بوابة الوفد:
2025-04-10@06:27:59 GMT

التعليم المستمر.. حياة

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

بلد بتاعة شهادات صحيح عبارة كوميدية شهيرة للنجم عادل إمام فى بداية حياته وأول أعماله المسرحية مع الفنان فؤاد المهندس فى مسرحية «أنا وهو وهى» مع النجمة شويكار طبعًا.
وبصرف النظر عن موضوع المسرحية الكوميدية وعدم معرفة الأجيال الجديدة والشباب والأطفال بهذا العمل المسرحى وأسماء أبطاله، إلا أن مقولة عادل إمام أو الإيفيه الشهير بلد بتاعة شهادات ما زال يتردد بسخرية وتهكم عن تقدير واحترام الناس طبقا للشهادات الحاصلين عليها مما يعنى بعبارة أخرى أن الشهادات منظرة ووجاهة ولا تصلح إلا لتعليقها فى الصالون تزين جدران البيت وخلاص ولكنها أصبحت لا تساوى قيمة الورق المكتوبة عليه ولا معول عليها فى العمل والحياة لأن الأهم حاليا هو المهارات، وأصبح السؤال المهم فى سوق العمل هو أنت بتعرف تعمل إيه وليس معاك شهادات إيه لأنه فى الواقع وللأسف الشديد هناك فجوة كبيرة جدا بين مناهج التعليم فى المدارس والجامعات وبين الحياة العملية والتطورات الهائلة المرعبة جدا كل يوم بل كل ساعة فى التكنولوجيا بصفة خاصة.

وبالطبع هناك وظائف اختفت وسوف تختفى أخرى وتنشأ وظائف كثيرة جديدة جدا لم تسمع عنها فى المدارس والجامعات هذه الوظائف يخلقها الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى وتكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء. 
من هذا المنطلق رأينا انتشار كورسات برامج التدريب والتأهيل والتدريب التحويلى، وأصبح الحصول على الشهادة الجامعية مجرد بداية للتعليم والتدريب وليس نهاية كما كان معروفا من قبل.
والحقيقة أننى منذ أكثر من 30 سنة أطالب بربط التعليم بسوق العمل، وكان الرد دائما غير موجود لأنه من الصعب جدا ليس هنا فقط ولكن فى العالم كله، ولذلك فإن أكثر دول العالم الأول عرفت التعليم المستمر وهناك أكاديميات ومعاهد ومدارس وكليات متخصصة فى التعليم المستمر، وأخيرا أصبح لدينا فى مصر كلية للتعليم المستمر نعم موجودة بالفعل وبها تخصصات كثيرة متنوعة وتستقبل الأطفال والكبار، هذه الكلية فى الجامعة البريطانية ولها عميد مرموق هو الدكتور أحمد درويش ولديها هيئة تدريس وتدريب بأعلى مستوى فى تخصصات اللغات وطب الأسنان والإعلام والتمريض والبيزنس وعلوم الحاسب الآلى وبالتنسيق والتعاون مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة والجامعات العالمية. 
وهناك اهتمام كبير جدا بتعليم الأطفال والكبار وليس هناك أى شرط إلا الرغبة فى التعلم والإبداع، 
والحقيقة أن التعليم المستمر كما يقول عنه الفلاسفة يطيل عمر الإنسان فعلًا ليس فقط مجازا إنه يطيل عمره العملى باعتباره يكسبه مهارات كثيرة تمكنه من مجاراة كل جديد فى تخصصه وعمله، ولكن هو بالفعل يطيل عمر الإنسان الحقيقى، حيث إن التعلم واكتساب المهارات الجديدة له مفعول أكسير الحياة ويجدد شباب وعمر الإنسان ويمنحه قبلة الحياة. 
ولن نكرر الكلام الروتينى المعروف عن التعليم والتدريب والتأهيل المستمر بأنه يبقى الإنسان مطلعا على التطورات المهنية التى تبقيه قادرًا على تحسين حياته الاجتماعية والاقتصادية واكتساب المعرفة خارج النظام التعليمى الرسمى، فغنى عن البيان أن هناك مهنا كثيرة تتطلب متابعة يومية لكل جديد، فالتطور يحدث ليس كل يوم ولكن كل ساعة. ومن لم يعرف التعليم المستمر يموت لا محالة وظيفيا ومهنيا واقتصاديا واجتماعيا وإكلينيكيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ع الطاير التعلیم المستمر

إقرأ أيضاً:

ذاكرة الركام .. شهادة على الإرهاب الأمريكي المستمر

 

 

الثورة / عبدالواسع احمد

كان منزل صالح السهيلي يضج بالحياة والطمأنينة، أطفال يركضون في أرجائه، وضحكات تدفئ جدرانه، عائلة يمانية بسيطة، تعيش يومها بأمل رغم التحديات.
لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا البيت، في لحظة خاطفة، إلى ركام وصمت دائم، بعد أن اخترق صاروخ أمريكي الليل، ليحمل معه الموت إلى حضن الأسرة.
في مساء الأحد الماضي، اخترق الصاروخ الصمت كوحش مفترس، لينهش منزل المواطن صالح السهيلي في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب،، لحظات فقط، وتحول كل شيء إلى رماد.
ارتقى أربعة من أفراد الأسرة شهداء في الحال، وأصيب أكثر من 25 آخرون، معظمهم نساء وأطفال، بعضهم لا يزال يصارع الموت في غرف الإنعاش.
لم يكن في المنزل أي موقع عسكري، ولا مستودع ذخيرة، ولا حتى عنصر مسلح، فقط أسرة يمنية، نامت على أمل، وصحَت على مجزرة.
القرار الأمريكي كان واضحًا : لا مكان آمن في صنعاء، الكل مستهدف، لا فرق بين مدني وعسكري.
جريمة بلا مبرر، ولا إنذار. الطائرات لم تُسمع، وكأنها كانت تتقن القتل بصمت.
لم يكن هذا مشهدًا من فيلم رعب، بل جريمة واقعية مكتملة الأركان، ارتُكبت أمام مرأى العالم، في قلب العاصمة صنعاء .
وسط الأنقاض، عُثر على دمية محترقة، وكتب مدرسية، وملابس عيد لم تُلبس بعد، اختلط الركام بأحلام الطفولة، وتحولت تفاصيل الحياة اليومية إلى شواهد على كارثة.
صورة واحدة من هناك، باتت اليوم أيقونة للفاجعة، تختزل الألم، وتفضح الإرهاب الأمريكي الذي لا يحتاج إلى محاكمات، بل إلى ضمير عالمي توقّف عن العمل.
الجيران هرعوا إلى المكان حفاةً مذهولين، لم يستوعبوا ما حدث، والمشهد في المستشفى كان أفظع .
تدفق المواطنون من كل حدب وصوب، حاملين المصابين على الأكتاف، والطواقم الطبية في سباق مع الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الأطفال، من يحملون في أعينهم أحلام المستقبل، كانوا الأكثر تضررًا، جراحهم أعمق من أن تُوصف.
تساءل بعضهم من على أسرتهم البيضاء : “لماذا نحن ؟ هل هذا المنزل خطر على أمريكا ؟ هل كنا نهدد أمنهم ؟”
وفي مواقع التواصل، ضجّت الأصوات الغاضبة، وتداول الناس صور الضحايا ودمار المنزل، مرفقة بوسم : #الإرهاب_الأمريكي .
أما الإعلام العربي الموالي للعدوان، فكان حضوره مشينًا، لم يأتِ على ذكر الحادثة إلا كخبر مشوّه ومزيّف، يبرر الجريمة بسقوط أخلاقي لا مثيل له، لكن الأقبح، كان تشفّي بعض المرتزقة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، فبدلًا من إدانة المجرم، وجدوا في الجريمة مبررًا، وروّجوا لتأويلات كاذبة تغطي وجه الحقيقة، بل ذهب بعضهم للقول إن الضربة “مبررة”، متجاهلين تمامًا الدماء، والدموع، وفقدان الأطفال .
هذه الجريمة، التي طالت منزل السهيلي، ليست الأولى ولا الأخيرة، فقد سبقتها جرائم عديده لا تحصى ..
** وتستوقفنا هنا فاجعة أخرى مماثلة، لا تقل ألمًا، لا وهي مجزرة أسرة الزميل بشير الحرازي التي لا تُنسى .
ففي ليلة مشابهة، استهدفت طائرات العدوان منزل بشير الحرازي الكائن في أرضية سكن الحراس المدنيين المجاور لسكن موظفي الأمم المتحدة بمنطقة حدة، وكان حينها في عمله، بعيدًا عن المنزل لا يعرف ما تخبئ له الأقدار .
عندما استشهدت زوجته وأطفاله، دون سابق إنذار، لم يكن أحد يعتقد أن أيادي الإجرام يمكن أن تصل إلى أسرة نائمة، في حي سكني آمن،
يومها عاد بشير الحرازي إلى منزله مسرعًا بعد إبلاغه بالاستهداف الوحشي الجبان، يقطع صمت الشوارع بنبض قلبه الذي سبق خطواته .
لم يكن يعلم أن البيت الصغير، الذي كان يأوي إليه كل مساء، قد صار حفنة من الرماد والغبار، وأن ضحكات أطفاله، التي كانت تملأ الأركان، قد سكنت إلى الأبد .
وقف أمام الركام، تتطاير في رأسه شظايا الذكريات — أصواتهم، ضحكاتهم، آخر لحظاتهم، غير مصدّق بما حدث .. أسرته الصغيرة غادرت دون عوده (زوجته وأطفاله الأربعة) .. والى جانبهم ضيوفه ( شقيق زوجته وأطفاله الاثنين ) جميعهم الثمانية في غمضة عين اصبحوا ضحايا عدوان همجي لا يرحم ..
بكى بشير ألمآ ، لكنه لم يجد دموعًا لأن الوجع أعمق من البكاء ..
جلس على ركام كان يومًا جزءًا من جدار منزله، وراح ينادي أسماء أبنائه ( هاجر – عزالدين – عمر – احمد ) واحدًا تلو الآخر، كما لو أنهم سيخرجون من بين الحطام ليقولوا له : “ن حن هنا يا أبي، لم نذهب بعيدًا” .
لم يكن بشير سياسيًا، ولا حمل سلاحًا، بل كان موظفًا بسيطًا، (حارس مدني) في هيئة التأمينات يؤمن بأن كلمة الحق ضد العدوان أشرف من الصمت المعيب ..
مرت الأيام، وترك بشير أطلال البيت كما هو، لم يشأ أن يزيل الركام.
فالركام هناك لايزال الشاهد الأخير على حياةٍ كانت، وانطفأت، دون ذنب، سوى أنهم كانوا يحلمون بيوم آخر، أقل قسوة، في وطنٍ حر ينعم بالأمن والاستقرار .
في الختام …
ما يجري في صنعاء من جرائم متكررة، عنوانها الواضح هو “الإرهاب الأمريكي”، لن يُنسى، ولن يُغتفر.
وهذه الجرائم الموثقة بالدم والصور والأنين، ستبقى شاهدة على عصر غابت فيه العدالة، وتواطأ فيه الكثيرون .
واليمن، رغم الجراح، لن يسكت عن حقه وسيسجّل التاريخ أن هذه الأرض، رغم كل المحن، بقيت مقاومة، عصيّة على الانكسار، وصامدة في وجه الارهاب الامريكي الصهيوني على الدوام ..

مقالات مشابهة

  • معـــرض واجهــة التعليـــم ينطـــلق 17 الجاري
  • أكثر من 50 ألف شهيد.. وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام في غزة
  • غزة تنزف.. أكثر من 50 ألف شهيد.. وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام
  • قرار عاجل من التعليم يطبق في المدارس الفنية من السبت القادم
  • ذاكرة الركام .. شهادة على الإرهاب الأمريكي المستمر
  • هل هناك إثم في عدم التصدق على المتسولين؟.. أمين الفتوى يرد
  • الإجازات كثيرة والفريق سيئ.. شوبير ينتقد كولر قبل مباراة الهلال
  • محافظ المنيا في مغاغة: التعليم أساس التنمية و«العباسية» نموذج لـ«حياة كريمة»
  • معلمو كوردستان يدعمون نظرائهم في عموم العراق باضرابهم المستمر
  • الكرملين: مسائل كثيرة «يفترض حلها» للتوصل إلى هدنة مع كييف