محلل سياسي سوداني لـ"الوفد": زيارة "تقدم" لمصر مهمة ضمن التحركات الدولية
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أكد الدكتور عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن زيارة تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية "تقدم"، للقاهرة تمثل أهمية خلاف التحركات الدولية الأخرى.
حمدوك يعلن ترتيبات لقاء بين البرهان وحميدتي في القاهرةوقال ميرغني، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إن القوى المدنية أجريت زيارات دولية كثير، موضحًا بأن زيارتهم لمصر تختلف كثيرًا، لأن القاهرة دولة مفتاحية تؤثر وتتأثر بما يحدث في السودان.
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن السلطات المصرية علي تواصل مع القوى السياسية والمجتمعية السودانية كافة، لافتًا إلى أن مصر تعد الشريك الأول والأساسي للسودان في القضايا السياسية والأمنية تحديدًا فيما يتعلق بالأمن القومي بين الطرفات.
وأوضح الدكتور عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أنه خلال الفترة الماضية، منذ اندلاع الحرب، ظلت الحرية والتغيير و الديمقراطية المدنية "تقدم"، تركز على المحاور الإقليمية والدولية الأخرى، ومصر كانت خارج الحسبان، لكنها أدركت أخيرًا إنها بحاجة لتصحيح موقفها.
واجابة عن سؤال محررة الوفد، هل زيارة الدكتور عبدالله حمدوك مرتبط بالبرهان، أكد الدكتور عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، بعدم الارتباط بينهما، حيث أن هذه الزيارة ظلت مخططًا لها منذ حوالي شهرين، ولكن زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان، أعطت قوة دفع أكبر.
وكشف الدكتور عثمان ميرغني، لـ"الوفد"، أن مصر منفتحة على كل المكونات السودانية، حتى الدعم السريع في سياق البحث عن حل، لإنهاء الحرب لكن لا علاقة لزيارة حمدوك بدقلو.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، “أتوقع أن تبدأ بوادر تواصل بين تقدم والقوى السودانية الأخرى بالتحديد الكتلة الديمقراطية”.
مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان شرط واحد لإتمام الهدنة برمضان في السودان .. تفاصيلالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عثمان ميرغني تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية تقدم التحركات الدولية القوي المدنية السودان
إقرأ أيضاً:
زيارة إلى المغني المبدع مصطفى سيد أحمد في عليائه
عندما نستحضر اسم مصطفى سيد أحمد، فإننا نتحدث عن تجربة موسيقية وشعرية استثنائية لا تزال ترن في وجدان السودانيين. كان مصطفى أكثر من مجرد مغنٍ؛ بل كان صوتًا يعبر عن آمالهم وآلامهم، وقلمًا موسيقيًا رسم بجرأة وجمال صورة المجتمع السوداني الحديث. في هذا المقال، نقوم بزيارة إلى عوالم مصطفى الفنية ونقارنه برموز الغناء السوداني مثل عبد الكريم الكابلي، عثمان حسين، وعبد العزيز داود، لنكتشف فرادة تجربته في سياق إرثهم العظيم.
الميلاد والتكوين الفني
وُلد مصطفى سيد أحمد في قرية ود سلفاب بولاية الجزيرة عام 1953، حيث نشأ في بيئة ريفية أثرت في تكوينه الفني والإنساني. بدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر، متأثرًا بالموسيقى السودانية التقليدية والتراث الغني. إلا أن انطلاقة مصطفى الحقيقية جاءت عندما قرر المزج بين هذا التراث وبين روح التجديد الموسيقي، ليقدّم ألحانًا معاصرة ترتبط بالهوية السودانية وتخاطب العصر.
الإبداع اللحني والأسلوب الموسيقي
تميّز مصطفى بتقديم ألحان مبتكرة تنبض بالتجديد، حيث استطاع أن يضيف للغناء السوداني عمقًا موسيقيًا نادرًا. في حين أن عبد الكريم الكابلي كان يميل إلى التمازج بين الموسيقى العربية الكلاسيكية والتراث السوداني، ركّز عثمان حسين على البساطة الرومانسية والعذوبة، واعتمد عبد العزيز داود على أصالة اللحن السوداني التقليدي.
مصطفى، من جهته، مزج بين الأصالة والحداثة بشكل لم يسبقه إليه أحد. ألحانه جريئة، تتسم بالتعقيد اللحني الذي يتناغم مع النصوص العميقة التي كان يختارها، مما أضفى على أعماله بعدًا روحانيًا وفكريًا.
اختيار النصوص الشعرية: بين العمق والرومانسية
لعبت النصوص الشعرية دورًا جوهريًا في تشكيل هوية مصطفى الفنية. غنّى لشعراء بارزين مثل محجوب شريف، قاسم أبو زيد، وعاطف خيري، وكانت نصوصه تحمل همومًا اجتماعية وسياسية وإنسانية تعكس واقع المجتمع السوداني.
على الجانب الآخر، عُرف عبد الكريم الكابلي باختياراته للشعر العربي الفصيح والشعر السوداني الراقي، مما أعطى لأغانيه بُعدًا أدبيًا. أما عثمان حسين، فكانت نصوصه بسيطة وشاعرية، تركز على الحب والغزل. وعبد العزيز داود اختار كلمات تعبر عن التراث السوداني بأسلوب حميمي وأصيل.
مصطفى تميز عن الجميع بتوظيف النصوص التي تناقش قضايا الفقر والغربة والعدالة الاجتماعية، ما جعل أغانيه ليست فقط أداة للترفيه، بل وسيلة للتعبير عن التحديات اليومية.
الأداء الصوتي والشخصية الفنية
رغم أن خامة صوت مصطفى سيد أحمد لم تكن بقوة أو نعومة أمثال عبد الكريم الكابلي أو عبد العزيز داود، إلا أن إحساسه العميق وتفاعله مع النصوص التي يغنيها جعلت من صوته أداة استثنائية لنقل المشاعر.
عبد الكريم الكابلي يتميز بصوت قوي ودافئ قادر على أداء الأغاني ذات الطابع المسرحي، في حين أن عثمان حسين عرف بصوته الناعم والرومانسي، وعبد العزيز داود بصوته الجهوري المتناغم مع اللحن التقليدي.
مصطفى سيد أحمد، رغم محدودية صوته، استطاع أن يجعل أداءه تجربة شعورية غنية، حيث يغني وكأنه يسرد قصة معاناة أو يعبر عن حلم مؤجل.
الإرث الثقافي والاجتماعي
مصطفى سيد أحمد كان أكثر من مغنٍ؛ كان رمزًا للتغيير والأمل في مجتمع يعاني من التحديات الاجتماعية والسياسية. بينما كانت أعمال عبد الكريم الكابلي وأغانيه تعكس التنوع الثقافي والتراث العربي، وركز عثمان حسين على الجانب الرومانسي، واحتفى عبد العزيز داود بالهوية السودانية الأصيلة، فإن مصطفى جمع بين كل ذلك وأضاف إليه جرأة الطرح والتجديد.
مصطفى في عليائه: صوت لا يموت
غادر مصطفى سيد أحمد هذا العالم في يناير 1996، بعد صراع طويل مع المرض، لكن صوته لا يزال حيًا في ذاكرة السودانيين وقلوبهم. أغانيه التي تحمل معاني الحب، الغربة، والعدالة الاجتماعية تبقى شاهدة على عبقريته الفنية.
حين نقارن مصطفى بأسماء مثل الكابلي، عثمان حسين، وعبد العزيز داود، نجد أنه جمع بين أرقى ما قدموه وأضاف لمسته الخاصة التي جعلت من إرثه علامة فارقة في تاريخ الموسيقى السودانية. إنها زيارة إلى عليائه، حيث يظل صوته رمزًا للإبداع، وألحانه دليلًا على أن الفن قادر على تجاوز حدود الزمان والمكان.
zuhair.osman@aol.com