اقتصاد الإمارات|موانئ دبي تطلق شبكة عالمية للشحن
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
افتتحت مجموعة موانئ دبي العالمية، أحدث مكاتبها ضمن سلسلة تشمل أكثر من 100 مكتب للشحن حول العالم، ي إطار توسعة كبيرة تهدف إلى دعم جهود متعامليها الهادفة إلى التغلب على تعقيدات التجارة العالمية.
وأفادت مجموعة موانئ دبي العالمية بأنها شرعت في هذه المبادرة العالمية سعياً لتعزيز التزامها تجاه متعامليها، استجابةً للاضطرابات المتزايدة في حركة التجارة العالمية، والتي تتمثل في التغير المناخي، والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية.
ويعمل في هذه المكاتب ألف موظف، إلى جانب فريق مجموعة موانئ دبي العالمية الذي يضمّ أكثر من 108100 موظف، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد بشكل كبير خلال الشهور الـ 12 المقبلة، لدعم ما يزيد على 10% من إجمالي حركة التجارة العالمية سنوياً.
وتشير أبحاث مجلة "إيكونوميست إمباكت"، إلى أن الشركات الآن تركز أولوياتها على الاستراتيجيات الفعّالة الهادفة لتعزيز المرونة في سلاسل التوريد الخاصة بها، في ظلّ الاضطرابات التي تشهدها حركة التجارة العالمية، حيث أثبت نموذج الشحن التقليدي للأصول، والذي ينقل البضائع عبر أطراف ثالثة، أنه عرضة للتعطّل في نقاط التفتيش الرئيسية، وقد تكون له تأثيرات غير مباشرة على خطط التخزين والتنفيذ لدى الشركات ومتعامليها.
ووفق البيان الصحفي الصادر اليوم عن المجموعة، ففي إطار سعي الشركات إلى زيادة سيطرتها على سلاسل التوريد الخاصة بها، يأتي توسع موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد" في وقت حاسم لقطاع الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد العالمية، ومع توسيع عروضها في مجال شحن البضائع، وسط التركيز على الشحن الجوي والبحري، ستقوم موانئ دبي العالمية باستخدام مجموعة أدواتها من الخدمات والقدرات التي تشمل، الموانئ والمحطات والمستودعات والشاحنات وخدمات السكك الحديدية والشحن، لزيادة التحكم والمرونة، مدعومة بالتكنولوجيا القوية أيضاً، إلى جانب التعاون في تعزيز الكفاءة مع شركاء متكاملين عبر سلسلة التوريد.
ويعتبر مكتب ميامي أحدث مكاتب موانئ دبي العالمية التي تفتتح أبوابها ضمن هذه الشبكة الشاملة، من الموانئ ومحطات النقل بالشاحنات، والشحن الجوي والبحري والجمارك وخدمات التخزين، والتي تشمل أكثر من 430 وحدة أعمال في 86 دولة.
وقال بيت سايمون، الرئيس التجاري للشؤون اللوجستية للمجموعة في موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد".. " يأتي توسعنا في مجال الشحن استكمالاً لحلول وقدرات سلسلة التوريد الشاملة، ويعدّ هذا النهج الملائم للأصول بمنزلة تغيير كبير في مجال شحن البضائع، والذي يُعزز قدرات القيادة لدى المتعاملين من خلال تمكين الرؤية والتحكم على نطاق أوسع، ومنحهم الثقة اللازمة للتبادل التجاري في السوق العالمية اليوم".
وأضاف " بالتوازي مع جهودنا الهادفة إلى تعزيز حضورنا في قطاع الشحن، نعمل على تأسيس شبكة متكاملة تغطي نسبة تزيد عن 90% من حركة التجارية العالمية، ومع تركيزنا على دعم شبكتنا، نحرص على إنشاء قدرات عالمية تعدّ الأفضل في فئتها من حيث القوة والمرونة".
وتمتد خدمات "دي بي ورلد" في الوقت الحالي لتشمل إدارة الطلبات والمنشأ، والمناولة في الموانئ وإدارة الشحن البحري والجوي، والخدمات في وجهة الشحن مثل الجمارك والنقل والخدمات اللوجستية والتوصيل النهائي والتفكيك وخدمات التخزين الجمركي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من خدمات القيمة المضافة؛ تشمل التمويل التجاري المدمج، والخدمات الخاصة بالسلع الأساسية، ونقل السيارات بالحاويات، ومراكز التوزيع، والنقل المتقدمة وغيرها.
وأشارت المجموعة إلى أن كل ذلك يتحقق عبر نافذة رقمية واحدة مدعومة بمركز خدمات عالمي متكامل يعمل بمبدأ مركزية العمليات الخلفية التي تضم أكثر من 500 متخصص في تكنولوجيا المعلومات، لافتة إلى أن النظام الرقمي يمكن المتعاملين من تتبع بضائعهم مباشرة في الوقت الفعلي، ومن إدارة رحلات الشحن الخاصة بهم بكل سهولة ويسر.
من جانبه، قال ماركو نازاري، نائب الرئيس لشؤون الشحن التجاري في موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد".. " تعتمد خدمة الشحن لدينا على حلولنا التكنولوجية الرقمية الخاصة لتبسيط حركة التجارة العالمية أمام متعاملينا، ومنحهم المزيد من القدرة على التحكّم، وإلى جانب حلولنا الرقمية التي توفر خدمات شحن غير مسبوقة، يعتبر موظفونا الركيزة الأساسية لنجاح المتعاملين، حيث يعمل في فريقنا الآن أكثر من ألف شخص، وهو مستمر في التوسع والنموّ".
وأكدت "دي بي ورلد" أنه التوسع الأخير للمجموعة لا يقتصر على فريقها اللوجستي العالمي الذي يضمّ الآن 45000 موظف، بل يشمل أيضاً الكوادر العالمية العاملة لدى المجموعة، والتي يصل عددها إلى أكثر من 108100 موظف يتوزعون على مجموعة متنوعة من الخدمات اللوجستية التي تشمل الموانئ والمحطات، والخدمات البحرية، والخدمات اللوجستية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: موانئ دبي اقتصاد الامارات اخبار الخليج مال واعمال حرکة التجارة العالمیة موانئ دبی العالمیة دی بی ورلد أکثر من
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. معركة عالمية تعيد تشكيل خارطة القوى السياسية والاقتصادية «جيوبولتيكال فيوتشرز»: النخبة الأمريكية أدركت أن التفوق في الذكاء الاصطناعي سيحدد موازين القوى العالمية مستقبلاً
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصبح الذكاء الاصطناعى ساحة جديدة للتنافس العالمي، لا تقتصر تداعياته على المجال التكنولوجى فحسب، بل تمتد لتطال مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية، فى سباق بين القوى العظمى لفرض الهيمنة فى هذا القطاع الحيوي.
فى يناير الماضي، أطلقت الصين شركتها الناشئة "ديب سيك" كمنافس قوى فى مجال الذكاء الاصطناعي، مجهزة بقدرات عالية وتكاليف تشغيل منخفضة، مما أثار مخاوف فى العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأوضح الباحث رونان وودورث فى تحليل لموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" أن النخب السياسية الأمريكية أدركت أن التفوق فى الذكاء الاصطناعى سيحدد موازين القوى العالمية، مؤكداً أن تأثيره سيمتد إلى كل الجوانب الحياتية.
البنية التحتية.. رهان الاستثمارات
لا يمكن تحقيق التفوق فى هذا المجال دون بنية تحتية عملاقة، تشمل مراكز بيانات متطورة وطاقة هائلة وقدرات حوسبة فائقة، إضافة إلى رأس مال بشرى متميز.
وفى هذا الإطار، خصصت الحكومة الأمريكية مشروع "ستارجيت" بقيمة ٥٠٠ مليار دولار لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بينما ضخت فرنسا استثمارات بقيمة ١١٢ مليار دولار فبراير الماضي، بدعم من كندا والإمارات.
وتتصدر الصين السباق بامتلاكها فائضاً فى مراكز البيانات، مدعومة باستثمارات شركات كبرى مثل "بايت دانس"، ما يعكس تحول الذكاء الاصطناعى إلى سلعة استراتيجية تتطلب موارد مالية وبشرية غير مسبوقة.
امتدت المنافسة بين الدول إلى فرض قيود على تصدير التكنولوجيا الحساسة، حيث فرضت إدارة بايدن قيوداً على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين عام ٢٠٢٢، فى محاولة لإعاقة تطورها التكنولوجي.
ورداً على ذلك، قلصت الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة، التى تسيطر على ٧٠٪ من تعدينها و٩٠٪ من معالجتها، وهى مكونات حيوية لصناعة الرقائق وأشباه الموصلات، مما هدد سلاسل الإمداد الأمريكية.
تايوان.. ورقة ضغط فى الصراع التكنولوجي
ولهذا السبب، يقول الباحث إن واشنطن أدركت اعتمادها على تايوان القوة العظمى فى تصنيع أشباه الموصلات يشكل نقطة ضعف، فسعت لتعزيز الإنتاج المحلى للمعادن النادرة، مستغلة الضمانات الأمنية المقدمة لتايوان لجذب استثمارات جديدة إلى أراضيها، فى خطوة تهدف لتعويض النقص فى سلسلة التوريد.
إعادة تشكيل النظام الجيوسياسى العالمي
بحسب الباحث وودورث، يمكن للذكاء الاصطناعى إعادة رسم خارطة القوى العالمية، التى كانت تاريخياً تعتمد على السيطرة فى البر والبحر والجو، ثم امتدت إلى الفضاء والسيبرانية.
لكن الذكاء الاصطناعى يتميز بقدرته على التأثير فى جميع هذه المجالات، مما يهدد بزعزعة الاستقرار العالمي، وتعميق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، وبروز قوى جديدة قادرة على توظيف هذه التكنولوجيا لتحقيق تفوق عسكرى وسياسي.
تحذيرات من تداعيات اقتصادية واجتماعية
رغم إمكانات الذكاء الاصطناعى فى تحسين سلاسل الإمداد والتنبؤ الاقتصادى ومكافحة الاحتيال، إلا أن مخاطر فقدان الوظائف قد يؤدى إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية إذا لم تُدار بفاعلية.
أن أكبر خطر يهدد البشرية هو الذكاء الاصطناعي، حيث يحل محل مهن كثيرة منها المذيع الروبوت، وبعد سنوات قليلة قد يقوم بإجراء البرامج التلفزيونية مذيع روبوت، وأصبح موجودا ويقدم برامج وحلقات، وهناك مهنة المحامى حيث تم الإعلان عن أول روبوت محامى سيبدأ فى الحصول على قضايا خاصة به فى الشهر القادم”.
الأسلحة السيبرانية وحروب التضليل
برز الذكاء الاصطناعى كأداة خطيرة فى الحروب السياسية، حيث تستخدم تقنياته لإنتاج محتوى مضلل بسرعة هائلة، مما يهدد الاستقرار الداخلى للدول.
كما تعتمد الحكومات على هذه التقنيات لتعزيز المراقبة الجماعية، عبر معالجة كميات هائلة من البيانات لرصد المعارضين وقمع التحركات المناهضة.
تشكل المعركة حول الذكاء الاصطناعى تحدياً وجودياً للدول، يجمع بين التنافس على الموارد التكنولوجية، وإدارة التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ومواجهة التهديدات الأمنية الجديدة.
وفى ظل غياب أطر دولية لتنظيم هذه السباق، يبدو أن العالم مقبل على مرحلة من عدم الاستقرار، حيث تحدد التكنولوجيا مصير الشعوب والدول.