الخارجية السودانية تعلن استعادة مباني الإذاعة والتلفزيون من ميليشيات "الدعم السريع"
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن استعادة مباني الإذاعة والتلفزيون القوميين من قبضة ميليشيات الدعم السريع المتمردة، وهذا يعتبر تأكيدًا جديدًا على فشل مخطط قضاء الدولة السودانية وتدمير ممسكات الوحدة الوطنية. وأكدت الوزارة أن الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون تمثل ذاكرة الأمة ورمزًا لوجدانها الجماعي وثقافتها الوطنية.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيانها الصادر اليوم أن استعادة مباني الإذاعة والتلفزيون تأتي في إطار استعادة عدد من المباني ذات الرمزية الوطنية والتاريخية والثقافية، التي كانت قد حولتها القوات المتمردة إلى ثكنات عسكرية لشن هجماتها على المدنيين ومؤسسات الدولة.
وأشار البيان إلى أن هذه المباني تشمل بيوت الزعماء التاريخيين مثل إسماعيل الأزهري والزعيم السياسي الأسبق صادق المهدي، بالإضافة إلى استادي فريقي الهلال والمريخ ومبنى رئاسة محافظة أمدرمان التاريخي وجامعة الأحفاد للبنات، وعددًا من المستشفيات والمدارس والجامعات الأخرى.
أشارت وزارة الخارجية السودانية إلى أن احتلال المليشيات للمرافق المدنية والمؤسسات والدور السكنية يُعتبر من أكبر انتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويتنافى مع مبادئ الإنسانية والقوانين الدولية التي تحمي الأعيان المدنية من الهجمات العسكرية، كما يُعتبر تجاوزًا واضحًا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع في 11 مايو 2023.
وأكدت الخارجية السودانية أن عملية تحرير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون جسدت المهنية والالتزام بالقانون الدولي الإنساني من قبل القوات المسلحة السودانية، وتحقيقًا لواجبها الوطني في حماية المؤسسات الدولية وتحرير المباني المختطفة. وأكدت الوزارة أن القوات المسلحة اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح المدنية والممتلكات العامة والخاصة، ومنحت الفرصة للمتمردين للاستسلام أو الانسحاب قبل التدخل العسكري، لكن رفض المتمردون هذه الفرصة واستمروا في الخراب والتدمير، مما استدعى تدخل القوات المسلحة لتحرير المباني بالقوة.
وأخيرًا، أكدت الخارجية السودانية أن تصرفات المتمردين تظهر طبيعتها الإجرامية وتعتبر حربًا ضد المواطنين والدولة والمؤسسات الوطنية، وتقف وراءها أجندات تستهدف استهداف السلم والاستقرار في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزارة الخارجية السودانية الدعم السريع الخارجیة السودانیة
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
زهير عثمان
تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.
التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.
وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.
zuhair.osman@aol.com