ارتفعت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط، مدفوعة بارتفاع تكاليف الوقود والمعيشة، مما عزز المخاوف بشأن استمرار التضخم وتأثيره المحتمل على سياسة سعر الفائدة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفدرالي.

ونقلت وكالة رويترز عن أحدث التقارير الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل ارتفاعا ملحوظا في المؤشرات.

ارتفاع الأسعار

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك (وهو مقياس رئيسي للتضخم) بنسبة 0.4% في فبراير/شباط، بعد زيادة بنسبة 0.3% في يناير/كانون الثاني الماضي.

ولعبت تكاليف الوقود والمعيشة، بما في ذلك الإيجارات، دورا مهما في هذا الارتفاع، حيث شكلت أكثر من 60% من الزيادة الشهرية المسجلة.

وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3.2% في فبراير/شباط، وهو أعلى قليلا من الزيادة البالغة 3.1% في يناير/كانون الثاني.

ورغم الابتعاد عن مستوى الذروة في التضخم في أميركا البالغة 9.1% والتي سُجلت في يونيو/حزيران 2022، فإن وتيرة التضخم استمرت في الأشهر الأخيرة بالصعود.

وتجاوز التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، التوقعات أيضا، مسجلا زيادة بنسبة 0.4% عن يناير/كانون الثاني و3.8% عن العام الماضي.

ويعتبر الاقتصاديون هذا الإجراء حاسما لأنه يعكس اتجاهات التضخم الأساسية بشكل أكثر دقة.

ولوحظت زيادات ملحوظة في أسعار السيارات المستعملة والسفر الجوي والملابس، مما يشير إلى ضغوط أوسع على الإنفاق الاستهلاكي.

تحذير بنك الاحتياطي الفدرالي

وقد عززت الضغوط التضخمية المستمرة الموقف الحذر الذي يتخذه بنك الاحتياطي الفدرالي بشأن تعديلات أسعار الفائدة.

وكان رئيس البنك جيروم باول قد ألمح إلى اقتراب مستويات الثقة المطلوبة لخفض أسعار الفائدة، لكنه شدد على الحاجة إلى تراجع أوسع في الأسعار قبل أي تحولات في السياسة، وفقا لما نقلته بلومبيرغ عنه.

وكانت ردود فعل السوق متباينة، مع التفاؤل الأولي الذي أعقبه التركيز على الأرقام الرئيسية القوية.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة، فيما شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب طفيفة وفقا لبلومبيرغ، مما يعكس حالة عدم اليقين لدى المستثمرين وسط مخاوف التضخم.

باول ألمح مؤخرا إلى اقتراب مستويات الثقة المطلوبة لخفض أسعار الفائد (رويترز)

وعلى الرغم من الضغوط التضخمية، حافظ سوق العمل الأميركي على قوته، مع استمرار ارتفاع الدخل الحقيقي سنويا.

وقالت بلومبيرغ إن نمو الأجور فاق التضخم، مما وفّر بعض الراحة للمستهلكين وسط تصاعد تكاليف المعيشة. وسلطت البيانات الأخيرة الضوء على اتجاهات التوظيف الصحية في فبراير/شباط، على الرغم من الزيادة الهامشية في معدل البطالة، وهو ما قالت عنه الوكالة إنه يشير إلى مرونة سوق العمل وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

ويمثل أحدث تقارير التضخم تحديا معقدا لواضعي السياسات، حيث توازن بين الحاجة إلى معالجة الضغوط التضخمية ودعم النمو الاقتصادي.

ومع توقع إبقاء بنك الاحتياطي الفدرالي على أسعار الفائدة ثابتة، يراقب الاقتصاديون المؤشرات عن كثب للحصول على رؤى حول اتجاهات السياسة المستقبلية. وفي حين أن احتمال خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران المقبل لا يزال مطروحًا على الطاولة، فإن الشكوك المحيطة بديناميكيات التضخم والانتعاش الاقتصادي لا تزال قائمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات بنک الاحتیاطی الفدرالی أسعار الفائدة فبرایر شباط

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات مزدوجة بين خطر الركود وارتفاع معدلات التضخم

أوضح الخبير الاستراتيجي جاد حريري أن السياسة الجمركية التي تعتمدها الإدارة الأمريكية تزيد من الضغوط على البنوك المركزية، حيث يؤدي ارتفاع الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم إلى تفاقم التضخم، مما يصعّب على الفيدرالي الأمريكي التحكم في معدلات الفائدة.

الأنظار تتجه نحو البنوك المركزية.. أسبوع مصيري لأسعار الفائدة عالميًاالذهب والفائدة يدفعان الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر أكتوبر

وخلال مداخلة في برنامج "المراقب" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار حريري إلى التوتر القائم بين الإدارة الأمريكية والبنك الفيدرالي، إذ تحاول الحكومة فرض رسوم جمركية جديدة، بينما يسعى الفيدرالي لكبح التضخم عبر سياسات نقدية صارمة، مما يجعل خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب أمرًا مستبعدًا.

وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي يواجه معضلة بين خطر الركود وارتفاع معدلات التضخم، لافتًا إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي، وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى إعادة النظر في سياسته النقدية مستقبلاً.

وفيما يخص الاقتصاد الروسي، أوضح حريري أن البنك المركزي الروسي يواصل الإبقاء على معدلات فائدة مرتفعة للحد من التضخم، مشيرًا إلى أن العقوبات الغربية تشكل عاملًا رئيسيًا في زعزعة استقرار الاقتصاد الروسي، بينما قد يساعد أي تقدم في المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية في تخفيف الضغوط التضخمية.

أما عن الصين، فذكر أنها تواجه تحديات اقتصادية متزايدة، خصوصًا في قطاع العقارات، إلا أن تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية عليها يظل محدودًا مقارنة بالعوامل الداخلية، مثل تراجع الاستثمارات. وأكد أن بكين تسعى إلى تعويض هذه الخسائر من خلال تعزيز الإنتاج المحلي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

وفيما يتعلق بالمملكة المتحدة، أشار حريري إلى أن بنك إنجلترا قد يجد نفسه مضطرًا إلى تعديل سياسته النقدية استجابة للتباطؤ الاقتصادي، لكنه من غير المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بسرعة مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل قرار الاحتياطي الفيدرالي بتثبت سعر الفائدة
  • الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة
  • الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يبقي أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير
  • الفدرالي الأميركي يتوقع خفض معدل الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في 2025
  • الفيدرالي الأمريكي يثبت سعر الفائدة في نطاق 4.25%-4.50%
  • أسواق العالم تترقب.. اجتماع «الفيدرالي الأمريكي» يُحدد مصير أسعار الفائدة اليوم
  • الجواهري: خفض سعر الفائدة تم في سياق يتسم بتباطؤ ملحوظ في معدل التضخم
  • جي بي مورغان يتوقع خفض الفائدة في مصر.. ومحللون: لتراجع التضخم
  • تباظؤ ملحوظ في معدلات التضخم.. هل يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة؟
  • خبير استراتيجي: الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات مزدوجة بين خطر الركود وارتفاع معدلات التضخم