السلام النفسي حالة من الهدوء والانسجام الداخلي تجاه الذات والعالم المحيط. يعكس السلام النفسي حالة توازن واستقرار في العقل والروح، مما يؤدي إلى شعور بالسعادة والرضا الداخلي. إن تحقيق السلام النفسي يعتبر هدفًا مهمًا للكثيرين في مجتمعاتنا اليوم، حيث يعيش الكثيرون حياة مليئة بالضغوطات والتحديات.

يمكن تحقيق السلام النفسي من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب والممارسات، التي تتراوح من التأمل واليوغا إلى التغذية السليمة والنوم الجيد، بالإضافة إلى العلاج النفسي والدعم الاجتماعي.

ومن خلال هذا المقال، سنستكشف أهمية السلام النفسي وكيفية تحقيقه في حياتنا اليومية.

أولًا وقبل كل شيء، يجب علينا فهم أهمية السلام النفسي. إن العيش في حالة من الضغط والتوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية ونفسية، مثل القلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن السلام النفسي يعزز العلاقات الإيجابية والتفاعلات الاجتماعية، حيث يساعد الشخص على التفاعل بشكل أكثر فعالية مع الآخرين وتحقيق التواصل الفعال.

ثانيًا، لتحقيق السلام النفسي، يجب أن نتبنى نمط حياة صحي ومتوازن. يشمل ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم. إن الرياضة تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر، بينما الغذاء الصحي يلعب دورًا هامًا في تغذية الجسم والعقل بالعناصر الغذائية اللازمة. ويعتبر النوم الجيد أساسيًا لإعادة شحن الطاقة وتجديد العقل.

ثالثًا، يمكن للتقنيات العقلية مثل التأمل واليوغا أن تساهم بشكل كبير في تعزيز السلام النفسي. يساعد التأمل على تهدئة العقل وتركيز الانتباه، مما يساعد على تقليل التوتر وزيادة الوعي الذاتي. بالمثل، تمارين اليوغا تجمع بين الحركة الجسدية والتنفس العميق، مما يساعد على تحقيق التوازن والانسجام الداخلي.

أخيرًا، يمكن للدعم الاجتماعي والعلاج النفسي أن يلعبا دورًا مهمًا في تحسين السلام النفسي. إن الحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون مفيدًا لتخفيف الضغوط النفسية وتقديم الدعم العاطفي. وفي الحالات التي يكون الضغط النفسي مرتفعًا لدرجة تستدعي تدخلًا أكثر فعالية، يمكن أن يكون العلاج النفسي بمختلف أشكاله مفيدًا للتعامل مع القضايا النفسية المعقدة.

باختصار، يعتبر السلام النفسي أمرًا حيويًا لصحة وسعادة الفرد. يتطلب تحقيق السلام النفسي الاهتمام بالجوانب الجسدية والعقلية والاجتماعية للفرد، ويمكن أن يكون للتقنيات العقلية والدعم الاجتماعي دورًا كبيرًا في هذه العملية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السلام النفسي یمکن أن

إقرأ أيضاً:

المفتي: الإلحاد نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن من أولى القضايا التي نحتاج إلى نقاشها في ملتقى «رؤية إسلامية في قضايا إنسانية»، خلال أسبوع الدعوة الإسلامية الذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر، هي قضية الإلحاد، والإلحاد في أبسط معانيه ينظر إليه على أنه ميل وعدول من حق إلى باطل، يستوي في ذلك الأمر سواء وُصف بأنه أمر صغير أو وُصف بأنه أمر كبير.

وأضاف خلال كلمته بالملتقى بالجامع الأزهر الشريف أن قضية الإلحاد من القضايا المهمة التي يلزم عنها القلق والاضطراب، ويلزم عنها الصراع النفسي، ويلزم عنها التجرؤ على الذات الإلهية، ويلزم عنها التهوين من شأن المقدس، ويلزم عنها وضع الأمور في غير موضعها، وحقيقة هذه القضية، عندما نتوقف أمامها لا نستغرب إذ إنها قضية قديمة حديثة، ولا نظن أن عصرًا من العصور يخلو من وجود شبهة أو طائفة تجعل من الإلحاد بوابة لها، ترى أنه به ومن خلاله يمكن أن تتبوأ مكانًا عليا، وأن تحقق لنفسها مكاسب دنيوية أو منافع شخصية، وأن يكون لها مزيج في واقع الناس. ومن ثم تأتي مثل هذه اللقاءات، نحاول أن نفتش عن بعض أسبابها، ولا أقول كل الأسباب، باعتبار أن الوقت محدود والزمن محدود.

ملتقى «رؤية إسلامية في قضايا إنسانية»

وناقش مفتي الجمهورية في كلمته بعض الأمور التي قد تدفع بالإنسان إلى الوقوع في الإلحاد أو في دائرة الملحدين، خصوصًا وأن هذه الأسباب أحيانًا تتجاوز المنطق والعقل والنقل بل والعلم، ولعل أولى هذه الأسباب، يقع الإنسان بسببها في دائرة الإلحاد، هو خوض العقل في غير مجاله، وقد خلق وقده الإنسان منا وأرسل الرسل وأنزل الكتب، ثم أعطى للإنسان قانونًا يمكن من خلاله أن يميز بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، بين الطيب والخبيث، وهو قانون العقل والفكر، يعاونه في ذلك الوحي المنزل والرسالات الإلهية.

وتابع أن الإنسان منا يمكن أن يصل بعقله إلى ما يريد من بعثة الأنبياء وإرسال المرسلين، لكن الإشكالية أن هؤلاء يظنون أن العقل يمكن أن يصل بالإنسان إلى أمور لا يمكن حصرها، وقد يكون هذا الطرح مقبولًا لكنه في دائرة الأمور المحسوسة أو في دائرة العلوم الدنيوية، وهذه نقطة ينبغي أن نعول عليها، خصوصًا وأن العالم يتنوع إلى نوعين: محسوس وغير محسوس، بل والأعجب من ذلك أن العلم وأن العقل ذاته ربما يخوضان الإنسان إلى الوصول إلى أن ما لا يقع تحت الحسّ أو ما لا يُرى بالعين ليس ذلك دليلاً على عدم وقوعه أو عدم إمكانه، بدليل أن هناك في دنيا الناس أمورًا كثيرة يقر الإنسان بها ويعترف بوجودها إلا أنه يتعذر عليه أن يقف على حقيقتها أو أن يدرك ماهيتها، والدليل على ذلك هذه النفس التي في الجسم الإنساني، والتي تُنظر إليها على أنها أداة الحركة وباب التمييز وسبيل الأداء لمبدأ الاستخلاف الذي فرضه الله تعالى على الإنسان، ولذا قال الله تبارك وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.

دائرة العلم الإلهي

وأوضح، أن الله سبحانه عبّر بهذا: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، إشارة إلى محدودية علم الإنسان ووضع حد للأمور وقطع الكبرياء هذا الإنسان، وقد خلق الله خلقًا وهو أعلم بهم، فهو يعلم بأن الإنسان متى يستوي عوده ويستقيم ظهره حتى يبدأ في المبارزة لله تعالى بالمعصية، معلنًا من نفسه القدرة على الإيجاد والخلق.وبيَّن مفتي الجمهورية أن هذه الآية تأتي لتؤكد للإنسان أنه مهما بلغ من العلم وحاذ من الثقافة، هو في دائرة العلم الإلهي محدود، بل محدود جدًا، بدليل أنه ركب الهواء والماء ومع هذا يعجز عن تدارك هذه الحقيقة التي هي سر الوجود وأداة البقاء، ولهذا كان من رحمة الله تعالى على الناس وإنعامه عليهم أنه كما قيل لله في خلقه رسولان: رسول من الظاهر، ورسول من الباطن. أما رسول الباطن فهو العقل، وأما رسول الظاهر فهو الوحي، إلا أن الاستقامة لرسول الظاهر تتوقف على استقامة رسول الباطن، ومن ثم قيل: إن الناس تعرفوا على ربهم بالنقول وبالعقول.

وخلُص مفتي الجمهورية، في كلمته إلى أنه يمكن القول بأن أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بوقوع الإنسان في دائرة الإلحاد هو عدم الفصل بين المسموح وغير المسموح، بين ما يقع في دائرة البحث وما لا يقع في دائرة البحث، لأن هناك مسلمات قضيّتها أنها حقائق بدائية، يعني واضحة لا تحتاج إلا التسليم والرضا، كالإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، والقضاء والقدر. أما إقحام العقل في مثل هذه الموضوعات فإما أن يقع في غلو أو تفريط.

الوقوع في الإلحاد

وأشار فضيلته إلى أن القضية الأولى التي تودي بالإنسان منا إلى الوقوع في الإلحاد هو إقحام العقل في مسائل ليست من اختصاصاته، والله تعالى أطلق العنان للعقل أن يفتش وأن يبحث وأن ينقب وأن يستنتج وأن ينظر في ملكوت السماوات والأرض، في العالم العلوي، في الأرض وما عليها، في النفس الإنسانية، وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ لكن جوانب ينبغي أن نتوقف من أمامها، لأن الخوض فيها يذهب بالإنسان إلى مزالق خطيرة؛ فإما أن يلحد ويتجرأ على الله تبارك وتعالى، وإما أن يصبح أسيرًا لشهواته، عبدًا لشبهاته، فلا هو في دائرة الملحدين ولا هو في دائرة المؤمنين.

وواصل الحديث عن أسباب الإلحاد وقال إن السبب الثاني هو مظنة التعارض بين العلم والدين، وهذه قضية خطيرة جدًا، ذلك أن جل هؤلاء الملاحدة عندما ينطلقون في بث شبههم يعتمدون على نتائج العلم التجريبي، ويظنون بأن القفزات الهائلة في هذه البحوث التجريبية هي التي أودت بالكثير من الناس إلى هذا الحال. والواقع أنهم يخطئون فلا معارضة أو تناقض بين العلم والدين في شيء. لماذا؟ لأن الدين لا تُفهم أسراره ولا يمكن للإنسان أن يقف على معانيه إلا من خلال العلم، وإلا فلماذا قال الله تعالى في أول توجيه قرآني لهذه الأمة من خلال نبيها: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. ثم لماذا أوقف الله تبارك وتعالى المعرفة به على ذاته وعلى الملائكة وعلى العلماء؟ قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}.

وبيَّن مفتي الجمهورية في ختام حديثه أن نتائج العلوم التجريبية هي التي تقود الإنسان منا إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى. هم يدعون مثلاً أن العالم وُجد بالصدفة أو بالمصادفة، والواقع أن العلم يشهد على بطلان هذه الدعوة. لماذا؟ لأن هذه شبهة، لأن الصدفة في المصطلح العادي لدى الناس هي التقابل بين أمرين دون سابق إعداد أو ترتيب، لكن الصدفة في الاصطلاح العلمي تعني إنكار السبب الفاعل أو العلة الغائية. بمعنى بسيط، إنكار أن يكون لهذا العالم موجد أو إله. يكفيني فقط أن أتوقف أمام هذه البنية الداخلية للإنسان، والتي ترى فيها العجب العجاب، والتي ترى فيها القدرة الإلهية مسيطرة داخل هذا الكائن البسيط العاجز الذليل، وهو ما يجعلنا في النهاية نقول في ختام كلمتنا إن الإلحاد إنما نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه ونتيجة مظنة التعارض بين العلم وبين الدين.

مقالات مشابهة

  • استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري: حالة من التوازن في الأسواق المالية
  • المفتي: الإلحاد نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه
  • رئيس الوفد الوطني: العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا لا يمكن أن يؤثر على إرادة الشعب اليمني
  • بوراص: يسعدني أن أكون مثلاً يقتدى به في قضايا السلام والاستقرار
  • رئيس المحطات النووية يكشف لمصراوي دور وعاء الاحتواء الداخلي في حالة الطوارئ
  • جعودة: أنباء القبض عليّ من جهاز الأمن الداخلي غير صحيحة
  • تحقيق التوازن: الحلول الفعالة لإستيعاب القبول الجامعي
  • وزيرة خارجية أستراليا: لبنان لا يمكن أن يكون غزة أخرى
  • نداء من مشيخة العقل: تحلّوا بالحكمة والوعي والمسؤولية
  • قشر البيض يساعد على التئام الجروح بسرعة