كوكب من أعاظم الأساتذة في كل فروع العلوم الطبيعية والمعرفية في الرياضيات والفلك والطب والكيمياء والجيولوجيا والجغرافيا، والأدب، نما انتماؤهم لمصر، وتمازجت أرواحهم في كيان واحد وهو الكيان المصري، وحرص هؤلاء العظماء من علمائنا الموسوعيين الذي ضم مجمع الخالدين للغة العربية أكثرهم، فسموا "بالعلماء المجمعيين" نسبة لمجمع اللغة العربية، وكان ذلك ظاهرة من ظواهر النهضة المصرية، فترى أساتذة الرياضيات والطب والفلك وعلوم الحيوان والحشرات والنبات والأدب، من أمثال الدكتور علي إبراهيم والدكتور محمود حافظ والدكتور محمد مرسي أحمد والدكتور عطية عاشور والدكتور حامد جوهر والدكتور عبد الحليم منتصر، وغيرهم من هؤلاء الأعاظم ممن يحويهم كتاب «علماء مصريون عظماء وقصص نجاحهم الملهم»، يحرصون أشد الحرص على تدريس العلوم الحديثة وتأليف وترجمة مراجعها باللغة العربية ويحققون في التراث العربي.

محمد ولي الدين طبيب الغلابة والفقراء

ونرصد في هذا التقرير، حكاية أحد هؤلاء العظماء الدكتور محمد ولي الدين، طبيب الغلابة والفقراء، وصاحب مدرج "ولي"، في كلية العلوم جامعة القاهرة كان يوجد مدرجان من أشهر مدرجات الجامعة المصرية مدرج مشرفة ومدرج والي وكانا يتوسطان مباني الكلية؛ أحدهما يمين الإدارة وهو مدرج والي والآخر يسارها وهو مدرج مشرفة

 

من هو الدكتور محمد ولي الدين؟

 

الدكتور محمد ولي، الذي خُصص باسمه مدرج كبير أسوة بالدكتور مشرفة، تخرج في مدرسة طب قصر العيني عام ۱۹۰۷، وكان له من العمر عشرون عامًا، ثم أوفد في بعثة الجامعة المصرية إلى فرنسا ليحصل على الليسانس في التاريخ الطبيعي من جامعة ليون، وعلى دبلوم طب المناطق الحارة من جامعة باريس، وبعد عودته عين مدرسا بمدرسة طب قصر العيني في يناير ١٩٢٥، ثم انضم إلى هيئة التدريس بكلية العلوم بالجامعة المصرية في نوفمبر ۱۹۲٥، وبقي بدرجته حتى عام ١٩٤٧ فلم يُرقّ إلى وظيفة أستاذ مساعد إلا قبيل تركه الخدمة بقليل.

وفي ٨ مارس ۱۹٤٥، ألقى د. محمد ولي محاضرة نشرت ضمن سلسلة أحاديث كلية العلوم عن العلوم المبسطة، متناولا موضوعًا مهما وببلوغرافيا عن واحد من العلماء المصريين الذين أسهموا في تدعيم دراسة علمي الحيوان والنبات في مصر والفوا فيها ووصلواإلى العالمية وهو "عثمان غالب"، وهو من مواليد ١٨٤٥ والذي التحق بمدرسة الطب المصرية في الفترة من عام ١٨٦٧ إلى ۱۸۷۱، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الأحياء وبقي هناك لمدة ثماني سنوات حتى ۱۸۷۹، وعندما عاد عين مدرسا بمدرسة الطب المصرية، ولظروف عائلية خاصة ترك مصر إلى باريس وعاش فيها بقية عمره حيث ألف في علم الحيوان وعلم النبات وأجرى أبحاثا عن دودة القطن، ومن مؤلفاته "الحيوانات اللافقرية"، وكتاب "مختصر تركيب أعضاء النبات ووظائفها" وكتابه الذي حصل به على الدكتوراه بالفرنسية "البيضة في السلسلة الحيوانية".

 

محمد ولي معالج الفقراء والفلاحين

 

كان الدكتور محمد ولي واسع الصدر، كثير الحلم، يضحك ملء شدقيه حتى تدمع عيناه، وكان لا يعترف بفارق السن فكان يتخذ من الجميع أصدقاء وزملاء دون تفرقة من مركز أو سن، وكان إنسانًا نبيلا، فما قصده طالب حاجة إلا قضاها له وكان معمله في الكلية عيادة صغيرة يفحص فيها من يشكو علةً ويصف له الدواء؛ وكذلك كان حاله في بيته في جزيرة الذهب فقد كان يقصده أفواج من الفلاحين والفقراء للتداوي على يديه.

كان الدكتور محمد ولي مولعًا بالبحث في مواضيع علمية شتى- أي موسوعيا، فأصبح بمرور الزمن دائرة معارف علمية، وقد عرف تلاميذه عنه ذلك فاغترفوا من فيض علمه، فما قدمت رسالة لنيل درجة علمية إلا ذكر اسمه فيها سواء أكانت عن القواقع أم الزواحف، عن الأسماك أو الطيور أو الثدييات، فقد كان له في كل منها باع طويل، وكان الدكتور محمد ولي يعتقد أنه لا يمكن أن تكون دراسة العلوم إلا بلغة هذه البلاد إذا كان في ضمير أهلها قدر كافٍ من القومية، وكان بذلك أسوة بعلماء ذلك الزمن الذين حافظوا على اللغة العربية وتحدثوا بها وكانوا حماة لها.

لقد ترك لدي د. محمد ولي انطباعًا عن شهرته كونه خريج كلية الطب وحاصلا على دبلوم طب المناطق الحارة، فكان من الطبيعي أن يكون له مكانة خاصة في كلية العلوم، كما أن دراسته الموسعة أهلته لهذه المكانة، بالإضافة إلى أن صورته ومظهره أيضا أعطت نفس الانطباع وأتصور أن شخصيته كانت أقرب إلى شخصية د. حسن أفلاطون بك، فهو أيضا على علمه الواسع لم يكن همه حصد الدرجات العلمية قدر البحث والدراسة في الجديد من العلم، في عام ١٩٤٩، توفي د. محمد ولي عن عمر ٦٢ عاما تاركا سيرة طيبة عفة، بالإضافة إلى أهم ذكرى مكانية يتذكره بها طلاب كلية العلوم كلما دخلوا محاضرة تلقى في مدرجه "مدرج والي".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عظماء مصريون محمد ولي الدين الدکتور محمد ولی محمد ولی الدین کلیة العلوم محمد ولی ا

إقرأ أيضاً:

تجديد تعيين أشرف سيد صادق مديرا عاما لكلية دار العلوم بالفيوم

أصدر الدكتور  محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قرار وزاري  بتجديد تعيين  أشرف سيد صادق محمد- في وظيفة مدير عام كلية دار العلوم.

 شريف العطار نائبًا لرئيس جامعة الفيوم 


وفى وقت سابق أعلن الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صدور القرار الجمهوري بتعيين  الدكتور شريف محمد صبري العطار، نائبًا لرئيس جامعة الفيوم لشؤون التعليم والطلاب.


الجدير بالذكر أن  الدكتور شريف العطار تدرج في المناصب الأكاديمية؛ حيث شغل منصب قائم بعمل رئيس مجلس قسم الهندسة المعمارية من أكتوبر 2008 حتى يناير 2010، كما قام بإدارة مشروع المنطقة الاستثمارية لجامعة الفيوم من يناير 2009 إلى يونيو 2012، ووكيل كلية الهندسة لشئون الدراسات العليا والبحوث بين عامي 2010 و2013، وأيضًا شغل منصب وكيل لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة من 2018 حتى 2022، وصولًا لمنصب عميد كلية الهندسة بجامعة الفيوم منذ فبراير2020وحتى الآن.
وحصل  على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة عام 1990، ودرجة الماجستير في الهندسة المعمارية تخصص تكنولوجيا البناء عام 1995 ومن ثم درجة الدكتوراه عام 1999، وتدرج  في الوظائف الأكاديمية وصولأ لدرجة الأستاذية من عام 2010 فهو أستاذ تكنولوجيا البناء وإدارة المشروعات بقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة- جامعة الفيوم.
وتمتد خبرته  إلى اللجان العلمية على مستوى المجلس الأعلى للجامعات، حيث كان عضواً في اللجنة العلمية لفحص الإنتاج العلمي لشغل وظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين في مجال العمارة والتخطيط العمراني خلال الدورتين الثانية عشر والثالثة عشر (2016-2019 و2019-2022)، بالإضافة إلى كونه محكماً منذ يناير 2013 حتى تاريخه. كما يرأس لجنة الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية بمحافظة بني سويف منذ 2009، وهو استشاري معتمد بنقابة المهندسين المصرية.
كما حاز  الدكتور شريف العطار على العديد من الجوائز، منها جائزة جامعة الفيوم لعام 2020 لرفع ترتيب الجامعة في التصنيفات الدولية، وجائزة التميز في النشر العلمي الدولي في عامي 2014 و2016، وجائزة التميز في الترقى لعام 2010، فضلاً عن جائزة المركز الأول في تصميم مبنى المكتبة المركزية داخل الحرم الرئيسي للجامعة.

1000076041

مقالات مشابهة

  • تجديد تعيين أشرف سيد صادق مديرا عاما لكلية دار العلوم بالفيوم
  • «وثيقة».. شخصيات عامة ونواب ومفكرون «مصريون وأردنيون» يعلنون رفضهم دعوات تهجير الفلسطينيين
  • إطلاق اسم الدكتور منصور حسن على قاعة مسرح جامعة بني سويف وأكبر مدرج بكل مبنى
  • الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
  • 53 باحثًا يشاركون بمؤتمر كلية العلوم فى جامعة جنوب الوادي
  • التغيرات المناخية تؤثر على الإنتاج الزراعي.. الدكتور محمد فهيم يقدم 10 نصائح للمزارعين
  • عبدالرحيم علي ينعي والدة الدكتور محمد كمال
  • أبرز المعلومات عن الدكتور حسين محمد أحمد عيسى عضو اللجنة الإستشارية
  • محمد خليفة: لك الله يا شعبي، وتبت أيادي الجنجويد، تبت أيادي الجنجويد
  • محمد صبحي: الدين لا يُقيِّد الفنَّ صاحبَ الرسالة والدراما لا تُهين علمائه