اعتبر رئيس حزب الحرية النمساوي المعارض، هربرت كيكل، أن قرار سلطات بلاده المشاركة في نظام "درع السماء" الأوروبية يجعلها جزءا من حلف الناتو، ويزيد من خطر انزلاق قواتها في الصراع.

وقال كيكل على الهواء لقناة "OE24" التلفزيونية: "هذا مشروع للدفاع الجوي والصاروخي المتكامل لحلف الناتو، وهو مدمج في هيكل الحلف، ويخضع لقيادته العليا هذا هو الانضمام إلى الناتو مع كل العواقب المترتبة على ذلك".

إقرأ المزيد اليونان تنضم إلى مبادرة "درع السماء" الأوروبية

وأعرب كيكل عن قلقه من أنه بسبب قرار سلطات بلاده، فإن الجنود النمساويين "قد يذهبون إلى الحرب" مثل جنود قوات الناتو.

وأشار كيكيل إلى أن حلف الناتو "ينخرط بشكل متزايد في صراع مفتوح مع روسيا".

وكان المستشار النمساوي كارل نيهامر قد برر قرار فيينا بالانضمام إلى المبادرة رغبة في حماية نفسها من التهديدات المزعومة الناشئة عن تصرفات روسيا.

ووافق مجلس مقاطعة الألب النمساوية، في وقت سابق، على شراء أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى في إطار مشاركة البلاد في مشروع Sky Shield الأوروبي.

وبحسب قناة "Puls24" التلفزيونية، ستخصص فيينا 4 مليارات يورو لشراء نظام دفاع جوي يصل مداه إلى حوالي 200 كيلومتر بعد عام 2027.

ويجري النظر في نظام "باتريوت" الأمريكي الصنع و "سهم 3" الإسرائيلي كخيارات.

وتقوم مبادرة "درع السماء" التي أطلقها المستشار الألماني، أولاف شولتس، في أكتوبر 2022، على أن تشتري الدول الأعضاء فيه بصورة جماعية منظومات دفاعية مختلفة تتكامل مع بعضها البعض لحماية السماء الأوروبية.

ويعتمد المشروع الألماني على ثلاثة أنظمة للدفاع الجوي هي نظام "آيرس-تي" الألماني للدفاع القصير المدى ونظام "باتريوت" الأمريكي للدفاع المتوسط المدى، ونظام "آرو-3" الأميركي-الإسرائيلي للدفاع البعيد المدى.

بالمقابل، ترفض دول أوروبية أساسية أخرى هي فرنسا وإيطاليا وبولندا الانضمام إلى هذا المشروع الدفاعي الأوروبي المشترك.

وتطالب فرنسا بأن تتولى كل دولة أوروبية حماية نفسها، بواسطة أسلحة أوروبية.

المصدر: "تاس"+RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي حلف الناتو فيينا أولاف شولتس

إقرأ أيضاً:

خريف البلطيق كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروبا

تسببت الحرب في أوكرانيا بتصعيد غير مسبوق بين روسيا والدول الغربية على مختلف مساحات التماس بينهما في أوروبا، إذ أصبح بحر البلطيق أحد أبرز نقاط المواجهة بين قوى تتنافس على النفوذ فيه تاريخيا.

وينذر التنافس بين روسيا من خلال حصنها المتقدم في قلب القارة بمقاطعة كالينينغراد وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يسعى لجعل البلطيق بحيرة مغلقة للحلف بمواجهة مفتوحة على جميع السيناريوهات.

وتعد كالينينغراد -وفق تقرير بثته الجزيرة- شوكة روسيا النووية في خاصرة أوروبا ودرعها المتقدم في مواجهة دول الناتو، إذ منحها موقعها الجغرافي المطل على بحر البلطيق خصوصية إستراتيجية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية.

وتحولت منطقة البلطيق مع تدهور العلاقات الروسية الغربية إلى ساحة صراع بين موسكو والناتو، وهو صراع يتصاعد يوميا لتحشيد الجيوش وتفجير أنابيب الغاز وقطع شبكات الاتصالات البحرية واعتراض السفن التجارية.

وتتجمع في مقاطعة كالينينغراد قوة عسكرية روسية جوية وبحرية ضاربة مزودة بأحدث الأسلحة ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى محطات الرادار والكشف المبكر عن الهجمات الصاروخية الإستراتيجية.

ويتمركز فيها أيضا أسطول بحر البلطيق الروسي، ويضم عشرات قطع البحرية المتعددة المهام.

إعلان

ووفق فاليري غروماك، وهو قبطان بأسطول بحر البلطيق الروسي، فإن المقاطعة محمية بشكل متين، وفيها أحدث الأسلحة الروسية.

وقال غروماك للجزيرة إن الصواريخ الموجودة في كالينيغراد "تحتاج دقائق معدودة لتصل إلى مراكز القرار في أوروبا"، مشيرا إلى أن كالينينغراد موجودة عمليا في العمق الأوروبي.

وتخشى دول البلطيق إمكانية سيطرة روسيا على ممر سوالكي الذي يربط بيلاروسيا بكالينينغراد عبر ليتوانيا وفصل تلك الدول عن بقية بلدان الناتو.

ويزيد من حدة التوتر، توسيع نشاط الناتو ووجوده العسكري في المناطق المحيطة بكالينينغراد، إضافة إلى ما تراه موسكو استفزازات عبر إعادة دول أوروبية تسميات قديمة للمنطقة قبل ضمها إلى الاتحاد السوفياتي، مما أثار استياء روسيا.

ويقول الخبير الإستراتيجي يوري زفيريف إن خلف كالينينغراد تقف كل القوة العسكرية الروسية، لذلك "لن تكون لقمة سائغة لدى المواجهة مع الناتو"، معربا عن قناعته بأن "محاولة حصارها لعب بالنار".

وحسب حديث زفيريف للجزيرة، فإن الغرب يعي ذلك جيدا خصوصا بعد تعديل العقيدة النووية الروسية التي تنص على أنه "إذا لم تتمكن روسيا من إيقاف العدوان بالأسلحة التقليدية فستكون حينئذ للسلاح النووي كلمة الفصل".

وكان الزعيم السوفياتي ستالين استحوذ على كالينينغراد من ألمانيا النازية بهدف الحصول على ميناء لا يتجمد على بحر البلطيق، ثم أصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جزءا من روسيا الاتحادية بسبب تبعيتها الإدارية لها في الحقبة السوفياتية.

لكن الحال تغير اليوم، إذ تعد جيبا منفصلا عن روسيا في العمق الأوروبي محاطا بدول الناتو من جميع الجهات، كما قيدت دول البلطيق عبور البضائع من أراضيها بين روسيا والمقاطعة مع اندلاع حرب أوكرانيا، وفرضت عقوبات لوجستية لتصبح كالينينغراد أكثر الأقاليم الروسية تضررا جراء العقوبات الغربية.

إعلان

ويبقى الطريقان البحري والجوي المجال الوحيد المتاح لإمداد المقاطعة باحتياجاتها، كما تراجعت الحركة الصناعية والتجارية في المقاطعة التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على الاستيراد والتصدير مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب إغلاق الحدود.

تقول آلا إيفانوفا مساعدة حاكم مقاطعة كالينينغراد إن حظر عبور البضائع عبر البر يكلف نفقات إضافية، وكذلك يواجه النقل البحري صعوبات لوجستية، مؤكدة وجود أسطول من 25 سفينة روسية يعمل على مدار الساعة، لتأمين نقل البضائع من كالينينغراد وإليها.

وترى موسكو أن حصار مقاطعة كالينينغراد وعزلها بالكامل عن البر الروسي يهددان بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب.

ولم تخفِ موسكو هواجس محاولات الغرب تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة مغلقة للناتو، مما يهدد بإغلاق البحر أمام السفن الحربية والتجارية الروسية عند اندلاع مواجهة مباشرة مع الغرب، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.

مقالات مشابهة

  • خريف البلطيق كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروبا
  • مئات المعارضين التونسيين يتظاهرون "للدفاع عن الحريات"  
  • منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن
  • 10 أحزاب سياسية تحذِّر من عواقب وخيمة لقرار “المركزي” على الاقتصاد الليبي
  • ‏سلاح الجو الألماني يجري مناورة مع شركاء في الناتو على سيناريو هجوم روسي
  • منظمة التجارة العالمية تحذر من عواقب تقسيم الاقتصاد العالمي إلى كتلتين
  • مبادرة لبناء أوقاف عن أرواح «وفيات السرطان»
  • العالم يتجه لمنع استيراد منتجات اللحوم النمساوية
  • "المفوضية الأوروبية" والرئيس الصيني يؤكدان مسئولية الطرفين لدعم نظام تجارة قوي
  • الجيش الجزائري يبني قاعدة عسكرية جوية قرب الحدود المغربية