فى خطوة قد تكون نهاية للأزمة الروسية الأوكرانية وبداية لحرب واسعة النطاق، اقترنت بإعلان السويد رسميا العضو الـ32 فى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، بعد قرنين من الحياد ثم عدم الانحياز العسكرى وعامين من المفاوضات، ما مثل تحولاً كبيراً لدولة بقيت حتى عام 2022 حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا. ويعنى انضمام السويد بعد انضمام فنلندا العام الماضى، أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء فى الناتو.
ومع توقيع السويد اتفاقاً فى بداية ديسمبر الماضى يسمح للولايات
المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها، فمن وجهة النظر السويدية يشكل انضمام السويد لحلف
الناتو إضافة عسكرية جديدة لها، إذ تعتبر الصناعات العسكرية السويدية صناعات ذات كفاءة عالية وتطور، كما تعتبر السويد من الدول التى لها ثقل كبير بالصناعات المدفعية، إذ تمتلك السويد خبرة كبيرة بهذا المجال والتى اكتسبتها عن طريق التعاون وتبادل الخبرات مع كبرى دول
أوروبا الرائدة فى هذه الصناعات مثل ألمانيا إلى جانب إنجلترا وسويسرا. ولكن على على الآخر فإن دخول السويد فى حلف الناتو يمكن أن تزيد من حجم المخاطر والتهديد للقارة الأوروبية، مع زيادة الإنفاق العسكرى وهو ما يعنى انضمام السويد لا يصب فى صالح أوروبا، لكن دون شك يصب فى صالح الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، فتمدد الحلف فى أوروبا عند حدود موسكو وفتح حدود طويلة معها يخل بمبدأ توازن القوى العسكرية، والاستراتيجية فى أوروبا لصالح الولايات المتحده الأمريكية ومن ثم فإن أوروبا ينظر اليها الآن على أنها آلية لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها، خاصة أن روسيا تنظر إلى حلف الناتو كتهديد وجودى لأمنها القومى. ولا شك أن انضمام السويد للناتو من شأنه أن يشعل الغضب الروسى تجاه الحلف، وقد تلجأ لنشر مزيد من الأسلحة النووية التكتيكية. الأمر الذى سيزيد حتماً من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية خاصة فيما يتعلق بالتضخم وعدم القدرة على الوصول لمستهدفات التضخم بمتوسط ٢% ما ستكون له آثار سلبية فى القدرة على تحقيق الاستقرار الاقتصادى، كذلك من الممكن أن تطول هذه التداعيات أيضاً ملف الطاقة وخاصة الغار ما سينعكس على زيادة فى فاتورة الوقود، أيضاً قد تصل التداعيات إلى زيادة فى تقلص سلاسل التوريد العالمية وزيادة فى الفجوة الغذائية ما سينعكس على اتساع الرقعة الدولية غير القادرة على تحقيق أمنها الغذائى، ولكن الخاسر الأكبر فى هذه السيناريوهات المعقدة يكون فى زيادة حدة الآثار البيئية الضارة وتعرض كوكب الأرض لأضرار بيئية يستحيل معها الحياة. السيناريوهات المحتملة جراء انضمام السويد لحلف الناتو تبدو معقدة، ولكن قد تنجم من ورائها فرص استثمارية عظيمة، فيكفى أن نقول إن مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية منذ فبراير عام 2022 زادت ثروات أغنى عشرة أغنياء فى العالم أكثر من ٨٠٠ مليار دولار تم سلبهم من فقراء الأفراد والدول، معتمدين على تكوين الثروات من رحم الأزمات التى تعد البيئة الطبيعية لولادة الثروات الاستثنائية معتمدين على الخيال الإبداعى، وديناميكية حركية مرنة، ورؤية ترتبط بالتخطيط والتنفيذ والرقابة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
د علاء رزق
انضمام السوید
إقرأ أيضاً:
رفع مستوى الخطر النووي.. روسيا تحذر من استفزازات الناتو وأمريكا لدعم أوكرانيا
أكدت الخارجية الروسية أن ظهور قوات الناتو في أوكرانيا سيعني بدء الحرب ضد روسيا؛ متهمة الحلف بمحاولة تحويل مولدوفا لقاعدة لوجستية لإمداد الجيش الأوكراني.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن واشنطن تجمع الأموال لمواصلة حرب أوكرانيا خلال 2025 قبل تنصيب ترامب.
واعتبرت الوزارة الروسية القاعدة الأمريكية في بولندا بمثابة "خطوة استفزازية" وترفع مستوى الخطر النووي.
وحذرت من أن القاعدة الأمريكي في بولندا هدف يمكن ضربه بأسلحة روسية حديثة.
وقبل قليل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن "خطة الصمود" الجديدة لفلاديمير زيلينسكي، هي مجموعة أخرى من الأوهام المَرَضِية للحفاظ على سلطته.
ووفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، قالت زاخاروفا: "على خلفية الخسائر الكبيرة في القوات المسلحة الأوكرانية والإحباط المتزايد في صفوف "الأوكرونازيين"، أعلن زيلينسكي عن مشروعه الجديد في البرلمان الأوكراني، في 19 نوفمبر(تشرين الثاني الجاري). والآن "خطة صمود" هذه... تتكون من 10 نقاط وملاحق عدة".
وأضافت: "ينبغي أن يتم إعلانها التفصيلي أو عرضها التفصيلي في شهر ديسمبر المقبل. قليل من الناس يفهمون ما نتحدث عنه، لكن الجميع يفهمون شيئًا واحدًا، هذه مجموعة أخرى من الأوهام المؤلمة من أجل ضمان الحفاظ على الذات في سلطة زيلينسكي، الذي فقد شرعيته".
وفي وقت سابق، أوضحت زاخاروفا، تعليقا على "خطة النصر"، التي قدمها زيلينسكي، أن "هذه ليست خطة، بل مجموعة من الشعارات غير المتماسكة"، ووفقا لها، فإن هذه الخطة لا تؤدي إلا إلى دفع "الناتو" إلى صراع مباشر مع روسيا.