تصاعد الصدام العلني بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو بشكل ملحوظ، الثلاثاء، بعد أن اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إدارة بايدن بـ"محاولة تقويض" حكومة نتانياهو، حسبما نقله موقع "أكسيوس".

وأكد بيان منسوب لـ"مسؤول إسرائيلي كبير"، جاء للرد على تقرير للاستخبارات الأميركية تطرق إلى الحرب في غزة ومستقبل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، على حالة الاستياء المتزايد وانعدام الثقة بين الزعيمين بشأن حرب غزة"، وفقا للموقع.

وذكر المصدر ذاته، أن وكالة استخبارات أميركية رفيعة المستوى، أشارت في تقييمها السنوي للتهديدات الأمنية، صدر، الاثنين، إلى تعمق "فقدان الثقة في قدرة نتانياهو على الحكم" منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي.

وقال تقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية، إن "قدرة نتانياهو على البقاء كزعيم وكذلك ائتلافه الحاكم المكون من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي اتبعت سياسات متشددة بشأن القضايا الفلسطينية والأمنية قد تكون معرضة للخطر".

وأضاف التقرير، أن أجهزة المخابرات الأميركية تتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإجراء انتخابات جديدة في الأسابيع والأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن "تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل".

وذكر موقع "أكسيوس"، أن من غير المعتاد إلى حد كبير أن يتم الإعلان عن مثل هذا التقييم للوضع السياسي الداخلي الخاص بزعيم بلد يعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة.

ويعتقد مسؤولون إسرائيليون، أنه ما كان ينبغي أن يحدث ذلك دون موافقة مسبقة من طرف البيت الأبيض.

وتواجه إدارة بايدن ضغوطا سياسية هائلة بسبب دعمها للحكومة الإسرائيلية في حربها مع حماس، بينما يتنافس الرئيس على إعادة انتخابه، خريف العام الجاري.

والثلاثاء، جاء الرد الإسرائيلي على تقرير المخابرات الأميركية عبر بيان "عاطفي وشديد اللهجة"، أرسل إلى الصحفيين ونسب إلى "مسؤول إسرائيلي كبير"،  حسبما نقل الموقع الذي أشار إلى أن "الرد استهدف على نطاق أوسع إدارة بايدن واتهمها بالتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية".

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير، إن "رئيس وزراء إسرائيل ينتخب من طرف مواطني إسرائيل وليس أي شخص آخر"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ليست دولة تابعة للولايات المتحدة ولكنها دولة مستقلة وديمقراطية مواطنوها هم الذين ينتخبون الحكومة". 

وأضاف "نتوقع من أصدقائنا أن يتحركوا للإطاحة بنظام حماس الإرهابي وليس بالحكومة المنتخبة في إسرائيل".

"مناورة صعبة"

ووفقا للموقع فقد بدأ بايدن، بعد خطابه عن حالة الاتحاد، الأسبوع الماضي، "مناورة صعبة"، تمثلت بـ" الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي واستراتيجيته في حرب غزة، مع التمسك بإسرائيل ومعركتها ضد حماس، التي لا تزال تحتجز رهائن".

ووضع بايدن في الأيام الأخيرة "خطا أحمر" فيما يتعلق بالحرب في غزة للمرة الأولى من خلال معارضته العلنية لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.

ورد نتانياهو بالقول، إن "خطه الأحمر" هو أن إسرائيل يجب أن تدخل رفح.

وشدد بايدن خلال كلمته أيضا على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه مطالب من الجناح الأيسر لحزبه بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.

والثلاثاء، وجه نتانياهو في خطاب ألقاه خلال مؤتمر للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية  (إيباك) بايدن على الدعم الذي قدمه لإسرائيل حتى الآن، لكنه شدد على أنه لن يرضخ للضغوط الخارجية لعدم القيام بعملية في رفح.

وزعم نتانياهو، أن غالبية الأميركيين والأغلبية في الكونغرس تدعم إسرائيل.

وتابع: "هناك أشخاص سيجعلونك تعتقد أن هناك رئيس وزراء إسرائيل وشعب إسرائيل. والحقيقة هي أن شعب إسرائيل يدعم سياستي".

وعلى الجانب الآخر، حاول مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، التقليل من أهمية الخلافات في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، وقال إن بايدن "سيتحدث علنا" عندما تكون لديه مخاوف بشأن المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في غزة.

وشدد سوليفان، الذي التقى بالسفير الإسرائيلي، مايك هرتزوغ، صباح الثلاثاء، على ما يلي: "دعونا نرى ما سيحدث [في رفح].. القضية هي ما يحدث على الأرض وليس الكلام الذي يذهب ذهابا وإيابا".

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر والذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا أثناء الهجوم وتقدر إسرائيل أن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 32 توفوا أو قتلوا. وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن بينهم جنديا قتل خلال هجوم حماس، ونقلت جثته إلى غزة. 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، الثلاثاء، أن 31184 شخصا 72 بالمئة منهم على الأقل من النساء والأطفال، قتلوا في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة، منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل والحركة. وارتفع عدد الجرحى إلى 72889.

ورقة المساعدات العسكرية

من جهتها، أشار تقرير تحليلي لرويترز إلى أن  الخلاف المتزايد بين بايدن ونتانياهو حول الخطوط الحمراء في غزة، يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا مضت إسرائيل قدما في اجتياح بري في جنوب القطاع.

ويقول مسؤولون أميركيون، إن التوترات بين بايدن ونتانياهو أضافت زخما للمناقشات داخل الإدارة الأميركية، حول كيفية استخدام نفوذها لإقناع إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى غزة وتجنب وقوع المزيد من الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين في حربها على حماس.

وتشكل إمدادات الأسلحة الأميركية أكبر مصدر لنفوذ بايدن. وقاوم الرئيس الأميركي استغلال هذا النفوذ، على الرغم من رد نتانياهو المتحدي على مناشدات واشنطن والدعوات المتزايدة من بعض الديمقراطيين من حزب الرئيس الأميركي.

لكن مع إبداء بايدن علامات متزايدة على خيبة الأمل من نتانياهو، لا يستبعد المسؤولون الأميركيون احتمالية حدوث تحول في السياسة قد يشمل وضع شروط على المساعدات العسكرية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح رفح في جنوب غزة.

وزادت محاولة بايدن للحصول على ولاية ثانية في انتخابات عام 2024 من تعقيد جهوده لصياغة الاستراتيجية. ويدرك مساعدوه أنه بحاجة إلى تجنب إعطاء الجمهوريين ذريعة لاستغلالها مع الناخبين المؤيدين لإسرائيل، مثلما يحتاج لمنع تآكل الدعم من بعض الديمقراطيين التقدميين المنزعجين من دعمه القوي لإسرائيل.

وسيتعارض أي قرار يتخذه بايدن، الذي وصف نفسه بأنه "صهيوني"، بالتشدد تجاه إسرائيل مع تاريخه الممتد لعقود كمؤيد متحمس لها.

وقال هارون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات مختلفة بقيادة الجمهوريين والديمقراطيين "بغض النظر عن كيفية حل المشكلة، فإن بايدن في مأزق بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة".

ولا توجد مؤشرات على اتخاذ أي قرارات بفرض قيود على إمدادات الأسلحة في حالة اجتياح لرفح، والذي حذر بايدن من أنه يجب ألا يحدث دون خطة إسرائيلية لحماية المدنيين هناك. ويلجأ ما يربو على نصف سكان قطاع غزة إلى منطقة رفح.
ومن المحتمل أن يكون بايدن قد ألمح إلى ما يفكر فيه خلال مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي"، السبت عندما قال، بعد تأكيد أن اجتياح رفح سيكون "خطا أحمر"، "إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط. الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمرا بالغ الأهمية. لذلك لا يمكن أن أقطع كل الأسلحة حتى لا يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم".

ولم يقدم بايدن صراحة مثل هذه الضمانات بشأن الأسلحة الهجومية، مما عزز التكهنات في تقارير إعلامية بأن مثل هذه الأسلحة يمكن أن تكون متضمنة، إذا فرض شروطا على إسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على المعدات أميركية الصنع.


ومن الممكن أن تعرّض أي قيود على الأسلحة الهجومية إسرائيل لخطر أكبر إذا اندلعت حرب شاملة مع جماعة حزب الله اللبنانية على الحدود الشمالية أو تدخلت إيران، المتحالفة مع كل من حماس وحزب الله، في الصراع، وفقا لرويترز.

وردا على سؤال حول القيود المحتملة على الأسلحة، قال سوليفان للصحفيين، الثلاثاء، إنه لن ينخرط في "افتراضات" وإن التقارير الإخبارية حول تفكير بايدن بهذا الشأن "تكهنات غير مدروسة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي خطط نتانياهو بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن إسرائيل تجري حالياً مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن استمرار إطلاق سراح الرهائن، بهدف تحرير جميع الرهائن دفعة واحدة دون الالتزام بالانسحاب من قطاع غزة، وبحال رفضت حماس، فإن إسرائيل ستعود إلى القتال وتنفذ خطة الجنرالات، وهو ما يعني طرد عشرات الآلاف من السكان من شمال قطاع غزة.

وأضافت "هآرتس" في تحليل تحت عنوان "نتانياهو يهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بمساعدة ترامب لكن حماس لن تتنازل عن أوراق المساومة"، أنه مع إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء الذين تشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس، سيصير رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "فظاً" أو صريحاً بشأن المرحلة الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى الرسالة التي نقلها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر نيابة عن نتانياهو، والتي تفيد بأن "لا توجد مرحلة ثانية"، موضحة أن ديرمر، الذي يشغل منصب المبعوث الشخصي لنتانياهو إلى الولايات المتحدة، التقى ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرتين في فلوريدا خلال الأيام الأخيرة، وأكد  له أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملتزمة بخطة إدارة بايدن المكونة من ثلاث مراحل، حتى لو وقعت عليها. 

حماس تشترط الإفراج عن الأسرى لاستئناف المفاوضاتhttps://t.co/RpxFx5Y3Vd

— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025  خطة نتانياهو

ووفقاً لهآرتس، تتضمن خطة نتانياهو، كما عرضها ديرمر على ويتكوف، إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بدون الالتزام بالانسحاب من القطاع، وإذا رفضت حماس، فإن إسرائيل ستنفذ خطة الجنرالات في قطاع غزة، والتي تعني طرد عشرات الآلاف من السكان من شمال قطاع غزة من أجل السماح للجيش الإسرائيلي بحرية التحرك في الحرب ضد إعادة تأسيس حماس.
وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي سوف يهدم المباني التي لا تزال قائمة في معظم أنحاء قطاع غزة، باستثناء مناطق الملاجئ المحددة في جنوب قطاع غزة، وفقط في هذه المناطق سوف يتم توزيع الغذاء، وينتظر نتانياهو تولي رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، منصبه لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل.
وأوضحت أن إسرائيل تتفاوض على استمرار إطلاق سراح الرهائن فقط مع الولايات المتحدة، وتكتيك نتانياهو هو التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب، والتي بدورها ستمارس ضغوطاً على حماس.

الخطة المصرية

وبالنسبة لمصر، تقول الصحيفة إن الأمر سيكون أكثر تعقيداً، لأن إسرائيل قدمت لمصر التزاماً مكتوباً بأنها ستنسحب من محور فيلادلفيا في اليوم الخميسن من الاتفاق، والذي سيدخل حيز التنفيذ في التاسع من مارس (آذار)، أي بعد أسبوعين بالضبط من الآن، مشيرة إلى أن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود لفترة طويلة من شأنه خلق أزمة سياسية ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين.
وأوضحت هآرتس، أن القاهرة تستعد لتقديم خطة لترامب تتضمن اتفاق سلام إقليمي واسع النطاق، وإنشاء لجنة مدنية لإدارة القطاع، والإفراج عن الرهائن، وتتم حاليًا صياغة تفاصيل الخطة في القاهرة، والتي تشمل الاستجابة للتحديات الأمنية ومخطط مدني واضح. 

الجيش الإسرائيلي يطلق النار على الفلسطينيين في شرق وجنوب غزةhttps://t.co/u58zhW6aJk

— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025  رسائل حماس

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حركة حماس في هذه الأثناء، تبعث برسائل إلى الوسطاء تعبر فيها عن استعدادها لإطلاق سراح المزيد من الرهائن حتى بدون التوقيع على اتفاق شامل أو إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وهي تريد أن تجعل الوضع هادئ في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وتخشى من سيناريو تجدد القتال.
ولكن الحركة الفلسطينية لا تنوي الموافقة على مطلب إسرائيل بالإفراج عن جميع الرهائن، وستصر على الاحتفاظ بأوراق المساومة الخاصة بها لصالح المفاوضات بشأن تسوية شاملة، وفقاً لـ"هآرتس".
وتوضح حماس أن الجنود الإسرائيليين الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم الآن، وأن عودتهم إلى إسرائيل ستكون مشروطة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد المتراكم، والذين رفضت إسرائيل حتى الآن الإفراج عنهم.

مقالات مشابهة

  • ما هي خطط نتانياهو بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
  • عضو بالكنيست الإسرائيلي: تم نفي نجل نتانياهو بعدما ضرب والده
  • نتانياهو: حماس لن تحكم غزة
  • حماس تعيد حفر الأنفاق وتستعد لهجوم مباغت وجيش الاحتلال في أضعف حالاته.. تقرير عسكري إسرائيلي يحذر من تكرار «طوفان الأقصى»/ عاجل
  • متحدث أميركي: ترامب يدعم إسرائيل في أي مسار تختاره ضد حماس
  • تقرير إسرائيلي يحذّر من عواقب العقاب الجماعي لسكان الضفة
  • تقريرٌ إسرائيلي.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال تشييع نصرالله؟
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • أميركي يهودي ينضم للمقاومة وترامب يبكي الأوروبيين