قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم» (سورة الأنفال- 24).
من صفات المسلم أن يكون إيجابيًا خاصة فى رمضان، فالمسلم يتجاوب ويتعاون ويتفاعل، بل ويخترع ويبتكر ويجدد، ويترك أثرًا حسمًا بحسن أقواله وأفعاله.
إن من يظن أن الصوم مدعاة للانتكاس والنوم والكسل والخمول.. فقد أخطأ فى حق نفسه ودينه ومجتمعه.
إن المسلم الحق يقوم بواجباته على الوجه الأكمل بايجابية، حتى آخر لحظة فى حياته، فالنبى يقول: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها» (رواه أحمد).
والقرآن المجيد ضرب لنا الكثير من الأمثلة على الإيجابية منها:
إن الصيام يبث فى المسلم مراقبة الله فى السر والعلن، ويبث فيه التوكل على الله والثقة فى النفس. وكذلك الأمل والتفاؤل، فيصبح المسلم مشكاة نور وأداة بناء وعنواناً على قدرة المسلم في رمضان على خدمة نفسه ومجتمعه ووطنه وأمته.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
محمد أبو هاشم: الصلاة تغير سلوك الإنسان وتؤثر في حياته بشكل عميق
قال الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن العبادة، وبالخصوص الصلاة، لها تأثير عميق في حياة المسلم وسلوكه، مشيرا إلى أن كثيرًا من الناس يلتزمون بالصلاة ويحافظون عليها، ولكن قد يرتكبون بعض الأخطاء والسلوكيات التي نهى عنها الإسلام، إلا أنه لا يجب أن نحث هؤلاء على ترك الصلاة أو الامتناع عنها، بل ينبغي أن نستمر في دعوة الشخص للاستمرار في الصلاة، لعل الله يهديه ويشرح صدره، فالصلاة لها أثر كبير في تغيير السلوك.
وأشار الدكتور محمد أبو هاشم، فى تصريح له، إلى أثر مروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، حيث قال: "من لم تنهَه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، موضحا أن هذا الأثر يعني أن الصلاة إذا كانت صحيحة ومؤثرة في القلب، ينبغي أن يكون لها دور في تعديل سلوك الإنسان، وأن الصلاة ليست مجرد عبادة فردية، بل هي عامل أساسي في التأثير على سلوك المسلم.
وفي سياق الحديث عن الصلاة، سرد الدكتور أبو هاشم قصة مميزة استمع إليها من أستاذ أجنبي مسيحي زار مصر، حيث قال: "كان هذا الأستاذ من إنجلترا، وعندما سألته عن الإسلام، أخبرني أنه قرأ كثيرًا عن الإسلام، ورغم أنه مسيحي، إلا أنه أعجب بشيء واحد في الإسلام وهو الصلاة، وقال لي إنه في المسيحية، يذهبون إلى الكنيسة مرة واحدة في الأسبوع فقط، لكن في الإسلام، هناك خمس صلوات في اليوم، خمس مرات يقف المسلم أمام الله سبحانه وتعالى وهذه الفكرة كانت تثير إعجابه، لأنه يجد أن هذا يُبقي المسلم قريبًا من الله طوال اليوم".
الدكتور أبو هاشم أوضح أن الصلاة تذكر المسلم دومًا بالله، مما يجعل سلوكه أكثر انضباطًا، وأن الصلاة لا تقتصر على كونها عبادة بدنية فحسب، بل هي فرصة يومية للمؤمن لمراجعة نفسه، والتوبة عن أخطائه، والتذكر الدائم لوجود الله.
وقال: "لو استحضر المسلم هذا المعنى، وأنه يقف خمس مرات يوميًا أمام الله، فإنه لا يستطيع أن يستمر في ارتكاب الأخطاء أو المنكرات، هذه الصلاة تجعل الإنسان يعي عظمته ويدفعه للسعي إلى التحسين من نفسه".
وأضاف الدكتور أبو هاشم أن الصلاة لها أثر تطهيري، فهي كفارة للذنوب والخطايا، كما ورد في الحديث النبوي الشريف، موضحا أنه حتى إذا وقع الإنسان في الخطأ، تظل الصلاة سبيلًا للتوبة والغفران، وتظل هي الطريق لإصلاح السلوك وتقوية العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
وأكد الدكتور محمد أبو هاشم أن الصلاة في الإسلام ليست مجرد فرض، بل هي نعمة ورحمة من الله تعالى، تهدف إلى تهذيب النفس وتقويم السلوك، وهي الوسيلة التي من خلالها يظل المسلم قريبًا من ربه، ويتجنب المنكرات ويُكفّر عن ذنوبه.