يعيش يهود الحريديم المتشددون في مناطق شبه معزولة داخل إسرائيل، وهم معفون من العمل والتجنيد من أجل التفرغ لقراءة التوراة، لكنهم يواجهون خطر فقدان كل ذلك بعد طوفان 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعكس هشاشة الدولة النووية التوراتية.

فقد ارتفعت أصوات المعارضة الإسرائيلية بضرورة تجنيد الحريديم خلال الحرب الحالية على قطاع غزة كونهم يمثلون 13% من السكان، وفق تقرير أعده للجزيرة أحمد فال ولد لدين.

في المقابل، يرى آخرون أن التفرغ لدراسة الشريعة اليهودية أهم من حمل السلاح وخوض المعارك، لأن هذه الشريعة هي التي تفرز جنودا يمكنهم اقتراف ما يقترفون في غزة من جرائم دون أن ترف أجفانهم.

ويرى الحريديم أن الحرب المقدسة التي تجري في غزة حاليا تنص على عدم ترك أي فلسطيني -بمن فيهم الأطفال والنساء- على قيد الحياة، لأنك إن لم تقتلهم فسوف يقتلونك، وفق ما قاله إلياهو مالي معلم الدين في مدينة يافا.

ويقول مالي "إن إرهابيي اليوم هم أطفال الأمس الذين تركناهم أحياء، وإن النساء هن من يصنعن الإرهابيين".

عقيدة إفناء الفلسطينيين

ووفقا لهذه التعاليم، فإن عقيدة إفناء الفلسطينيين راسخة في ضمائر هؤلاء المتشددين الذين يستمدونها من تاريخ مشحون بالثارات المستمدة من أساطير تاريخية.

ومن هذا المنطلق فإن حديث العلمانيين عن تجنيد الحريديم يعكس عدم فهمهم حقيقة أن المدارس الدينية هي أساس وجود إسرائيل ونجاحات جيشها، كما يقول أحد حاخاماتهم.

وبينما يجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صعوبة في تجنيد هؤلاء المتطرفين الذين يمثلون ركيزة في حكومته يقول زعيم المعارضة يائير لبيد إن تجنيد الحريديم أصبح ضرورة في ظل نقص الجنود على جبهات القتال.

ويرى لبيد أن تجنيد الحريديم لم يعد مسألة أيديولوجية وإنما قضية وجود في ظل احتمال اشتعال جبهة لبنان تزامنا مع الحرب في قطاع غزة.

ويعود استثناء الحريديم من التجنيد إلى اتفاقية تم عقدها منتصف القرن الماضي مع رئيس الوزراء الراحل ديفيد بن غوريون، وقد تفرغوا بموجبها لحراسة الفكرة دينيا لا للقتال من أجلها عسكريا.

وينظر الحريديم إلى جيش إسرائيل على أنه جيش علماني مدنس مليء بالفجور كالاختلاط وحلق اللحى، ومن ثم يجدون صعوبة في الاندماج فيه، في حين يتهمهم العلمانيون بالتولي يوم الزحف والتحول إلى عبء مالي على الدولة.

ومع تزايد المطالبة بتجنيدهم هدد الحريديم بمغادرة الدولة، وهو تهديد يعكس هشاشة الدولة النووية التوراتية وشعور سكانها الدائم بعدم الأمان الأبدي والاستعداد للرحيل كأي مستعمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات تجنید الحریدیم

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصدر آلاف الأوامر لاعتقال الحريديم بعد رفض التجنيد

كشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 3 آلاف أمر تجنيد لأعضاء مجتمع «الحريديم» خلال الصيف، لكن العديد منهم لم يذهب إلى مراكز التجنيد.

مذكرة لاعتقال الحريديم

وتابع التقرير أنّه نتيجة لذلك، صدرت 1126 مذكرة اعتقال ضد الحريديم الذين لم يلتزموا بالحضور، بعد اعتبارهم «غير مستجيبين للأوامر»، وفق ما ذكره الضابط شاي طيب، رئيس قسم التخطيط وإدارة شؤون الموظفين في الجيش الإسرائيلي، خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست.

وأوضح طيب، أنّ أي شخص لن يذهب إلى التجنيد بعد هذا الإجراء سيُعتبر متهربا، ما قد يؤدي إلى فرض أمر عدم الخروج» عليه ومنعه عن مغادرة البلاد، إضافة إلى إمكانية اعتقاله خلال أي مواجهة مع الشرطة.

ومن جانبها، لا تخطط الشرطة العسكرية لتنفيذ اعتقالات مباشرة، بل ستنتظر حتى يتم إعلان الأفراد المتهربين من التجنيد، ما يترك الأمر لإنفاذ القانون.

جيش الاحتلال في حاجة لنحو 10 آلاف جندي من أجل العمليات القتالية

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أرسل الأحد الماضي، 1000أمر تجنيد جديد ضمن خطة لإصدار 7 آلاف أمر، موضحا أنّه بحاجة إلى نحو 10 آلاف جندي جديد في العمليات القتالية، لكنه يواجه صعوبة في استيعاب أكثر من 3 آلاف جندي من المتدينين هذا العام بسبب «احتياجاتهم الإضافية»، إضافة إلى استقطابه 1800 جندي من الحريديم سنويا.

وتشير الأرقام إلى أنّ جيش الاحتلال قادر على تجنيد 4800 شخص فقط من بين أكثر من 6 آلاف من الحريديم المؤهلين، وهو رقم اعتبره عضو الكنيست يولي إدلشتاين غير كافٍ.

مقالات مشابهة

  • مقتل وإصابة 425 مريضاً وعاملاً صحياً في لبنان منذ طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى"
  • 105 مغتصبين يهود يدنسون الأقصى المبارك
  • إسرائيل تصدر آلاف الأوامر لاعتقال الحريديم بعد رفض التجنيد
  • "طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • شاهد| أزمة تجنيد الحريديم تعصف بكيان العدو (مترجم)
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة