شبكة اخبار العراق:
2025-04-16@01:32:36 GMT

هل خسرت إسرائيل حربها في غزة

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

هل خسرت إسرائيل حربها في غزة

آخر تحديث: 13 مارس 2024 - 11:26 صبقلم: فاروق يوسف لستُ ممَن يقيسون علاقتهم بالواقع السياسي بمشاعرهم العاطفية. وإذا كنتُ أتمنى من أعماق نفسي أن تُهزم إسرائيل وأن يُكسر جبروت كل القوى الغاشمة لكي يستعيد الضعفاء والمعذبون حقوقهم فإنّني أدرك أنها لن تُهزم بالأمنيات، مهما كانت تلك الأمنيات صادقة وعادلة. وما وضعته حرب غزة على الطاولة بكل وضوح، وهو معطى لا يمكن إنكاره، أن إسرائيل هي روح الغرب في منطقة الشرق الأوسط.

والروح هي ليست المصالح الاقتصادية، بل هي شيء أكثر عمقا. فحين يشير الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألفا من أهل غزة فذلك لا يعني بالضرورة أن الإدارة الأميركية في صدد تغيير موقفها المتضامن مع العدوان الإسرائيلي شكلا ومضمونا، وأفعالا وتحديات. وما استخفاف بنيامين نتنياهو من تصريحات بايدن إلا دليل على ثقته بأن السياسة الأميركية في مكان ثابت لا يمكن أن تؤثر عليه مأساة الفلسطينيين المستمرة ليس منذ السابع من أكتوبر، بل منذ أكثر من 75 سنة هي عمر الدولة العبرية. ومع ذلك فإن هزيمة إسرائيل ليست مستحيلة حين تجرها رعونة أفعالها إلى فخ لن تستطيع الخروج منه بيسر. فبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب المفتوحة على غزة لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها. لا لأن المقاومة مستمرة حسب، بل وأيضا لأن الموقف الشعبي الفلسطيني ازداد تماسكا وصلابة. مَن يحب حركة حماس ويناصرها ومَن يمقت الحركة ويعتبرها خروجا على تاريخ النضال الوطني المسلح لا يملك سوى أن يقف ضد الهمجية الإسرائيلية التي لم تنتج عن خطأ متعمد ارتكبه اليمين بقيادة نتنياهو، بل تقع في صلب العقيدة الصهيونية التي لا ترى في الفلسطينيين سوى حشرات كما صرّح وزير الحرب الإسرائيلي وليس من الوارد في عرفها أن يتساوى مقتل الآلاف من الفلسطينيين بمقتل إسرائيلي واحد. وإن أكد فلسطيني أن حركة حماس لا تمثله وهو أمر طبيعي فليس في إمكانه الثناء على آلة القتل الإسرائيلية التي حين عجزت عن القضاء على حركة حماس استدارت إلى أهل غزة المدنيين العزل وصارت تحصدهم بالآلاف كالحشرات تطبيقا لمبدأ الإبادة. وإذا كانت إسرائيل تضلل نفسها من خلال اعتماد الإبادة مبدأً لها في تعاملها مع سكان الأرض الأصليين فإن الأميركان الذين يعتبرون الإسرائيليين ورثة لهم في الأخلاق لا بد أن يثنوا على ذلك السلوك وهم في ذلك يزيدون من تورط إسرائيل في الجريمة التي ستوسع من المسافة التي تفصلها عن أيّ مقاربة إنسانية، يمكنها أن تكون أساسا لإعادة النظر في حقوق شعب اغتصبت أرضه وحُرم من أسباب الحياة الحقة حين شُرّد عبر أجيال نجحت في الشتات في أن تحافظ على هويتها الفلسطينية. لم تتعلم إسرائيل شيئا من الدرس الفلسطيني الشامل واختصرت صراعها بـ”حماس” وهي تنظيم مسلح أضفى على المسألة طابعا دينيا ليس منها. وإذا كان ذلك التنظيم قد خدش الهوية الفلسطينية حين عرّضها لتجاذبات دينية ضيقة فإن العمود الفقري لتلك الهوية لا يزال قائما وسليما. بل إنه ازداد قوة حين ضُربت غزة بحجة محاربة الإرهاب. لسنوات طويلة والإعلام الغربي (الأميركي والبريطاني بشكل خاص) عمل على النظر إلى المقاومة الفلسطينية باعتبارها مجرد تنظيمات إرهابية خارجة على القانون. لن يغير الغرب موقفه من النضال الوطني الفلسطيني وذلك بسبب خوفه من استعادة التفكير بالمسألة اليهودية. الانحياز الثابت لإسرائيل لا يستمد قوة ديمومته واستمراره من كراهية العرب وحب إسرائيل بل من شبح عودة اليهود إلى أوروبا وانهيار المشروع الاستيطاني الذي تمت من خلاله عملية التخلص منهم والانتهاء من عقدة استمرت قرونا. الغريب في الأمر أن الغرب لا يضع خبرته في مجال القيم الإنسانية معيارا للفصل بين انحيازه السياسي والشرط القانوني الذي فرضت القرارات الدولية حقوقا للفلسطينيين ينبغي أن تُحترم. يقف الغرب وراء إسرائيل في كل ما تفعله. موقف أعمى لن تستفيد منه إسرائيل كثيرا وهي تمحو إمكانية أن تتفاوض مع الفلسطينيين على حل نهائي للمشكلة، كما أنه سيضر بسمعة الغرب لا أمام العالم وحسب، بل وأيضا بين شعوبه التي تشعر بالعار وهي ترى أنها صارت تمول الهمجية وعمليات القتل بأموال الضرائب التي تدفعها. تواطؤ الغرب مع إسرائيل لن ينفعها في الخروج من مأزق غزة. وهي بالرغم من تفوقها العسكري لم تتمكن حتى اللحظة من القضاء على المقاومة وقد لا تتمكن من ذلك في الوقت الذي تزداد فيه جريمتها بشاعة. وبغض النظر عن الدعم الغربي فإن إسرائيل وهي “دولة” صغيرة لا تملك ما يؤهلها للاستمرار في حرب طويلة. ولكنها حين تصل إلى مرحلة اللاحل فإنها ستواجه هزيمة ستهز كيانها الداخلي. ذلك ما يخشاه نتنياهو.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟

يرى الكاتب إحسان أكتاش أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان يمكنها أن تقود نظاما عالميا جديدا قائما على مفهوم العدالة الإسلامية، في ظل تآكل النظام العالمي الحالي الذي تأسس في جوهره على قيم غربية مادية استبدادية، فشلت في طرح حلول للأزمات التي تعصف بالعالم اليوم.

وفي مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، يقول الكاتب: إن أزمة الإنسانية الكبرى ظلّت محل نقاش منذ بداية الحقبة الاستعمارية، وهي في جوهرها أزمة حضارية، إذ تحدّى النموذجُ الحداثيّ هيمنة المسيحية في العصور الوسطى، وأسّس لعالم منزوع المرجعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحفيون الفرنسيون: نعلن تضامننا مع زملائنا بغزةlist 2 of 2لاكروا: التنديد بالإسلاموفوبيا يعرض لتهمة التشدد الإسلامي أو الانتماء للإخوانend of list نظام غربي ظالم

وحسب الكاتب، فإن هذا العالم الجديد قام على تصوّر يجعل من الإنسان إلها، إنسان لا يقدر على كبح جماح طمعه ولا يشبع من الغزو والاستعمار، فنتج عن ذلك تقسيم جوهري لشعوب الأرض إلى فئتين: مستعمِرون غربيون متوحشون، ومستَعمَرون يقبعون تحت نير الاستغلال.

وأضاف الكاتب، أن هذا التقسيم الطبقي الذي نشأ بين "الغرب وبقية شعوب العالم" أدى إلى زعزعة عميقة لمبدأ العدالة على وجه الأرض، فقد استحوذت طبقة تمثل 5% فقط من سكان العالم على ثروات الكوكب، بينما استُعبد بقية البشر كعبيد لهذه الثروات.

ويتابع إن قوى اليسار والاشتراكية حاولت في فترة ما مقاومة هذا الاختلال الفادح في الموازين، إلا أن الغرب استطاع التغطية على إرثه الاستعماري من ستينيات القرن الماضي وحتى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

إعلان

وأوضح أن الغرب غطى على إرثه الاستعماري بشعارات مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق الأفراد، وحقوق المرأة، وحماية البيئة، إلا أن نهاية الحرب الباردة -وفقا للكاتب- كشفت عجز المنظومة اليسارية، التي كانت جزءا من النظام الغربي، عن تقديم حل حقيقي لأزمة الإنسانية الكبرى.

ويرى الكاتب أن عالم اليوم، تكفي فيه كلمة واحدة من رئيس الولايات المتحدة لتغيير مصير ملايين البشر، في حين أن القوى المناهضة مثل الصين وغيرها لا تملك ما تقدمه للبشرية سوى مظاهر التقدّم المادي، دون طرح بديل حضاري حقيقي.

بين الإسلام والغرب

ويستمر أكتاش: إن العناية الإلهية تبعث، كلما واجهت البشرية أزمة كبرى، عبر التاريخ، نبيا يُعيد صياغة العقيدة المفككة والمفاهيم المنحرفة، ويصلح الفساد الذي بلغ مداه.

وعندما جاء الإسلام، بدأ أولا بإعادة تشكيل العقيدة بالتوحيد، ثم جسّد النبي محمد ﷺ هذا التغيير على أرض الواقع في حياته الشخصية، واضعا نموذجا متكاملا لحياة إنسانية فاضلة شملت الأخلاق الفردية، والعدل، وتأسيس نظام دولة يضمن للناس العيش بطمأنينة من الألف إلى الياء.

ويضيف الكاتب أن دولة الإسلام، بعد أن توسعت إلى ما وراء النهر وبغداد خلال القرن الهجري الأول، ازدادت قوة وأصبحت حضارة عظيمة. وعلى امتداد القرون اللاحقة، أصبحت إمبراطوريات المسلمين، القوة المهيمنة في العالم.

ويتابع الكاتب: إن الحضارة الإسلامية امتدت عبر إمبراطوريات وشعوب متنوعة، ووصلت إلى حدود فرنسا من جهة الغرب، وشملت ألمانيا، وصقلية، والقوقاز، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وإيران، وشمال أفريقيا من اليمن إلى المغرب، ولم يبقَ خارج هذا الامتداد الإسلامي سوى بعض بلدان الغرب، والولايات المتحدة، وأميركا اللاتينية.

لكن المسيحيين -حسب الكاتب- لم يروا في الإسلام يوما دينا سماويا، بل اعتبروه شكلا من أشكال الوثنية، وهو ما دفعهم إلى شن الحملات الصليبية، ولاحقا محاربة الدولة العثمانية، وقد تحقق هذا الهدف في الحرب العالمية الأولى، ولم يبقَ أمام الإمبريالية الاستعمارية الغربية دين منافس أو نموذج حضاري بديل.

إعلان بارقة أمل للإنسانية

يعتقد الكاتب أنه لا توجد أي فكرة جديدة قادرة على وقف الانحدار الذي تعيشه البشرية في الوضع الراهن، فالنخب الثرية التي تقود الإمبريالية العالمية لم تعد تؤمن بالمسيحية، بل باتت تمجّد الشر وتخدمه، وتعمل على تدمير الإنسان والإنسانية.

ويرى أن ما يجري في غزة هو انعكاس واضح لفساد النظام الغربي الصهيوني القائم على الظلم والاستعمار، والذي يعارضه الملايين في العالم، سواء في الشرق أم الغرب، دون أن يملكوا أي قدرة على تغييره، ما يُظهر الحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد أكثر عدلا.

تركيا ستلعب دورا محوريا

ويؤكد الكاتب أن تركيا بقيادة أردوغان، كانت خلال العقد الأخير من أبرز الأصوات التي واجهت الظلم العالمي، وانتقدت انعدام العدالة في النظام الدولي من خلال شعار "العالم أكبر من خمسة"، لذلك فإنها قادرة على أن تقدم حلا للأزمة التي تعيشها البشرية اليوم بتطبيق قيم الإسلام.

ويتم ذلك، حسب رأيه، بتطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية بمعناه الواسع الذي يشمل الاقتصاد والأخلاق والقانون والسياسة، ومواجهة أزمات العصر بمؤسسات إسلامية مثل صندوق الزكاة والأوقاف وغيرها.

ويعتقد الكاتب أن تجربة تركيا التاريخية والحضارية تؤهلها للعب الدور المحوري في تعزيز هذه المبادئ وتحويلها إلى نموذج إسلامي معاصر يؤسس لعدالة حقيقية بين شعوب العالم ويحرر المستضعفين من الهيمنة الثقافية التي فرضها الاستعمار ويكون بارقة أمل للمظلومين وللإنسانية جمعاء.

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي: أمريكا ستفشل في حربها على اليمن
  • سيدة تشكو زوجها: 19 سنة خسرت فيها ممتلكاتي وصحتي بسبب عنفه
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي
  • لافروف: على الغرب مراجعة نزاهة كييف في مناقشات تسوية الصراع
  • كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟
  • غزة.. ولحظة احتضار العقل الأخلاقي للغرب
  • هل تتحول البوصلة الإيرانية من الشرق إلى الغرب؟
  • المجلس الوطني الفلسطيني: استهداف مستشفى المعمداني يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل
  • انترست:واشنطن خسرت 5 مليار دولار في اليمن