يحكى الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الحاصل على جائزة النيل فى الآداب، وجائزة كتارا، ونجيب محفوظ فى الرواية أن والده كان رجلًا متدينًا لكنه فى مسألة الصيام لم يكن يضغط عليهم وهم أطفال يصومون، لذا فإن أول مرة صام رمضان كان وعمره اثنى عشر عامًا.

ويشير «عبد المجيد» إلى أنه حتى فى هذه السن فإن والده كان يقول له إذا جعت: كل.

فالدين يُسر ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

ويتذكر هذه الحكاية فيقول: فى مرة جاء رمضان فى الصيف، وزارتنا جدتى من الأرياف محملة بالبط والأوز والفطير المشلتت جاهزًا للأكل. وفى هذا اليوم لم تطبخ أمى شيئًا وإنما أعددت لنا فقط مشروب القمر الدين. وكنا ننتظر مدفع الإفطار قبل الإفطار بعشر دقائق، وفى هذا اليوم وضعت أمى الطعام على المائدة قبل الإفطار بنصف ساعة، وجلس أبى أمام الطبلية يقرأ القرآن، وجلست أمى فى غرفة داخلية تتحدث مع جدتى، وجلست أختاى الأكبر منى أمام الطبلية فى أدب. فى ذلك اليوم كنت أريد أن أثبت لنفسى قدرتى على الصيام، لكن منظر البطة والأرز المعمر والفطير وعسل النحل لم يكن من الممكن مقاومته. وانسحبت سريعًا من البيت وكان هناك مسجد صغير بجوارنا يؤذن فيه المؤذن بلا ميكرفون، ووقفت تحت النافذة وأذنت أذان المغرب. رفعت صوتى بقدر ما أستطيع وانتهيت من الأذان بسرعة ودخلت إلى البيت، فرأيت الجميع يشربون قمر الدين، وجلست وشربت معهم وأكلت، ولاحظت أن أبى ينظر إلى أكثر من مرة، وفجأة توقفت أمى عن الأكل وقالت: أستغفر الله العظيم. مين ابن الحرام اللى ادن وخلانا نفطر قبل الميعاد. ونظر إلى أبى وقال: خلاص إحنا مغلطناش وحسابنا عليه عند ربنا. كملوا أكل. وأكملنا جميعًا الأكل وبعد ذلك أخذنى أبى إلى غرفته وقال لى هامسًا: ما تعملش كده تانى. قلت له فى براءة: أنا عملت إيه. قال لى: أذنت وأنا عارف صوتك. بس ما اخدتش بالى فى الأول علشان كنت مشغول بقراءة القرآن. أنا قلت لك قبل كده، لو جعت كل، لكن ما تأذنش قبل الميعاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أستاذ أمراض قلب: الاستيقاظ لصلاة الفجر يُقلل حدوث الجلطات الدماغية

عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، حلقة جديدة من ملتقاه الفقهي تحت عنوان "رؤية معاصرة"، حيث ناقش الملتقى اليوم موضوع "صلاة الفجر بين الشرع والطب". 

وقد شارك في اللقاء الدكتور إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، عضو مجلس الإدارة والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، عضو لجنة الفتوى بالأظهر الشريف، وأدار الملتقى الشيخ أحمد الطباخ، الباحث الشرعي بالجامع الأزهر.

وقال الدكتور إسلام شوقي عبد العزيز إن صلاة الفجر تمثل فرصة ذهبية ليس فقط لنيل الأجر والثواب، ولكن أيضًا لتحسين الصحة البدنية. 

وأوضح أن الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر يساعد في تنشيط الدورة الدموية وضبط ضغط الدم، خاصة لمن يعانون من أمراض الضغط والسكر، مشيرًا إلى أن تناول الأدوية الخاصة بهذه الأمراض في هذا الوقت المبكر يضمن كفاءة عملها خلال الساعات الحرجة، حيث تزداد فيها احتمالية حدوث النوبات القلبية والدماغية.  

وأضاف الدكتور إسلام شوقي أن الدراسات الطبية الحديثة تؤكد أن الاستيقاظ لصلاة الفجر يُسهم في تقليل احتمالية حدوث الجلطات الدماغية والقلبيّة، لما يحدثه من تحفيز للجسم على العودة التدريجية للنشاط بعد النوم، مبيّنًا أن الصلاة في الإسلام تجمع بين الحركات التأملية النافعة للصحة البدنية والنفسية، والتلاوة التي تمنح الرضا والسكينة، وأن انتظام المسلم في أداء هذه الصلاة يمنحه مزيدًا من التركيز والنشاط لبقية اليوم، مما يجمع بين الفوائد الروحية والصحية بشكل متكامل.

وبيَّن الدكتور علي مهدي، أن صلاة الفجر تحمل منزلة عظيمة في دين الإسلام، وقد أكدت السنة النبوية الشريفة على فضلها الكبير، ونبينا محمد ﷺ يقول: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله"، موضحًا أن هذا يعني أن من حافظ على صلاة الفجر في وقتها دخل تحت رعاية الله تعالى وحمايته، فتكون ذمته عهدًا وضمانًا من الله، وهذا يعطي المسلم أمانًا من كل ما يضرّه.

وتابع الدكتور علي مهدي أن العلماء فسروا هذا الحديث بتفسيرين رئيسيين؛ الأول أن من يحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها هو شخص قد وفقه الله لهذا العمل، فهو في حماية الله وضمانه، وبالتالي لا خوف عليه ولا حزن. والتفسير الثاني هو تحذير لمن يترك صلاة الفجر من أنه قد يكون خارجًا عن دائرة رعاية الله، وأنه معرض للأذى. وأكد أن صلاة الفجر تمثل رابطًا قويًّا بين العبد وربه، وهو رباط وثيق يُظهر الإخلاص ويُعزز مكانة المسلم في الدنيا والآخرة، كما أنها تُبشر من يمشي لها في الظلمات بالنور التام يوم القيامة، كما ورد في الحديث الصحيح: "بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة"، وهي تمثل براءة من النفاق، كما أكد نبينا محمد ﷺ في حديثه الشريف أن "أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء".

من جانبه، أشار الشيخ أحمد الطباخ خلال إدارته للملتقى أن الله سبحانه وتعالى ما فرض عبادة إلا وكان فيها مصلحة عظيمة للعبد، حتى وإن لم يدرك العقل البشري الحكمة وراء كل عبادة، وأن الأبحاث العلمية والطبية الحديثة تكشف الكثير من الفوائد التي تحققت من وراء العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، لاسيما صلاة الفجر التي تؤثر بشكل إيجابي على الصحة البدنية والعقلية للإنسان، وهذه الفوائد العظيمة تتماشى مع حكمة الله في تشريع هذه العبادة، حيث أن الالتزام بها يعود على المسلم بأثر إيجابي في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في المغرب اليوم الأربعاء 22 يناير 2025
  • ردة فعل طريفة من حسين فهمي على قبلات عبدالمجيد عبدالله لـ أنغام.. فيديو
  • حسين فهمي يتفاعل ممازحًا مع قبلات عبدالمجيد عبدالله لـ أنغام.. خلاص كفاية
  • ارتفاع سعر الذهب في المغرب اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025
  • البلطي الكبير بـ 70 جنيها.. أسعار الأسماك والجمبري اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025
  • أفضل وقت لصلاة الضحى في رجب.. احرص عليها بهذا التوقيت
  • أمين الفتوى: هذا هو أفضل وقت لصلاة الضحى
  • أستاذ أمراض قلب: الاستيقاظ لصلاة الفجر يُقلل حدوث الجلطات الدماغية
  • استقرار نسبي في أسعار الدواجن والبيض اليوم
  • أفضل وقت لصلاة الضحى في رجب.. لا تفوتها وتضيع 9 جوائز ربانية