طرح القرآنُ فى مفتتح سورة البقرة جزمًا توكيديًا بأنه: (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، فلمّا تعالتْ أصوات المعاندين بمزاعم مختلفة؛ فمَنْ له معرفة بالقصص والملاحم التاريخية لم يتورعوا عن الادعاء: (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تُملَى عليه بكرة وأصيلًا)، ومَنْ كانت له دُربة بالشعر ظنه شِعْرًا: (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)، ومن كان عالمًا بالكهانة رماه بأنه قول كُهّان: (وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون).
عند ذلك لجأ القرآن إلى سبيل الإفحام بتحدى المعاندين بما يعجزهم بأن يأتوا بمثل القرآن وإلا انكشف زيفهم وكذب دعاواهم: (أم يقولون تقوَّلَه بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله أن كانوا صادقين).
ولمّا عجزوا عن إجابة التحدى تحدَّاهم بأن يأتوا بقدر محدود: (قل فأتوا بعشر سِورٍ مثله مفتريات )، فعجزوا عن ذلك فتحداهم بسورة واحدة : (وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله).
وهذا التحدى القرآنى فريد فى نوعه وطبيعته وزمنه.
إذ إنه:
أولًا: تحدٍ تنازلى وليس تصاعديًا إمعانًا فى السخرية من المعاند، وإظهارًا لشدة عجزه وضعفه عن المطلوب.
ثانيًا: أنه مشفوع على غير المعتاد بالسماح بالاستعانة بالأعوان والمساعدين: (وادعوا مَنْ استطعتم من دون الله أن كنتم صادقين).
ثالثًا: أنه شامل واسع لا يقتصر على مخلوق من الإنس أو الجن بل يتحدى كلَّ من سمع به فى كل زمان ومكان وثقافة وحضارة.
رابعًا: قطعى الحكم والنتيجة بعجز المعاندين وفشلهم فى الماضى والحاضر والمستقبل: (قل لئن اجتمعتْ الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا).
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بعد قليل.. محاكمة كروان مشاكل بتهمة سب وقذف ريهام سعيد
تصدر المحكمة المختصة، اليوم الأربعاء، حكمها على التيك توكر كروان مشاكل، في اتهامه بسب وقذف ريهام سعيد، ونشر محتوى خادش للحياء على وسائل التواصل.
كانت تقدمت ريهام سعيد ببلاغين للنائب العام حملا أرقام 62159 و62214 ضد أحمد علي محمد السيد المعروف بـ"كروان مشاكل"، تتهمه بالإساءة إلى الدولة المصرية والمصريين، وبث الشائعات والتلفظ بألفاظ خارجة تخدش حياء المواطنين.
جاء في البلاغ الأول أن كروان مشاكل بث الخوف والفزع بين المواطنين بشائعات عن تلوث مياه الشرب وطالب بعدم تناولها مستغلا جهل البعض بالأمر من ناحية وتربص آخرين بالدولة.
وجاء في البلاغ الثاني أن كروان مشاكل، دائم بث فيديوهات تحمل الكثير من الإيحاءات الجنسية والألفاظ المشينة الخادشة للحياء غير عابئ بعادات المصريين وتقاليدهم وأعرافهم.
وقالت الإعلامية ريهام سعيد في بلاغها إنها بصفتها مواطنة مصرية وإعلامية حريصة على سمعة الوطن من تلك الشائعات المغرضة والألفاظ الخادشة، فإنها تطالب النائب العام بالتحقيق في البلاغين التي تقدمت بهما واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتقدمت ريهام سعيد ببلاغات وحررت محاضر تتهم فيها كروان مشاكل بسبها وقذفها بألفاظ وعبارات مسيئة يعاقب عليها القانون، مؤكدة أنها مستمرة في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
مشاركة