على وقع تقديرات أميركية بأن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حركة حماس لسنوات قادمة، تبحث حكومة بنيامين نتنياهو الاستعانة بمسؤولين في السلطة الفلسطينية لإدارة غزة بعد الحرب، التي استبعدت قطر توقفها في وقت قريب. في حين قُتل عدد من الفلسطينيين ينتظرون المساعدات بغارة إسرائيلية على دوار الكويت في قطاع غزة، استبعدت قطر، أحد الوسطاء الأساسيين في مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، التوصل الى هدنة قريبة في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس، «لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكننا لا نزال متفائلين وجهود المفاوضات مستمرة وتتكثف الآن بحلول شهر رمضان»، مؤكداً أن الدوحة تعمل لوقف دائم لإطلاق النار وليس هدنة قصيرة تستمر بضعة أيام. في السياق، أظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل أن القادة سيطالبون «بهدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة، كما سيحثون إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في رفح. ورغم نفي الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً وتكراراً احتمال تقييد إمداد إسرائيل بالأسلحة، نقلت صحيفة «بوليتيكو»عن 4 مسؤولين أميركيين أن بايدن يعتزم النظر في وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدماً في اجتياح رفح، مشيرة إلى أن «انفتاح بايدن على اتخاذ هذه الخطوة يعكس التوترات الشديدة في علاقته مع نتنياهو، الذي رفض جهوده لكبح جماح إدارته للحرب في غزة». الممر القبرصي في غضون ذلك، أبحرت أمس من ميناء لارنكا في قبرص أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري لغزة، تابعة لمنظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة) وتحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية. الاستخبارات الأميركية: حرب غزة خلقت تهديدات ستستمر لأجيال ومقاومة «حماس» ستستمر سنوات وحذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن «الوقت ينفد» لتجنب مجاعة في شمال غزة «الذي يواجه كارثة إنسانية» بسبب الافتقار إلى كميات هائلة من المواد الغذائية. وخلال الليلة الثانية من رمضان، قُتل عشرات الأشخاص في قصف مدفعي وغارات إسرائيلية استهدفت مختلف أنحاء القطاع وفق وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية. ومساء الاثنين، حظيت بعض العائلات النازحة في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، بأطباق من الأرز مع القليل من اللحم على موعد الإفطار. لكن في مدينة غزة بشمال القطاع، قالت وزارة الصحة، إن أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي لم يتمكنوا من إيجاد ما يفطرون عليه. وكتبت سفينة إن المساعدات قدمتها وستتولى توزيعها في غزة منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن). وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة «إكس»، «أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين». وتقول الأمم المتحدة، إنّ عمليات إلقاء المساعدات جواً بمشاركة عدة دول منذ أسابيع وإرسالها من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي. «الضفة» والقدس وفي الضفة، حذّر غالانت، خلال اجتماعه بوحدة «دوفدفان» الخاصة، من تصعيد أمني يصل إلى حد الغليان في الأراضي المحتلة وزيادة العمليات خلال رمضان، واتهم إيران بالدفع لمهاجمة إسرائيل في «الضفة» عبر تهريب الأسلحة والذخيرة بكميات كبيرة. وفيما اقتحمت القوات الإسرائيلية أمس، مخيم جنين وحاصرت منزلاً، أدى 35 ألف مصلٍّ صلاة العشاء والتراويح في أول أيام رمضان في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة وسط حديث عن قيود غير معلنة تفرضها تل أبيب على المصلين. وفيما عرض نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس، استضافة اجتماع جديد للفصائل الفلسطينية لحل مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية، اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت تولي رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية ماجد فرج (61 عاماً) مع مسؤولين «معتدلين» آخرين لإدارة القطاع مؤقتاً وبناء الأجهزة وتوزيع المساعدات في «اليوم التالي» لإنهاء حكم حركة «حماس». وكشفت هيئة البث الرسمية (كان) أن إسرائيل تدرس استخدام فرج، الذي طرح اسمه سابقاً كبديل محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبناء بديل لحكم «حماس»، موضحة أن مقترح غالانت ينص على أن يتولى إدارة غزة بمساعدة شخصيات ليس بينها أي عضو في الحركة أو مقربين منها. إلى ذلك، دعا مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال الذي يزور اسرائيل نتنياهو أمس إلى بحث التطورات الإقليمية والحاجة الملحة لمعالجة قضية المساعدات الإنسانية لغزة. الاستخبارات الأميركية إلى ذلك، حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هينز، أمس الأول من أن الحرب في غزة، ساهمت في بروز تهديدات أمنية جديدة بوجه الولايات المتحدة «قد تستمر لأجيال»، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل. وأشارت هينز، في جلسة استماع سنوية بشأن التهديدات الأمنية العالمية، الى أن «الصراع في غزة يشكل تحدياً أيضاً للعديد من الشركاء العرب الرئيسيين، الذين يواجهون مشاعر عامة ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في القطاع، ولكنهم ينظرون أيضاً إلى واشنطن باعتبارها وسيطاً في وضع أفضل إنهاء الحرب قبل أن تمتد إلى عمق المنطقة». وحذر تقرير للاستخبارات الاميركية حول «تقييم المخاطر» أعده مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي FBI، أن إسرائيل ستواجه مقاومة مسلحة من «حماس» لسنوات عديدة وسوف تبقى عرضة لعملياتها.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجموعة السبع تدعو لإعطاء أمل السلام في غزة وإيصال المساعدات

دعت مجموعة السبع الكبرى، الجمعة، إلى استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "من دون معوقات"، بعد توقفها منذ بداية آذار/ مارس الجاري بسبب الخلافات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وجاء ذلك في ختام ثلاثة أيام من المباحثات التي جمعت بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في كندا، حيث أكدت المجموعة على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، وشددت على أهمية إيجاد "أفق سياسي للشعب الفلسطيني" يضمن حقوقه المستقبلية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في الثاني من أذار/ مارس الحالي، عن توقّف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، على خلفية خلافات مع حركة حماس بشأن تمديد اتفاق الهدنة، ما دفع مجموعة السبع إلى الدعوة لاستئناف المساعدات بشكل عاجل، خاصة في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه السكان في القطاع.

إلى جانب ذلك، عبّرت مجموعة السبع عن دعمها لشعبي سوريا ولبنان، فيما أكّدت على ضرورة العمل نحو مستقبل سياسي سلمي ومستقر في البلدين، مع التأكيد على أهمية سيادة الدولتين وسلامة أراضيهما، وأدانت التصعيد الأخير للعنف في المناطق الساحلية السورية، داعية إلى حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الفظائع. وشددت على أهمية عملية سياسية شاملة بقيادة سورية.

أما فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، جدّدت المجموعة تأكيدها على دعم وحدة أراضي أوكرانيا، متوعدة روسيا بعقوبات جديدة إذا لم تدعم الهدنة، ومطالبة باتخاذ "إجراءات أمنية قوية" لتجنب أي "عدوان" جديد على كييف.

وفي ملف إيران، حذّرت مجموعة السبع من خطر تصاعد الاعتقال التعسفي ومحاولات اغتيال الشخصيات الأجنبية كأداة للإكراه، واعتبرت طهران مصدرًا رئيسيًا لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، داعية إلى العودة للدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.


وبالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة، تضم مجموعة السبع بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان، وفي ختام المباحثات، عبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن تفاؤلها بشأن اتفاق البيان المشترك، لكنها حذرت من أن بعض النقاط لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد للوصول إلى توافق نهائي.

وفي السياق نفسه، أشارت  كالاس، إلى: "الانقسام بين الدول الأعضاء بسبب النهج التصالحي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه موسكو".

مقالات مشابهة

  • مهلة "جلد الشامواه".. موسكو تحذر أوكرانيا من نفاد الوقت
  • الحصار يضع غزة على أبواب مجاعة محققة
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: القطاع على أبواب مجاعة محققة بسبب الحصار
  • خطة مصرية لإعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار .. والسلطة الفلسطينية توافق
  • مجموعة السبع تدعو لإعطاء أمل السلام في غزة وإيصال المساعدات
  • مخاوف من مجاعة في بورما بسبب تراجع المساعدات الأمريكية
  • لم يدخل أي شيء منذ 11 عاما| تطورات الوضع في قطاع غزة.. تفاصيل
  • تحذيرات أممية من نفاد مخزونات المساعدات في غزة بسرعة كبيرة
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات
  • حركة الفصائل الفلسطينية تحذر من “مجاعة جديدة” بغزة جراء الحصار الإسرائيلي