موقع النيلين:
2025-05-02@08:49:24 GMT

الموسيقى في أعلى تجلّياتها

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT


الآسر في حياة العظماء من الرجال والنساء ليس فقط أعمالهم الكبرى في مجالات إبداعهم، وإنما أيضاً تلك المناطق الرهيفة في نفوسهم، وهذا هو مصدر السحر في قراءة السير الذاتية التي يكتبها هؤلاء العظماء عن أنفسهم، أو يكتبها عنهم أحد سواهم، مع أننا أميل للاستمتاع بما يقوله هؤلاء العظماء عن تلك الجوانب غير المعروفة عنهم، أو غير المعروفة كفاية، لدى من يتابعون إبداعاتهم، لأننا عبر هذه الجوانب نكتشف الجوانب الإنسانية الحميمة في حيوات وشخصيات هؤلاء.

على صلة بهذا، يستوقفنا عند التعرف الى سيرة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد ولعه بالموسيقى، ورغم أن هذا ليس جانباً خفياً في حياته، فالمطلعون على سيرة سعيد يعرفون عمق اهتمامه واطلاعه الموسيقيين، لكن المؤكد أن الطاغي في شهرته هي صورة المفكر اللامع والكاتب المقروء على نطاق واسع في الولايات المتحدة وفي العالم، وبالتأكيد في العالم العربي خاصة في العقدين الأخيرين.

كان إدوارد سعيد عازفاً ماهراً على البيانو ودارساً للموسيقى ومحللاً لها، فناً ودوراً وأثراً. في هذا النطاق، لاحظ سعيد أن أجهزة الأمن في السجون الإسرائيلية كانت، في نطاق التعذيب المنهجي الذي تمارسه ضد المعتقلين الفلسطينيين، تبث أشرطة موسيقية لبيتهوفن مع الاستعانة بسماعات ضخمة ورفع درجة الصوت إلى حده الأقصى لإجبارهم على الاعتراف. كان الإسرائيليون يطلقون على هذا النوع من التعذيب تعبير «الضغط البدني المعتدل».

في نتيجة ذلك، أصبح بيتهوفن، هذا الموسيقي العظيم الذي نشعر بالمتعة الروحية والاسترخاء ونحن نسمع موسيقاه، اسماً مكروهاً لدى بعض المعتقلين لأن سماعه يرتبط عندهم بفكرة التعذيب. أشار إدوارد سعيد إلى هذه المعلومة وهو يناقش فكرة أن الموسيقى يمكن أن توظف لأغراض غير إنسانية.

بعد وفاته، نشر لإدوارد سعيد كتاب بعنوان: «الموسيقى في أعلى تجلياتها» حوى مجموعة مقالاته عن الموسيقى كفن وكنشاط، وخاصة منها تلك التي نشرها في مجلة «نيشين» الأمريكية بعد أن أصبح مُحررها الثقافي والفني، وكان عمله في تلك المجلة قد شكل له دافعاً إضافياً لتكثيف دراساته الموسيقية واهتمامه بالموسيقى التي كان الاستماع إليها، بالنسبة له، وسيلة للتغلب عل القلق والهموم ومقاومة المرض بعد اكتشاف إصابته ب «اللوكيميا».

تروي مريم سعيد، أرملة الراحل، أن زوجها اتصل قبل وفاته بابن عمٍ له يعمل قساً وسأله عن المكان الذي يتحدث فيه الإنجيل عن أن «الساعة آتية وهي الآن» وبعد أن استمع لإجابة ابن عمه التفت إليها وقال إنه قلق من أنها لن تعرف أي موسيقى ستعزف في جنازته.

تريثت مريم قبل الإجابة، لكنها أدركت أنه كان يخبرها بشعوره بأن موته بات وشيكاً.

حسن مدن – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«قيس سعيد» يرد بقوة على الانتقادات الدولية.. تونس ليست ضيعة ولا بستانا

في مواجهة موجة من الانتقادات الدولية، ندد الرئيس التونسي قيس سعيد بالأحكام القضائية الصادرة بحق معارضين ونشطاء في البلاد، واصفًا هذه الانتقادات بأنها “تدخل سافر في الشؤون الداخلية لتونس”.

وجاء ذلك في بيان رسمي أصدرته الرئاسة التونسية، حيث أكد سعيد، على استقلالية القضاء في بلاده ورفضه القاطع للتصريحات التي صدرت عن عدة دول ومنظمات دولية.

وقال الرئيس سعيد في بيان له: “تونس ليست ضيعة ولا بستانا، وإذا كان البعض يعبر عن أسفه لاستبعاد المراقبين الدوليين، فإن تونس يمكنها أيضا أن ترسل مراقبين إلى تلك الدول التي تعبر عن قلقها المزعوم”.

وأضاف أن تونس ترفض أي محاولات للمساس بسيادتها أو فرض إملاءات خارجية.

واكد الرئيس سعيد، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة على الصعيدين المحلي والدولي، أن القضاء التونسي مستقل ولا يخضع لأي تأثيرات خارجية.

وأضاف أن تونس لن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، مكررًا موقفه الثابت ضد أي محاولات لفرض سياسات أو ضغوطات أجنبية.

وكانت فرنسا وألمانيا بالإضافة إلى الأمم المتحدة، أعربت عن قلقها إزاء مدى احترام المعايير الدولية للمحاكمة العادلة في القضايا الأخيرة التي شملت شخصيات من المعارضة والمحامون وحقوقيون.

وشملت هذه القضايا حوالي 40 شخصًا بينهم سياسيون معارضون بارزون ومحامون ومدافعون عن حقوق الإنسان، حيث صدرت بحقهم أحكام بالسجن تتراوح بين 13 عامًا و66 عامًا.

هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث تشهد تونس توترًا سياسيًا متزايدًا ويواجه النظام السياسي في البلاد انتقادات واسعة حول مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يثير الكثير من المخاوف بشأن المستقبل السياسي في البلاد، ومع ذلك، فإن الرئيس سعيد يواصل التأكيد على أن قرارات بلاده سيادية ولن تخضع للنقاش أو التأثير الخارجي.

مقالات مشابهة

  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • واشنطن تتوعد طهران: ستدفعون ثمن دعم الحوثيين في الوقت والمكان الذي نختاره
  • مؤشرات تنبئ بنهاية حكم قيس سعيد في تونس
  • أحمد سعيد: الأهلي هو بطل دوري أبطال آسيا للنخبة.. فيديو
  • سعيد الزهراني يفاجئ زوجته صالحة القحطاني بمقلب طريف.. فيديو
  • جامعة جزيرة الأمير إدوارد بالقاهرة تطلق فعاليات «حول العالم في 3 أيام» بحضور السفير الكندي
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • سعيد الزهراني يتغزل في زوجته علنًا : ليش بعلك يترك هالجمال؟ .. فيديو
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • «قيس سعيد» يرد بقوة على الانتقادات الدولية.. تونس ليست ضيعة ولا بستانا