دولة الإمارات تمتلك رؤية عميقة واستراتيجية في مكافحة جماعات العنف والتطرف، سواء تلك التنظيمات حاولت اختراق أمنها الداخلي أو التي حاولت تهديد أمن المنطقة؛ وهنا واجهت الدولة هذه التنظيمات داخل وخارج أراضيها على حد سواء.

وهنا سخرت الإمارات كل إمكاناتها من أجل مواجهة هذه التنظيمات، وربما دفعت كلفة هذه الحرب التي تشنها على الإرهاب في كل مكان، ربما من سمعتها حيث حملات التشويه التي تقودها هذه التنظيمات مع مجموعات الضغط المستفيدة سواء من بيئة عدم الاستقرار أو من تنامي جماعات الإرهاب.

ويبدو الفيلم التسجيلي الذي أنتجته الـB.B.C مؤخرًا أكثر تجسيدًا سواء لواقع الإمارات في مواجهة جماعات العنف والتطرف والدور المنوط بها، أو ذلك الذي وضعته على كاهلها، كما أنه يرسم ملامح الفاتورة التي تدفعها في مواجهة الجماعات المتطرفة.

وهذا ربما يكون واضحًا من الدوافع من وراء حملة تشويه الإمارات والتي صبت في صالح جماعات العنف والتطرف وبخاصة تنظيم قاعدة الجهاد، والذي نشط بصورة كبيرة في اليمن، ثم شهد تراجعًا بعد قيام الإمارات بمواجهة التنظيم وقياداته التي أرادت عسكرة المشهد السياسي في اليمن، فمارسوا القتل على الهوية.

ليس ذلك فقط ولكن حدثت توأمة ما بين تنظيم القاعدة وحركة الإصلاح والتي تمثل ذراع الإخوان في الداخل اليمني، فكل منهما كان وما زال يدافع عن الآخر، بل ويقوم بشن الحملات المنظمة والمرتبة بهدف تشوية الخصوم المشتركين، وهنا تبقى الإمارات تمثل هذا الهدف.

ورغم أنّ دولة الإمارات واجهت جماعات العنف والتطرف على مدى واسع داخل أراضيها وخارجها، إلا أنها التزمت الأطر القانونية ولم تخرج عن العرف الدولي في مواجهة هذه التنظيمات، ولعل هذا ما أحرج جماعات الضغط التي دافعت عن التنظيمات المتطرف، فكان إنتاج البي بي سي، كأحد وسائل الضغط الإعلامي وتشوية الدولة بهدف أنّ تتنازل عن دورها.

وهذا كان واضحًا من خلال عمل عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قي بعض المؤسسات الإعلامية الكبيرة التي سخروها لتصفية الحسابات مع بعض الدول، وهنا كانت المصلحة مزدوجة بين التنظيم المصنف إرهابيًا في عدد من الدول وما بين بعض المنظمات الدولية والتي تعمل من خلال واجهات إعلامية.

اعتادت الإمارات على مواجهة الطلقات التي تخرج من أسلحة هؤلاء المتطرفين؛ كدليل على قوة ونجاعة المواجهة وضعف هذه التنظيمات في نفس الوقت؛ كما أنها تكشف بما لا يدع مجالًا للشك الموائمة التي رسمتها هذه التنظيمات وبعض المؤسسات الإعلامية على سبيل المثال.

ترسم هذه الرؤية الأطر القانونية لجهود الإمارات في مكافحة الإرهاب في اليمن، وأسباب ودوافع بعض الحملات التي تقودها تنظيمات العنف والتطرف ضد الإمارات، كما أنها ترسم ملامح التوافق بين جماعات العنف والتطرف وبعض المؤسسات الدولية والإعلامية للضغط على الإمارات، وفي نفس الوقت تُقدم تحليل خطاب ومضمون للموائمة بين القاعدة والإخوان من جانب وبين مؤسسة الي بي سي، كمثال، من جانب آخر أو بين الإثنين والحركة الحوثية.  

الأطر القانونية في مكافحة الإرهاب في اليمن

اتخذت الإمارات عدة جهود لمكافحة الإرهاب في اليمن راعت فيها ضرورة المواجهة الأمنية والعسكرية اللذان يؤديان بطبيعة الحال إلى تفكيك منظومة الإرهاب وفي نفس الوقت مراعاة القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ وهنا حققت هدفها في تثبيط الإرهاب ولكنها نجحت في تحقيق ذلك من خلال إطار قانوني.

الوجود الإماراتي في اليمن جاء بطلب من الحكومة الشرعية بعد انقلاب الحركة الحوثية مباشرة؛ حيث طلبت الحكومة الشرعيّة في اليمن تدخل الإمارات والسعودية ضمن ما أطلق عليه التحالف العربي لدعم الشرعيّة، وما زالت تتمسك الحكومة الشرعية في اليمن بهذا الوجود.

ويمكن إبراز الإطار القانوني للإمارات في محاربة الإرهاب في اليمن في عدد من النقاط:

- المساعدة في بناء قدرات اليمن لمنع الإرهاب أو على الأقل قطع الطريق أمام توفير بيئة خصبة لتناميه.

- تعزيز منظومة الأمم المتحدة في القيام بدورها في حفظ أمن واستقرار الدول، خاصة وأنّ الإرهاب تنامي في اليمن في ظل الفوضى وعدم الاستقرار.

- اتخاذ التدابير اللازمة والتي ترمي لضمان احترام حقوق الإنسان للجميع، بعيدًا عن الاتهامات المرسلة وسيادة القانون بوصفة الركيزة الأساسية لمكافحة الإرهاب.

- تعزيز مفهوم حقوق الإنسان وفق القوانين المعمول بها داخل اليمن، وهنا تم تفعيل دور الأجهزة القضائية في تعقب الجرائم الإرهابية ومحاسبة مرتكبيها وفق القانون وليست الأهواء الشخصية أو حتى الشبهات.

-إدانة كل صور الإعتداء خارج إطار القانون.

-التعامل مع المجموعات الإرهابية ضمن إطار قانوني من خلال المؤسسات المعنية سواء الأمنية أو القضائية.

-معالجة الظروف السياسية والاقتصادية التي تؤدي إلى انتشار الإرهاب.

وهنا تبقى المصالح الإستراتيجية للإمارات في اليمن هو تحقيق الاستقرار داخل البلد الذي ضربته الفوضى ومازال يشهد عددًا من التجاذبات بما يُهدد مستقبلة ومستقبل المنطقة، وهنا يبدو دور الإمارات مركزًا في أنّ يبقى اليمن سعيدًا ومستقرًا، وهو ما لم يتحقق إلا في إطار سيادة القانون والحفاظ على حقوق الإنسان.

وهنا ساعدت الإمارات العربية المتحدة دولة الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة تنظيم القاعدة وداعش في اليمن من خلال التحالف الدولي المعلن، للقيام بمهام عسكرية هدفها الأساسي مواجهة خطر الإرهاب في اليمن والمنطقة.

ويمكن فهم دور الإمارات في اليمن منذ العام 2015 وحتى الآن من منظور ثلاث نقاط أساسية: 

*الحفاظ على استقرار اليمن ومنع انتشار الفوضى والصراعات.

*بناء مؤسسات موحد ومستقرة داخل اليمن.

*مواجهة جماعات العنف والتطرف وفق القوانين الدولية وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.

المواءمة بين جماعات العنف والمؤسسات الإعلامية

ينحصر دور الجماعات الدينية المتطرفة لمواجهة الدول التي تُكافحها دائمًا في فكرة حقوق الإنسان؛ وهنا تستخدم بعض الدول الداعمة لهذه التنظيمات منابر إعلامية للتبشير بهذا الدور؛ وهنا تبدو المصلحة مزدوجة بين هذه التنظيمات التي تُواجه بكل قوة وصرامة وما بين بعض المؤسسات الدولية التي ترغب في عدم تحقيق الاستقرار أو لها مصلحة في استمرار الفوضى، أو قد تكون مصلحتها مع نماء هذه التنظيمات.

ويُضاف لهذا وذاك أنّ بعض المنتمين لهذه التنظيمات يعملون في بعض المؤسسات الإعلامية أو ربما استعانت بهم هذه المؤسسات لأهداف ترتبط بتنظيم حملات ما بين الوقت والآخر هدفها الأساسي تشويه بعض الدول أو الضغط عليها.

وهذا ما يتوافر بصورة كبيرة في الفيلم الأخير الذي انتجته الـ B.B.C حيث تم الاستعانة بأفراد ينتمون لحزب الإصلاح الوطني أو حركة الإخوان المسلمين في اليمن؛ كما أنّ هدف العمل وفق المخرجات التي وصل إليها كان يسعى إلى الدفاع عن وجود التنظيمات المتطرفة بدعوى حقوق الإنسان، صحيح كان هناك هدف لتشوية الإمارات ولكن كان هناك هدف ثان للدفاع عن التنظيمات المتطرفة.

تؤكد شبكة "BBC" البريطانية بشكل مستمر عدم مهنيتها، حيث تتغاضى الشبكة البريطانية بشكل كامل عن جرائم الإخوان، وممارستهم للإرهاب، بل وتكرس مواقعها وشبكتها للدفاع عنهم، فالعلاقة التاريخية بين الطرفين تؤكد على الأسباب التى تدفع بى بى سى للدفاع عن الإخوان.

وهو ما يُفسر أسباب عدم انتقاد المحطة للإخوان، فهي قد تخصصت في الدفاع عنهم؛ وإذا كان ثمة هجوم فإنه يكون هجومًا غير مؤثر أو هامشي ولا يتناول الهجوم القاعدة الأساسية لأفكار هذه التنظيمات ولا سياستها، فقط قد يكون الهجوم لبعض السلوكيات وهو قليل ما يحدث.

وبالتالي تتلافى الشبكة عرض تفصيل للمحطات الإرهابية التي تقوم بها هذه التنظيمات أو توثيق لجرائمهم أو حتى اعترافات على هذه الجرائم، وهي تتعامل هنا بدهاء شديد، حيث تتعامل بمنطق الدفاع عن هذه التنظيمات ولكن من خلال تجاهل جرائمهم.

الأمر لم يقتصر على ذلك، بل تحرص شبكة الـ B.B.C. على استضافة من يُعبر عن وجهة نظر هذه التنظيمات، للحد الذي تستضيف فيه أشخاص متهمون ومدانون بممارسة العنف أو على الأقل التحريض عليه، ومرات كثيرة يظهر هؤلاء للتحريض على دولهم وعلى دماء خصومهم على شاشتها دون تدخل.

وهنا يبدو أنّ دور دور الشبكة ليس إعلاميًا ولكن سياسيًا، إذا قامت بإبراز زاوية ومنع ظهور الزاوية الأخرى أو الصورة كاملة من خلال الإجتزاء تارة والتغاضي عن الظهور من الأساس تارة أخرى، وهنا منعت ظهور خصومها وظهرت في نفس الوقت وكأنها تمثل الشفافية الإعلامية من طرح الرأي والرأي الآخر، وهو ما يُؤكد دورها السياسي وليس الإعلامي.

 

تحليل خطاب ومضمون للعلاقة بين القاعدة والإخوان والحوثي

حاول الفيلم التسجيلي المسئ المقارنة في بدايته ما بين مجلس الحكم الانتقالي في الجنوب وما بين سلوك الحوثيين في الشمال من اعتداءات متكررة في البحر الأحمر، ثم ما لبث إلى أنّ اقتصرت  رسالته على تشوية المجلس الانتقالي ودور الإمارات دون أي حديث أخر عن جرائم الحوثيين، وهو ما يُظهر نوايا منتجي هذا العمل.

مما يُظهر التناقض في العمل ذاته، أنه أظهر مرتكبين جرائم الاغتيال في اليمن، وهم مقاتلون أمريكان مرتزقة، وفق ما جاء في الفيلم، هم عاملون في مجال حقوق الإنسان، وقد حاولوا تعقب بعض الشركات التي قال الفيلم إنها تورطت في ارتكاب جرائم ضد ما قالت عنهم مدنيين!

هناك بعض العرب الذي الذين يعملون في شبكة الـ B.B.C وبخاصة من ينتمون إلى التنظيمات المتطرفة أو على الأقل يسيرون على هوى هذه التنظيمات، وهناك منهم اليمنيون وربما ينتمون إلى الشمال قكان هدفهم هو تشوية الجنوبيين، وفي نفس الوقت ضربة مهنية الشبكة.

وتنفذ لندن سياستها من خلال بعض البرامج المصنفة إعلاميًا رغم أنّ المنتجين داخل هذه القنوات مصنفون، إما أنهم موالون لإيران أو أنهم ينتمون للإخوان، وهنا يبدو أنّ اتفاقًا ما تم لإنتاج هذا الفيلم المسيء والمليء بالإفتراءات، ما بين بريطانيا والتي تبث من على أراضيها وتنفق من خزانة الحكومة البريطانية أو من خلال الموالين لإيران والإخوان أو الخصوم الذين وظفتهم للقيام بهذه المهمة.

وقعت الـ B.B.C في إزدواجية؛ فما بين اتهامات مرسلة للإمارات بأنها تقوم بقتل معارضيها خارج إطار القانون، كانت توجه لها اتهام وتُحرضها على قتل بعض المواطنين اليمنين، مثال، ناصر الشيبة، فقالت إنه متهم بالقيام بعمليات إرهابية، كان رد ممثل الحكم في المجلس الانتقالي، إنه لا يوجد ما يؤكد الإدعاءات، ولو أنّ حكمًا أو اتهامًا موجهًا له أو حتى أرسلت السفارة الأمريكية أنه قام بعمليات إرهابية ضد واشنطن سوف يتم القبض عليه داخل أو خارج اليمن، وهنا كان إزدواجية المنتجين عن العمل ما بين توجيه اتهام بالقتل والتحريض على القتل خارج إطار القانون!

حتى أنّ المذيعة التي قامت بتحقيق المادة أو على الأحرى نشر الإدعاءات موقفها معلوم مسبق من قيادة الجنوب أو قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي.

وهنا يبدو الفارق في الدور وربما يشرح المبرر للحملة الشعواء على الإمارات، ما بين دولة حاربت الإرهاب في اليمن وأخرى كانت تُحاول أنّ تُحافظ على وجوده ودعمت إيران ومازالت، سواء من تمكينها من الأحواز العربية أو استثمارها للأموال التي بحوزة المرجع الشيعي السيستاني، على سبيل المثال، وهي تُقدر بالمليارات مما يُسمى بالخمس، حسب العقيدة الشيعية.

الدور الريادي للإمارات في اليمن ربما أزعج دول كثيرة، كما أنّ دورها في مواجهة الإرهاب أزعج تنظيمات العنف والتطرف عابرة الحدود والقارات، ولذلك كان الإتفاق في تشويه الإمارات، وانتقادها من حيث ما يجب مدحها، وهو أمر مثير للدهشة وربما يُظهر الصورة التي تُحاول بعض الشبكات أنّ تروجها عن نفسها وهي بالطبع غير صحيحة.

وبنظرة متفحصة يمكن فهم طبيعة وشكل الدور الإماراتي، الذي نجح في أنّ يخلق جنوبًا خاليًا من الإرهاب ومستقرًا، وهو ما أزعج الدول والجماعات التي تسعى إلى الفوضى، وبالتالي هي مستفيدة مما يحدث في باقي اليمن، كما أنها تُريد إضعاف الدور اليمني في الجنوب أو عدم تصدير التجرية لباقي مناطق اليمن.

الخاتمة،:

تدفع دولة الإمارات فاتورة مواجهتها للإرهاب في المنطقة وتحديدًا في اليمن، كما أنها تدفع فاتورة نجاحها في تحقيق الاستقرار في جنوب اليمن بعدما انتشرت جماعات العنف والتطرف في هذه المنطقة سواء ذات الخلفية السنية مثل القاعدة أو ذات الخليفة الشيعية والتي حاولت أن تستنسخ ما حدث ومازال في صنعاء في الجنوب.

وهنا أرادت بعض المؤسسات الإعلامية المحسوبة على أجهزة دول تحميل مسؤولية ما يحدث في اليمن لدولة الإمارات التي حاولت التدخل لتقليل محاطر ما حدث بالفعل على اليمن والمنطقة، وهنا شوهت هذه المؤسسة دور دولة الإمارات وأرادت تحطيم النموذج الناجح في استقرار الحكم في الجنوب ونجاح الجنوبيين في دحر وطرد المتطرفين من هذه البقعة، حتى لا يكون ذلك مثالًا يُحتذى به أو يمكن تكراره في باقي مناطق اليمن.

ورغم ذلك كانت مُحددات اليمن في الإطار القانوني الذي تعاملت به في تحقيق هدفها واحترامها للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان المعترف بها، فضلًا عن تعزيزها لميثاق الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية، كما أنها كشفت الكثير من الأدوار التي تمت بالتوافق والمواءمة بين الحركات المتطرفة ذات الخلفية السنية والشيعية والتوافق بين هذه التنظيمات وبين أذرع بعض الدول كما ظهر في الفليم المسيء للـ B.B.C.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الامارات تنظيم القاعدة في اليمن جنوب الإرهاب فی الیمن مکافحة الإرهاب هذه التنظیمات دولة الإمارات دور الإمارات إطار القانون حقوق الإنسان فی نفس الوقت الإمارات فی کما أنها ت فی الجنوب بعض الدول فی مکافحة فی مواجهة من خلال کما أن التی ت ما بین أو على وهو ما

إقرأ أيضاً:

اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر

عدنان ناصر الشامي

على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.

كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.

الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..

واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.

قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..

الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”

اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.

وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.

إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.

هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.

من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.

اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.

نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.

اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.

مقالات مشابهة

  • مباحثات سعودية أوروبية لدعم جهود السلام في اليمن
  • «الملك».. يكتب فصلاً تاريخياً لـ «يد الإمارات»
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • «مكافحة الإرهاب الإلكتروني» في ندوة توعوية بحقوق جامعة جنوب الوادي
  • مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإدارة ترامب؟
  • مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو كبير مكافحة الإرهاب بإدارة ترامب؟
  • جامعة جنوب الوادي تقدم ندوة "مكافحة الإرهاب" بكلية الحقوق
  • ندوة حول مكافحة الإرهاب بجامعة جنوب الوداي
  • منير أديب يكتب: فيروسات الموت بمستشفى الهرم
  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية