الجزيرة:
2024-11-18@21:29:06 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

فرنسوا تومبالباي سياسي تشادي يعرف بـ"نغارتا تومبالباي" أي "القائد الحقيقي"، ولد عام 1918 واغتيل عام 1975، شغل منصب أول رئيس لجمهورية تشاد منذ استقلالها عام 1960 وحتى الإطاحة به عام 1975. عرف باستبداده وأدت سياساته إلى النزاع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي.

المولد والنشأة

ولد يوم 15 يونيو/حزيران 1918 بقرية بيسادا في قلب أراضي السارا، جنوب تشاد، وكانت آنذاك مستعمرة فرنسية.

وهو مسيحي ينتمي إلى قبيلة سارا، التي كانت تحتكر المناصب الإدارية وتحكم البلاد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فرنسوا تومبالباي تعليمه في مدارس تبشيرية بروتستانتية في مدينتي سارا وبرازافيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي لتشاد، وأصبح بعدها معلما.

فرنسوا تومبالباي (يمين) ورئيس جمهورية الكونغو يحضران مؤتمر رؤساء دول أفريقيا الاستوائية عام 1964 (الفرنسية) التجربة السياسية

بدأ نشاطه في النقابات العمالية المحلية، وبدأ انخراطه فعليا في السياسة خلال الحرب العالمية الثانية عندما قاتل إلى جانب فرنسا ضد حكومة فيشي، مما أبرز التزامه المبكر بالتغيير السياسي.

عام 1946، أسس فرعا محليا لحزب التقدم التشادي في سارا، مجمعا أفراد عشيرته ومتحدثي لغة السارا الآخرين لقضية الحزب.

أدى نشاطه السياسي إلى إلغاء منصبه التعليمي عام 1949، إذ شددت الحكومة الفرنسية القيود على الانخراط السياسي للمعلمين.

واصل تعزيز مسيرته السياسية من خلال إدارة صحيفة الحزب، ولكن مسيرتها كانت قصيرة بسبب القمع الفرنسي.

استمر الصعود السياسي لتومبالباي، إذ فاز بمقعد في الجمعية الإقليمية الاستعمارية عام 1952 وتم انتخابه لاحقا لمجلس أفريقيا الاستوائية الفرنسية العام سنة 1957، وشغل منصب نائب الرئيس.

تصاعدت منافسته مع غابرييل ليسيت، زعيم حزب التقدم التشادي، أواخر الخمسينيات بعد إصلاحات قانون الإطار لعام 1956، التي سمحت للمستعمرات الفردية بالتفاوض بشأن دساتيرها الخاصة.

في مارس/آذار 1959، نجح تومبالباي في تولي قيادة حزب التقدم التشادي خلفا لليسيت، ليصبح بذلك الزعيم الفعلي لحكومة تشاد الاستعمارية.

عند استقلال تشاد يوم 11 أغسطس/آب 1960، تولى منصب أول رئيس لها. وكانت الهيمنة في حكومته للجنوبيين، مما خلق احتكاكا مع الشمال.

الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو (يمين) يجتمع مع الرئيس التشادي فرنسوا تومبالباي في باريس عام 1971 (الفرنسية)

عام 1962، حظر جميع الأحزاب السياسية، باستثناء حزبه. وتخلّص من المعارضين المسلمين وعزز مكانة الجنوبيين، وخاصة السارا، داخل الحكومة.

عام 1963، حلّ الجمعية الوطنية وأنشأ محكمة جنائية خاصة للتحقيق مع المعارضين وتوجيه الاتهامات الجنائية ضدهم. واندلعت أعمال شغب ضد الحكومة في شمال تشاد وقمعها الجيش بشدة.

بحلول عام 1964، كان معظم المعارضين السياسيين البارزين لتومبالباي إما في السجن أو المنفى. وفي عام 1965، ظهرت مجموعات مسلحة متمردة في شمال البلاد لتحدي الحكومة المركزية، وغذت هذه الحرب الأهلية الانقسام في البلاد بشكل أكبر.

سعى تومبالباي للحصول على دعم من فرنسا، في حين تلقت "فرولينات"، وهي جماعة متمردة في الشمال، الدعم من الزعيم الليبي معمر القذافي.

استمر تومبالباي في الحفاظ على السلطة باتباع إجراءات قمعية وبدعم من فرنسا. ومع ذلك، أصبحت العلاقات مع باريس متوترة عندما فُصل الموظفون الفرنسيون الذين بقوا بعد الاستقلال وتعويضهم بتشاديين (معظمهم من الجنوبيين والسارا). ووُجِّهت له ولوزرائه اتهامات بالمحاباة والفساد وسوء استخدام السلطة.

الرئيس الأميركي ليندون جونسون (وسط) وزوجته مع الرئيس التشادي تومبالباي (ثاني يسار) بالبيت الأبيض عام 1968 (أسوشيتد برس)

عام 1969، وافق تومبالباي على شروط فرنسا للدعم، بدءا بعملية التحرير في تشاد، حيث تم إطلاق سراح عدة سجناء سياسيين.

وأوائل السبعينيات، أرسى تومبالباي سياسة تروم التشبث بهوية البلد، إذ شجع التشاديين على التخلي عن الأسماء الأوروبية وتبني أسماء تشادية. وغير اسمه "فرنسوا" إلى "نغارتا". وتم تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الاستعمارية إلى أسماء تشادية.

كما أمر جميع كبار المسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والضباط العسكريين بالخضوع لطقوس "مبادرة يوندو"، وهي تجربة خضع لها تومبالباي نفسه في سن المراهقة، تضمنت الجلد والندبات على الوجه والتخدير والدفن التمثيلي، وزادت هذه الأفعال من استياء العديد من التشاديين، خاصة المقيمين في الشمال والشرق، الذين كانوا في الغالب مسلمين.

في أغسطس/آب 1971، كُشف عن محاولة انقلاب لها صلات بالقذافي، مما دفع تومبالباي إلى قطع العلاقات مع ليبيا. في الوقت نفسه، واجه إضرابات واعتراضات في الجنوب، مما أدى في النهاية إلى قراره بحل حزب التقدم التشادي وإنشاء الحركة الوطنية للثورة الثقافية والاجتماعية.

الاغتيال

اغتيل يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عن عمر 56 عاما، حين أحاط ضباط الجيش والشرطة بقصره الخاص وطلبوا منه الاستسلام. وبعد رفضه، تم إطلاق النار عليه، وتوفي متأثرا بجروحه بعد ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: الحكومة تؤمن تماما بالشراكة مع القطاع الخاص في هذه المشروعات الكبرى

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال احتفالية عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج بمقر الشركة: «تؤمن الحكومة تمامًا بالشراكة مع القطاع الخاص في هذه المشروعات الكبيرة لأنه أقدر على قراءة السوق ودراسته وتحديد احتياجاته وضمان الربحية لهذه القلاع، وذلك لكي نضمن استدامة عودة شركة النصر للسيارات أن تكون هناك عدد من الشراكات المحلية والدولية».

وأضاف رئيس مجلس الوزراء: «الدولة تتوسع في صناعة السيارات، نظرًا لرؤيتها أن هذه فرصة كبيرة لمصر خلال الفترة القادمة»، وأكد على أن هذه الشركة تم تصفيتها في عام 2009، في الوقت الذي بدأت فيه دول أخرى في إفريقيا وبلغ إنتاجها اليوم في هذه الفترة القليلة يتجاوز النصف مليون سيارة في العام ويعملون على خطط تصل لمليون سيارة في العام، وأضاف «لذا اعتقد أن مصر لن تقل عن هذه الدول».

وأشار «مدبولي»: «احتياجات السوق المحلي تصل إلى نصف مليون سيارة من كل أنواع المركبات، ومن المقرر أن تزيد مع رؤية مصر 2030 مع الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة، لذا أؤكد أن عودة شركة النصر للسيارات كان قرارًا استراتيجيًا من الدولة، لأن الدولة لا تفرط في قلاعها الصناعية، وهذا ما نعمل نؤكده وهو كيفية استغلال الأصول المملوكة للدولة».

وتابع: «أؤكد أن وثيقة سياسة أمور الدولة لا تعني أن أبيع ممتلكات الدولة بالعكس تعني كيفية تعظيم الاستفادة من المؤسسات المملوكة للدولة، وكيفية تعميق المكون المحلي إلى أكثر من 70%».

واستكمل رئيس الوزراء، قائلا: «هذا اليوم يعد بمثابة عيدًا بعودة المصنع للإنتاج من جديد»، مطالبا العمال بالحفاظ على المصنع، قائلا: «حافظوا على مصنعكم لأنه مستقبلكم ومستقبل أولادكم ومستقبل بلدنا، ومصر قادرة أن تتفوق في مثل هذه الصناعات وغيرها»، ولت إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطورًا كبيرًا في جميع الصناعات وعلى رأسها صناعة السيارات.

تأسيس شركة النصر للسيارات

يشار إلى أن شركة النصر للسيارات تأسست عام 1959، وكان أول مصنع للسيارات في الشرق الأوسط وإفريقيا لعبت دورًا كبيرًا في توفير وسائل النقل الأساسية للمصريين خلال الستينيات والسبعينيات، وكانت رمزًا للفخر الوطني المصري.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يصل احتفالية عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج من جديد

«النصر للسيارات» تكشف اليوم عن أول أتوبيس صديق للبيئة «تصنيع محلي» بحضور رئيس الوزراء

نائب رئيس الوزراء يلتقي وزير الصحة السعودي لمناقشة التعاون المشترك بين البلدين

مقالات مشابهة

  • الجزائر.. تبون يقبل استقالة الحكومة ويجدد الثقة في رئيس الوزراء
  • الرئيس الجزائري يقبل استقالة الحكومة
  • تبون يقبل استقالة الحكومة الجزائرية ويجدد الثقة في رئيس الوزراء
  • برلمانية: إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات أحد إنجازات الحكومة الحالية واستجابة لتوجيهات الرئيس
  • عودة الروس والبيلاروسي المحتجزين في تشاد إلى موسكو
  • وزير الخارجية السوداني يكشف عن  تشكيل لجنة للتشاور السياسي مع الحكومة المصرية
  • الكشف عن أهوال تواجه اللاجئات السودانيات في تشاد
  • رئيس مفوضية الانتخابات: الانقسام السياسي يعيق إجراء الاستحقاقات الانتخابية
  • رئيس الوزراء: الحكومة تؤمن تماما بالشراكة مع القطاع الخاص في هذه المشروعات الكبرى
  • إيلون ماسك يعلن تفعيل خدمة ستارلينك للإنترنت في تشاد