من لوس أنجلوس إلى غزة.. قصة الدبوس الأحمر الذي خطف الأضواء في حفل الأوسكار
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
حظي دبوس أحمر صغير ظهر على ملابس عدد من نجوم هوليود بالاهتمام وخطف الأضواء، محولاً الأنظار من حفل توزيع جوائز الأوسكار -الذي احتضنه مسرح "دولبي" بلوس أنجلوس الأميركية- إلى قضية كبرى تتعلق بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
الدبوس، الذي يحمل شعار "أوقفوا إطلاق النار"، لم يكن مجرد إكسسوار فني، بل كان رسالة سياسية قوية للفت انتباه العالم.
يتميز الدبوس بتصميم بسيط لكنه قوي، حيث يتكون من دائرة حمراء بها يد مفتوحة مخططة بالأسود وقلب برتقالي في وسطها.
ارتدى عدد من الفنانين الدبوس خلال الحفل، منهم مارك رافالو وبيلي آيليش، التي فازت بجائزة أفضل أغنية أصلية. ورغم اعتياد الفنانين استخدام الرموز السياسية والتعبير عن آرائهم في مثل هذه المناسبات فإن الدبوس الأحمر كان له وقع خاص هذه المرة، إذ ألقى الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة بشكل لافت.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4فيلم "كل شيء كل مكان في نفس الوقت" يهيمن على حفل الأوسكار في نسخته الـ95list 2 of 4هل تكون قنبلة أوبنهايمر النووية تميمة حظ كريستوفر نولان في الأوسكار؟list 3 of 4نجمة هوليود سوزان ساراندون: الحديث عن حقيقة ما يجري في غزة قد يفقدك رزقك وأصدقاءكlist 4 of 4قبل أيام من حفل توزيع جوائز الأوسكار.. هذه أبرز الترشيحات والتوقعاتend of listوظهر الكثير من النجوم الآخرين يزينون صدورهم بالدبوس مثل المخرجة آفا دوفيرناي، والممثل ماهرشالا علي، وعارضة الأزياء والممثلة كوانا تشيسينغهورس، وريز أحمد، ويوجين لي يانغ.
كما انضم إليهم الممثل الأميركي ذو الأصول المصرية رامي يوسف، الحائز على جائزة "غولدن غلوب"، وظهر فريق فيلم "تشريح سقطة" (Anatomy of a Fall) الذين ظهروا وهم يرتدون الدبوس.
وتقف حركة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" (Artists4Ceasefire) وراء هذا الرمز، ويشرح موقعها الرسمي هدفها بالقول إنه يكمن في "توحيد الأصوات من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة".
حصلت الحركة على دعم من شخصيات بارزة في عالم الفن مثل برادلي كوبر، وأمريكا فيريرا، وكيت بلانشيت، ودريك، وجنيفر لوبيز، وغيرهم، حيث وقعوا على رسالة مفتوحة تحث الرئيس بايدن على الدعوة إلى وقف العنف.
وكما طالب الفنانون بوقف إطلاق النار في غزة من داخل الحفل، شهد الشارع المواجه لمسرح دولبي إغلاقا تاما أمام المرور بعد ازدياد عدد المتظاهرين والمطالبين باتخاذ موقف حاسم لوقف إطلاق النار.
وعبر الممثل الأميركي مارك رافالو عن فرحه بالمظاهرات وذلك أثناء دخوله إلى المسرح مارا بالسجادة الحمراء، بينما كانت تتردد هتافات "فلسطين حرة حرة"، و"أوقفوا إطلاق النار الآن"، و"تحيا فلسطين".
وعلى موقعها الإلكتروني، تقدم مجموعة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" تعريفا ذاتيا بالقول، "نحن مجموعة من الفنانين والمدافعين، توحدنا الرغبة في الاستجابة للأزمة الإنسانية المستمرة في إسرائيل وفلسطين. هدفنا هو استخدام منابرنا الفنية لتعزيز الدعوة العالمية إلى وقف العنف الفوري والدائم، وتأمين عودة جميع الرهائن بسلام، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة. نحن هنا لندافع عن قيم الإنسانية المشتركة ونعمل من أجل مستقبل تسوده الحرية، والعدالة، والكرامة، والسلام للجميع. الصمت ليس خيارًا بالنسبة لنا؛ يجب أن تكون الرحمة هي السائدة".
وفي تصريح لمجلة فانيتي فير، قال الممثل سوان أرلود، بطل فيلم "تشريح سقطة"، لقد "فقدنا الكثير من الأرواح منذ السابع من أكتوبر. يجب أن يتوقف هذا العنف. الأمر يتعلق بإنسانيتنا".
وأضاف "أن تكون محاطًا بالعديد من الفنانين المستعدين لإعلان مواقفهم، يزيد من أهمية الرسالة. الكثيرون يرتدون الدبوس الليلة. نحن هنا ليس لتسليط الضوء على القضية فحسب، بل لنكون صوتًا للإنسانية".
كما عبّر الفنان رامي يوسف في حديث لمجلة "فارايتي" عن رأيه قائلاً، "لا يوجد بديل لوقف العنف؛ الأمر طال أكثر من اللازم. يجب علينا النظر في أنفسنا وأن نكون صادقين في مواقفنا. إذا كانت القيادة تعتقد أن الوقف يجب أن يحدث، فلماذا لم يتم ذلك بعد؟ نحن هنا لنشجع الجميع على التحدث بجرأة".
الدعوةومن خلال موقعها الإلكتروني، توجه مجموعة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" رسالة قوية ومستمرة إلى الرئيس بايدن، تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن التاريخ يسجل مواقف الجميع.
وتنطلق الرسالة من مبدأ التضامن الإنساني، حيث تقول "نحن، كفنانين ومدافعين، وقبل كل شيء كبشر، نشهد بحزن شديد الخسائر الجسيمة في الأرواح والأحداث المأساوية التي تحدث في إسرائيل وفلسطين. نطالبكم، بصفتكم القيادة الأميركية، بالدعوة إلى وقف التصعيد وإطلاق النار في غزة وإسرائيل فورًا لإنقاذ الأرواح".
وتتابع الرسالة موضحة الأعداد المروعة للضحايا، "فأكثر من 31 ألف شخص قُتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأُصيب أكثر من 71 ألفا، وهي أرقام تعبر عن مأساة إنسانية لا يمكن تجاهلها. نؤمن بقدسية كل حياة بغض النظر عن الدين أو العرق، ونستنكر قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتحث الرسالة الإدارة الأميركية والكونغرس وزعماء العالم على التدخل العاجل، "ندعوكم لتكريم كل الأرواح في الأراضي المقدسة وتسريع جهود وقف إطلاق النار – إنهاء القصف في غزة والإفراج الآمن عن الرهائن. يجب أيضًا السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية للسكان، حيث يواجهون نقصًا حادًّا في الغذاء والماء والكهرباء والأدوية".
تُضاف إلى الرسالة تصريحات المتحدث باسم اليونيسيف، جيمس إلدر، الذي وصف الوضع بأنه "بلغ مستويات مميتة"، مع استمرار التقارير عن هجمات جديدة، وتختتم المجموعة بتحذير قوي، "نرفض أن نروي للأجيال القادمة قصة صمتنا وعدم تحركنا. التاريخ يراقبنا، كما يقول مارتن غريفيث من الأمم المتحدة".
ويُسجل الموقع أسماء المؤيدين البارزين لهذه الرسالة، مثل آرون فريزر، وعاصف ماندفي، وآبي جاكوبسون، وآدم لامبرت، وغيرهم، مما يعكس التأييد الواسع لتسريع جهود وقف إطلاق النار في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات أوقفوا إطلاق النار وقف إطلاق النار إطلاق النار فی من أجل وقف فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل 9 وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على غزة
أحمد عاطف (القاهرة وكالات)
أخبار ذات صلةقتل تسعة فلسطينيين على الأقل، بينهم ثلاثة صحفيين محليين، وأصيب آخرون أمس في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وذكر مسؤولون بقطاع الصحة أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة، مع وجود إصابات داخل السيارة وخارجها.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين القتلى ثلاثة صحفيين محليين على الأقل.
وصرح المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع، أمس، بأن إسرائيل قتلت أكثر من 150 فلسطينياً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، بينهم 40 خلال الأسبوعين الماضيين.
وتعليقاً على مقتل الفلسطينيين التسعة، اتهمت حركة حماس إسرائيل في بيان بمحاولة الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، وحثت الوسطاء على إلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه والمضي قدماً في تنفيذ مراحل وقف إطلاق النار وعمليات تبادل الأسرى والتي تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعطيلها.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار في الثاني من مارس، ترفض إسرائيل البدء في المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستتطلب منها التفاوض على إنهاء دائم للحرب.
تزامنت هذه الغارة مع زيارة وفد بارز في «حماس» القاهرة لإجراء المزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع. وأعلنت حركة حماس، أمس، أنها لن تفرج عن رهينة أميركي إسرائيلي وأربعة جثامين لرهائن آخرين إلا إذا قامت إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار القائم في قطاع غزة، واصفة إياه بأنه «اتفاق استثنائي» يهدف إلى إعادة الهدنة إلى المسار مجدداً، مؤكدة أن «الكرة في ملعب إسرائيل» حالياً.
وقال مسؤول بارز في الحركة إن المحادثات التي تأجلت لفترة طويلة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تبدأ يوم الإفراج عن الرهينة، ولا تستمر أكثر من 50 يوماً، مضيفاً أنه يتعين على إسرائيل أيضاً التوقف عن منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا الاستراتيجي على طول حدود غزة مع مصر.
إلى ذلك، كشف مدير عام الإحصاءات الاقتصادية الفلسطينية، محمد قلالوة، عن أن الاقتصاد في غزة يعاني انهياراً كاملاً، حيث تكبدت القطاعات الاقتصادية خسائر تجاوزت 3 مليارات دولار خلال العام الماضي.
وقال قلاولة في تصريح لـ«الاتحاد»، إن التأثيرات الاقتصادية السلبية العميقة التي تعرض لها القطاع، أدت إلى انهيار العديد من القطاعات الحيوية، وفاقمت الأوضاع المعيشية للسكان.
وأضاف أن القيود المفروضة على المعابر أدت إلى توقف أكثر من 80% من المصانع عن العمل كلياً أو جزئياً، بينما يعاني قطاع الإنشاءات من شلل شبه كامل بسبب نقص مواد البناء.
وأشار إلى ارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 50%، وتجاوزت النسبة بين الشباب 70%، وهو ما أدى إلى زيادة معدل الفقر إلى 65% من إجمالي سكان القطاع في ظل غياب أي حلول فاعلة.