الصيام يُربى ملكة التقوى الواقية من ارتكاب الجرائم ويسمو بالصائم عن الحيوانية إلى الجانب الملكى.
وقد بين الله سبحانه وتعالى - فى كتابه الكريم أن علة الصيام تحصيل التقوى وهى ملكة المراقبة لله عز وجل, وإن شئت فقل الضمير الحى أو الوازع الدينى، قال الله تعالى فى بداية الحديث عن آيات الصيام «يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ» وتدل كلمة التقوى فى اللغة على معنى: حفظ الشىء مما يؤذيه ويضره، وجَعل النفس فى وقاية مما يُخاف وفى الشرع: حفظ النفس عما يُؤثم، وذلك بترك المحظور، وبعض المباحات.
والتقوى - فوق ما فيها من اتقاء غضب الله وعقابه كما فى معناها فى اللغة - هى تكون الضمير الإسلامى اليقظ, الذى يقوم بحماية صاحبه من الانحراف والزلل فى سره وفى علنه، وفى خلوته وحين يكون مع الناس، وفيما لا يستطيع الناس أن يطلعوا عليه وفيما يستطيعون، وهذا الضمير وحده هو الذى يعصم من الانحراف فعلة الصيام تكون هذا الضمير الحى المانع من الانحراف وارتكاب المخالفات وذلك أن التقوى تعنى الجهاز الرقابى لدى الانسان، الذى يقفه أمام حدود الله، فلا يقربها فى المنهيات، ولا يتعداها فى الأوامر، وهذا الجهاز أشبه بإشارة المرور الحمراء التى تنبه الانسان إذا ما أراد أن يخترق الحواجز ويرتكب المخالفات.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الظلم ظُلمات
كُلنا يُدرك معنى الظلم، وهو وضع الشئ فى غير محله، ويطلق على الظلم غياب العدالة وغياب الأخلاق، وعلى الاعتداء على أموال الناس سواء كانت خاصة أو عامة، فالظلم عمل تعسفى أو إهمال متعمد أو غير متعمد، كله ظلم واعتداء على حق من حقوق الناس، والخطأ غير المتعمد يصل إلى مستوى الظلم العمدى بمجرد غياب الرغبة فى تصحيحه، ويعتبر توقيع أى عقوبة كانت من غير سند من أكبر أبواب الظلم، بل استخفاف بالقانون، من ثم يكون الظلم هو المضاد للعدالة، لذلك وببساطة يكون ناجمًا عن إتخاذ القرار من صاحب سلطة اتخاذه فيعتدى هذا الرجل على الحق ويأخذ الباطل، فيدخل الظلم إلى ظلمات الشخص صاحب القرار فيغيب عنه البصر والبصيرة، ولا يرى غير الظلم مثله مثل الذى يغوص فى أعماق البحار التى يتعتم فيها الرؤية تمامًا، ويستمر فى تلك الظلمات، والناس تعلم هذا الظلم البين الذى لا يختلف عليه شخصين، ويكتفى الكثير منا بالتعاطف مع المظلوم وهو يشاهد الظالم يقتل يوميًا الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ ويحرمهم من الطعام ولا يتعاطف معهم غير هؤلاء الذين اعتادوا على مشاهدة الظلم، وقد لا يكون التعاطف سيئ على الإطلاق، إلا أنه قد يكون سيئًا فى مواجهة الأخلاق والجبن، من هنا يكون قبول الظلم.. ظلمات.
لم نقصد أحدًا!!