملابس السباحة، وقد تعرفت أسرتها بالفعل بعد أن أبلغوا عن اختفائها منذ ثلاثة أيام على الشاطئ، بعد أن اعتقدوا أنها تعرضت للغرق. بعد فحص الجثة والتي كانت أيضا في حالة تعفن، اتضح أيضاً أن العينين تم العبث بهما عقب الوفاة، كما تبين أن سبب الوفاة هو الخنق باستخدام الضغط اليدوي على العنق. وكما هو معتاد تم إرسال العينات الخاصة بالجثة لتحليلها والتأكد من تعرضها للاعتداء الجسدي من عدمه. بالفعل تم فحص عينات الجثتين، وكانت المفاجأة بالعثور على سائل منوي بالعينات، كما تبين تقرير المعمل الكيميائي وجود آثار لمادة مهدئة ومنومة في الجثتين. تم إبلاغ الشرطة بهذه المعلومات للبدء في رحلة بحث طويلة عن الجاني، لكن لم تمر سوى ثلاثة أيام فقط إلا وتم العثور على جثة طفلة ثالثة وجدت في وسط المدينة. كانت الجثة الثالثة لفتاة في الثالثة من العمر، وقد تعرف عليها أحد الشهود، وتبين أنها ابنة أحد سكان المدينة، واختفت منذ يوم من أمام منزلها، وكانت بكامل ملابسها، ولكن هذه المرة كانت الجثة في حالة جيدة، بسبب حدوث الجريمة منذ 12 ساعة تقريباً، وكما كان في الجثتين السابقتين تم العبث في عينيها، لكن هذه المرة كانت أشد عنفا، كما تبين وجود آثار عض بصدر الفتاة وبطنها، وكالعادة تم التعدي الجسدي عليها، ووجود إصابات جسيمة بأعضائها التناسلية. وفي هذه القضية كان سبب الوفاة هي الخنق بالضغط على العنق كما هو العادة في هذه القضايا. تم تحديد خمسة من المشتبه بهم وتم عرضهم على النيابة العامة، لكن الطبيب الشرعي كان حريصا على حضور التحقيقات مع المشتبه بهم بعد إقناع وكيل النيابة، بأن هناك فكرة ربما تساعد في الإيقاع بالمتهم وهو إخباره بفحصه على جهاز عيون يسترجع صور الأطفال المجني عليهم من عينيه، وهي فكرة غير موجودة في الأصل لكنها قد تسبب ارتباك لدى الجاني وتقع به أثناء التحقيقات. بالفعل تم استجواب ثلاثة مشتبه بهم، من دون تحديد الجاني، ولكن مع بدء التحقيق مع المشتبه الرابع والذي كان تنطبق عليه مواصفات القاتل فهو يكتب بيده اليسرى، وبدأ الطبيب الشرعي في إخباره بإجراء فحص العين للتأكد من أنه الجاني من عدمه. بدأ المشتبه فيه بالتوتر ورفض الخضوع للفحص إلا بوجود محامي، وهنا جاء دور وكيل النيابة بعد انهيار المشتبه به، ليؤكد أن المشتبه به الرابع هو الجاني القاتل الذي قتل ثلاثة أطفال بعد تنويمهم والتعدي عليهم جنسيا، وانتزاع أعينهم لتصور في عقله أن عين الأطفال يمكن أن تسجل صورته ويتم استخراجها من قبل الطب الشرعي. انتهت القضية المُثيرة وتم القبض على المتهم وعرضه على جهات التحقيق والمحكمة.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية:
الطب الشرعى
اخبار الحوادث
کانت الجثة
إقرأ أيضاً:
توزيع ألبسة شتوية لأطفال يتامى وفقراء في طرطوس
طرطوس- سانا
وزعت جمعية “سوا أقوى” الخيرية اليوم ألبسةً شتويةً لثمانين طفلاً وطفلةً من اليتامى والأشد فقراً بإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس.
وأكدت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل ولادة جلب في تصريح لمراسلة سانا ضرورة الاهتمام بالأطفال اليتامى والفقراء، والتوسع في عمل الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المحافظة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة.
بدوره رئيس مجلس الجمعية بسام زيفا أوضح أن الغاية من التوزيع تعزيز التكافل بين أفراد المجتمع حرصاً من الجمعية على الوصول بمساعداتها لأكبر عدد من الأسر المحتاجة، مشيراً إلى أن الجمعية تستهدف بمساعداتها الأطفال تحت عمر 12 عاماً وكبار السن والمعاقين.
عضو الجمعية رغدة سليمان أكدت أن عملية التوزيع كانت ميسرةً وتمت عبر قوائم اسمية من خلال التسجيل بناءً على دراسة لحالات مسبقة من مختلف أحياء المحافظة.
هيبه سليمان