طوفان الأقصى تهدد مكاسب يهود الحريديم وتعكس هشاشة الدولة النووية التوراتية
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
يعيش يهود الحريديم المتشددون في مناطق شبه معزولة داخل إسرائيل، وهم معفون من العمل والتجنيد من أجل التفرغ لقراءة التوراة، لكنهم يواجهون خطر فقدان كل ذلك بعد طوفان 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعكس هشاشة الدولة النووية التوراتية.
فقد ارتفعت أصوات المعارضة الإسرائيلية بضرورة تجنيد الحريديم خلال الحرب الحالية على قطاع غزة كونهم يمثلون 13% من السكان، وفق تقرير أعده للجزيرة أحمد فال ولد لدين.
في المقابل، يرى آخرون أن التفرغ لدراسة الشريعة اليهودية أهم من حمل السلاح وخوض المعارك، لأن هذه الشريعة هي التي تفرز جنودا يمكنهم اقتراف ما يقترفون في غزة من جرائم دون أن ترف أجفانهم.
ويرى الحريديم أن الحرب المقدسة التي تجري في غزة حاليا تنص على عدم ترك أي فلسطيني -بمن فيهم الأطفال والنساء- على قيد الحياة، لأنك إن لم تقتلهم فسوف يقتلونك، وفق ما قاله إلياهو مالي معلم الدين في مدينة يافا.
ويقول مالي "إن إرهابيي اليوم هم أطفال الأمس الذين تركناهم أحياء، وإن النساء هن من يصنعن الإرهابيين".
عقيدة إفناء الفلسطينيين
ووفقا لهذه التعاليم، فإن عقيدة إفناء الفلسطينيين راسخة في ضمائر هؤلاء المتشددين الذين يستمدونها من تاريخ مشحون بالثارات المستمدة من أساطير تاريخية.
ومن هذا المنطلق فإن حديث العلمانيين عن تجنيد الحريديم يعكس عدم فهمهم حقيقة أن المدارس الدينية هي أساس وجود إسرائيل ونجاحات جيشها، كما يقول أحد حاخاماتهم.
وبينما يجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صعوبة في تجنيد هؤلاء المتطرفين الذين يمثلون ركيزة في حكومته يقول زعيم المعارضة يائير لبيد إن تجنيد الحريديم أصبح ضرورة في ظل نقص الجنود على جبهات القتال.
ويرى لبيد أن تجنيد الحريديم لم يعد مسألة أيديولوجية وإنما قضية وجود في ظل احتمال اشتعال جبهة لبنان تزامنا مع الحرب في قطاع غزة.
ويعود استثناء الحريديم من التجنيد إلى اتفاقية تم عقدها منتصف القرن الماضي مع رئيس الوزراء الراحل ديفيد بن غوريون، وقد تفرغوا بموجبها لحراسة الفكرة دينيا لا للقتال من أجلها عسكريا.
وينظر الحريديم إلى جيش إسرائيل على أنه جيش علماني مدنس مليء بالفجور كالاختلاط وحلق اللحى، ومن ثم يجدون صعوبة في الاندماج فيه، في حين يتهمهم العلمانيون بالتولي يوم الزحف والتحول إلى عبء مالي على الدولة.
ومع تزايد المطالبة بتجنيدهم هدد الحريديم بمغادرة الدولة، وهو تهديد يعكس هشاشة الدولة النووية التوراتية وشعور سكانها الدائم بعدم الأمان الأبدي والاستعداد للرحيل كأي مستعمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات تجنید الحریدیم
إقرأ أيضاً:
حزب الله يؤكد أنه لا يمكن أن يقبل أن تواصل إسرائيل استباحة لبنان
قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أمس السبت إن الحزب لا يمكن أن يقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان، وطالب بوضع حد لعدوانها، مؤكدا أن الحزب التزم باتفاق وقف إطلاق النار ولا وجود مسلحا له في الجنوب.
وقال قاسم في خطاب متلفز "إسرائيل هي في موقع العدوان، هذا العدوان يجب أن يوضع حد له. لقد تجاوزت بأن قصفت الضاحية الجنوبية لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، وكذلك اعتدت على مناطق عدة في جنوب لبنان، لا يمكن أن نقبل أن يستمر هذا المنهج".
وشدد بأنه لا يمكن للحزب أن يقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان "وتسرح وتمرح في أي وقت تريد ونحن نتفرج عليها. كل شيء له حد".
وقال "لن نسمح لأحد أن يسلبنا حياتنا، وأرضنا، وعزتنا، وكرامتنا، ووطنيتنا، وقوتنا وإمكاناتنا في مواجهة هذا العدو"، مضيفا "لسنا ضعفاء في مواجهة مشاريع أميركا وإسرائيل. إذا كنا صبرنا خلال المرحلة السابقة حتى الآن، فهو صبر الذي يريد أن يعطي الفرصة لحلول تخفف من الآلام والضحايا".
وأكد أن المقاومة لا يمكن أن تبقى متفرجة إذا واصلت إسرائيل القتل والتدمير.
كما قال بإنه لا يمكن أن يقبل الحزب بالتطبيع ولا بالمسارات السياسية التي تحاول من خلالها إسرائيل تحقيق مكاسب.
وقصفت إسرائيل الجمعة ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، للمرة الأولى بعد أربعة أشهر من الهدنة، وزعمت أن القصف جاء ردا على إطلاق صواريخ على أراضيها، ونفى حزب الله أي صلة له بإطلاق هذه الصواريخ.
إعلانوأسفرت 3 من تلك الغارات على الجنوب اللبناني عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين، ضمن سلسلة الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وتابع قاسم "منذ عقد اتفاق وقف إطلاق النار غير المباشر مع الدولة اللبنانية، أصبحت المسؤولية عند الدولة اللبنانية. مسؤوليتها أن تنهي الاحتلال، وتوقف العدوان، وتضغط على الدول الكبرى التي رعت، وتفتش عن الأساليب المناسبة لإنهاء الاحتلال".
وأضاف "إذا كانت تظن إسرائيل أنها تصنع معادلة جديدة في أن تتذرع بذرائع واهية من أجل أن تقتل وأن تدخل إلى هذه الأماكن المختلفة، وأن تعتدي على الضاحية والبقاع والجنوب، فهذا أمر مرفوض. وعلى الدولة اللبنانية أن تتصدى له، وما زال الوقت يسمح بالمعالجة السياسية والدبلوماسية".
لكنه أكد أنه إذا لم تلتزم إسرائيل باتفاق الهدنة و"لم تتمكن الدولة اللبنانية من القيام بالنتيجة المطلوبة على المستوى السياسي، فلن يكون أمامنا إلا أن نعود إلى خيارات أخرى لا تنسجم مع الوضع الحالي".
وأضاف أن حزب الله التزم بالاتفق بشكل كامل، ولم يكن لديه تواجد مسلح في جنوب نهر الليطاني، في حين لم تنسحب إسرائيل من كامل الأرض اللبنانية، وبقيت محتلة لنقاط، بحسب قوله.
وشدد قاسم بأن "إسرائيل تخترق وتعتدي في كل يوم، سواء على الأفراد أو على الممتلكات أو على المناطق، سواء في الجنوب أو في البقاع أو في كل مناطق لبنان"، وقال إن "هذه كلها سُميت في فترة معينة خروقات، لكن بعد ذلك لم تعد خروقات، لأنها عدوان تجاوز كل حد والتبريرات الإسرائيلية لا معنى لها".