«البراجيل» تستقبل رمضان بمجسم مسجد مضيء.. 30 سنة محبة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أهالى القرية: أملنا ندخل موسوعة جينيس لأنه أصبح من العلامات التى تميز المنطقة.. و«أبوسريع»: ورثناها عن أجدادنا.. والناس بتيجى من برة المنطقة علشان تتصور جنبه
مجسم خشبى كبير لمسجد مضىء، طوله نحو 7 أمتار وعرضه 5 أمتار، يعتليه مجموعة من شباب قرية البراجيل التابعة لمحافظة الجيزة، يتسابقون لوضعه فى المكان المخصّص له بعدما انتهوا من تجهيزه، كإحدى أهم أدوات زينة رمضان، حيث اعتاد الأهالى على مدار أكثر من 30 عاماً، على صُنع هذا المجسم كل عام، يستقبلون الشهر الكريم به وبالتقاط الصور التذكارية إلى جواره، فضلاً عن ترديد الابتهالات الدينية وإقامة حلقات الذكر، فى مشهد يجسّد قيم المحبة والتعاون والتكافل بين الأهالى.
نحو 15 يوماً يستغرقها صُنع مجسّم المسجد المضىء، يجمع أهالى المنطقة ثمنه من المنازل ويقوم المهندس محمود شلبى، أحد أبناء القرية بتصميم الماكيت الخاص به متطوعاً، بينما يتولى الصنايعية «الجدعان» تنفيذ التصميم بكل دقة، ليقوم الكهربائية أيضاً بتركيب اللمبات الكهربائية المضيئة، حسب محمود أبوسريع: «فكرة الاحتفال بمجسم المسجد ورثناها عن أجدادنا، وليها قصة إن الخالة جليلة ناجى، إحدى سيدات القرية، كانت بتعيط على فانوس وهى صغيرة، وعم سيف عادل عمله ليها بكل حب، وقتها الأهالى أعجبوا بيه، وبدأوا يطلبوا منه ينفذ المجسم اللى على شكل مسجد وفانوس، ومن هنا بدأت فكرة إنه يبقى تقليد سنوى للمنطقة».
«كل سنة لازم تشوفوا فى البراجيل اللى عمركم ما هتشوفوه فى حتة تانية»، عبارة قالها «أبوسريع»، معبّراً عن محبة وتعاون أهل البلد، مؤكداً أن الجميع يتعاون من أجل إنجاز هذا المجسّم الذى أصبح علامة من علامات القرية: «الناس بتيجى من برة المنطقة علشان تتصور جنبه، لأن ألوانه متناسقة ولمباته مضيئة بشكل مش بيؤذى البصر، لكن بيدخل البهجة والسكينة والطمأنينة على قلب وعين كل من يراه، وبنبقى فرحانين إننا عندنا طقوس خاصة بينا، كل الأسر بتتجمّع وتتصور وتسمع الابتهالات والأنشودات وحلقات الذكر، وكل سنة ومصر كلها إيد واحدة وفرحانة».
اختيار الإضاءة لم يكن سهلاً على محمد عوبد، كهربائى المنطقة، بل يحرص على ألا تكون مؤذية للعين، وأن تكون متناسقة ومناسبة للجو الروحانى الخاص بشهر رمضان الكريم: «اختيار الإضاءة لازم يناسب الجو الروحانى بتاع رمضان، وده اللى باحاول كل سنة أعمله، وربنا ما يقطعها عادة للأهالى، الكل بيبقى فرحان وبيشارك وبنضرب مثل فى الإنسانية والوحدة الوطنية والمحبة من 30 سنة».
قبل وضع مجسّم المسجد المضىء فى المكان المخصّص له، يسير به الأهالى فى شوارع المنطقة، ليعلم الجميع أنه جرى الانتهاء من طقوس رمضان، حسب محمد عكش: «لازم نسير بيه فى الشوارع الأول، نحتفل بقدوم رمضان ونعرّف الناس إن المجسم وصل، وبعد كده بيتم وضعه فى مكان مخصّص الكل عارفه وطول شهر رمضان بيبقى موجود، وبتُقام بجانبه الأمسيات الدينية وفرق الإنشاد، علشان نفرّح الناس».
مجسّم المسجد المضىء لم يكن فقط زينة رمضان وطقساً من طقوس أهالى البراجيل، بل تحول إلى مصدر رزق للكثير من الباعة الجائلين، حسب الشاب عماد محمد: «المجسم بقى مصدر رزق لكتير من الناس، بيقفوا يبيعوا حلويات ومشروبات وكنافة وقطايف وألعاب أطفال وكل الحاجات الخاصة برمضان، يعنى زينة وفرحة وبهجة ومصدر رزق، العائلات بتتجمع وتقضى ساعات حلوة مليانة روحانيات».
تغيّرت ملامح مجسم المسجد المضىء الذى يصنعه أهالى البراجيل، هذا العام، تماشياً مع الأحداث الجارية التى تشهدها غزة، فزين اسم فلسطين وعلمها منتصف المسجد، وفق الشاب محمد أحمد، الشهير بـ«العكش»: «كنا حريصين على إجراء تغييرات على المجسم السنة دى، وكان لازم نحط اسم فلسطين وعلمها تضامناً مع أهالينا فى غزة، علشان نقول لهم انتو فى قلوبنا وحاضرين فى ذاكرتنا، وكمان علشان كل اللى يشوف المجسم يفتكر يدعى لأهالينا بالنصر».
60 ألف جنيه، هى تكلفة إنشاء مجسم المسجد المضىء بالبراجيل هذا العام، جمعها الأهالى من بعضهم البعض بهدف إدخال السرور على قلوبهم والتزاماً منهم بالتقليد السنوى المستمر منذ أكثر من 30 عاماً، حسب «محمد»: «التكلفة السنة دى كانت كبيرة، نظراً لارتفاع أسعار الخامات، طبعاً بنستخدم الخشب وبنجيب ألوان، وكمان لازم نصنع المئذنة من الصاج، زى ما بيحصل، إلى جانب استخدام اللمبات المضيئة وأدوات الزينة علشان يخرج المجسم بالشكل اللى يليق بطقسنا السنوى الخاص بينا كأهالى المنطقة».
قبل حلول شهر رمضان بنحو 3 أشهر، يحرص مجموعة من الشباب المتطوع، بينهم سيف عادل، وهو أول من اخترع الفكرة قبل أكثر من 30 عاماً، على المرور على المنازل لجمع التبرّعات من الأهالى لإنشاء مجسم المسجد المضىء، على أن يتم تدوين أسماء الأهالى وبجانبها ما دفعوه من الأموال: «بنلف على البيوت علشان نجمع تكلفة إنشاء المجسم قبل رمضان بـ3 شهور، والناس كلها بتبقى عارفة، وبنجيب مهندس وصنايعية وكهربائى من أهل المنطقة، هما اللى بيتولوا تصميمه فى إحدى الورش أو شركات البلد، المهم الكل بيشارك وبيكون فرحان بده، خلاص الناس اتعودت وعرفت الميعاد ومحدش بيتأخر».
يطمح أهل القرية فى أن يستمر التقليد السنوى الذى تتوارثه الأجيال وتنفذه بمحبة وتسامح، فضلاً عن أملهم فى أن يدخلوا يوماً ما موسوعة جينيس بأكبر مجسم مسجد مضىء: «فى يوم من الأيام هندخل موسوعة جينيس بأكبر مجسم مسجد مضىء، لأنه أصبح من العلامات التى تميز المنطقة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فانوس رمضان البراجيل
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية ووزير الأوقاف يفتتحان مسجد البحر الصغير بقرية البجلات بتكلفة 20 مليون جنيه
افتتح اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، والدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، مسجد تنمية المجتمع "المسجد الصغير" بقرية البجلات مركز منية النصر بتكلفة بلغت 20 مليون جنيه.
حضر الافتتاح الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، واللواء محمد صلاح أبو كريشة السكرتير العام للمحافظة، والنائب سيد سمير عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، والدكتور صفوت نظير وكيل وزارة الأوقاف، والدكتور إيهاب منصور معاون المحافظ، و محمد الدسوقي رئيس مركز منية النصر، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والقيادات التنفيذية والأمنية.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمسجد 1200 متر، تشمل صحن المسجد الذى تبلغ مساحته 700 متر، ومبنى ملحق مساحته 150 متر، مكون من بدروم وثلاثة أدوار تضم، دورات المياه، وأماكن الوضوء، ومصلى للسيدات، وقاعة لتحفيظ القرآن، وتم بناء المسجد والملحق بالمشاركة المجتمعية وبإشراف وزارة الأوقاف، وباقى المساحة تشمل مداخل المسجد الثلاثة.
وأدى محافظ الدقهلية صلاة الجمعة بالمسجد عقب افتتاحه، وثمن جهود المشاركة المجتمعية والمجتمع المدنى بالدقهلية الذى يعد شريكا أساسيا في عملية البناء والتنمية التى تشهدها المحافظة، وفى مقدمتها بناء المساجد والمدارس وتطوير المستشفيات وتطوير الميادين وغيرها من القطاعات الخدمية المختلفة، وأشاد بجهود وزارة الأوقاف فى نشر تعاليم الدين الوسطى وصحيح الدين ومجابهة التشدد والتطرف ومنع وصول الأفكار المتطرفة إلى عقول الشباب وجهودها فى بناء وتطوير المساجد.
من جهته أعرب وزير الأوقاف عن تقديره وامتنانه وسعادته لإفتتاح المسجد ووجوده بين أبناء الدقهلية، موجها الشكر للمحافظ على حفاوة الإستقبال معربا عن تقديره لجهوده الملموسة فى العمل التنفيذي بالمحافظة.
وأكد أن العمل الخيري والمشاركة المجتمعية من سمات أهالى الدقهلية فهم سباقون فى فعل الخيرات داعيا المولى عز وجل أن ينعم علينا بمزيد من الرخاء والإزدهار.
وألقى الشيخ الدكتور أحمد شرف خطبة الجمعة، تحدث فيها عن فضل البذل والعطاء والإنفاق فى سبيل الله، والتعاون على البر والتقوى والسعى فى فعل الخير، وأشار إلى أننا يجب علينا التوحد صفا واحدا لبناء الوطن داعيا المولى عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها وأن يوفق قيادتها السياسية فى استكمال مسيرة البناء التى بدأها، والتى وضعت مصر على الطريق الصحيح وأخذت مكانتها المعهودة بين الأمم.