الحرب على الفساد لا تعرف تمييزاً
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
من رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لا تهاون مع الفساد باستخدام القانون. وهنا وضع الرئيس يده على قضية بالغة الأهمية، فمنذ ثورة 30 يونيو ووضع خريطة الطريق التى تم تنفيذ استحقاقاتها بجدارة فائقة ولا يزال يتم استكمال أجزاء منها، ومن بينها الحرب على الفساد، وكلنا نتحدث عن هذا الأمر الخطير الذى يحتاج إلى مشرط جراح ماهر.
المعروف أن الفساد الذى نخر البلاد على مدار عقود طويلة قبل 30 يونيو لا يمكن الانتهاء منه فى غمضة عين، ولا بين عشية وضحاها، وإنما الأمر يحتاج إلى صبر طويل، فى ظل معرفة أن الفساد هو السبب الرئيسى فى كل المصائب التى يتعرض لها الناس.. ومهما فعلت الدولة من إنجازات لا يمكن أبداً أن تظهر أو يشعر المواطن بها.
الفساد عدو لدود لأية تنمية، ولا يمكن أن تتحقق نتائج إيجابية تعود بالنفع على خلق الله فى ظل وجود فساد، وليست الدولة وحدها المسئولة عن مكافحة هذا السرطان اللعين، إنما الجميع- مواطنين ومسئولين- عليهم دور مهم فى الحرب على كل بؤر الفساد فى كل مكان بالبلاد.. صحيح أن الدولة تقوم بتطهير المواقع، وتعمل بجدية أكثر من رائعة ونتائج أعمالها ظاهرة وواضحة.
الفساد نخر فى كل مناحى الحياة من بلطجة موظفين لا يعملون، وآخرون تحركهم البيروقراطية والروتين، وغيرهم باتت الرشوة منهاجهم وطريقهم، ورقابة معدومة على الأسواق والتجار الجشعين، ومرتشين كثيرين فى كل المواقع، وقليل منهم ما يقع فى يد العدالة.. مظاهر الفساد متنوعة وبأشكال مختلفة، والحكومة بدأت خطوات حقيقية فى الحرب على الفساد دون تراخٍ، ولا تقل عن الحرب على الإرهاب، لأنها لا تقل أهمية، فهى واجبة وضرورية من أجل أن تحقق التنمية أية نتائج إيجابية تنفع الناس.. دون اقتلاع جذور الإرهاب لن يتحقق حلم المصريين فى بناء الدولة الحديثة التى ينتظرها جموع المصريين بفارغ الصبر، ومن المهم ألا نتوانى فى هذه الحرب المقدسة ضد الفساد وأهله، خاصة أن هذه المعركة ستطول رحاها لارتفاع حجم الفساد بشكل يفوق الحدود والتصورات خلال العقود الزمنية الماضية.
والمشروع الوطنى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو حقق نتائج عظيمة فى الحرب على الفساد، ولا يزال يحقق الكثير فى هذا الملف المهم والخطير، وخير دليل على ذلك الضربات الشديدة التى تقوم بها هيئة الرقابة الإدارية وغيرها من الجهات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية. ولا يتم استثناء أحد من هذه الحرب، فالكل سواسية فى هذا الشأن، والدليل سقوط وزراء ومحافظين ومسئولين كبار تبين أنهم فاسدون. فالحرب على الفساد لا تعرف تمييزاً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين ثورة 30 يونيو الحرب على الإرهاب هيئة الرقابة الإدارية وزارة الداخلية الحرب على الفساد
إقرأ أيضاً:
جوزاف عون وتحديات تحديث الدولة اللبنانية والتخلص من الفساد
فرصة الجنرال جوزاف عون ثمينة لتحقيق ما عجز عنه السوابق. فؤاد شهاب جنرال جاء من قيادة الجيش في ظروف حرجة كالتي يعيشها لبنان وبيئته الاستراتيجية فترك بصمه وحقق انجازات نوعية على غير ظروف لحود وسليمان وميشال عون فقد جاؤوا من المؤسسة واخفقوا وابتلعتهم المنظومة وعهودهم فشلت.
جوزاف عون.. عصرنة النظام بين الجنرال جوزاف عون والجنرال شهاب تماثل في الشخصية والتجربة والمشروع والاهم في البيئات فكما اسس شهاب لدور المؤسسة وقادتها في القصر الجمهورية يستطيع عون ان يطلق حقبة نوعية ويؤسس لاستعادة الجمهورية وعصرنة النظام وصك تجربة وعهد مشهود يطبع مستقبل لبنان بطابعه وبانجازاته.
رئيس في زمن الغليان جوزاف عون رئيسا في زمن الغليان وانهيار النظم والجغرافيا واعادة هيكلة الاقليم. ولبنان في زمن انهيار الدولة العتيقة المعطلة والمحشوة بالأزلام والفاسدين. والمنظومة عارية ومفككه واللبنانيين في غالبيتهم الساحقة ينشدون التغير ويراهنون على الجيش والعالم يحتاج الى لبنان معافى ومستقر بلا ناهبين. لبنان بحاجة الى اصلاح جذري والتغير الجوهري نضجت ظروفه ويحتاج الى تغيرين الجيش لا يستطيع الانقلاب والشارع ثار ولم يجد من يقوده الحاجات اللبنانية والعربية والاقليمية والعالمية متوفرة للشروع بإضعاف المنظومة وتحرير البلاد والعباد من سيطرتها ونهبها فرصة الرئيس جوزاف عون ذهبية. جلسة انتخاب الرئيس وغدا الاستشارات وتسمية رئيس الحكومة تقطع بضعف وتفكك المنظومة وخضوعها المذل للإملاءات في دلالة على هامشيتها. الخارج والداخل يتقزز منها ومن رجالاتها والفاعلون الخارجيون تخلوا عنها وعاملوها باحتقار واستصغار. مواد الدستور واضحة ومقدمته تحتاج لمن يفرض تطبيقها ليكون الخلاص. الحاجة للتخلص من منظومة النهب خلاص لبنان من منظومة النهب اللصوصية حاجة حياة وبقاء للبنان الكيان والمجتمع ولتامين اللبنانيين دنت فرص وظروف اقصائها واستعادة الدولة والودائع وعصرنة النظام الذي افلس واستنفذ مشروعياته وامكانات ترميمه. اعمدة نظام المحاصة وادواته انهارت وكوارثه انكشفت. خطاب الرئيس وعد مستحق وظروف تحقيقه وافرة. قالت العرب؛ اذا كنت ذا رأي سديد فكن ذا عزيمة فساد الرأي ان تتردد *كاتب ومحلل سياسي لبناني.