«علمنى الصيد ولا تعطينى كل يوم سمكة»، مثل شعبى لكنه يحمل بين كلماته مبدأ عملياً رائعاً يدعو إلى الحركة والعمل وليس الجلوس فى صفوف الكسالى أو العاطلين فى انتظار العطايا من هنا أو هناك، وهو مبدأ إنسانى أساسه الكرامة، فكما يعيب الشخص أن يعتمد بصورة كلية على غيره فى طعامه ومتطلبات حياته، ويصبح كلاً دائماً على الآخرين، وبالتالى يفقد مع كرامته قراره، كذلك الدول كلما مدت يدها إلى دول أخرى كلما فقدت هيبتها، قرارها، ومن ثم إرادتها فى كل مناحى الحياة، ما يضطرها للخضوع لشروط وإملاءات الدائنين، حتى لو كانت هذه الشروط تتعارض مع مصالحها الوطنية ومصالح شعبها، ولنا فى تجارب الديون مثل واضح على ما أقوله.
وعندما زرت معرض «مصر بتتكلم حرفى» برعاية وزارة التضامن الاجتماعى، وربطت بينه وبين هذا المعرض العظيم «إيدكس 2023» للمنتجات العسكرية الدفاعية والتقنية الوقائية الذى شاركت فيه مصر، ومدى شعورى بالفخر والسعادة مثل كل مصرى يحب بلده، ويحلم بأن يراه أعظم وطن فى العالم، يعيش أهله الرخاء الذى يستحقه بعد صبر السنوات الطوال العجاف، لم أسقط من رصدى أن مصر لديها من الصناعات والمنتجات الأخرى ما تفتخر به بين هذين المعرضين، وتحضنها عشرات المعارض سنوياً، سواء التى تقام على أرض مصر، أو التى تشارك بها فى الخارج دولياً وعالمياً فى مختلف الصناعات والتقنيات لشتى المجالات الاقتصادية.
وتشارك فى هذه المعارض شركات مصرية وطنية رائدة تحاول بكل الإمكانات المتاحة الوصول بهذه المحدثات الصناعية إلى العالمية، ويساعدها فى هذا ريادة مصر لصناعة المعارض فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وسأذكر بعض هذه المعارض على سبيل المثال لا الحصر لأؤكد أن بلدنا تستطيع أن تحقق تنمية اقتصادية وطفرة صناعية ونقلة حضارية، فقط تتوافر الإرادة الوطنية الجادة، يتكاتف رجال المال والأعمال الوطنيين، تقضى الدولة بالرقابة والعقوبات الرادعة على حزمة الفساد المستشرى هنا وهناك، والذى يعرقل انطلاق الصناعات والاستثمار والتسويق، ويقيد الحركة ويعقد طموحات أصحاب رؤوس الأموال، ويجعلهم يفرون إلى دول أكثر مرونة وأكثر فاعلية وتيسيراً فى مجالات الأعمال والصناعة والاستثمار.
وأذكر من هذه المعارض، المعرض الدولى لتجهيزات المطاحن والصوامع ومصانع العلف والمكرونة، الدولى لصناعة السيراميك والرخام والأدوات الصحية للتصدير، معرض التبريد والتكييف، الأثاث والتجهيزات المنزلية، إفريقيا فوود للتصنيع الغذائى والتعبئة والتغليف، الدولى للمصممين والديكور، الطبى الدولى، الدولى للفنادق والمنتجعات السياحية، المعرض العقارى، الدولى للحلول المتكاملة للبناء والتشييد، معرض صناعة تكنولوجيا المعلومات، الدولى للتنمية الصناعية، الدولى للمصاعد والأسانسيرات، الدولى الزراعى، الدولى للأزياء، الدولى لليد والإضاءة، الدولى لصناعة الورق والكرتون والمناديل الصحية، الدولى للطب لصناعة الأدوية، الدولى للأمن والسلامة، الدولى للطباعة، الدولى لملابس الأم والأطفال والبيجامات، معرض تراثنا، المعرض الدولى للإنتاج الداجنى والسمكى والحيوانى، الدولى لماكينات الغزل والنسيج وصناعة الملابس، الدولى للطاقة، المعرض الدولى لقطاع غيار السيارات، الدولى لتجهيزات الفنادق والمنشآت السياحية، معرض النقل الذكى، الدولى الصناعى، الدولى لصناعة المنظفات والكيماويات والمواد الخام.
وأؤكد أن ذكرى لهذه المعارض على سبيل المثال لا الحصر، وكون دولة تشارك بكل ثقة فى كل هذا الكم من المعارض الدولية، فمؤكد أنها تثق فى الكيف، أى فى جودة المنتج الخاص بها وقدرته على المنافسة العالمية، وعلينا أن نعدد المجالات سالفة الذكر، لم تترك مصر مجالاً إلا شاركت فيه من خلال تلك المعارض، إذا ماذا ينقص مصر؟ لتحقق التنمية الصناعية المتكاملة والدائمة بما يعود بالنفع الرفاهية على المواطنين!، وألا يقتصر دور تلك الصناعات على التباهى بها فى المعارض الدولية !، بل تكون جدوى تلك الصناعات ولصيقة بقوة بمصالح المواطنين الاقتصادية ومستويات معيشتهم، ودينامو لتشغيل الأيدى العاملة بما يعالج الفقر والبطالة.
وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: والله نستطيع 2 فكرية أحمد هذه المعارض
إقرأ أيضاً:
«الدورة 56».. انطلاق فعاليات البرنامج الثقافي واليوم الخامس للمعرض يسجل 1٫5 مليون زائر
استمر توافد الجمهور على معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى يومه الخامس، وشهدت أروقة المعرض حالة من النشاط، حيث تجول الرواد بين صالات العرض؛ لاقتناء أحدث الإصدارات، كما انطلقت فعاليات البرنامج الثقافى، بما يتضمنه من ندوات فكرية وفعاليات فنية متنوعة.
وكان معرض القاهرة الدولى للكتاب سجل حضوراً جماهيرياً كبيراً، بلغ 345.219 زائراً، أمس الأول، ليصل بذلك إجمالى عدد الزوار خلال أربعة أيام متتالية، إلى 1.515.365 زائراً، أى ما يزيد على المليون ونصف المليون زائر، منذ تم فتح أبواب المعرض أمام الجمهور، ما يعكس حجم الإقبال الجماهيرى الكبير الذى تحظى به فعاليات هذه الدورة منذ انطلاقها.
وإلى جانب الزوار، يجمع معرض القاهرة الدولى للكتاب ناشرين من مختلف دول العالم بين أروقته، وقال علاء الدين مصطفى، مدير شركة دار الكتاب الحديث بالجزائر: «أعمل فى مهنة النشر منذ 1990، وتحديداً نشر الكتب الجامعية بتخصصاتها المختلفة، وكانت البداية من مصر فى التسعينات، وبعدها سافرت إلى الجزائر واستقررت هناك لأن سوق النشر الجزائرية كانت واعدة فى تلك الفترة، والشعب الجزائرى شغوف بالكتاب، وكنا نتواصل مع العاملين فى المهنة وشجعونى على نقل النشاط إلى هناك، وكان من الطبيعى أن أنقل معى المصريين للعمل فى الجزائر»، لافتاً إلى أن الناشرين فى الجزائر عددهم يتخطى الـ350 ناشراً، فى حين يتجاوز العدد فى مصر ألف ناشر.
وقال «علاء الدين»: «معرض القاهرة الدولى للكتاب بالنسبة للناشر هو القمة، وبوابة الثقافة فى كل الوطن العربى بلا نزاع، كما يمثل فرصة لتجمع الناشرين من مختلف أرجاء الوطن العربى والدول الأجنبية، خاصة مع زيادة أعداد الدول المشاركة هذا العام والتى يصل عددها إلى 80 دولة، كما أن الدورة الحالية هى من أفضل الدورات التى شاركت فيها من حيث عدد الناشرين، والجدية فى العناوين المطروحة، هذا إلى جانب تميز التنظيم والندوات والأبواب المفتوحة لكل الناس»، وأشار إلى أن الفعاليات جيدة وتحظى بمشاركة جيدة، وكان من بينها ندوة عن صناعة النشر، طالب المشاركون فيها بضرورة تعزيز سبل التعاون بين الناشرين فى العالم العربى: «التعاون الثقافى بين العاملين فى المهنة سيكون بداية للتعاون على نطاق أوسع بين البلاد العربية».
ومن تونس، أكد الموزع محمد السلامى، مدير الشركة التونسية للصحافة، زيارة معرض القاهرة الدولى للكتاب لشراء أحدث الكتب وتوزيعها فى تونس الشقيقة، لافتاً إلى أن المعرض فرصة لاقتناء العديد من العناوين، خاصة مع مشاركة عدد ضخم من الناشرين يتجاوز الـ1300 ناشر هذا العام: «أتجول بين الأجنحة؛ للتعرف على المنشورات الجديدة، وأشترى كميات من دور النشر الحكومية مثل دار المعارف، والخاصة مثل المصرية اللبنانية وغيرها من دور النشر العربية والأجنبية».
وأضاف «السلامى» لـ«الوطن»: «أحرص على زيارة معرض القاهرة منذ السبعينات، وفى الماضى كانت الأجنحة من الخيام، والأرضية من التراب والرمال، والمعرض تطور كثيراً، خصوصاً بعد نقله إلى التجمع الخامس، وأطالب بتخصيص يوم للموزعين دون جمهور لاختيار الكتب والتعاقد على شحنها نظراً للإقبال الشديد من الزوار الذى يتسبب فى الزحام».
وعن المجال الذى يقبل عليه القارئ التونسى، أوضح أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء كتب الأطفال، وتتنوع مجالات القراءة بالنسبة للكبار ما بين السياسة والفكر والأدب: «القارئ التونسى يقبل على شراء روايات نجيب محفوظ، أما فى مجال السياسة فقد ارتبط لسنوات طويلة بكتب محمد حسنين هيكل؛ لأنها تحلل السياسات والقضايا التى تشغلنا جميعاً فى العالم العربى».
وضمن برامج وزارة الثقافة بالمشروع المقدم لأبناء المناطق الجديدة الآمنة، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة زيارة إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب لأطفال حى المحروسة، بدأت الجولة بزيارة جناح حلايب وشلاتين فى قاعة 3، حيث استعرض الأطفال المنتجات اليدوية وتعرفوا على تراث المنطقة، مثل عادات قبائل البجا «العبابدة والبشارية»، التى تعتمد حياتها على الرعى والتقاليد المرتبطة بالبيئة، وشرحت د. جيهان حسن للأطفال عادات شرب الجبنة «القهوة التقليدية» وأكلات مثل السلات والعصيدة والجابورى، إضافة إلى عادات الزواج والسبوع.
وتوجه الأطفال إلى جناح وزارة الدفاع، حيث شاهدوا إصدارات الجناح وتفاعلوا مع القادة من اللواءات والضباط، وفى جناح وزارة الداخلية، تابع الأطفال فيلماً عن مكافحة الجريمة، وتعرفوا على قضايا مثل جرائم الإنترنت والابتزاز الإلكترونى، بالإضافة إلى جهود مباحث الإنترنت فى حماية المواطنين من سرقة الحسابات البنكية والمحافظ الإلكترونية، وفى جناح وزارة البيئة، شارك فريق العمل الأطفال فى ألعاب تعليمية حول التشجير والكوارث الطبيعية، وأهداف التنمية المستدامة الـ17، كما شهدت الجولة زيارة جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، واختتمت الجولة بزيارة جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة للاطلاع على القصص والمجلات، مع تحميل تطبيق «توت»، المخصص للأطفال، كما استمتع الأطفال بعروض فنية مميزة على مسرحى «بلازا 1 و2».