أوقاف الفيوم تنظم اليوم الثاني من الملتقى الفكري بمسجد ناصر
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
نظمت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، فعاليات اليوم الثاني للملتقى الفكري الرمضاني للأئمة لعام 1445هـ، وذلك بمسجد ناصر الكبير، جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وبحضور وكيل أوقاف الفيوم، والشيخ جمعة عبد الفتاح إمام المسجد، وذلك تحت عنوان "الصوم وأثره على سلوك الفرد".
وخلال فعاليات الملتقى أشار الدكتور محمود الشيمي وكيل أوقاف الفيوم إلى أن رمضان شهر مكارم الأخلاق وقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك وحثنا عليه فقال: "الصوم جُنة"، أي وقاية،وقاية من عذاب الله يوم القيامة، ووقاية من المعاصي، ووقاية من سيئ الأخلاق، فيقول(صلى الله عليه وسلم) : " الصِّيَامُ جُنَّةٌ فإذا كان صوم يوم أحدكم فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ"، وبعض الناس خطأ أو جهلًا أو عدم فهم لحقيقة الصيام إذا جاء رمضان يقول دعني فإني ضيق الخلق، يقولون لا تعتب عليه فإنه الآن صائم، وكأن الصيام يضيق أخلاقه، مثل هذا النوع من الناس لم يصم حق الصيام ولم يفهم حقيقة الصيام، فالصوم يقوي العزيمة ، ويضبط السلوك ويقوِّم أخلاق صاحبه، لم يقل النبي(صلى الله عليه وسلم) وإن سبه أوشتمه، لأن صيغة سابب وشاتم صيغة مفاعلة فيها حراك بين شخصين، أي أن هناك شخصًا آخر يستفزك يحملك على المساببة حملًا، ويحملك على المشاتمة حملًا، إلا أنك تستمسك بحبل الله وتعتصم بصيامك، وتقول: "إني صائم إني صائم"، والصائم الحق لا يشتم ولا يسب ولا يتطاول، ولا يقوم بأي عمل لا يتسق مع مكارم الأخلاق.
وكيل أوقاف الفيوم: شهر رمضان هو شهر مكارم الأخلاق وديننا دين مكارم الأخلاق..
واستطرد فضيلته قائلا:"رمضان هو شهر مكارم الأخلاق وديننا دين مكارم الأخلاق، ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ"، فمع أهمية الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات، ومع كونها الأركان الأساسية لديننا الحنيف، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل جئت لأُعلِم الناس الصلاة أو الزكاة أو الحج وإنما قال : "إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ"، لأن العبادات الحقيقية هي التي تحمل على مكارم الأخلاق، ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) "عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق"، وقال (صلى الله عليه وسلم) :" إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا الموطأون أكنافا"، وقال (صلى الله عليه وسلم):" اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخلق حسن"، ومن الخلق الحسن : القول الحسن، والفعل الحسن، يقول تعالى : "وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "، ويقول تعالى: " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف شهر رمضان مكارم الأخلاق الفيوم الأوقاف الصيام الأخلاق بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم مکارم الأخلاق أوقاف الفیوم
إقرأ أيضاً:
على خطى السلف الصالح
على خطى السلف الصالح
كانوا أجود الناس..
صام السلف الصالح فأحسنوا الصيام، وقاموا فأحسنوا القيام، جعلوا نهارهم عملا واجتهادا، وليلهم استغفارا وتهجدا، فجنوا ثمار الصيام وتفيئوا ظلاله، ففازوا بفضل الدنيا وشرف الآخرة، ويرجع ذلك بسبب فهمهم لمعاني الصيام ومعرفتهم بمقاصده ومراميه.
فما أحوجنا اليوم إلى الاقتداء بالسلف الصالح ليكون صيامنا فرصة لإصلاح الأنفس وتزكيتها وعلاجها من أدوائها، وقيامنا زيادة في الإيمان وتقربا من الرحمان، وقراءة القرآن سببا لإصلاح المجتمع وتماسكه وتعاونه على البر والتقوى، ليعود للأمة مجدها وعزها المفقود منذ عقود.
أما حالهم رضي الله عنهم في النفقة والجود والكرم في رمضان، فحدث ولا حرج، مقتدين في ذلك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ - يعني جبريل طول الشهر يلقَى النبي كل ليلة، فينسلخ الشهر – فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)
وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: (أُحبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّومِ والصلاةِ عن مكاسبهم)، فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب.
وكان ابن عمر رضي لله تعالى عنهما يصوم، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور