الجديد برس:

أظهرت التطوّرات الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، عملية التدرّج التي تعتمدها قوات صنعاء البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. إذ تمكّنت أولاً من تثبيت معادلة الحصار على الكيان الإسرائيلي، مقابل حصاره على قطاع غزة.

وبعد إفشالها كل المحاولات الأميركية والبريطانية لفكّ الحصار عن الكيان، عمدت إلى رفع سقف معركتها البحرية بين مدّة وأخرى، فاتّجهت نحو معاقبة حماة إسرائيل، ومنعت مرور السفن التجارية الأميركية والبريطانية، وتمكّنت من استهداف عدد كبير منها، ما أدى إلى تضرّر سلاسل الإمداد في الأسواق البريطانية والأميركية.

ثم بعد تثبيت تلك المعادلة أيضاً، أفشلت صنعاء مساعي التمويه الأميركية، وتغلّبت على محاولات تغيير بيانات السفن التجارية الأميركية والبريطانية ووجهاتها، ثم رفعت سقف أهدافها، إلى استهداف البوارج والمدمّرات الأجنبية.

وتمضي «أنصار الله» على هذا النحو بشكل مدروس، يؤكد أنّ الهجمات التي تنفّذها بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية ضد سفن ومدمّرات عسكرية أميركية، هي عمل محدّد الأهداف، يمهّد للعمليات الكبرى التي تستعدّ الحركة لاحتمال تنفيذها، والتي قد تصل إلى تفجير تلك البوارج وإحراقها أو إغراقها.

وأثارت نوعية السلاح المُستخدم من قبل قوات صنعاء في العمليات الهجومية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية الأسبوع الماضي، عدة تساؤلات حول اكتفاء تلك القوات حتى الآن بشن هجمات بواسطة طائرات مسيّرة، فيما هي تمتلك صواريخ بحرية فائقة السرعة تستطيع الوصول إلى الهدف في أقل من 75 ثانية، فضلاً عن الصواريخ البحرية الدقيقة التي لم تُستخدم بعد في المعركة البحرية، وفي حال استخدامها ضد بوارج ومدمرات أميركية قد يتغيّر واقع المواجهة في البحر الأحمر.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر في العاصمة، لـ«الأخبار»، إن ما يحدث حتى الآن هو عمليات ذات طابع هجومي، ترصد عبرها قوات صنعاء الثغرات الكبيرة التي تعاني منها المدمرات والبوارج الأجنبية.

وفي أعقاب عملية السبت الماضي، والتي استُخدمت فيها 37 طائرة مسيّرة، بدأ الحديث عن نقاط ضعف في تلك القطع البحرية. وفي السياق، يقول مصدر عسكري مطلع، لـ«الأخبار»، إن القوات البحرية اليمنية اكتشفت، بعد الهجمات الأخيرة، ثغرات كبيرة في حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور»، ونقاط ضعف أخرى تعاني منها البوارج الأميركية.

الهجمات الحالية عملٌ مدروس محدّد الأهداف، ويمهّد للعمليات الكبرى التي قد تصل إلى تفجير البوارج وإحراقها أو إغراقها

ولفت إلى أن إحدى أهم النقاط التي تم اكتشافها ويصعب علاجها، تكمن في نظام المضادات الجوية لحاملات الطائرات الأميركية، والذي يتوقّف عن العمل بشكل كلّي لحظة مغادرة المقاتلات أو هبوطها.

وفي هذا الوقت، يمكن قصف حاملة الطائرات الأميركية والبوارج من دون الخوف من المضادات الجوية. وكان مراقبون قد أكدوا أن استخدام العشرات من الطائرات المسيّرة ضد البوارج والمدمرات الأميركية في البحر الأحمر، تسبّب في إرباك كبير لها في أكثر من عملية اشتباك، فضلاً عن أنه أثبت محدودية القدرات الدفاعية لدى تلك القطع العسكرية الأميركية.

أما تكلفة العمليات التي تنفذها قوات صنعاء، فتعدّ الأقل في تاريخ الحروب، فيما يعكس التكتيك العسكري المتقدّم في الهجوم وانتقاء الأهداف في أحد أهم الخطوط الملاحية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، قدرات استخباراتية متطوّرة، وهذا ما أكدته سلسلة العمليات العسكرية التي نفّذتها «أنصار الله» خلال الأشهر الماضية.

من جهتها، تؤكد مصادر ملاحية، لـ«الأخبار»، أنّ كلّ محاولات التمويه الأميركية والبريطانية والإسرائيلية، فشلت في تحقيق أي اختراق على مدى الأشهر الماضية، مضيفةً أن صنعاء تمكّنت من إفشال عدد من محاولات التحايل الأميركية، وآخرها قيام سفن أميركية برفع عبارة «لا علاقة لنا بإسرائيل»، كما جرى مع السفينة «PROPEL FORTUNE» الأميركية التي استُهدفت السبت، من قبل قوات صنعاء البحرية، في خليجِ عدن، بعدد من الصواريخِ البحرية المناسبة.

وسبق لواشنطن أن حاولت تغيير بيانات عدد من السفن خلال الشهرين الماضيين، إذ ادّعت بعضها أنها صينية، إلا أن «أنصار الله» أحبطت المحاولة عبر التواصل مع بكين للتأكد من صحة تلك الادّعاءات.

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأمیرکیة والبریطانیة فی البحر الأحمر قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

جوجل تحذف تعهدها بعدم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للأسلحة

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية والسياسية، أزالت شركة جوجل تعهدها السابق بعدم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية، وخاصة في مجال الأسلحة.

ويأتي هذا التغيير وسط تصاعد الاهتمام العالمي بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الدفاعية، ومع سعي الحكومات والشركات الكبرى لتعزيز قدراتها التكنولوجية في هذا المجال.

صدمة لأندرويد.. جوجل تكشف عن حملة ضخمة لمنع ملايين التطبيقات الضارةجوجل تضيف علامات مائية خفية إلى صور AI.. تفاصيللمنافسة جوجل.. OpenAI تطلق ميزة البحث عبر الإنترنت بدون حسابوداعا للروابط الزرقاء.. جوجل تطلق تغييرات جذرية لمحرك البحثتحول استراتيجي في سياسات جوجل

كان موقف جوجل تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية واضحًا منذ عام 2018، عندما تعهدت الشركة بعدم تطوير تقنيات يمكن استخدامها في الأسلحة، وذلك بعد احتجاجات داخلية من موظفيها على مشروع Maven، الذي كان يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطائرات المسيرة لصالح وزارة الدفاع الأمريكية.

ووفقًا لتقارير حديثة، أزالت جوجل- بهدوء- هذا التعهد من سياساتها، مما يفتح الباب أمام احتمالية انخراطها مجددًا في مشاريع عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

لماذا هذا التغيير الآن؟

هناك عدة عوامل قد تكون وراء هذا التحول في موقف جوجل، أبرزها:

السباق التكنولوجي العالمي: مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، تسعى الحكومات الغربية إلى تعزيز شراكاتها مع كبرى شركات التكنولوجيا لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة للأغراض الدفاعية.ضغط المنافسة مع مايكروسوفت وأمازون: تمتلك مايكروسوفت وأمازون عقودًا ضخمة مع وزارة الدفاع الأمريكية، وتعملان على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي للجيش، مما قد يكون دفع جوجل إلى مراجعة موقفها.التوسع في قطاع الدفاع والأمن السيبراني: الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في الأمن السيبراني والاستخبارات العسكرية، وهو سوق ضخم قد ترغب جوجل في الاستفادة منه.ردود الفعل والانتقادات

لم يمر هذا التغيير دون ردود فعل غاضبة، حيث أعرب العديد من الناشطين في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي عن قلقهم من أن تسهم جوجل في تطوير تقنيات يمكن استخدامها في النزاعات المسلحة. 

كما أن بعض موظفي الشركة قد يعيدون إحياء موجة الاحتجاجات التي اندلعت سابقًا بسبب مشروع Maven.

ما التالي لجوجل؟

رغم عدم وجود إعلان رسمي عن مشاريع عسكرية جديدة، فإن حذف التعهد يشير إلى أن جوجل لم تعد تستبعد العمل في هذا المجال. 

ومع تصاعد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي العسكري عالميًا، قد يكون هذا القرار جزءًا من إعادة تموضع استراتيجي للشركة في سوق التكنولوجيا الدفاعية.

مقالات مشابهة

  • القوات البحرية الملكية السعودية تشارك في تمرين "أمان" بباكستان
  • إعلان أمريكي رسمي بمغادرة حاملة الطائرات “ترومان” منطقة البحر الأحمر
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • جوجل تحذف تعهدها بعدم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للأسلحة
  • أزمة احتجاز شاحنات الوقود في شبوة تدخل يومها الـ 27 وسط تفاقم المعاناة 
  • تحذير من احتمال التصعيد في الضفة بسبب خطة ترامب
  • بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟
  • بسبب عمليات صنعاء البحرية.. خسائر إسرائيل تتجاوز الـ”40 مليار” دولار
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • قائد في البحرية الامريكية: اسطولنا يحتاج لدمج التكنولوجيا التي يستخدمها “الحوثيون”