سَرَتِ الهُمومُ فَبِتنَ غَيرَ نِيامِ

وَأَخو الهُمومِ يَرومُ كُلَّ مَرامِ

ذُمَّ المَنازِلَ بَعدَ مَنزِلَةِ اللِوى

وَالعَيشَ بَعدَ أُلائِكَ الأَقوامِ

ضَرَبَت مَعارِفَها الرَوامِسُ بَعدَنا

وَسِجالُ كُلِّ مُجَلجِلٍ سَجّامِ

وَلَقَد أَراكِ وَأَنتِ جامِعَةُ الهَوى

نُثني بِعَهدِكِ خَيرَ دارِ مُقامِ

فَإِذا وَقَفتُ عَلى المَنازِلِ بِاللِوى

فاضَت دُموعي غَيرَ ذاتِ نِظامِ

طَرَقَتكَ صائِدَةُ القُلوبِ وَلَيسَ ذا

وَقتَ الزِيارَةِ فَاِرجِعي بِسَلامِ

تُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ كَأَنَّهُ

بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِن مُتونِ غَمامِ

 

جرير

.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: آله ذات روم حلو حلو الكلام

إقرأ أيضاً:

الفتنة تطل برأسها

ما كان يخشاه الكثيرون بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يوم الثامن من الشهر الحالي، وسيطرة الجماعات المسلحة على السلطة، يبدو أنه بدأ يتحقق.
كان الخوف من اندلاع الفوضى والحرب الأهلية والاقتتال الطائفي والمذهبي والإثني حاضراً؛ لأن عملية الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى لم تأخذ الطريق الطبيعي، أو تسلك الوسائل الديمقراطية في ظل تشظي المجتمع السوري وانقساماته، ورواسب الماضي، وما تحمله من احتقان كان يؤذن بالانفجار، خصوصاً في ظل وجود مناطق تهيمن عليها جماعات مسلحة على مختلف الجغرافيا السورية، مع تمركز جماعات طائفية ومذهبية في بعض المناطق اعتبرت ما حصل مؤخراً بأنه خضع لمنطق الغلبة، وباتت تخشى من الانتقام باعتبارها تنتمي إلى مذهب معين، خصوصاً أن الجماعات المسلحة التي سيطرت على الحكم ليست متجانسة في الأهداف والانتماء والفكر، وبعضها يحمل أفكاراً متطرفة عبرّت عنها ممارسات مرفوضة تؤجج الخلافات وتثير الفتن، مثل إحراق شجرة الميلاد في بعض المناطق، والاعتداء على كنائس، وإحراق مزارات دينية.
حتى ولو كانت هذه الممارسات فردية، فإنها لا تُعفي من يتولى السلطة من مسؤولية وضع حد لها فوراً؛ لأنها تؤجّج صراعاً دموياً لا يتوقف عند حد، وتحقق هدفاً خبيثاً في إدخال سوريا في أتون صراع لن يؤدي إلا إلى التقسيم والتفتيت، وإقامة كانتونات طائفية ومذهبية وإثنية بديلاً لسوريا الموحدة أرضاً وشعباً ومؤسسات، تضع حداً للتفاؤل بأن التغيير الذي حصل يفتح صفحة جديدة لسوريا وللشعب السوري بالحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والمصالحة الوطنية الشاملة من دون إقصاء أحد، أو الانتقام من أحد. ويطلق عجلة إعادة الإعمار، ويعيد المهاجرين.
إن شرط تحقيق ذلك هو التخلي عن منطق الغلبة والانتصار، والأفكار المتطرفة التي ترفض الآخر، وتغليب منطق الانصهار الوطني الشامل بين مختلف مكونات الشعب السوري، والبدء فوراً بعملية سياسية تطلق ورشة استعادة سوريا كدولة مدنية يخضع جميع أهلها لدستور وقانون يتجاوز الطائفية والمذهبية ويكرّس المواطنة.
إن ما جرى مؤخراً في حلب وحمص وطرطوس وحماه من إحراق لشجرة الميلاد، والاعتداء على كنائس، وإحراق لمقامات دينية يثير الكثير من المخاوف، ويطرح تساؤلات حول المسلحين غير السوريين الذين يبدو أنهم خارج أي انضباط، ويتصرفون من منطلق ديني تكفيري متطرف، وهو ما أدّى إلى رد فعل أزهق أرواحاً، وفرض حظراً للتجول في بعض المناطق من أجل ضبط الوضع.
إن سوريا تعيش مرحلة مفصلية خطِرة، بين الاستقرار الذي يحقق الأمن والسلام، وبين الفوضى التي تقود إلى الاستقطاب الإقليمي والدولي، مع ما يحمله ذلك من تفكك وتذرّر، واستحضار خرائط جاهزة، حدودها الدم بين الطوائف والأقليات.
لقد ساد التفاؤل بأن سوريا بدأت التعافي، وتتخذ مساراً جديداً يضعها على سكة الخلاص من سنوات النار والرصاص والانقسام، ولا يزال الأمل معقوداً على تغليب لغة الحوار؛ لأن الانتصار يكون انتصاراً لسوريا وشعبها، وليس انتصاراً لمجموعة أو طائفة.
وإذا كانت الفتنة قد أطلت برأسها، فالمطلوب وَأْدُها فوراً، ووضع حد لأسبابها ومسبّبيها.

مقالات مشابهة