الصيام يُربى ملكة التقوى الواقية من ارتكاب الجرائم ويسمو بالصائم عن الحيوانية إلى الجانب الملكى.
وقد بين الله سبحانه وتعالى - فى كتابه الكريم أن علة الصيام تحصيل التقوى وهى ملكة المراقبة لله عز وجل, وإن شئت فقل الضمير الحى أو الوازع الدينى، قال الله تعالى فى بداية الحديث عن آيات الصيام «يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ» وتدل كلمة التقوى فى اللغة على معنى: حفظ الشىء مما يؤذيه ويضره، وجَعل النفس فى وقاية مما يُخاف وفى الشرع: حفظ النفس عما يُؤثم، وذلك بترك المحظور، وبعض المباحات.
والتقوى - فوق ما فيها من اتقاء غضب الله وعقابه كما فى معناها فى اللغة - هى تكون الضمير الإسلامى اليقظ, الذى يقوم بحماية صاحبه من الانحراف والزلل فى سره وفى علنه، وفى خلوته وحين يكون مع الناس، وفيما لا يستطيع الناس أن يطلعوا عليه وفيما يستطيعون، وهذا الضمير وحده هو الذى يعصم من الانحراف فعلة الصيام تكون هذا الضمير الحى المانع من الانحراف وارتكاب المخالفات وذلك أن التقوى تعنى الجهاز الرقابى لدى الانسان، الذى يقفه أمام حدود الله، فلا يقربها فى المنهيات، ولا يتعداها فى الأوامر، وهذا الجهاز أشبه بإشارة المرور الحمراء التى تنبه الانسان إذا ما أراد أن يخترق الحواجز ويرتكب المخالفات.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حامل أختام الملك!
كان يا ما كان فى سالف العصر والأوان.. كان لدى الملوك وظيفة مهمة جداً، وهى وظيفة «حامل الأختام»، ويُعتبر هذا الشخص من أخلص الرجال لدى الملك ويثق فيه ثقة عمياء، لأنه يختم على الأوامر الملكية بختم الملك الذى يعلمه جميع العاملين فى جميع الدواوين فيقومون بتنفيذها فوراً. وربما كثيراً منهم لم ير الملك فى حياته ولكنه يعلم الختم. من هنا أصبح هذا الشخص من ذوى الوظائف العُليا القريبة جداً من الملك، ومحل احترام وتقدير من الجميع، ولكن مع الوقت أصبح اللقب مجرد اصطلاح يُطلق على هؤلاء الذين يُدافعون عن كل القرارات الصادرة من السُلطة التنفيذية حتى لو كانت خطأ، وينشرون عن أنفسهم أنهم من المقربين من السُلطة، وأنهم داخل مطبخ صُنع القرار، وأن المسئولين يبيحون له بكل أسرار الدولة، والرجل الذى يحمل هذه الصفة يُذيع هذه الأسرار للعامة على قنوات التواصل المباشرة من قنوات تليفزيونية أو «بوستات» إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، معتقداً أن السُلطة غبية، ولكنها تستخدمه كبلونة اختبار، يُقاس بها رد فعل الناس على بعض الأشياء التى يمكن أن تكون محل غضب منهم، والرجل يقوم بدوره معتقداً أنه حامل الأختام، ولمَ لا وهو الذى حصل على ما لم يحصل عليه زملاؤه الذين أتوا معه، وأصبح صاحب قصور وفيلات وخلافه.
لم نقصد أحداً!