كيف كشف بدر الدين الجمالي نوايا حسن الصباح؟.. نهاية غير متوقعة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
سكنوا الجبال ونشروا الرعب في نفوس العالم، واتخذوا من قلعة ألموت حصنًا لهم، وعلى أرضها تأسست واحدة من أقوى الإمبراطوريات التي سجلها التاريخ، وعرفت باسم طائفة الحشاشين، التي أسسها حسن الصباح، وكان ينوي لمخططات كبيرة، كشف عنها بدر الدين الجمالي، وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله.
وحدث صدام بين حسن الصباح وبدر الدين الجمالي، عندما وجه «الصباح» سؤالًا إلى «المستنصر» الخليفة في ذلك الوقت، عن الشخص المناسب لتولي الإمامة من بعده، في حالة مبايعته بذلك، مما أغضب «الجمالي»، الذي كان يلقب بوزير السيف والقلم، وعلى وعي كبير بما يدور في ذهن مؤسس طائفة الحشاشين، واعتبر سؤاله إشارة إلى شيء أبعد، يدور حول السياسية وليس حركة الدعوة، لذا كان مؤيدًا لأخيه الأصغر أحمد المستعلي كخليفة لـ«المستنصر»، بحسب كتاب «حركة الحشاشين»، للدكتور محمد عثمان الخشب.
رفض «الجمالي» «نزار» خليفة «المستنصر» في الإمامة، بسبب موقف حدث بينهما، إذ كان راكبًا فرسه، ودخل به إلى دهليز القصر من باب الذهب، وكان المكان مظلمًا، وفي الوقت ذاته خرج «نزار» ولم يره «الجمالي» واستمر في طريقه، ليسمع صوتًا عاليًا يناديه، قائلًا: «انزل يا أرمني كلب عن الفرس، ما أقل أدبك»، وفي هذه اللحظة، نشأت بذرة الحقد والكره في قلبه تجاه «نزار»، لذا يفضل ولاية «المستعلي» بدلًا منه.
ناصر حسن الصباح تعيين «نزار»، للإمامة بعد «المستنصر»، ولم يوافق «الجمالي» في قرارة نفسه، ليس لكرهه له، بل لأنه يرى ما سيحدث في المستقبل من تدخلهم في السياسة، برغم أنهم أصحاب الدعوة، فما علاقة السياسة بالدين؟ فاتضح لهم ما يخططون له، لذا أمر بنفي «الصباح» من مصر إلى المغرب.
يشار إلى أن مسلسل الحشاشين من أهم الأعمال التاريخية، ويسلط الضوء على حسن الصباح، الذي أسس أخطر طائفة على الأرض، ويعرض خلال السباق الرمضاني لعام 2024، وكانت البداية قوية جدًا، إذ استعرض بعض لقطات من حياة حسن الصباح، وهو في الصغر، ويدور المسلسل حول الطائفة التي أرعبت العالم، في شمال بلاد فارس.
مسلسل الحشاشين من بطولة الفنان كريم عبد العزيز، ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين، أبرزهم أحمد عيد، إسلام جمال، نيقولا معوض، فتحي عبد الوهاب، ميرنا نور الدين، محمد رضوان، والعمل الدرامي من تأليف عبد الرحيم كمال، إخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين طائفة الحشاشين حسن الصباح حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: صناعة المجاز
الكتابة جِهاز، كما يقول النّاقد العالمي الكبير «رولان بارت»، أحد أهم علماء النّقد والأدب اللّامعين في أواخر العِقد الماضي، والكتابة الأدبية وبهذا التوصيف بذلٌ وتكلّف، أنتج لاحقاً ذلك الجَمال الأدبي، الذي يتلقفه القرّاء، دون أن يَفطنوا لتلك المكابدة، ولذلك الاستعصاء الذي عانَى منه كثيراً الكاتب، شاعراً كان أم ناثراً، هذا إذا ما علمنا أن من الأدباء أنفسهم من يرفض هذا الرأي المُجحف للكتابة الأدبية، ويحتفظ بسرّها لنفسه، فبعض هؤلاء وببساطة يربطون المقدرة الاستثنائية في الكتابة الإبداعية بقدرة الكاتب الفردية، وبمهارته الفطرية الخاصة، وبتلك الموهبة التي حُرِمَ منها الآخرون، بيد أن الإمعان في كيفية إنتاج الإبداع الأدبي، يدحض ذلك الرأي، ويُظهر لنا أنّ ثمة مراحل مرّ بها هذا الإبداع بصرف النّظر عن النّوع الأدبي المنشور، فلغة الأدب ولكيلا تكون طبيعية، يلزمها الكثير من التّحسين والقولبة وإعادة الرّصف، فهي -أي لغة الأدب- لغة صناعية بطبيعة الحال، وهي لغة مبتكرة وليست طبيعية يومية، إذ أساسها مفردات من اللّغة الطبيعية كم هي ألفاظها أيضاً، غير أن الأديب قام بابتداع دلالاتٍ غير عادية أو قُل مجازية، حينَ قارب بين تلك الألفاظ والكلمات ذات الدلالة الأحادية، فربطها بذلك الرابط المجازي السحري، فأوجد علاقات معنوية على سبيل المثال بين النّافذة بوصفها دال والحنين بوصفه مدلول، وبين الباب والغياب، ليتجلّى في النّص وبعد هذه المرحلة الأولية من الربط غير المنطقي مستويان من المعنى: أحدهما ظاهر والآخر خفي.
إلا أن الأدهى والأمرّ في الموضوع هو أن المَعنى الخَفي هذا محكومٌ بفهم المتلقي أو القارئ وبطريقته في التأويل، فقد تتوالد معانٍ عديدة عند القارئ، معانٍ لم يقلها الأديب، ولم يُشر إليها أيضاً نصّه الأدبي، إذ عملية التأويل والقراءة هذه تحكمها اعتباراتٌ مرجعية خاصة بثقافة المتلقي نفسه وبسياق التلقي، الذي يأخذ القرّاء إلى معانٍ ليست في النّص، لكنها حاضرة وقت القراءة وقد يكون (ترند) الأسبوع ذا أثرٍ على عملية القراءة والتلقي برمّتها، فقد يحيل كل معاني النصوص القديمة المستخرجة ويؤولها لصالحه عند قراءة النص من الجديد، وهو ما يعني أن الكتابة الأدبية صناعة للمجاز، وأن المعاني قد تظهر في أي وقت، لكن العسير في الأمر هو كيف يطوّع هذا المجاز.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية