تقرير أميركي ورد إسرائيلي شديد اللهجة.. تصاعد خلافات بايدن ونتانياهو
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
تصاعد الصدام العلني بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو بشكل ملحوظ، الثلاثاء، بعد أن اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إدارة بايدن بـ"محاولة تقويض" حكومة نتانياهو، حسبما نقله موقع "أكسيوس".
وأكد بيان منسوب لـ"مسؤول إسرائيلي كبير"، جاء للرد على تقرير للاستخبارات الأميركية تطرق إلى الحرب في غزة ومستقبل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، على حالة الاستياء المتزايد وانعدام الثقة بين الزعيمين بشأن حرب غزة"، وفقا للموقع.
وذكر المصدر ذاته، أن وكالة استخبارات أميركية رفيعة المستوى، أشارت في تقييمها السنوي للتهديدات الأمنية، صدر، الاثنين، إلى تعمق "فقدان الثقة في قدرة نتانياهو على الحكم" منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي.
وقال تقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية، إن "قدرة نتانياهو على البقاء كزعيم وكذلك ائتلافه الحاكم المكون من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي اتبعت سياسات متشددة بشأن القضايا الفلسطينية والأمنية قد تكون معرضة للخطر".
وأضاف التقرير، أن أجهزة المخابرات الأميركية تتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإجراء انتخابات جديدة في الأسابيع والأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن "تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل".
وذكر موقع "أكسيوس"، أن من غير المعتاد إلى حد كبير أن يتم الإعلان عن مثل هذا التقييم للوضع السياسي الداخلي الخاص بزعيم بلد يعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون، أنه ما كان ينبغي أن يحدث ذلك دون موافقة مسبقة من طرف البيت الأبيض.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطا سياسية هائلة بسبب دعمها للحكومة الإسرائيلية في حربها مع حماس، بينما يتنافس الرئيس على إعادة انتخابه، خريف العام الجاري.
والثلاثاء، جاء الرد الإسرائيلي على تقرير المخابرات الأميركية عبر بيان "عاطفي وشديد اللهجة"، أرسل إلى الصحفيين ونسب إلى "مسؤول إسرائيلي كبير"، حسبما نقل الموقع الذي أشار إلى أن "الرد استهدف على نطاق أوسع إدارة بايدن واتهمها بالتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية".
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير، إن "رئيس وزراء إسرائيل ينتخب من طرف مواطني إسرائيل وليس أي شخص آخر"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ليست دولة تابعة للولايات المتحدة ولكنها دولة مستقلة وديمقراطية مواطنوها هم الذين ينتخبون الحكومة".
وأضاف "نتوقع من أصدقائنا أن يتحركوا للإطاحة بنظام حماس الإرهابي وليس بالحكومة المنتخبة في إسرائيل".
"مناورة صعبة"ووفقا للموقع فقد بدأ بايدن، بعد خطابه عن حالة الاتحاد، الأسبوع الماضي، "مناورة صعبة"، تمثلت بـ" الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي واستراتيجيته في حرب غزة، مع التمسك بإسرائيل ومعركتها ضد حماس، التي لا تزال تحتجز رهائن".
ووضع بايدن في الأيام الأخيرة "خطا أحمر" فيما يتعلق بالحرب في غزة للمرة الأولى من خلال معارضته العلنية لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
ورد نتانياهو بالقول، إن "خطه الأحمر" هو أن إسرائيل يجب أن تدخل رفح.
وشدد بايدن خلال كلمته أيضا على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه مطالب من الجناح الأيسر لحزبه بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
والثلاثاء، وجه نتانياهو في خطاب ألقاه خلال مؤتمر للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) بايدن على الدعم الذي قدمه لإسرائيل حتى الآن، لكنه شدد على أنه لن يرضخ للضغوط الخارجية لعدم القيام بعملية في رفح.
وزعم نتانياهو، أن غالبية الأميركيين والأغلبية في الكونغرس تدعم إسرائيل.
وتابع: "هناك أشخاص سيجعلونك تعتقد أن هناك رئيس وزراء إسرائيل وشعب إسرائيل. والحقيقة هي أن شعب إسرائيل يدعم سياستي".
وعلى الجانب الآخر، حاول مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، التقليل من أهمية الخلافات في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، وقال إن بايدن "سيتحدث علنا" عندما تكون لديه مخاوف بشأن المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في غزة.
وشدد سوليفان، الذي التقى بالسفير الإسرائيلي، مايك هرتزوغ، صباح الثلاثاء، على ما يلي: "دعونا نرى ما سيحدث [في رفح].. القضية هي ما يحدث على الأرض وليس الكلام الذي يذهب ذهابا وإيابا".
وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر والذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا أثناء الهجوم وتقدر إسرائيل أن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 32 توفوا أو قتلوا. وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن بينهم جنديا قتل خلال هجوم حماس، ونقلت جثته إلى غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، الثلاثاء، أن 31184 شخصا 72 بالمئة منهم على الأقل من النساء والأطفال، قتلوا في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة، منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل والحركة. وارتفع عدد الجرحى إلى 72889.
ورقة المساعدات العسكريةمن جهتها، أشار تقرير تحليلي لرويترز إلى أن الخلاف المتزايد بين بايدن ونتانياهو حول الخطوط الحمراء في غزة، يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا مضت إسرائيل قدما في اجتياح بري في جنوب القطاع.
ويقول مسؤولون أميركيون، إن التوترات بين بايدن ونتانياهو أضافت زخما للمناقشات داخل الإدارة الأميركية، حول كيفية استخدام نفوذها لإقناع إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى غزة وتجنب وقوع المزيد من الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين في حربها على حماس.
وتشكل إمدادات الأسلحة الأميركية أكبر مصدر لنفوذ بايدن. وقاوم الرئيس الأميركي استغلال هذا النفوذ، على الرغم من رد نتانياهو المتحدي على مناشدات واشنطن والدعوات المتزايدة من بعض الديمقراطيين من حزب الرئيس الأميركي.
لكن مع إبداء بايدن علامات متزايدة على خيبة الأمل من نتانياهو، لا يستبعد المسؤولون الأميركيون احتمالية حدوث تحول في السياسة قد يشمل وضع شروط على المساعدات العسكرية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح رفح في جنوب غزة.
وزادت محاولة بايدن للحصول على ولاية ثانية في انتخابات عام 2024 من تعقيد جهوده لصياغة الاستراتيجية. ويدرك مساعدوه أنه بحاجة إلى تجنب إعطاء الجمهوريين ذريعة لاستغلالها مع الناخبين المؤيدين لإسرائيل، مثلما يحتاج لمنع تآكل الدعم من بعض الديمقراطيين التقدميين المنزعجين من دعمه القوي لإسرائيل.
وسيتعارض أي قرار يتخذه بايدن، الذي وصف نفسه بأنه "صهيوني"، بالتشدد تجاه إسرائيل مع تاريخه الممتد لعقود كمؤيد متحمس لها.
وقال هارون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات مختلفة بقيادة الجمهوريين والديمقراطيين "بغض النظر عن كيفية حل المشكلة، فإن بايدن في مأزق بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة".
ولا توجد مؤشرات على اتخاذ أي قرارات بفرض قيود على إمدادات الأسلحة في حالة اجتياح لرفح، والذي حذر بايدن من أنه يجب ألا يحدث دون خطة إسرائيلية لحماية المدنيين هناك. ويلجأ ما يربو على نصف سكان قطاع غزة إلى منطقة رفح.
ومن المحتمل أن يكون بايدن قد ألمح إلى ما يفكر فيه خلال مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي"، السبت عندما قال، بعد تأكيد أن اجتياح رفح سيكون "خطا أحمر"، "إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط. الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمرا بالغ الأهمية. لذلك لا يمكن أن أقطع كل الأسلحة حتى لا يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم".
ولم يقدم بايدن صراحة مثل هذه الضمانات بشأن الأسلحة الهجومية، مما عزز التكهنات في تقارير إعلامية بأن مثل هذه الأسلحة يمكن أن تكون متضمنة، إذا فرض شروطا على إسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على المعدات أميركية الصنع.
ومن الممكن أن تعرّض أي قيود على الأسلحة الهجومية إسرائيل لخطر أكبر إذا اندلعت حرب شاملة مع جماعة حزب الله اللبنانية على الحدود الشمالية أو تدخلت إيران، المتحالفة مع كل من حماس وحزب الله، في الصراع، وفقا لرويترز.
وردا على سؤال حول القيود المحتملة على الأسلحة، قال سوليفان للصحفيين، الثلاثاء، إنه لن ينخرط في "افتراضات" وإن التقارير الإخبارية حول تفكير بايدن بهذا الشأن "تكهنات غير مدروسة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تقرير: جوجل تزود الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حرب غزة
كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تعاون مستمر بين شركة جوجل ووزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث كانت الشركة تسهم بتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة منذ بداية حرب غزة في عام 2023.
وتكشف الوثائق الداخلية التي تم الاطلاع عليها أن هذه العلاقة بدأت منذ عام 2021، مما يعكس مدى استمرارية الشراكة التقنية بين الطرفين.
وفي التفاصيل، تبين أن موظفاً في جوجل طلب من الإدارة العليا للشركة منح جيش الاحتلال الإسرائيلي إمكانية الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة "جيميني"، التي كانت تحت التطوير في ذلك الوقت.
كما سعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع استخدامه لخدمة "فيرتيكس" التي توفرها جوجل، وهي خدمة تتيح تطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات العسكرية والتكنولوجية.
وبحسب التقرير فأن أحد الموظفين في جوجل أشار إلى ضرورة توفير وصول أكبر لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه التقنيات، محذراً من أن عدم تلبية هذا الطلب قد يدفع جيش الاحتلال الإسرائيلي للبحث عن بدائل أخرى مثل شركة أمازون، التي تقدم خدمات مشابهة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال التقرير إن هذا التحذير يبرز الضغوط التي كانت تمارس على جوجل لضمان تقديم الدعم التقني المطلوب، خاصة في ظل الظروف الحساسة المرتبطة بالحرب المستمرة في غزة.
ووفقا للتقرير يتضح من هذه الوثائق أن جوجل كانت تشارك بشكل كبير في توفير التقنيات اللازمة التي قد تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، فإن هذه العلاقة أثارت تساؤلات وانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان والعديد من النقاد الذين اعتبروا أن التعاون بين الشركات التكنولوجية الكبرى والجهات العسكرية قد يساهم في تصعيد النزاعات بشكل أكبر.
هذا التقرير يعكس صورة دقيقة حول كيفية استفادة الجيش الإسرائيلي من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة، كما يفتح النقاش حول دور الشركات التكنولوجية في الصراعات العسكرية وكيفية تأثير هذا التعاون على التوازن الدولي وأخلاقيات التكنولوجيا.