عبدالله أبوضيف (رفح، القاهرة)

أخبار ذات صلة واشنطن تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة «الأونروا»: عدد الأطفال القتلى بغزة يفوق الصغار ضحايا 4 أعوام من النزاعات في العالم

أبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص، أمس، في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين صاروا على شفا المجاعة.


وشوهدت سفينة الإنقاذ «أوبن آرمز»، وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص، وتسحب بارجة تحمل الطحين والأرز والبروتينات، وتنظمها مؤسسة «وورلد سنترال كيتشن» التي مقرها الولايات المتحدة.
وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتاً أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلاً على 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من غزة.
وقال الجيش الأميركي، إن السفينة «جنرال فرانك إس. بيسون»، التابعة له، في طريقها أيضاً لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر.
وتحول الاهتمام نحو طرق بديلة منها البحر والإسقاط الجوي للمساعدات في ظل حديث وكالات الإغاثة عن أن تسليم الإمدادات إلى غزة يواجه عراقيل بيروقراطية وانعدام الأمن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر. وحتى حلفاء إسرائيل يطالبون بتيسير وصول المساعدات إلى القطاع. وتدشين الطريق البحري الجديد تتويج لأشهر من التحضير.
ومع الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ، قالت مؤسسة وورلد سنترال كيتشن، إنها تقوم ببناء رصيف ميناء في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض. وهذه مبادرة منفصلة عن خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي لبناء رصيف مؤقت في غزة لتسهيل توصيل المساعدات عن طريق البحر.
وقال خوسيه أندريس مؤسس «وورلد سنترال كيتشن»، في منشور على موقع «إكس»، إن بناء الرصيف «يجري على قدم وساق».
وأضاف: «تخلص بعض حساباتنا إلى أن الميناء سيكون جاهزاً عندما نصل إلى هناك، والأهم من ذلك أن لدينا فريقاً هناك لدعم توزيع هذه المساعدات»، في إشارة إلى فريق المؤسسة الموجود على الأرض في غزة منذ شهور عدة.
ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بجهود توصيل المساعدات بحراً وجواً، لكنه نبه إلى أن ذلك غير كافٍ. وتقول وكالات الإغاثة إن مثل هذه الجهود يمكنها أن توفر إغاثة محدودة فحسب، طالما ظلت معظم المعابر البرية مغلقة بالكامل من قبل إسرائيل. وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «هذا ليس بديلاً عن النقل البري للغذاء وغيره من مساعدات الطوارئ إلى غزة»، مضيفاً: «هذا لا يمكنه تعويض ذلك».
وتقول إسرائيل إنها ليست مسؤولة عن المجاعة في غزة لأنها تسمح بمرور المساعدات عبر معبرين عند الحد الجنوبي للقطاع. وتقول وكالات الإغاثة إن هذا لا يكفي للحصول على إمدادات كافية، ناهيك عن توزيعها بأمان في منطقة حرب خارجة عن القانون على نحو متزايد.
وقال برنامج الأغذية العالمي اليوم إنه تمكن من إرسال قافلة مساعدات إلى مدينة غزة، وهي أول قافلة ينجح وصولها لشمال القطاع منذ 20 فبراير.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي، إنه تمكن أخيراً من توصيل مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح أمس، مضيفة أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكناً.
وعبَّرت المغربي عن أملها في توسيع نطاق هذه المساعدات، مؤكدة الحاجة إلى أن يكون توصيلها منتظماً وثابتاً. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة، خاصة في الشمال الذي تقول إن إسرائيل جعلته فعلياً بعيداً عن متناول جميع الإمدادات.
من جهته، كشف عمار عمار، المتحدث باسم منظمة الطفولة بالأمم المتحدة «اليونسيف»، لـ«الاتحاد» عن أن 17 ألف طفل في قطاع غزة منفصلون عن عوائلهم، أي واحد بالمئة من عدد السكان النازحين البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة، فيما يعاني نحو 335 ألف طفل بشكل واضح من خطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها. وقال في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه مع استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم وجود أو عدم دخول الإمدادات الإغاثية بشكل كافٍ ستزداد المعاناة على الأطفال دون سن الخامسة من زيادة أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم في ظل غياب العلاج والمساعدات الإغاثية والطعام الكافي.
وحذرت منظمات دولية من رصد حالات وفاة داخل قطاع غزة نتيجة سوء التغذية والجوع الشديد الذي بدأ في التأثير على الأطفال الصغار تحديداً، في الوقت الذي تكثف فيه دول عدة، في مقدمتها الإمارات، من عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإغاثية لتوفير بعض احتياجات الأهالي للبقاء على قيد الحياة. وأوضح عمار أن اليونسيف موجودة على الأرض بالتعاون مع شركاء ميدانيين لتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة المنقذة لحياة الأطفال وأهاليهم، حيث يتم توفير مياه الشرب الآمنة لأكثر من 1.1 مليون شخص، وتوفير 600 ألف جرعة من اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال والمكملات الغذائية والفيتامينات، والتحويلات النقدية لأكثر من 600 ألف شخص.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة قبرص فلسطين إسرائيل قطاع غزة إلى غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

غزة.. منظمات دولية تحذّر من عواقب تعليق المساعدات

قالت وكالات إغاثة، اليوم الإثنين، إن مخزونات الغذاء والدواء والمأوى في غزة محدودة، وإن المساعدات الموجهة للفلسطينيين، الذين هم في أمس الحاجة إليها، ربما تفسد بعد تعليق إسرائيل تسليمها إلى القطاع.

ومنعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، الأحد، مع تصاعد المواجهة بشأن الهدنة، التي أوقفت القتال خلال الأسابيع الستة الماضية.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة في غزة: "الكثير مما وصل خلال الأسابيع القليلة الماضية تم توزيعه بالفعل، والآن بدأنا نشهد بالفعل زيادات في الأسعار".

تواصل #الأونروا تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المنقذة للحياة في قطاع #غزة.

في مدينة غزة، نفذ فريق الصحة النفسية التابع للأونروا فعالية لصناعة فوانيس #رمضان يدويًا باستخدام الورق، بمشاركة الأطفال.

تهدف الفعالية إلى تعزيز الإبداع والتعبير الفني لدى الأطفال، إضافةً إلى توفير… pic.twitter.com/DTbkcvM3GR

— الأونروا (@UNRWAarabic) March 3, 2025

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن تعليق المساعدات سيضيف ضغوطاً كبيرة على مليوني فلسطيني في القطاع، ما زالوا يعانون من نقص في السلع الأساسية بعد 16 شهراً من الحرب. واتهمت إسرائيل في السابق حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما نفته الحركة.

وقالت كارولين سيغوين، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة،: "أي تحديات أخرى أمام وصول الغذاء والمياه النظيفة ربما يكون لها عواقب مدمرة. إن ارتفاع أسعار الغذاء والسلع يثير إحساساً بالخوف وعدم اليقين".

وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن هناك ما يكفي من الغذاء في الأسواق لمدة أسبوعين على الأقل، وحث سكان غزة على عدم الذعر.

وقال الاتحاد الدولي للصليب الأحمر إن أكثر من 300 شاحنة محملة بالمساعدات مُنعت من عبور الحدود من مصر، الأحد.

وتعمل مستودعات الاتحاد الـ5 في مصر، التي تخزن المواد الغذائية والماء والأدوية حالياً، بنسبة 50% من طاقتها، ويجري فحص تواريخ انتهاء صلاحية المخزون.

وقال يورغن هوغل، منسق العمليات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر في مصر،: "لدينا سعة للتخزين في الوقت الحالي، لكن لا يمكننا التأكد من المدة التي سيستمر فيها ذلك".

ولمنظمة أطباء بلا حدود 14 شاحنة من شحنات المساعدات في مصر والأردن، معظمها إمدادات طبية في انتظار شحنها إلى غزة.

وقالت سيغوين: "نشعر بقلق من أنه إذا تم إبقاء إمدادات الأدوية في الشاحنات لأشهر متتالية مع تعرضها للشمس، فقد يؤدي هذا إلى تقليل فترة صلاحية الأدوية، وتقليل فعاليتها".

إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام - موقع 24أكد مسؤولون إسرائيليون، الأحد، أن تل أبيب ستنتظر لـ"بضعة أيام" فقط من أجل البت في مصير المقترح الجديد، الذي نسبته لمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استمرار الاتفاق بين إسرائيل وحماس، بدلاً من المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق ما كان مخططاً في اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار.

وحذر المجلس النرويجي للاجئين من أن الأمر يصل إلى حد أن توقف وكالات الإغاثة شحنات المساعدات تماماً، كما كان الحال عندما تم تقييد المساعدات في بداية الحرب.

وقالت المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين شاينا لو: "من المكلف بالنسبة لنا الاحتفاظ بالمساعدات في مستودعات، أو في شاحنات منتظرة في طوابير".

ولم تكد تبدأ محادثات المرحلة الثانية للتفاوض على إنهاء الحرب حتى قالت إسرائيل، خلال إعلانها وقف دخول المساعدات إلى غزة، إنها لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.
ونددت حماس بخطوة إسرائيل ووصفتها بأنها "ابتزاز"، و"انقلاب صارخ على الاتفاق".

مقالات مشابهة

  • غزة.. منظمات دولية تحذّر من عواقب تعليق المساعدات
  • انتقادات دولية لإسرائيل بعد منعها إدخال مساعدات إلى غزة
  • «الكوني» يؤكد: العمل بنظام «الأقاليم الثلاثة» طريق استقرار ليبيا
  • بعد شجار البيت الأبيض.. ماكرون يعلن عن مساعدات بمليارات اليوروهات لأوكرانيا
  • الولايات المتحدة تسرّع تسليم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
  • إلغاؤها فورًا .. خلاف ترامب وزيلينسكي يهدد مساعدات أمريكيا لأوكرانيا
  • انتقادات واسعة لترحيب لعمامرة بخارطة طريق أعلنها البرهان
  • فيديو | الإمارات تغيث غزة بإبحار سفينة زايد الإنسانية (7) تحمل 5820 طن مساعدات
  • وصول 4 طائرات مساعدات إماراتية إلى العريش لدعم الأشقاء في غزة