بشرى للأشخاص العصبيين.. غضبك أصبح ميزة| خطوات عملية لاحتوائه وتحويله إلى الكثير من الإيجابيات
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
إذا كنت تشعر في كثير من الأحيان بالغضب وكأنك تغلي، فأنت لست وحدك، ففي الواقع، اعترف 23% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في استطلاع أجرته مؤسسة غالوب بأنهم يشعرون بالغضب الشديد في عام 2022، وهذا أمر منطقي نظرًا لوجود الكثير من الضغوط التي تثير الغضب، وعلى الرغم من أن الغضب أمر شائع، إلا أن الكثير منا لديه علاقة متضاربة معه، فكثيرًا ما يقال لنا أن التعبير عن غضبنا يجعلنا "متهورين" أو يعني أن لدينا "مشاكل"، فقد تعلمنا أن نشعر بالسوء تجاه غضبنا، ولكن اطمئن، فالغضب ليس عيبًا في الشخصية، بل في الواقع، له غرض بيولوجي.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية NPR، فإن هناك خطوات عملية للتعامل مع مشاعر الغضب التي نتشاركها كما تظهر الأبحاث ، فإن فهم غضبك وما يحاول إخبارك به يمكن أن يساعدك على معالجته بطرق صحية واستخدام غضبك بشكل بناء، وهنا نرصد تلك الخطوات التي خلصت لها الأبحاث الأمريكية، وجاء تفاصيلها بتقرير ذات الصحيفة.
افهم غرض غضبك
عندما تكون غاضبًا، فمن المحتمل أنك تعلم أن الأفعال المدفوعة بالغضب غير المدروس وغير المدروس يمكن أن تلحق الضرر، ولكن العاطفة في حد ذاتها ليست عدونا عندما يتم توجيهها بحكمة، والغضب هو برنامج بيولوجي ليس فقط قابلاً للتكيف ولكنه ضروري للبقاء على قيد الحياة، وفي الواقع، وظيفة الغضب هي حمايتنا، ولكن هناك نوعان من الغضب: الغضب الأساسي والدفاعي، والغضب الأساسي هو رد فعل على انتهاك محسوس، وهذا هو السبب في أن التهديدات بالعنف الجسدي والاعتداءات الشخصية والشعور بالظلم يمكن أن تثيرها، وبدونها، لن نكون قادرين على التحدث عندما يدلي شخص ما بملاحظة عنصرية أو نضع حدودًا عندما يكون زميلنا في العمل فظًا.
في المقابل، الغضب الدفاعي هو قصة غلاف، حيث يعمل هذا النوع من الغضب على حمايتنا من تجربة مشاعر أخرى، وعلى سبيل المثال، لقد عملنا مع المرضى الذين استخدموا الغضب لإخفاء خجلهم، أو خوفهم من الموت، أو حزنهم، أو رعبهم من أن أحد أحبائهم قد يتخلى عنهم.
آليات لاحتواء الغضب
وفقا لما قاله الخبراء المتخصصون، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإنه بمجرد أن نكون قادرين على الاعتراف بالغضب، يمكننا العمل على إطلاق شحنته حتى يعود نظامنا العصبي إلى حالة راحة أكثر هدوءًا. إن تسمية الغضب ومعالجته سيقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، والتي غالبًا ما تكون نتيجة للمشاعر المحجوبة والمدفونة، ويتيح لك التعامل مع غضبك بحيث يتم التعبير عنه بطرق بناءة.
لذلك فإن هناك 4 خطوات للتحقق من صحة الغضب الأساسي وإطلاقه، فعندما يجعل شيء ما دمك يغلي، حاول ألا تحكم على نفسك، وبدلًا من ذلك، تعامل مع نفسك بموقف من الفضول والتعاطف وجرب الأشياء التالية:
الخطوة 1: احترم غضبك بتسميته
إن تجاهل مشاعرنا يجعلها تصرخ بصوت أعلى وتخرج جانبًا، لكن إفساح المجال للغضب يمكن أن يساعدنا في تجربته حتى نشعر بالهدوء، فعلى سبيل المثال، يعبر الكثيرون عن الغضب بطرق لا تعد ولا تحصى، وقد يعلنون غضبهم أو يعتذرون عنه. في بعض الأحيان، يعبرون عن ذلك بشكل غير لفظي عن طريق قطع الاتصال البصري أو تقطيب الحاجب.
لذلك، إذا كنت منزعجًا بسبب وجود الكثير من الصراعات في العالم، أو غاضبًا لأنه يجب عليك قضاء عطلة ربيع أخرى مع أهل زوجك، فحاول تسمية مشاعرك بالقول بصوت عالٍ أو لنفسك: "أنا غاضب!" وانظر كيف تشعر، وتظهر الأبحاث أن إعطاء اللغة لتجربتنا الداخلية يساعد في تنظيم الجهاز العصبي ويمكن أن يعزز الشعور بالهدوء والتوازن.
الخطوة الثانية: استشعره جسديًا
إحدى طرق التواصل مع هذه المشاعر هي أن تصبح "محققًا للغضب" وأن تحدد مكان ظهوره في جسدك، وربما ترتفع درجة حرارتك، أو يكون هناك توتر في قلبك، أو تشعر بدافع للصراخ أو الركل، ففي المرة القادمة التي تشعر فيها بالغضب، حاول أن تفحص جسدك ببطء من الرأس إلى أخمص القدمين، ولاحظ أي أحاسيس تمر بها وحاول إبطائها وتكوين صداقات معها، وشجع نفسك على أن تكون فضوليًا ورحيمًا وأن تبقى مع الأحاسيس وتتنفس.
الخطوة 3: لاحظ دافع الغضب
وبمجرد التعرف على غضبك وتسميته، يمكنك التعامل معه، وعلى سبيل المثال، إذا أدى الغضب إلى قبضتي اليد، اسأل نفسك هذا السؤال: "إذا كانت قبضتي تستطيعان التحدث، فماذا ستقولان أو تفعلان؟"، وفي كثير من الأحيان، يجيب البعض على هذا السؤال بالقول: "أريد أن أضرب الشخص الذي آذاني؟" أو "أود أن أضربهم على وجوههم!"، وعلى الرغم من أن هذا يبدو غريبًا، إلا أنه ليس هناك ما يدعو للخجل، كما أنه لا يجعلك شخصًا فظيعًا. هذا الدافع هو استجابة بيولوجية، إنها طريقة الغضب في محاولة حمايتك، وهذا ليس خطأك أو تحت سيطرتك الواعية.
الخطوة 4: إطلاق الغضب الأساسي عبر تصويره
وإذا كنت ذبابة على الحائط في إحدى جلساتنا، فسوف تسمعنا نقول أشياء مثل، "دعونا نحترم ما يريدك غضبك أن تفعله، والآن، هذه ليست بعض الاختراقات النفسية الموجودة على الإنترنت، فذلك يعتمد التدخل على العلم، مما يؤكد أنه يمكنك استخدام خيالك للمساعدة في التحرك عبر عواطفك والشفاء، وإليك كيفية تجربتها نوصي بالبدء بموقف يجعلك غاضبًا أو منزعجًا إلى حد ما.
أغمض عينيك وتذكر الشخص أو الموقف الذي يثير غضبك. بعد ذلك، لاحظ أحاسيس الغضب التي تنشأ في جسمك. تنفس بعمق، وحافظ على الأحاسيس. بعد فترة من الوقت، سوف يظهر دافع غضبك نفسه. في كثير من الأحيان، تكون الرغبة في "التحدث عن الحقيقة" أو الانتقام جسديًا. ابق على اتصال بالإحساس الجسدي للدافع، ودع الخيال يتجلى، مثل فيلم، موضحًا ما يريد أن يفعله بالشخص الذي آذاك أو أغضبك. استمر حتى تشعر بأن الغضب يهدأ أو تلاحظ تغيرًا في حالتك العاطفية، وتذكر أن هذه ليست بروفة للعمل، فلن تقوم بلكم أي شخص حقًا! إنها طريقة تساعدك على إطلاق هذه الطاقة حتى لا تؤذيك أو تؤذي الآخرين. إليك مكان لمعرفة المزيد حول هذه العملية.
استغل غضبك جيدًا
وبمجرد أن تتعرف على غضبك وتختبره، يمكنك التفكير بشكل أكثر وضوحًا مرة أخرى للاستفادة منه بشكل جيد، حيث يمكن أن يساعدنا الغضب في وضع الحدود والتأكيد على احتياجاتنا، فعلى سبيل المثال، إذا لم تكن عائلتك تقدم الدعم الكافي في المنزل، فيمكنك أن تطلب منهم مباشرة المزيد من المساعدة، وإذا كان شخص ما يهين آرائك السياسية (أو طبخك)، يمكنك أن تطلب منه بحزم التوقف.
وإذا كنت تشك في أنك تعاني من الغضب الذي لم تتم معالجته منذ طفولتك والذي يؤثر سلبًا على حياتك اليوم، فمن الجيد أن تطلب الدعم، ومع معالج مدرب، يمكن التخلص من الغضب المكبوت بطريقة آمنة، مما يساعدك على الشعور بالتحسن، وعندما نتوقف عن الخوف من غضبنا (حتى عندما نشعر بعدم الارتياح)، فإننا نكون في مكان أفضل للتعامل معه، مثل التمارين البدنية، فهي ممارسة مستمرة، فإن معالجة مشاعرنا واحترامها يحسن علاقاتنا ويساعدنا على عيش حياة أكثر صحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سبیل المثال الکثیر من من الغضب إذا کنت یمکن أن
إقرأ أيضاً:
توزيع ماكينات خياطة على 30 سيدة برعاية القومي لذوي الإعاقة
شهدت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة توزيع ماكينات خياطة على 60 سيدة ضمنهم 30 سيدة من ذوات الإعاقة السمعية، من قبل وزارة الداخلية ممثلة في قطاع حقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة، جاء ذلك بحضور اللواء منال عاطف مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الانسان، والأستاذة ليلى سالم عضو المجلس القومي للمرأة.
وأكدت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن هذه المبادرة الإنسانية الرائدة التي تأتي في إطار توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الإهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على دمجهم وتمكينهم في المجتمع تجسد معاني التكاتف المجتمعي، وتدعم حقوق الإنسان في أبهى صورها، موجهة الشكر لوزارة الداخلية ممثلة في قطاع حقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة على هذه المبادرة.
أوضحت "كريم" في بيان صحفي صادر عن المجلس، أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا عمليًا يدل على أن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تعمل على ترجمة الالتزامات الدستورية والقانونية إلى واقع ملموس، وتؤكد أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة هو أولوية وطنية، واستحقاق أساسي لتحقيق مجتمع عادل وشامل للجميع، لافته أن التمكين الاقتصادي للمرأة ذات الإعاقة ليس حديثًا عن فئة صغيرة أو معزولة، بل هو حديث عن طاقة بشرية كبيرة، قادرة على الإنتاج والإبداع إذا ما أُتيحت لها الفرصة المناسبة.
وأشارت إلى أن مشاركتها تأتي في إطار دور المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التمكين الإقتصادي، الذي يؤمن إيمانًا راسخًا أن التمكين الاقتصادي هو المدخل الحقيقي لتحقيق الاستقلالية، والحياة الكريمة، والمشاركة الفاعلة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، فالاعتماد على النفس، وإتاحة فرص العمل والإنتاج، لا تساهم فقط في تحسين مستوى معيشة الأفراد وأسرهم، بل تعزز أيضاً ثقتهم بأنفسهم، وتُكرّس مفاهيم المساواة وعدم التمييز.
تابعت أن دستور عام 2014 المصري نص بوضوح على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل، وضرورة تهيئة الظروف التي تمكنهم من ممارسة هذا الحق، كما أكدت الاستراتيجية حقوق الإنسان الوطنية التي أطلقتها مصر عام 2021 على ضرورة دعم وتمكين هذه الفئة في كافة المجالات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي، لافته أن المرأة المصرية كانت دومًا رمزًا للصمود والريادة، فاليوم نحتفل بنماذج مشرفة من نساء مصر من ذوات الإعاقة، اللواتي قررن أن يكنّ عناصر فاعلة ومنتجة، رغم كل التحديات.
استطردت "المشرف العام على المجلس" أن الماكينات التي تم توزيعها ليست مجرد معدات، بل هي بداية لمشروعات صغيرة قد تنمو وتكبر، وتتحول إلى قصص نجاح تلهم غيرها من النساء والفتيات في كل أنحاء مصر، مؤكدة أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة سيواصل جهوده، بالشراكة مع كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، لتقديم الدعم الفني والتدريب والتأهيل اللازم لهؤلاء السيدات، وكذلك متابعة مشاريعهن لضمان استدامتها ونموها.
أكدت الدكتورة إيمان كريم على ضرورة تعزيز مبادرات التمويل متناهية الصغر، وتوسيع برامج التدريب المهني والتقني، وإتاحة المزيد من الفرص للمرأة ذات الإعاقة في جميع القطاعات الاقتصادية، من أجل بناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافًا، بشكل يثبت للعالم أن الإعاقة لا تلغي القدرة، ولا تحد من الأحلام، بل قد تكون دافعاً أقوى لتحقيق النجاح والتميز.
إطار إعداد المجلس للاستراتيجية الوطنية للإعاقة (2025-2030) بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء والوزارات والمؤسسات والجهات المختلفة، والمجتمع المدني لتحقيق التكامل في الأهداف، وبناء رؤية واضحة، تمكن الدولة المصرية من تطبيق برامج واقعية ملموسة ذات أثر واضح في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.