يرفضون التجنيد في الجيش الإسرائيلي.. من هم اليهود الحريديم؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
يُعيد انتقاد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، لطائفة الحريديم التي يرفض أتباعها الالتحاق بصفوف الجيش الإسرائيلي خلال حربه في غزة، هذه الفئة إلى الواجهة، بينما تصر هي على البقاء بعيدا عن السياسة والأضواء نسبيا.
وقبل أيام، انتقد لابيد أعضاء هذه الطائفة اليهودية الأرثوذكسية، قائلا إن العديد منهم لا يعملون، وسيجدون صعوبة في التكيّف مع الحياة خارج إسرائيل.
وكانت ترصيحات لابيد، التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، ردا على إعلان الحاخام الأكبر لليهود السفارديم (الشرقيين)، يتسحاق يوسف، أن الحريديم سوف يغادرون إلى الخارج إذا تم تجنيدهم قسرا في الجيش.
ومعروف أن هذه الطائفة من المجتمع الإسرائيلي، ترفض التجنيد والعلمانية، وغالبا ما تنظر إلى الاندماج في العالم العلماني باعتباره تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم "ما دفع بعضهم إلى النزول إلى الشوارع الأسبوع الماضي للإعلان عن أنهم يفضلون الموت بدلا من التجنيد، في الجيش الإسرائيلي"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
من هم الحريديم؟كان التصنيف المحلي لليهود في إسرائيل هو "اليهود المتدينين"، أو "اليهود الخائفين الله" أو "الحريديم"، أي "المرتعدين أمام كلام الله" (كتاب إشعياء 66: 5).
وعلى نحو متزايد منذ منتصف القرن العشرين –خلافا للجماعات الصهيونية الدينية والأرثوذكسية الحديثة– تشير المجتمعات اليهودية المتطرفة في إسرائيل والعالم إلى نفسها بشكل أساسي باسم "الحريديم".
ومنذ تأسيسها في عام 1948، توفر إسرائيل، التي تعرف نفسها على أنها دولة قومية يهودية، لليهود الحريديم، المعروفين أيضا باسم الأرثوذكسية المتطرفة، استقلالية واسعة في التعليم.
معتقداتهمتعتبر طائفة الحريديم الأكثر تقليدية في اليهودية الأرثوذكسية، إذ تتطلب التزاما صارما بالممارسات الدينية والمبادئ الأخلاقية الموضحة في التوراة والتلمود.
ويمكن أن يشمل هذا الالتزام الصارم أيضا الانفصال عن الآخرين الذين لا يتبعون نفس الممارسات ورفض الثقافة العلمانية الحديثة.
ويعارض اليهود الحريديم إلى حد كبير إنشاء دولة إسرائيل، وكانوا تقليديا غير صهيونيين، وعادة لا يشاركون في الاحتفالات أو المناسبات الوطنية.
ومع ذلك، يشارك بعض اليهود الحريديم في العملية السياسية في إسرائيل لأسباب براغماتية، وفق موقع "جاست فيجن".
ويمثل حزب "شاس" السياسي (Shas)، اليهود الحريديم الميزراحيم (معنى ميزراحيم باللغة العبرية مشرقي) وهم الأكثر دعما لدولة إسرائيل من اليهود الحريديم.
عددهمارتفع عدد السكان اليهود المتشددين في إسرائيل إلى 1.28 مليون، أو 6.13% من إجمالي عدد السكان البالغ 9.45 مليون نسمة، وفقا لتقرير إحصائي سنوي صدر في ديسمبر 2023.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي أنه مع معدل النمو الحالي للسكان اليهود المتشددين بنسبة 4% – وهي أعلى نسبة في أي مجموعة في إسرائيل – فإنهم سيشكلون بحلول نهاية العقد 16% من إجمالي السكان.
أين يعيشون؟يعيش أكثر من 40% من الحريديم البالغ عددهم 1.28 مليون في مدينتين، القدس وبني براك، خارج تل أبيب.
ويكشف التوزيع الجغرافي للسكان الحريديم أن "العاصمتين" القدس وبني براك، كانتا موطنا لـ 41.5% من المواطنين الأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل في عام 2022 (24.4% في القدس و17.1% في بني براك).
ويعيش 26% منهم في سلسلة من المدن التابعة لليهود المتشددين، بما في ذلك بيت شيمش، وموديعين عيليت، وبيتار عيليت، وإلعاد.
ويمكن العثور على مجموعة ثالثة في المدن الكبرى مثل أشدود، وبيتاح تكفا، وحيفا، ورحوفوت، ونتانيا، حيث يقيم 11% من السكان الأرثوذكس المتطرفين.
وتمثل هذه المناطق التي تضم نسبة عالية من السكان الحريديم – والتي تشمل 11 مدينة في المجموع – 78.5% من السكان الأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل.
علاقتهم بالجيشتعارض القيادة الدينية الحريدية بشدة تجنيد الشباب في الجيش، بحجة أن دراساتهم الدينية أكثر أهمية.
يرجع ذلك، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى الخوف من فقدان الشباب لهويتهم الأرثوذكسية المتطرفة أثناء الخدمة العسكرية.
وتقول الصحيفة في هذا الصدد "هذا هو العامل الرئيسي في معارضة الحاخامات الحريديم للتجنيد، وقد دفع الأحزاب السياسية الحريدية إلى ممارسة ضغوط شديدة على العديد من الحكومات لإدامة الإعفاءات الشاملة".
وتم إعفاء الغالبية العظمى من اليهود الحريديم تاريخيا من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن القانون الذي تم إقراره في مارس 2014 (يسمى قانون المساواة في الخدمات، والذي قاومه المجتمع الحريدي بشدة) مهّد الطريق لتغيير ذلك، والدليل هو دعوة السياسيين لتجنيد جميع الشباب المؤهلين وعدم استثناء الحريديم.
وطلبت الحركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل (MQG)، وهي أحد مقدمي الالتماس الرئيسيين في قضية تجنيد الجميع، بأن يكون هناك تجنيد إجباري واحد للجميع وقانون واحد متساو للجميع، وعدم محاولة إيجاد حلول "غير قانونية" تميز بين أنواع مختلفة من الأشخاص وفصائل الدم المختلفة".
وفي 26 فبراير الماضي، سار مئات المتظاهرين إلى ساحة أجرانات، مطالبين بالمساواة في التجنيد العسكري وحملوا لافتات تحمل شعارات مثل "معا ننتصر؟" و"خدمة متساوية للجميع".
موقفهم من هجمات 7 أكتوبرفي أكتوبر 2023، أفاد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي دانييل هاغاري أن الجيش الإسرائيلي تلقى أكثر من 2000 طلب من الحريديم الذين سعوا للتطوع.
وتصدر هذا الإعلان الصفحات الأولى في جميع أنحاء إسرائيل لأن معظم الرجال اليهود المتشددين لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وذلك بفضل ترتيب يعود تاريخه إلى عام 1948.
وبموجب ذلك الترتيب، بحسب وصف "تايمز أوف إسرائيل"، يمكن للرجل الأرثوذكسي تأجيل خدمته في الجيش الإسرائيلي من خلال الدراسة في المدرسة الدينية من سن 18 عاما حتى خروجه من الخدمة العسكرية.
لكن بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ظهرت مبادرات للحريديم لدعم الجنود والمجتمعات التي تم إجلاؤها من حدود غزة، ومن ثم لبنان.
وقام المتطوعون بجمع المواد الغذائية والمعدات، وأرسلوها للناس في الجنازات، حيث تستضيف العائلات الزوار خلال فترة حداد تستمر سبعة أيام.
كما تم إرسال حوالي 20 ألف مراهق حريديم لمساعدة المزارعين في حصاد محاصيلهم بعد مغادرة آلاف من عمال المزارع الأجانب البلاد.
موقفهم من الحرب على غزةأظهر استطلاع للرأي نُشر في فبراير أن ثلثي الحريديم (في الخارج) يوافقون على طريقة تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
الدراسة، التي أجرتها مؤسسة نيشما للأبحاث، وهي منظمة بحثية تركز على المجتمع اليهودي الأرثوذكسي، في شهر يناير، بالتعاون مع المؤرخ ديفيد مايرز، استطلعت آراء 590 حريديم، معظمهم أميركيون، بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، وجدت أنه على الرغم من تعريف المجتمعات الحريدية تاريخيا على أنها غير صهيونية، لا يزال لدى الحريديم آراء متشددة بأغلبية ساحقة بشأن الحرب.
نتيجة الاستطلاع أفصحت أن 68% يعتقدون أن نتانياهو وحكومته يتعاملون مع الحرب بشكل جيد، و57% يريدون رؤية الحرب تستمر لغاية النصر، ويعتقد نفس العدد أن إسرائيل يجب أن تسيطر على غزة بعد الحرب، وفق موقع "شتيتل" الخاص بالحريديم.
يُذكر أنه يتم تعريف المجتمعات الحريدية تاريخيا على أنها غير صهيونية، لأنهم يختلفون مع التوجه العلماني لإسرائيل، أو لأنهم يعتقدون أنه لا ينبغي لليهود أن تكون لهم دولة ذات سيادة قبل وصول المسيح.
ومع ذلك، يشعر كثيرون بمودة قوية تجاه إسرائيل بسبب أهميتها التاريخية في الحياة الدينية اليهودية، وفق ذات الموقع الذي ذكر أنه "خلال السنوات الأخيرة، أصبح الحريديم يميلون بشكل متزايد نحو وجهات النظر السياسية اليمينية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الجیش الإسرائیلی الیهود الحریدیم فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إقالة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المثير للجدل
بغداد اليوم- متابعة
قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير، اليوم الجمعة (7 آذار 2025)، عدم ترقية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إلى رتبة نائب أميرال، وأعلن مغادرته الجيش خلال أسابيع.
واعتبرت وسائل إعلام إسرئيلية أن الإعلان عن ترك هغاري منصبه الذي شغله منذ مارس آذار 2023 وتقاعده من الخدمة العسكرية يعد بمثابة إقالة، علما أنه كان مرشحا لقيادة البحرية الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن صراعا كان بين هغاري والجهاز السياسي، خاصة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حيث يعتقد أن الأخير كان يرفض الموافقة على ترقية هغاري.
وفي بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أكد الطرفان أنه تم الاتفاق على مغادرة هغاري الخدمة العسكرية.
ورغم إشادة زامير بكفاءة هغاري، فإن إقالته تعكس نزعة انتقامية من المتحدث المعروف بتعليقاته الصريحة للإعلام، التي أثارت أكثر من ضجة في إسرائيل.
وكانت إحدى أكثر تصريحاته إثارة للجدال عندما انتقد مشروع قانون من شأنه أن يمنح الحصانة لأولئك الذين يسربون معلومات سرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال هغاري في ذلك الوقت: "هذا القانون خطير للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فهو يسمح لأي شخصية منخفضة المستوى في الجيش بسرقة وثائق".
ثم توسع في مخاوفه في وقت لاحق، محذرا من أن مثل هذا القانون "من شأنه أن يعرض حياة الناس للخطر، بما في ذلك الجنود، ويشكل خطرا جسيما على الأمن القومي".
وأثارت تعليقاته عاصفة سياسية، ووبخه رئيس الأركان آنذاك هيرتسي هاليفي لتجاوزه سلطته.
وقال الجيش في ذلك الوقت إنه "لا ينتقد المشرعين، لكنه يعرض موقفه لصانع القرار من خلال القنوات المعمول بها".
وفي أعقاب التوبيخ، اعترف هغاري بأنه تحدث "خارج نطاق سلطته كمتحدث باسم الجيش"، وأكد أن الجيش "ينقل موقفه بشأن التشريع من خلال القنوات المناسبة، وليس بطرق أخرى".
وتصاعدت التوترات أكثر عندما أمر وزير الدفاع هاليفي بالتعاون مع تحقيق مراقب الدولة، وردت وحدة المتحدث باسم الجيش بحدة، وحثت كاتس على "حل القضايا من خلال الحوار، وليس عبر وسائل الإعلام".
ورد المتحدث باسم كاتس، داعيا ضمنا إلى إقالة هغاري، عندما قال: "اعتذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن تجاوز سلطته ومهاجمة صناع القرار، وقد فعل ذلك مرة أخرى. هذه المرة لن يكون الاعتذار كافيا".
وفي ديسمبر كانون الثاني الماضي، قال يعقوب باردوغو حليف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن هغاري لن تتم ترقيته.
وحذر: "إذا وافق كاتس على مثل هذه الخطوة، فسيكون هذا هو اليوم الأخير الذي يخدم فيه وزيرا للدفاع في حكومة يمينية".
المصدر: وكالات