الجزيرة:
2025-03-29@15:32:29 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

فرنسوا تومبالباي سياسي تشادي يعرف بـ"نغارتا تومبالباي" أي "القائد الحقيقي"، ولد عام 1918 واغتيل عام 1975، شغل منصب أول رئيس لجمهورية تشاد منذ استقلالها عام 1960 وحتى الإطاحة به عام 1975. عرف باستبداده وأدت سياساته إلى النزاع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي.

المولد والنشأة

ولد يوم 15 يونيو/حزيران 1918 بقرية بيسادا في قلب أراضي السارا، جنوب تشاد، وكانت آنذاك مستعمرة فرنسية.

وهو مسيحي ينتمي إلى قبيلة سارا، التي كانت تحتكر المناصب الإدارية وتحكم البلاد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فرنسوا تومبالباي تعليمه في مدارس تبشيرية بروتستانتية في مدينتي سارا وبرازافيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي لتشاد، وأصبح بعدها معلما.

فرنسوا تومبالباي (يمين) ورئيس جمهورية الكونغو يحضران مؤتمر رؤساء دول أفريقيا الاستوائية عام 1964 (الفرنسية) التجربة السياسية

بدأ نشاطه في النقابات العمالية المحلية، وبدأ انخراطه فعليا في السياسة خلال الحرب العالمية الثانية عندما قاتل إلى جانب فرنسا ضد حكومة فيشي، مما أبرز التزامه المبكر بالتغيير السياسي.

عام 1946، أسس فرعا محليا لحزب التقدم التشادي في سارا، مجمعا أفراد عشيرته ومتحدثي لغة السارا الآخرين لقضية الحزب.

أدى نشاطه السياسي إلى إلغاء منصبه التعليمي عام 1949، إذ شددت الحكومة الفرنسية القيود على الانخراط السياسي للمعلمين.

واصل تعزيز مسيرته السياسية من خلال إدارة صحيفة الحزب، ولكن مسيرتها كانت قصيرة بسبب القمع الفرنسي.

استمر الصعود السياسي لتومبالباي، إذ فاز بمقعد في الجمعية الإقليمية الاستعمارية عام 1952 وتم انتخابه لاحقا لمجلس أفريقيا الاستوائية الفرنسية العام سنة 1957، وشغل منصب نائب الرئيس.

تصاعدت منافسته مع غابرييل ليسيت، زعيم حزب التقدم التشادي، أواخر الخمسينيات بعد إصلاحات قانون الإطار لعام 1956، التي سمحت للمستعمرات الفردية بالتفاوض بشأن دساتيرها الخاصة.

في مارس/آذار 1959، نجح تومبالباي في تولي قيادة حزب التقدم التشادي خلفا لليسيت، ليصبح بذلك الزعيم الفعلي لحكومة تشاد الاستعمارية.

عند استقلال تشاد يوم 11 أغسطس/آب 1960، تولى منصب أول رئيس لها. وكانت الهيمنة في حكومته للجنوبيين، مما خلق احتكاكا مع الشمال.

الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو (يمين) يجتمع مع الرئيس التشادي فرنسوا تومبالباي في باريس عام 1971 (الفرنسية)

عام 1962، حظر جميع الأحزاب السياسية، باستثناء حزبه. وتخلّص من المعارضين المسلمين وعزز مكانة الجنوبيين، وخاصة السارا، داخل الحكومة.

عام 1963، حلّ الجمعية الوطنية وأنشأ محكمة جنائية خاصة للتحقيق مع المعارضين وتوجيه الاتهامات الجنائية ضدهم. واندلعت أعمال شغب ضد الحكومة في شمال تشاد وقمعها الجيش بشدة.

بحلول عام 1964، كان معظم المعارضين السياسيين البارزين لتومبالباي إما في السجن أو المنفى. وفي عام 1965، ظهرت مجموعات مسلحة متمردة في شمال البلاد لتحدي الحكومة المركزية، وغذت هذه الحرب الأهلية الانقسام في البلاد بشكل أكبر.

سعى تومبالباي للحصول على دعم من فرنسا، في حين تلقت "فرولينات"، وهي جماعة متمردة في الشمال، الدعم من الزعيم الليبي معمر القذافي.

استمر تومبالباي في الحفاظ على السلطة باتباع إجراءات قمعية وبدعم من فرنسا. ومع ذلك، أصبحت العلاقات مع باريس متوترة عندما فُصل الموظفون الفرنسيون الذين بقوا بعد الاستقلال وتعويضهم بتشاديين (معظمهم من الجنوبيين والسارا). ووُجِّهت له ولوزرائه اتهامات بالمحاباة والفساد وسوء استخدام السلطة.

الرئيس الأميركي ليندون جونسون (وسط) وزوجته مع الرئيس التشادي تومبالباي (ثاني يسار) بالبيت الأبيض عام 1968 (أسوشيتد برس)

عام 1969، وافق تومبالباي على شروط فرنسا للدعم، بدءا بعملية التحرير في تشاد، حيث تم إطلاق سراح عدة سجناء سياسيين.

وأوائل السبعينيات، أرسى تومبالباي سياسة تروم التشبث بهوية البلد، إذ شجع التشاديين على التخلي عن الأسماء الأوروبية وتبني أسماء تشادية. وغير اسمه "فرنسوا" إلى "نغارتا". وتم تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الاستعمارية إلى أسماء تشادية.

كما أمر جميع كبار المسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والضباط العسكريين بالخضوع لطقوس "مبادرة يوندو"، وهي تجربة خضع لها تومبالباي نفسه في سن المراهقة، تضمنت الجلد والندبات على الوجه والتخدير والدفن التمثيلي، وزادت هذه الأفعال من استياء العديد من التشاديين، خاصة المقيمين في الشمال والشرق، الذين كانوا في الغالب مسلمين.

في أغسطس/آب 1971، كُشف عن محاولة انقلاب لها صلات بالقذافي، مما دفع تومبالباي إلى قطع العلاقات مع ليبيا. في الوقت نفسه، واجه إضرابات واعتراضات في الجنوب، مما أدى في النهاية إلى قراره بحل حزب التقدم التشادي وإنشاء الحركة الوطنية للثورة الثقافية والاجتماعية.

الاغتيال

اغتيل يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عن عمر 56 عاما، حين أحاط ضباط الجيش والشرطة بقصره الخاص وطلبوا منه الاستسلام. وبعد رفضه، تم إطلاق النار عليه، وتوفي متأثرا بجروحه بعد ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

بعد الغارة الإسرائيلية على بيروت.. رئيس الحكومة اللبنانية يجري مباحثات مع وزير الخارجية

أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الجمعة مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، حول تطورات الوضع في لبنان، خاصة بعد الغارة الإسرائيلية على العاصمة بيروت، وهي الأولى منذ إقرار وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الاتصال تناول تطورات الوضع في لبنان، حيث أطلع رئيس الوزراء اللبناني الوزير عبد العاطي على آخر المستجدات على إثر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. 

وأضاف البيان أن "وزير الخارجية شدد على موقف مصر الداعم للبنان وإدانتها الكاملة لقصف مبنى في بيروت صباح اليوم، معيدًا التأكيد على رفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني الشقيق". 

وأكد عبد العاطي على ضرورة التنفيذ الكامل والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري وغير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار ١٧٠١، وأهمية التطبيق الكامل والمتزامن للقرار من جانب كل الأطراف دون انتقائية.

وأعرب عبد العاطي عن قلق مصر البالغ إزاء حالة التصعيد الخطيرة التي يشهدها لبنان، محذرًا من مخاطر التصعيد الراهنة، التي قد تؤدي لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي. 

كما أكد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته إزاء وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية بكافة صورها، وبما يحفظ للبنان سيادته ووحدته وأمنه واستقراره. 

وأشار عبد العاطي إلى الاتصالات العاجلة التي تجريها مصر لوقف هذا التصعيد مع الأطراف الإقليمية والدولية، وهو ما أعرب رئيس الوزراء اللبناني عن تقديرهم له.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة العراقية يوافق على استثناء تزويد لبنان بالوقود لمدة 6 أشهر
  • عبد الرحيم دقلو ومعه جنرالات من الجيش التشادي سيسعون للإطاحة بالرئيس كاكا
  • بعد الغارة الإسرائيلية على بيروت.. رئيس الحكومة اللبنانية يجري مباحثات مع وزير الخارجية
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس الحكومة اللبنانية
  • لبنان.. رئيس الحكومة يحذر من تجدد العمليات العسكرية في الجنوب
  • رئيس الحكومة اللبنانية: نحذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية
  • بيان توضيحي من رئيس الحكومة: الموقف من حاكم المركزي الجديد واضح
  • قرار رئيس المجلس السياسي بشأن لائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني
  • قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى بشأن لائحة العقوبات على مرتكبي العدوان على اليمن
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس جمهورية سيراليون في قصر الاتحادية