صحف سودانية.. النازحون يواجهون صعوبة بسبب نقص الغذاء والأدوية
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أفادت موقع “سودان تربيون”، أن النازحون في ولاية نهر النيل شمال السودان، يواجهون صعوبة بسبب نقص الغذاء والدواء والمتطلبات الضرورية، مع دخول شهر رمضان ومضي 11 شهرًا على الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع.
وبموازاة تقديم الجهات المختلفة دعما متنوعا ومتصلاً إلا أن الوضع العام للنازحين والقادمين من ولاية الجزيرة وفق متابعات «سودان تربيون» مؤخراً يواجه تعقيدات بالغة فيما يخص نقص الادوية والمعينات الأساسية
وتقول مفوض العون الإنساني بولاية نهر النيل عفاف تاج السر، إنّ الولاية استقبلت وافدين بسبب الحرب، قدرت عددهم بنحو مليون و980 ألف أسرة جرى توزيعهم على 288 مركز إيواء بالمحليات الست.
ولفتت عفاف، إلى تدخل عدد من المنظمات للمساعدة في الإيواء والغذاء والصحة والتعليم ـ لكن توجد فجوات داخل المراكز ووسط الاسر المستضيفة بسبب العدد الكبير وتقاطر الوافدين اليومي للولاية.
وبعثت المفوض بمناشدة للمنظمات للتدخل لتقديم الدعم للنازحين، وقالت إنّ حكومة الولاية تقوم بجهد كبير تجاههم، وتم الاستعداد لرمضان بتحضير الفرق والجهات الخيرية التي توزع عبوات ما يطلق عليه “فرحة الصائم” في مراكز الايواء دون نسيان الاسر التي تستضيف النازحين.
وتضم الولاية 11 % من جملة النازحين داخلياً في السودان الموجودين في 6,771 موقعًا – في جميع الولايات الـ 18. وتوجد أعلى نسب النازحين في إقليم دارفور بواقع 37%، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، في لوحة متابعة النزوح الأسبوعية الإصدارة رقم 21 الصادرة في الثالث والعشرين من فبراير الفائت.
واقع حزين
وتركت الحرب تأثيرات محزنة على النازحين في الولايات عموماً وبالخارج وخاصة ولاية نهر النيل، إذ ذكر عاملون في ثلاث جمعيات طوعية لإكرام الموتى في ولاية نهر النيل لـ «سودان تربيون»، إنهم قاموا بمواراة نحو 19 من الجثمانين الثرى من الوافدين للولاية بسبب الحرب خلال شهر فبراير الماضي.
وتقول مصادر طبية في الولاية لـ «سودان تربيون» إن نسبة كبيرة من أسباب تلك الوفيات بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأخرين تعود لمعاناتهم من ضغوط هائلة أثرت على صحتهم العامة وتدهورت الى فارقوا الحياة.
وتضم الولاية نحو 288 مركزا للإيواء، بينها 95 مركز في مدينة عطبرة موزعة بين الأحياء المختلفة وفي 52 جمعية (زاوية) و4 أندية رياضية، 39 مدرسة، فيما يبلغ عدد النازحين في المدنية أكثر من 15 ألف شخص.
ومنذ بدء الحرب نزحت نحو 17 ألف أسرة لمدينة بربر، يوجد الكثير منها في مركز الإيواء داخل المدارس والجمعيات وغيرها وفق مصادر بالمحلية تحدثت لـ «سودان تربيون»، ووسط ظروف قاسية كما يؤكد سيد الحاج محمد، الذي ترك منزله في الخرطوم في أغسطس الماضي، كما قال لـ«سودان تربيون».
ويقول الحاج، إن هناك مبادرات شبابية وأخرى تقودها منظمة محلية تقف مع الوافدين رغم امكانياتها المتوسطة لكنها تقوم بعمل كبير في المساعدة في توفير الغذاء والدواء والاحتياجات الخاصة للأطفال والنساء.
طلب العلاج
وتشهد الولاية تزايداً في الطلب على الرعاية الصحية للفارين من الحرب في الخرطوم وولاية الجزيرة، وتؤكد المصادر الطبية انعدام الكثير من المتطلبات الطبية الضرورية مثل الأشعة المقطعية التي توجد بشندي وعطبرة فقط، بجانب عدم وجود جهاز للرنين المغنطيسي بالولاية.
من ناحيته، يؤكد الباحث والناشط في العمل الطوعي د. شرف العوض، لـ «سودان تربيون» أن مراكز الإيواء موزعة في جميع محليات الولاية في المدارس والزوايا ودور الأندية الرياضية
وتأتي أكبر المراكز في الدامر وعطبرة، حسبما يقول شرف، بجانب قرى المناصير (6-4) التي يوجد بها عدد كبير جداَ من الأسر.
ويضيف أن تقديم الخدمات تساهم فيه مجموعة من المنظمات الطوعية والمبادرات الشبابية وغرف طوارئ عطبرة- الدامر- بربر كلهم يقدمون خدمات مختلفة للناس مثل في إعداد الوجبات.
ولفت شرف إلى مساهمات المعينات الغذائية يقدمها الهلال الأحمر المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، والمساهمة التي تقدمها الغرفة التجارية عطبرة ونادي رجال الأعمال واصحاب المخابز والمطاعم لتغطية أجزاء واسعة من متطلبات النازحين ربما تصل إلى 60 بالمئة.
ويؤكد الدكتور شرف، أن النازحين في مراكز الإيواء بنهر النيل في الغالب لا يعانون من مشكلات متعلقة بالمواد الغذائية لوجود عدة طرق لإيصالها.
وذكر أن هناك زيادة كبيرة في عدد الوافدين للولاية بعد – اجتياح قوات الدعم السريع- لولاية الجزيرة، بخلاف من لجأوا إلى ذويهم في الولاية والمستأجرين والمستضافين في أماكن أخرى.
وأوضح أن جوانب عديدة من الخدمات الصحية يقدمها أطباء متطوعين عبر تنظيم أيام علاجية في مناطق مختلفة، بينما توجد جهات مختلفة تقدم الخدمة مثل منظمة “فلونتير” التي تقدم خدمة مجانية داخل مركز صحي بحي أم بكول في عطبرة، لكنها تعاني من مشكلة توفير الدواء. مؤكداً أن هناك شح شديد في أدوية الأمراض المزمنة.
ونوه شرف، إلى أنه مع دخول رمضان تشكلت مجموعات سودانية بالخارج وقدمت دعماً مقدراً، مضيفاً أن هناك فكرة لإقامة مطابخ مركزية في أماكن مختلفة لتوفير إفطار رمضان والعشاء لمراكز الإيواء.
وقال إن هناك عدد كبير من الأسر جاءت بعد “ضربة مدني” وتم تسكينهم في القرية 6 بالمناصير التي تضم 4 آلاف منزل، تم تسكين الاسر في 2400 منزل وتوصيل الكهرباء والماء.
وكشفت متابعات «سودان تربيون» إيواء المئات من الأسر في مدينة عطبرة بواقع 380 أسرة في حي الوحدة، و227 أسرة في حي النهضة، الثورة 58 أسرة، المعمورة 45، الفردوس 63 أسرة، السرور 218 أسرة، الكلية الطبية 45 أسرة.
وتتطلب خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 توفير 2.7 مليار دولار لتوفير مساعدات متعددة القطاعات منقذة للحياة ومساعدات الحماية لفائدة 14.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان في عام 2024. وحتى 23 فبراير 2024 جرى تمويل النداء بنسبة 3.5 في المائة بمبلغ 95.5 دولارًا بحسب ما أوردته خدمة التتبع المالي للأمم المتحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شمال السودان النازحون مراكز الإيواء الجيش وقوات الدعم السريع قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة ولایة نهر النیل سودان تربیون النازحین فی
إقرأ أيضاً:
من النيل يبدأ من هنا … إلى الخوف والوجع ..!!
صديق السيد البشير*
Siddigelbashir3@gmail.com
(1)
دنيا غريبة ملانه عذاب
آلام جاية بدون أسباب
بتدخل دون ما تدق الباب
وانحنا نتوه في شعور كذاب
متين الآمنا تقفل الباب
وتفتح طاقة وكمان ابواب
خلاص يا دنيا كفانا عذاب
بهذه الكلمات المرسومة بمزج عذب، بين لغة عامية سودانية وأخرى فصحى، تنم عن ذكاء خليل فتحي خليل، إذاعيا وشاعرا وموسيقيا، لشعار يضيف عليه دكتور محمد العصامي، بعضا من روحه، لحنا وغناء عذبا، عذوبة الإخراج الإذاعي، وفق رؤية الأستاذ المخرج عبدالعظيم محمد الطيب في تقديم مسلسل درامي، اسماه مؤلفه الأستاذ أبوالقاسم أحمد يونس (الخوف والوجع)، ليقدم لمستمعي أثير إذاعة النيل الأبيض، عبر فريق عمل مزيج بين نخبة من الممثلين والممثلات بولاية النيل الأبيض وآخرين قادمين من العاصمة السودانية الخرطوم، أبرزهم زوجة عبدالعظيم محمد الطيب، الممثلة عوضية مكي.
(2)
اصلو الغلطه عذابا بطول
طريقا بودي للمجهول
ياما الناس حتقول وتقول
وتبقي السيرة زي دق في طبول
وصاحب الغلطة بكون مذهول
يغالط نفسو هو ما معقول
وكل الناس قايداها عقول
(الخوف والوجع)، المسلسل المكون من ست وعشرين حلقة، يناقش حزمة من القضايا الإجتماعية، كالأطفال فاقدي السند، لمخرج أنجز الكثير من الأعمال الإبداعية في مسيرته الثقافية والإعلامية الممتدة لسنوات خلت.
عبدالعظيم محمد الطيب المولود في ذاكرة الوطن، زهرة وقوسا وحكاية، ليبصر نور الدنيا في منتصف ستينيات القرن الماضي بمدينة القضارف شرقي السودان وسط الحقول والسهول، لينعم بمحبة الأسرة، التي غرست فيه محبة الحق والخير والجمال، جمال الإنسان والطبيعة والروح، الروح المحبة للبذل والعطاء في ميادين الثقافة والفكر والفنون، الفنون التي تخاطب الأسماع والأبصار والعقول بمحبة واحترافية.
(3)
بعد سنوات أنفقها عبدالعظيم محمد الطيب دارسا للتمثيل والإخراج، متخرجا من كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عام 1997م، ضمن دفعة مميزة من نجوم الدراما، كزوجته عوضية مكي، سيد صوصل (مسرحي وشاعر) ، ناصر يوسف، فهو مؤلف ومخرج صاحب فيلم (إبرة وخيط) الذي يعالج قضايا زواج القاصرات والحائز على عدد من الجوائز العالمية، السر محجوب (رائد مسرحي)، مجدي النور (مؤلف وشاعر) ، مهيد بخاري (مسرحي وقاص وصحافي) ، أديب أحمد (مخرج ومؤلف) ، وجمال حسن سعيد (مؤلف درامي وشاعر ومقدم برامج)، الرحمة والمغفرة للراحلين والصحة والعافية للأحياء.
(4)
من مقاعد الدرس إلى عالم الإعلام، متنقلا بين الموجات والشاشات والمنصات، حيث يمم عبدالعظيم محمد الطيب وجهه شطر الراديو، ليعمل قبل سنوات، مخرجا بإذاعة الخرطوم، المملوكة لحكومة ولاية الخرطوم، ليعانق اسمه، الأسماع والأبصار والعقول من خلال أثير إذاعة الخرطوم، عبر إخراجه برامج مسجلة ومباشرة، كبرنامج (النيل يبدأ من هنا) وهو برنامج (منوعات) صباحي يبث على الهواء مباشرة، ليتناول عددا من المحطات مميزة، مهنية، علما ومعرفة بالسودان وحراكه في المجالات المختلفة، ويتناوب على إعداده وتقديمه، مجموعة من الزملاء بذات الإذاعة، أبرزهم سعد الدين حسن المذيع لاحقاً بقناتي العربية والحدث، والنيل المريود، وماجد لياي (رحمة الله عليه).
لم يكتفي إخراج برنامج واحد لإذاعة الخرطوم، بل أنجز باقة منتقاة من أعمال إذاعية، كإخراجه مسلسل حمل اسم (الملف 15)، وفي (15) حلقة يناقش المسلسل قضايا إجتماعية معاصرة، حيث كان المسلسل أول إنتاج درامي لإذاعة الخرطوم، تأليف النعيم محمد عثمان، النعيم الذي اكتشفه عبدالعظيم محمد الطيب ليقدمه مؤلفا لدراما الراديو، ليقدمه عبدالعظيم مرة أخرى في مسلسل إذاعي له اسماه (سفر إدريس ود عجبنا)، عانق الأسماع والعقول عبر موجات إذاعة الخرطوم.
(5)
دق الحزن بابي
لميت شتات الروح
ونسيت لفح توبي
هكذا تأتي المقاطع بعامية سودانية، لعمل دارمي إذاعي، عبر صوت نازحة تحكي فيه عن واقعها المزري في زمن الحرب والقتال.
أكمل الأستاذ عبدالعظيم محمد الطيب تأليف فيلم إذاعي اسماه (حكاية السفر الطويل)، من إخراج الأستاذ يوسف عبدالقادر أحد مقدمي برامج الأطفال بالإذاعة السودانية (هنا أمدرمان)، يناقش الفيلم قضية الصراعات بين المزارعين والرعاة، من خلال قضية حب بين حامد (الراعي) و (النايرة) المزارعة، لفيلم يشكل إضافة جديدة لعبدالظيم ومجموعته.
(6)
(المتحف)، عنوان لفيلم إذاعي، من تأليف وإخراج عبدالعظيم محمد الطيب، يتناول من خلاله قضايا الآثار.
أنتج عبدالعظيم سهرات إذاعية قبل الحرب التي اشتعلت شرارتها في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، لييمم عبدالعظيم محمد الطيب وأسرته وجوههم شطر ولاية النيل الأبيض، متخذا من مدينة كوستي سكنا مؤقتا له، لنحو عامين، ليسهم في إخراج عدد من الأعمال الإذاعية أهمها مسلسل (الخوف والوجع)، هذا إلى جانب مشاركات في نهارات المدينة وأمسياتها، المتنوعة بين ندوات وورش تدريبية.
مثل مشاركته ورفيقة دربه عوضية مكي في منتدى منظمة كوستي للثقافة والتنمية، وهو نافذة إبداعية، أطل من خلالها الرفيقان على عوالم الدراما في زمن الحرب، ليناقشا بتفكير عميق إنتاج أعمال درامية تناقش وتعالج قضايا الحرب والنزوح، هذا إلى جانب إطلالتهما من خلال منتدى مكتبة نادي كوستي على محبي الثقافة والفنون، عبر فتح نقاش عميق حول إعادة قراءة في مفاهيم الثقافة، التي لا تقتصر في أطر ضيقة.
(7)
(هنا أم درمان) إذاعة جمهورية السودان، شكلت إضافة حقيقية عبدالعظيم محمد الطيب ولمستمعي الإذاعة السودانية، ليسهم مع آخرين في إنتاج وإخراج حزمة من أفلام وبرامج ، كالبرنامج الإذاعي ذائع الصيت الموسوم (الصفحة الأولى)، ليقدم وجبة ثقافية يومية دسمة، أشبه بالمجلة/الصحيفة الإذاعية اليومية، وهو من إعداد مميز السر السيد، مصعب الصاوي، إنتصار عوض وآخرين، وتقديم سارة محمد عبدالله، مقدمة فقرة (الصباح رباح)، سهام سعيد، ودكتور عصام عبدالسلام المذيع براديو العربية الآن، البرنامج استمر لسنوات خلت، ليرسخ في ذاكرة الإذاعة والمستمع.
(8)
مع عصف ذهني متصل، لتخطيط جيد، هكذا يمضي الأستاذ عبدالعظيم محمد الطيب نحو إكمال دراساته العليا في مجال الفلكلور بمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية، هكذا إلى جانب المضي مع مجموعة مخصصة وثابتة من نجوم الدراما والإعلام ، أبرزهم، محمد عبدالرحيم قرني، الرشيد أحمد عيسى، دكتور صالح عبدالقادر، دكتور طارق علي، عوضية مكي (زوجة عبدالعظيم)، إيمان إبراهيم، عبدالحكيم عامر، المذيعة سهام سعيد، في أول إطلالة لها على هذا العالم، حيث كانت تعمل مع المجموعة ممثلة ومذيعة، كل ذلك بهدف إنتاج أفلام إذاعية تناهز الستة أفلام، كلها من تأليفه وإخراجه، ألحان وغناء الفنان شمت محمد نور.
تتناول الأفلام الدرامية الإذاعية حزمة موضوعات ، وتشمل الحرب والنزوح والتعايش السلمي، واستدامة السلام وخطاب الكراهية.
*صحافي سوداني
للنشر
عرض النص المقتبس