قال أحمد منير، مقدم بودكاست «اللمبة» على تلفزيون الوطن، إنّ السوق السوداء غير قانونية وبعيدة عن أعين الحكومات والأنظمة، فالتجارة الخفية موجودة منذ سنوات، لكن عبارة السوق السوداء ظهرت في الحرب العالمية الأولى، حيث جرى تخصيص المواد والسلع الأساسية للمجهود الحربي.

أرباح خيالية لتجارة غير مشروعة

وأضاف منير خلال بودكاست «اللمبة»، أنّ المواطنين بحثوا عن السلع في كل مكان لكنها كانت غالية الثمن ولم تكن موجودة، فلجأ بعض التجار إلى إخفائها وبيعها في الظل بعيدا عن أعين الحكومات ومن هنا بدأت تجارة السوق السوداء، وعنما وجد التجار أنّ الأرباح خيالية استمر عدد منهم فيها، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن استمر وجود السوق السوداء.

ازدهار السوق السوداء في الحرب العالمية الثانية

وتابع: «في الحرب العالمية الثانية ازدهرت السوق السوداء في ظل الرقابة الصارمة على الأسعار وعمل الحكومات الأوروبية على تداول العملة الصعبة بسبب ظروف الحرب آنذاك، ما جعل تجار السوق السوداء ينشطون بشكل أكبر، وأثر على الاقتصاد والعملات المحلية بالسلب، مثلما حدث مؤخرا في لبنان وسوريا والعراق والسودان واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من الحروب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أحمد منير اللمبة السوق السوداء الحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الثانية السوق السوداء

إقرأ أيضاً:

الجحيم- أو: حين تخون الحرب الوطن

الجحيم– أو: حين تخون الحرب الوطن

وجدي كامل

ذاق السودانيون الجحيم، لا على نحو عابر، ولكن كما يكون الجحيم جحيما. لم ينجُ إلا أولئك الذين أشعلوه، فظلّوا ينفخون في أوار الحرب، مزهوّين بوهم الرسالة، مدّعين أنها حرب كرامة تُخاض نيابةً عن الشعب. أي كرامة تلك التي تنبت من رماد الخراب؟ وأي شعب ذاك الذي تُنصب له المذابح، ثم يُقال له: هاك خذ لقد انتصرنا لك؟ في غمرة جنون الثأر من الثورة والثوار والثائرات ومنظماتهم المدنية من تحالفات، تناسى هؤلاء أن الحرب، مهما تجمّلت شعاراتها، لا تبقي وطناً. نسوا، أو تجاهلوا، أن ما يسعون إليه هو الانتقام من الثورة، لا استرداد الكرامة، وأنهم لا يحاربون لأجل السودان، بل ضده. فكانت النتيجة أن صار الوطن نفسه هو الضحية الكبرى، والرهينة، والحطام.

ها هي الحرب تدخل عامها الثالث. والسودان، من شرايينه حتى أصابعه، يحترق. من بقي فيه يعاني، ومن نزح عنه لا يقل وجعاً، ومن استراح في المنافي لا يملك غير الانتظار المرهَق والنقص المريع في الكرامة. ومع ذلك، لا تزال أصوات الخراب ترى في الحرب “مهمة وطنية”، و”خياراً أخلاقياً”، وتمضي بها إلى نهايات لا يتخيلها عقل.

الدعم السريع، الذي غادر الخرطوم بعدما أجهز على ما فيها من حياة، عاد لينسج حصاره، ويحكم قبضته على الفاشر، المدينة ذات التاريخ والمكانة والرمز. غير أن سقوط الفاشر لا يفضي فقط إلى واقع التقسيم الذي ظهرت مقدماته بقرب إعلان الحكومة الموازية، بل إلى انكسار المعنى نفسه: معنى الوطن الواحد، والخرائط المتماسكة، والناس الذين ظنوا أن الخراب له حدود. لكن القادم- كما تُنذر الوقائع- سيكون أكثر فداحة. فما يُمَهَّد له الآن هو وجه جديد للحرب، أكثر شراسة، وأكثر احتقاراً للمدنيين. تتجه الحرب إلى استهداف المناطق الشمالية والشرقية بضرب مصادر الامداد الكهربائي كمقدمة للتطويق والزحف، لتجرّم الناس بانتمائهم، وتُنزل العقاب بالأهالي لأنهم ينتمون، لا لأنهم يقاتلون.

فشلت محاولات التفاوض، واستُنزفت مؤتمرات الخارج والذي كان مؤتمر “لندن” آخرها بسبب أن المصالح الدولية لا يعلى عليها. واليوم، لا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أي درك ستنحدر البلاد أكثر. لكن المؤكد أن الأسوأ لم يأتِ بعد. فالحريق ما يزال يتلمس أطراف الوطن، وما يزال يجد في الخراب ما يغذّيه.

كلا الطرفين، بما اقترفا من آثام، قدّما للتاريخ مائدة دموية، زاخرة بكل ما يجعل الحاضر لعنة، والمستقبل سؤالاً مفتوحاً على الفجيعة. سيكتب التاريخ، لا محالة، كيف أن صعود قِلّة من الطغاة إلى الحكم كان كافياً لتهديد وجود أمة بأكملها، وسرقة الحياة من الأغلبية التي لم تطلب غير السلام والعدل والحرية.

الدروس كثيرة، بقدر الجراح. لكن أعظمها أن على السودانيين، حيثما كانوا، أن يتعلموا كيف يُحصّنون حياتهم: لا فقط ضد رصاص وقاذفات الجيوش والمليشيات، بل ضد إنتاج الطغاة من جديد، ضد استسهال العنف باسم الدين، وضد كل من يُمهّد للطغيان بجهله أو صمته أو خوفه.

إن مشكلة المقاومة المدنية السلمية لا تكمن في قياداتها، التي تبلي بلاءً حسنًا على الصعيد الإعلامي المتاح، بل في الأغلبية الصامتة أو المتفرجة، التي بدا وكأنها وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي متنفسًا للتعليق والسخرية أو التصفح السلبي، من دون أن نعمل على تحويل هذه الطاقة الثورية الهائلة إلى تظاهرة مجلجلة ضد قهر الحرب وتجلياتها المرعبة. فكلما أحسنّا توظيف وسائل التواصل في فضح جرائم الحرب، وكشف أكاذيب جنرالاتها وخطوطهم الإعلامية الزائفة، كسبنا أرضًا جديدة في المعركة، واقتربنا خطوة نحو خلق وحدة مدنية، تكون بمثابة كلمة السر الغائبة لاستشعار قوتنا وإسماع صوتنا للعالم، كضحايا لهذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة.

الوسومالجيش الحرب الدعم السريع السودان المقاومة المدنية السلمية وجدي كامل

مقالات مشابهة

  • سفراء الوطن يحصدون الجوائز العالمية
  • ضبط 4 طن ونصف دقيق بلدي مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالفيوم
  • الجحيم – أو: حين تخون الحرب الوطن
  • الجحيم- أو: حين تخون الحرب الوطن
  • استقرار أسعار الذهب في السوق المحلي وسط ترقب لتحركات الأسواق العالمية
  • بوتين: الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • بوتين: الأسلحة المرسلة لأوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • ضبط 11 طن دقيق قبل بيعها في السوق السوداء
  • القائمة السوداء تحاصر إسرائيل
  • هل تنتهي معركة الطاولات؟ نيويورك تقر قانونا ضد السوق السوداء لحجوزات المطاعم