صحيفة الاتحاد:
2024-12-23@13:26:48 GMT

«السحور بركة»

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

إعداد/ إبراهيم سليم 

أخبار ذات صلة «بيت الخير» و«تداوي» تطلقان مبادرة لعلاج 200 مريض معسر حديقة أم الإمارات.. حكواتي و«عود» وورشة لصناعة الفوانيس

حثّ النبي الصائمين على تناول وجبة السحور، لما فيها من التقوي على الصيام وسائر العبادات، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «السُّحُورُ ‌أَكْلَةٌ ‌بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ»، فطعام السحور مبارك، وموجب لرحمة الله تعالى وفضله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «فإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتُهُ ‌يُصَلُّونَ ‌عَلَى ‌الْمُتَسَحِّرِينَ»، أي تتنزل عليهم الرحمة والبركة، وقال الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى ‌السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ»، وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: «إِنَّهَا ‌بَرَكَةٌ ‌أَعْطَاكُمُ ‌اللَّهُ إِيَّاهَا فَلَا تَدَعُوهُ».

ووقت السحر من الأوقات المباركة التي يحرص الصائمون على اغتنامها بالقيام والذكر والدعاء والاستغفار، وتناول وجبة السحور للتقوي على الصيام والطاعات، وللفوز برحمة الله تعالى واستغفار الملائكة الكرام، وقد خص الله بعض الأزمنة والأوقات بمزيد من البركات والأفضال، ومن تلك الأوقات وقت السحر، وقد حثنا النبي على اغتنام هذا الوقت بالطاعات والمستحبات، ومنها تناول وجبة السحور، فعَنْ أَنَس بن مالك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «‌تَسَحَّرُوا، ‌فَإِنَّ ‌فِي ‌السُّحُورِ ‌بَرَكَةً».
والسحر من الأوقات المباركة التي خصها الله تعالى برحماته وأفضاله، ويكون من الثلث الأخير من الليل حتى يطلع الفجر، أو هو ما قبل طلوع الفجر الصادق، وفيه يتجلى الله على عباده فيعطي السائلين، ويجيب الداعين، ويغفر للمستغفرين إلى أن يطلع الفجر، كما جاء في قول النبي: «إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ ‌هَلْ ‌مِنْ ‌دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ». 
كما أثنى الله على المتعبدين في ذلك الوقت، فقال: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ ‌بِالْأَسْحَارِ﴾، وقال أيضاً: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، «سورة الذاريات: الآية 18»، فدلّ على فضيلة العبادة والاستغفار في هذا الوقت المبارك، وكما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «السُّحُورُ ‌أَكْلَةٌ ‌بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ».

أفعالٌ لا تضر بالصيام:
قال الله سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185». وعن عامر بن ربيعة، رضي الله عنه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم»، (سنن الترمذي، 327). وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم»، (صحيح البخاري 1803).
وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل، ويصوم»، (صحيح البخاري، 1926) ومعنى ذلك أن هناك أمور تشتبه على الصائم ويكثر السؤال عنها، وهي لا تضر الصيام ولا تؤثر على صحته، فالاكتحال والقطرة في العين والأذن والأنف لا تفطر الصائم إلا إذا وجد طعمها في حلقه فعليه القضاء.وأما الحجامة، فإنها لا تفطر الصائم، سواء احتجم هو أو حجم غيره، ويدخل في حكم الحجامة سحب الدم أثناء الصيام، فإنه لا يفطر.وكذلك الصائم إذا دخل إلى حلقه غبار الطريق أو الدقيق، وكذلك كل ما لا يمكن الاحتراز عنه أو ابتلع ريقه أو بلغمه أو استعمل السواك أو فرشاة الأسنان أو خرج منه القيء بغير إرادته فكل ذلك لا يؤثر على صحة صيامه.وكذلك الصائم إذا شم العطور وكل ما له ريح طيب، فإنه لا يفطر، وينسحب هذا الحكم على الصائم إذا شم البخور بغير تعمد، وأما الإبر التي يأخذها الصائم للعلاج فلا تفسد صومه، بخلاف الإبر المغذية التي تقوم مقام الطعام والشراب فهي مفطرة.
والصائم إذا استحم أو سبح ولم يصل الماء إلى حلقه فصيامه صحيح، وكذلك لو أخر الغسل الواجب لما بعد الفجر فلا حرج عليه وصومه صحيح، ومنها التحاميل التي لا تصل إلى المعدة فهذه لا تفطر الصائم ولا يضر استعمالها في نهار رمضان، ويلحق بذلك بخاخ الربو والحبوب التي توضع تحت اللسان لمرضى القلب فهذه جميعها لا تفطر الصائم.
والإسلام حرص على مراعاة أحوال الناس الضرورية والحاجية، والتيسير والتخفيف ودفع الحرج والمشقة هو مقصد مهم من مقاصد التشريع الإسلامي، كما راعى تقلبات الإنسان النفسية وحاجاته المختلفة أثناء الصيام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السحور رمضان شهر رمضان الصيام الصائم إذا ى الله ع

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "اللغة العربية وهوية الأمة الإسلامية".

وقال العواري، لقد شرفت اللغة العربية بنزول القرآن بها، فنالت العربية شرف المُنزَل بها، وأكرم الله أمة العرب بأن جعل معجزة النبي الخاتم بلسانها وهو شرف ما بعده شرف، وتكريم ما بعده تكريم، لذلك فاللغة العربية هوية الأمة، فلقد بيَّن ذلك النبي للأمة داعياً إياها إلى التمسك بكتاب ربها الذي أنزله بلسانها، فقوة الأمة في التمسك بهذا الكتاب والحفاظ على لغتها وعدم التهاون فيها تعليماً وتعلماً، ومذاكرةً ومدارسةً ونشراً لها، فلغة القرآن ثرية بمفرداتها ومعانيها، فعلينا التمسك بهذا الشرف وإلا فالعواقب وخيمة.

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أهمية الحفاظ على اللغة والقرآن الكريم، لأنه تمسك بحبل الله المتين، الذي يحقق استقرارا للمجتمعات، وسلامة في الهوية وبقاءً للأوطان، لأن الأعداء يعملون جاهدين على محو هذه الثوابت وطمس ملامح هذه الهوية حتى تصبح الأمة لقمة مستساغة ينقض عليها الأعداء، فيستولوا على أوطانها ومقدراتها، وعندها لا ينفع الندم، مبينًا أن تعلم اللغات الأخرى على حساب هويتنا المتمثلة في اللغة العربية، يعد تغريبًا للأجيال وطمس لهويتنا الراسخة، لأنه بضياع اللغة العربية سيضيع معها كل شيء.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن هذا الشرف العظيم الذي منحها الحق سبحانه وتعالى إياه، يحفظ على الأمة كرامتها وسيادتها وعزتها، الشرف الذي رقى بها، فصارت بالقرآن الذي نزل بلُغتها قائدة للأمم وأهلا للحضارة، أفلم يعوا ما ذكرهم به ربهم في القرآن حيث يقول: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، تعبير بالعظمة، فالمنزل عظيم، والقرآن الذي نزل عظيم، فنالت العربية هذا الشرف ونالته الأمة أيضاً، كتاب فيه شرفكم وعزكم، وسيادتكم وتقدمكم، وعوامل بقائكم، أفلا تعقلون؟. 

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن اللغة العربية هي لسان وليست عرقا أو جنسا، بها فتحت آفاق رحبة وأبواب فسيحة لكل الأعراق والأجناس ممن طبقوا الإسلام ديناً، فأصبحت العربية لسان من يتكلم بها. فكل من يتقن لسانها فهو عربي، فنجد العباقرة من العلماء مثل سيبويه والجرجاني والزمخشري وغيرهم من العجم الذين صاروا بإتقان اللسان عرباً، فلغة القرآن لغة الأمة وليست بلغة جنس فقط، أكرمها الله بكتاب انصهرت فيه جميع الأجناس والأعراق، وصارت أمة الإسلام بهذا اللسان وهذا الكتاب، أمة واحدة يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

وفي ختام الخطبة دعا عضو مجمع البحوث الإسلامية الأمة العربية إلى أن تفيق من غفلتها وأن تتمسك بهويتها المتمثلة في القرآن الكريم ولغتها العربية، وأن تعي ما فيه من الدروس والعبر، يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهها من كل جانب، محذرًا من تراجع وظيفة القرآن في مجتمعاتنا وإهمال منزلته، والتشبث بالقشور وعدم ترك مساحة للعقل ليمعن النظر والتأمل الصادق، حتى يحقق للأمة الخيرية التي أرادها الله لها، خير أمة أخرجت للناس.

مقالات مشابهة

  • أحفاد الرسول الثمانية.. تعرف على جانب من مواقف النبي معهم
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • دعاء النبي في صلاة الوتر .. 22 كلمة داوم عليها كل ليلة بعد العشاء
  • وصايا النبي.. قوة ( قول هو الله أحد) وأثرها في وقت الشدائد
  • مذاهب العلماء في أركان الصيام.. الإفتاء توضح
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • أذكار بعد العشاء يوم الجمعة.. 13 دعاء أوصى به النبي ردده الآن
  • فضل الصلاة على النبي .. وأفضل صيغة لقضاء الحوائج في دقائق.. الشعراوي يحددها
  • 6 مواقف بكى فيها النبي محمد .. وسبب بكائه على أُمَّتِهِ
  • خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها