لا تزال الزيارة التي قام بها وفد من "حزب الله" للرئيس السابق ميشال عون تتفاعل، خصوصًا أنها أُعطي لها تفسيرات مختلفة ومتناقضة ومتضاربة. وتراوحت هذه التفسيرات بين رأي وآخر. وقد جاء معظمها مناقضًا لآخر. ولكن قليلين من المحللين، سواء أكانوا يميلون في رأيهم إلى تأييد مبدأ "وحدة الساحات" أو إذا كانوا في صفوف الذين يعارضون هكذا معادلة، قد لامسوا حقيقة هذه الزيارة، التي لم تكن مقرّرة قبل حديثي عون وجبران باسيل، بل جاءت فورية وبتعليمات مباشرة من السيد حسن نصرالله شخصيًا، وذلك حتى لا يُقال مستقبلًا أن "الحزب" كان يتمنى أن يحصل هذا "الطلاق" منذ زمن بعيد، ولسان حاله يقول "أجت والله جابها.

ومنيح طلعت منهم وما طلعت منا"، ولكي يُقال إن "حارة حريك" فعلت المستحيل لتحافظ على علاقة جيدة مع حليفها المسيحي الاستراتيجي عندما تجاوزت ما تعرّضت له من "طعنة في الظهر وفي الصدر"، ولكن ما في اليد حيلة، خصوصًا إذا كان "التيار الوطني الحر" يريد أن يخفف عن سفينته، التي توشك على الغرق" نتيجة هذا الحمل الثقيل، وذلك رغبة منه في مسايرة تيار مسيحي شعبي رافض لاستخدام الجنوب منصّة لإطلاق صواريخ المساندة لغزة، وهو تيار آخذ في التنامي والتوسّع.
فما أراد أن يقوله وفد "حزب الله" من خلال زيارة وفده لرابية عون سبق أن قاله نصرالله عندما تحدّث عن "أننا لن نترك يد صديق أو حليف إلاّ إذا قرّر هو ذلك". وعلى ما يبدو فإن كلًا من الرئيس عون وجبران باسيل قد قررا أن "يخسرا" القليل في علاقتهما مع المكّون الشيعي لكي يربحا الكثير في الشارع المسيحي. فقد جاءت هذه الزيارة بمثابة "رفع عتب" ليس إلاّ، وهي تشبه إلى حدّ كبير ما يقوم به أهل العروسين عندما يتأكدان من استحالة عيش ولديهما معًا وجنبًا إلى جنب، فيقولان لبعضهما البعض "يا دار ما دخلك شرّ"، ويفترقان بالحسنى المشفوعة بعبارات "استروا ما شفتوا منّا"، على أن يتفقا على عدم فتح دفاتر الماضي كلما "دق الكوز بالجرّة".
قبل أن يركب كل من النواب محمد رعد وعلي عمّار وحسن فضل الله السيارة، التي أقلتهم من حارة حريك، مسقط رأس الرئيس عون، إلى الرابية مقر اقامته، كانوا يعرفون أنهم ذاهبون في زيارة قد تكون الأخيرة لهم لهذه الدار، وكانوا يدركون أن ما قيل في الاعلام سيعاد تكراره في غرفة الاستقبال. وهذا يعني أن لا الرئيس عون ولا جبران باسيل ولا "حزب الله" سيغيرون مواقفهم بسبب زيارة مجاملة وزيارة "رفع العتب". فما قيل قد قيل، وأعذر من أنذر. إلا أن هذا الخلاف على الجوهر لا يفسد في الود قضية، بل ستبقى علاقة جبران متينة بينه وبين الحاج وفيق صفا. 
 
فإذا كان هدف الزيارة الحفاظ على ماء الوجه بين الطرفين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ومن بينها الحرب التي يخوضها "حزب الله" جنوبًا في وجه جيش الاحتلال، تكون قد أدّت غرضها، خصوصًا أن ثمة شعورًا لدى قيادة "التيار" بأن "الحزب" لم يعد يحتاج إلى أي غطاء، لا مسيحي ولا غير مسيحي، لأنه يعتبر نفسه غير مكشوف، وأن غطاءه الوحيد هو الميدان، وبما يقدّمه على مذبح الوطن من تضحيات كبيرة تتجلّى بالدماء الزكية، التي تراق على أرض الجنوب، فكانت المبادرة في عملية "الخلع" اعتقادًا منها أن فك ارتباطها بـ "حزب الله" قد يعومّها مسيحيًا، وهو أمر مستبعد إن لم يضع باسيل كل بيضه في سّلة "المعارضة"، وإن لم يقرّر التخلي عن سياسية "رِجل في الحقل ورِجل في البور". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب العمال يخسر أصوات المسلمين.. أنصار غزة يصلون البرلمان البريطاني

تراجعت أعداد الأصوات التي حصل عليها حزب العمال البريطاني، خصوصا بين المصوتين المسلمين، على خلفية حالة الاستياء من موقفه حيال الحرب على غزة.

ومني الحزب بهزيمة انتخابية كبيرة الجمعة في المناطق التي يسكنها عدد كبير من المسلمين، رغم فوزه الساحق في الانتخابات البرلمانية.

وتراجع عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب، الذي يعتمد منذ فترة طويلة على دعم المسلمين والأقليات الأخرى، بواقع عشر نقاط في المتوسط على مقاعد المناطق التي يشكل المسلمون فيها أكثر من عشرة بالمئة من السكان.

وخسر جوناثان أشوورث، الذي كان من المتوقع أن ينضم لحكومة كير ستارمر زعيم حزب العمال، مقعده أمام المستقل شوكت آدم، وهو واحد من أربعة مرشحين على الأقل يناصرون غزة وفازوا في الانتخابات. وكان عدة مرشحين آخرين من حزب العمال على وشك الخسارة.

وقال آدم، وهو يرفع الكوفية الفلسطينية في نهاية كلمة أدلى بها بعد فوزه في دائرة ليستر ساوث الانتخابية "هذا من مصلحة أهل غزة".


كما فاز مستقلون يناصرون غزة في دائرتي بلاكبيرن وديوسبري اند باتلي متغلبين على مرشحي حزب العمال.

وخسر حزب العمال أيضا في إسلنجتون نورث أمام زعيمه السابق والناشط اليساري المخضرم والمؤيد للفلسطينيين جيريمي كوربين الذي خاض الانتخابات مستقلا.

ورغم تصريحات حزب العمال بأنه يريد وقف القتال في غزة، أيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مما أثار غضب بعض من 3.9 مليون مسلم يشكلون 6.5 بالمئة من سكان بريطانيا.

وتعرض ستارمر لانتقادات لأنه بدأ يدعو تدريجيا إلى وقف إطلاق النار. وبينما التزم الحزب بالاعتراف بدولة فلسطينية، لم يحدد جدولا زمنيا للقيام بذلك.

وجاء في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سافانتا الشهر الماضي أن 44 بالمئة من الناخبين المسلمين اعتبروا الصراع واحدا من أهم خمس قضايا، وقال 86 بالمئة إنهم سيفكرون في دعم مرشح مستقل بشأن هذه القضية.

ودعت حملة "صوت المسلمين" الناخبين إلى اختيار مرشحين مؤيدين لإعلان دولة فلسطينية إما من المستقلين أو من أحزاب أصغر مثل حزب عمال بريطانيا اليساري الذي قدم أكثر من 150 مرشحا.

وزاد عدد المستقلين بواقع 230 مرشحا عن آخر انتخابات جرت في عام 2019.

وفاز جورج جالاوي زعيم حزب "عمال بريطانيا" بمقعد برلماني شاغر في روتشديل، التي تضم عددا كبيرا من المسلمين، في انتخابات فرعية جرت في مارس آذار بعدما سحب حزب العمال دعمه لمرشحه بسبب تسجيل يتبنى نظريات مؤامرة بشأن إسرائيل.

وفاز حزب العمال بالمقعد اليوم الجمعة واسترده من غالاوي.

كما احتفظ أعضاء آخرون من حزب العمال بمقاعدهم التي كان ينافس عليها مرشحون يناصرون غزة.

مقالات مشابهة

  • لقجع : من يربح الأموال عليه أداء الضريبة وفق القانون
  • درغام: زيارة باسيل إلى عكار كانت ناجحة
  • النائب فضل الله: عندما يتوقف العدوان على غزة تتوقف جبهات المساندة
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء
  • حزب العمال يخسر أصوات المسلمين.. أنصار غزة يصلون للبرلمان البريطاني
  • حزب العمال يخسر أصوات المسلمين.. أنصار غزة يصلون البرلمان البريطاني
  • باسيل يحسّن علاقاته الحزبية ويفتح خطوط تودد
  • الفاتيكان بعد تقرير بارولين: لا مواعيد لشخصيّات سياسيّة مسيحيّة
  • لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..
  • بعد محاولة وصل ما انقطع.. هل يرفع حزب الله الثمن مقابل عودة باسيل؟!