هذه روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
صاحب الطوفان الذي أثاره صناديد كتائب عز الدين القسام منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مشاهد حية تصف النضال الصادق وتفضح دموية الاحتلال، حتى حان الوقت لسرد رواية هذا الطوفان ككلمة حق في وجه السطوة العالمية الجائرة! ففي الحادي والعشرين من يناير، نشر المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً رسمياً يضع فيه نقاطا ضخمة على حروف سيكتبها التاريخ، عن حقيقة ما جرى، وأسبابه، وسياقه المتصل بالقضية الفلسطينية، مع دحض الادعاءات الصهيونية.
يرتكز بيان (هذه روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟) على خمسة محاور. ففي الأول (لماذا معركة طوفان الأقصى؟) يروي أسباباً أولها تاريخي يعود إلى 105 أعوام من احتلال فلسطين، كان للاستعمار البريطاني نصيب من 30 عاما، بينما جاء 75 عاما من نصيب الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى تهجير 57% من أهلها والاستيلاء على 77% من أراضيهم، مع ارتكاب مجازر وتدمير للقرى تمهيداً للاستيطان الصهيوني عام 1948. وتأتي المنهجية في ممارسة القهر ومصادرة حقوق سكان القطاع كسبب آخر للطوفان، فضلاً عن سياسة الفصل العنصري وتحويل غزة إلى «أكبر سجن مفتوح في العالم». أما استمرار العدوان الهمجي على المدنيين مقابل التجاهل الأمريكي وحلفائه، فضلاً عن توفير الغطاء اللازم لحماية الكيان المحتل، فهو سبب مضاف، يُضاف إليه التعجرف الإسرائيلي ضد التقارير الدولية التي توثّق انتهاكاته، و»تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية» عن طريق مضاعفة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية خلافاً لمسار التسوية السلمية في اتفاقية أوسلو. لذا، يثور طوفان الأقصى لسد خطط تهويد المقدسات والاستيطان في الضفة الغربية وفرض السيادة على القدس، ولإطلاق سراح الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وللمبادرة في تحقيق أمل 7 ملايين فلسطيني في العودة.
ثم ينتقل البيان للمحور الثاني (أحداث 7 أكتوبر والرد على ادعاءات وأكاذيب الاحتلال) ليؤكد على أن عمليات طوفان الأقصى منذ البدء لم تستهدف سوى المواقع العسكرية الإسرائيلية، بهدف أسر الجنود كخطة للمقايضة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وقد تم ذلك بالفعل خلال الهدنة الإنسانية. وقد حرص مقاتلو القسام على عدم استهداف المدنيين الإسرائيليين، وذلك كمبدأ لا تحيد عنه حماس منذ تأسيسها عام 1987، مع التأكيد على انتفاء القصد في حال تم ذلك. وقد قصد البيان التذكير بمذبحة الحرم الابراهيمي حيث أطلقت حماس حينها «مبادرة تقضي بأن يتم تجنيب المدنيين ويلات القتال من قبل كل الأطراف»، والتي ضربت بها إسرائيل عرض الحائط. أما ما روجه الإعلام الإسرائيلي من استهداف حماس للمدنيين مع بث بعض المشاهد، فقد أكد البيان مقتلهم بسلاح الجيش الإسرائيلي نتيجة ارتباكه ورعونته بل ولمهانة الشعب الإسرائيلي لديه مقابل تحقيق أهدافه، وهو الأمر الذي أكدته صحيفتا (هآآرت ويديعوت أحرونوت) فيما بعد. كما أن عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي لا بد أن يأتي مضاعفاً ما دام يؤمن بفكرة «الشعب المسلح» ويسلح رعاياه في سن الثامنة عشرة، وهو ما جعله «جيش له دولة» لا «دولة لها جيش». ينتقل البيان بعد ذلك إلى المحور الثالث (نحو تحقيق دولي نزيه)، ليؤكد أنه رغم انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن التعنت الإسرائيلي -يسانده الانحياز الدولي- يرفض مطالبات التحقيق في جرائمه. لذا يدعو البيان الدول العظمى -أمريكا وبريطانيا وكندا- إعلان دعم مسار التحقيق في المحكمة، ويدعو فريق التحقيق لزيارة فلسطين المحتلة عاجلاً لمعاينة تلك الجرائم. والبيان إذ يستحضر الأمثلة التاريخية في النضال ضد الاستعمار والفصل العنصري، يؤكد أنه «بمقدار ما كان هناك اضطهاد من قبل المحتل، فإن ذلك كان يستجلب رداً ومقاومة أكثر قوة من قبل الشعب الخاضع للاحتلال، وإن استمرار هذا الاحتلال يمثل تهديداً لأمن العالم واستقراره». أما في المحور الرابع (تذكير للعالم من هي حماس)، فيذكّر البيان بأن حماس «حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تنبذ التطرف وتؤمن بقيم الحق والعدل والحرية».
وهي إذ تؤمن بالحرية الدينية، تؤكد على أن صراعها مع الكيان المحتل لم يكن يوماً قائماً على اضطهاد اليهود أو اليهودية، بل إن التاريخ يشهد على رفض الفلسطينيين للجرائم النازية ضده. كما أن حماس كحركة مقاومة مشروعة الأهداف، فهي «تستمد شرعيتها في مقاومة الاحتلال ومن حق شعبها الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وفي السعي للتحرر وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال والعودة إلى وطنه». ينتهي البيان بالمحور الخامس (ما هو المطلوب؟) ليطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، ثم معاقبة إسرائيل دولياً وتكبيدها خسائر الحرب، ومطالبة القوى العظمى بالكف عن توفير الغطاء السياسي للكيان باعتباره «دولة فوق القانون»، مع تفعيل دعم العالم الحر للقضية الفلسطينية، ومواصلة النضال عربياً وإسلامياً وعالمياً حتى إنهاء الاحتلال بشكل تام.
ولعل أصدق ختام لهذا البيان، الدعاء لمد طوفان الأقصى بالاستمرار في الاندفاع، حتى لا يذر على أرض فلسطين من الصهاينة ديّارا.
مها الغيث – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى برمضان
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت، الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة والرباط والاعتكاف، وذلك مع تزايد تضييقات الاحتلال لتقييد وصول المصلين في المسجد خلال شهر رمضان.
وقالت الحركة في بيان بمناسبة حلول الشهر الفضيل، "ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة والقدس والداخل المحتل إلى حشدّ كلّ الطاقات في هذا الشهر عبر شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى والرّباط والاعتكاف فيه".
وأضافت الحركة "لتكن أيام رمضان ولياليه المباركة طاعة ورباطا ومقاومة للعدو وقطعان مستوطنيه، وذودا وحماية للقدس والأقصى حتى تحريرهما من دنس الاحتلال".
كما طالبت حماس الفلسطينيين في كافة المناطق حول العالم بإطلاق أوسع المبادرات والفعاليات التضامنية مع أهلهم في قطاع غزة والضفة والقدس.
وكانت حماس دانت -الثلاثاء الماضي- اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ودعت إلى التصدي لكل محاولات "تدنيسه وفرض السيطرة عليه".
أدانت حركة حـ.ـماس -أمس الثلاثاء- اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ودعت إلى شد الرحال إليه والتصدي لكل محاولات "تدنيسه" و"فرض السيطرة عليه".
وقالت الحركة -في بيان- "ندين بأشد العبارات ما أوصت به شرطة الاحتلال ومخططاتها لتقييد وصول المصلين… pic.twitter.com/2CmqgI0k91
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 26, 2025
إعلان
ومساء أمس الجمعة، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن سلطات الاحتلال فرضت طوقا أمنيا مشددا على القدس، بزعم أن ذلك لأغراض أمنية، بينما الهدف الحقيقي هو تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
وخلال شهر رمضان في كل عام تفرض إسرائيل إجراءات للتضييق على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، في القدس الشرقية المحتلة.
ويعتبر الفلسطينيون تلك التضييقات ضمن إجراءات إسرائيل المكثفة لتهويد القدس والسيطرة عليها، بما فيها المسجد الأقصى، في ظل تسارع الاستيطان والتهجير، بموازاة تصعيد عسكري في الضفة الغربية وفي أعقاب حرب إبادة على قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس، قال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس إن قوات الاحتلال وضعت "الحواجز والسواتر الحديدية في الطرقات المؤدية إلى الأقصى وعلى أبوابه".
كما حذرت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان.
وأضافت اللجنة في بيان أن "إعلان الاحتلال مضاعفة إجراءاته القمعية خلال شهر رمضان، وتحديد أعداد المصلين وقرارات الإبعاد، هدفه إفراغ المسجد الأقصى، وعزله عن محيطه الفلسطيني والاستفراد به، لاستكمال مشروعه التهويدي لمدينة القدس ومقدساتها".
وفي وقت سابق أمس، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن الشرطة تعتزم نشر قوات إضافية في القدس، خاصة في محيط المسجد الأقصى، مع بداية شهر رمضان.
وقدرت القناة زيادة أعداد عناصر الشرطة بنحو ألفين، مشيرة إلى أن الانتشار الأمني المكثف سيكون في أماكن واسعة بمدينة القدس ومداخلها ومخارجها وعلى مفترقات كثيرة حولها.
ليلة الأول من رمضان..
قوات الاحتلال تنصب الحواجز والسواتر الحديدية في الشوارع المؤدية للمسجد الأقصى.#فلسطين pic.twitter.com/b9ia46AGan
— palgraph (@palestine_graph) February 28, 2025
إعلانوالأحد الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الشرطة وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى استعدادا لشهر رمضان، وتعتزم نشر 3 آلاف شرطي يوميا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس وصولا إلى المسجد الأقصى.
وتأتي هذه التعزيزات الأمنية بعد أن قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وسط تقارير عن أنها لن تسمح لأكثر من 10 آلاف من فلسطينيي الضفة بالوصول إليه خلال أيام الجمعة من رمضان.