بوابة الوفد:
2025-03-16@13:16:57 GMT

أجواء رمضان «قول للزمان ارجع يا زمان»

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

رمضان جانا.. مرحب شهر الصوم.. افرحوا يا بنات.. أغانى اعتاد المواطنون على سماعها مع اقتراب شهر رمضان، ودائما ما يحرص أصحاب المحلات على تشغيلها مع اقتراب شهر الصوم لنشعر بأجواء الشهر الكريم، فيما يحرص الكثيرون على تعليق الزينة فى الشوارع، بينما بائعو الكنافة والمخللات والعصائر يتراصون على الجانبين، ورغم انتشار كل هذه المعالم فى العديد من المناطق، إلا أن هذه الأجواء الرمضانية اختلفت عما كانت عليه من قبل، فلم تعد البهجة تملأ الوجوه كما كانت احتفالا بقدوم الشهر الكريم، ولم يعد الناس يتسابقون لشراء ياميش رمضان وتعليق الزينة فى الشوارع بنفس الكثافة، فقد اختفت أجواء رمضان والسبب معلوم! ومع ذلك ما زال المصريون يعيشون نوستالجيا الشهر الكريم، يتذكرون روحانيات رمضان فى المواصلات والمترو ومقرات العمل.

تحدثنا مع عدد المواطنين الذين سردوا ذكريات رمضان، وقال رجل خمسينى يدعى أحمد علي، إنّ رمضان زمان كانت له أجواء خاصة قبل حلوله بأسابيع طويلة، منها حرص الأطفال على تجهيز الزينة وتعليقها فى الشوارع وعلى شرفات المنازل، بالإضافة إلى لهو الأطفال بالفوانيس.

«محلات بيع الفوانيس كانت مالية الدنيا وبتخلص 4 مرات قبل حلول رمضان».. يستكمل الرجل الخمسينى حديثه، مضيفا أنّ حركة بيع وشراء فوانيس رمضان فى السنوات الماضية كانت تفوق حركة البيع حاليًا، فلم يعد الإقبال على الشراء كما كان من قبل.

يشير الرجل الخمسينى إلى أنّ أجمل ما فى رمضان زمان صوت الأغانى التى تدوى فى أرجاء الشوارع تعطى روحانيات للأنفس، وتهذب الأخلاق.

نفس الأمر أكده أحد أصحاب المحلات التجارية المتخصصة فى بيع التحف والمستلزمات المنزلية، قائلًا إنّ بيع فوانيس رمضان زمان يفوق ما هو عليه حاليًا أضعاف، وتابع: كنا قبل رمضان بأسبوعين نبيع كل كمية الفوانيس التى نشتريها، وأحيانا نشترى ضعف الكمية مرتين قبل بدء الشهر، أما الآن فيمكن أن يبدأ شهر رمضان وينتهى والبضاعة موجودة كما هى.

ويلتقط أطراف الحديث شريف شكري، موظف على المعاش، قائلًا إن سر غياب فرحة رمضان فى الشوارع ترجع لما تعانيه الأسر من أزمات اقتصادية طاحنة، فكثير من أولياء الأمور يعزفون عن شراء الفوانيس الجديدة لأطفالهم ويقنعونهم باستخدام فوانيس العام الماضى حتى وإن كانت تالفة، وبالتالى فرحة الطفل برمضان تكون قد انطفأت، فلا يقبل على تعليق الزينة أو اللهو مع غيره من الأطفال الذين يعانون أيضا من عدم شراء فوانيس جديدة.

«هو فيه أطفال فى الزمن ده؟».. قالها بحسرة شديدة زغلول السيد، موظف على المعاش، منوها إلى أنّ عددا كبيرا من المواطنين دفعوا أبناءهم لسوق العمل لمعاونتهم على الحياة، وتابع: بلاقى عيال عندها 12 سنة و10 سنوات كمان شغالين وبيصعبوا عليا، بنقول الإيد تساعد لكن لما بلاقيهم فى وقت الدراسة شغل دى المأساة.

ومن اختفاء أجواء الموسيقى الرمضانية وتعليق الزينة إلى الزيارات العائلية واجتماع الأسر على مائدة واحدة، والتى تلاشت شيئًا فشيئًا خلال السنوات الماضية، ولعل ذلك أحد أهم أسباب اختفاء روحانيات رمضان، فمع زيادة ضغوط الحياة وارتفاع الأسعار، قلت العزومات العائلية حتى أصبح وجود عائلة كاملة على مائدة واحدة فى رمضان حالة نادرة جدا، بحسب ما قاله هاشم حمدى عامل باليومية.

«العيال كانوا بيعلقوا زينة رمضان بورق الكشاكيل».. قالها ياسر خلف، صاحب محل تجاري، مشيرا إلى أنّ فرحة رمضان كانت تملأ قلوب المواطنين وأبناؤهم يستمدون منهم الفرحة حتى وإن كانوا معدمين اقتصاديًا فكان الأطفال يستغلون ورق الكشاكيل فى صنع فوانيس رمضان والزينة ويتم تعليقها داخل منازلهم وفى الشرفات.

وأشار العامل إلى أنّه من الصعيد وكان من ضمن العادات الرمضانية تحديد يوم للإفطار الجماعى للجيران وأهالى المنطقة، ومع مرور السنوات قلت هذه العادة شيئًا فشيئًا، وانتقلت إلى العائلات أيضا بسبب كثرة مشاغل أبناء العائلات والأزمة الاقتصادية التى طحنت الجميع وجعلتهم يلتقون بالصدفة خلال اليوم.

الأمر نفسه أكده رؤوف خالد، موظف على المعاش، أب لثلاثة أبناء جميعهم متزوجون فى مناطق مختلفة، والذى أكد أن أبناءه وأسرهم قديمًا كانوا يحرصون على الإفطار فى بيت والدهم، ولكن مع مرور السنوات وانشغالهم بلقمة العيش أصبح التجمع حلمًا له.

يشير عدد من المواطنين إلى غياب الأخلاق لدى كثير من الأطفال والشباب وقد يصل الأمر لكبار السن أيضا، فرمضان زمان كان جميلا بأخلاق المواطنين وتراحمهم فى التعاملات اليومية سواء بيعاً أو شراء أو فى المواصلات أو التعاملات الأسرية.

«الناس كان عندهم أخلاق غير دلوقتي».. قالها موظف محال على المعاش يدعى هريدى السيد، مشيرا إلى أنّ أول مكارم الأخلاق الابتسامة حينما تتحدث مع غيرك، والتى اختفت تمامًا حاليًا، بل شكل الغضب ملامح المارة حتى إن أحدهم أصبح يظن أنّ من يحدثه يريد التشاجر معه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزينة فى الشوارع رمضان زمان على المعاش إلى أن

إقرأ أيضاً:

رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين

 

الثورة/ متابعات

منذ اللحظة الأولى لدخول الأسرى الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال، يواجهون تحديات قاسية، لكنهم يصرون على خلق حياة خاصة داخل المعتقلات، انتظارًا للحظة الإفراج التي تأتي عادة بصفقات تبادل تنظمها فصائل المقاومة.
فرغم ظلم الزنازين، يسعى الأسرى لصناعة واقع يمنحهم الأمل والقوة في مواجهة القمع الإسرائيلي.
ومع حلول شهر رمضان، تتضاعف هذه التحديات، لكن الأسرى يتمسكون بأجواء الشهر الفضيل رغم كل القيود والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال عليهم.
ورغم القيود المشددة، يسعى الأسرى لصناعة أجواء رمضانية تذكرهم بالحرية، وتمنحهم قليلًا من الروحانيات وسط ظروف الاحتجاز القاسية، يحرصون على التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات، رغم التضييق على أداء الصلاة الجماعية ومنع رفع الأذان.
حيث يقوم الأسرى بتحضير أكلات بسيطة بأقل الإمكانيات، مثل خلط الأرز الجاف مع قطع الخبز والماء لصنع وجبة مشبعة.
والتواصل الروحي مع العائلة بالدعاء لهم، خاصة بعد منع الاحتلال لهم من معرفة أخبار ذويهم.
ولكن كل هذه الممارسات تعرضت للقمع الشديد خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث فرض الاحتلال إجراءات أكثر تشددًا على الأسرى الفلسطينيين.

شهادات
كشف المحرر الغزي ماجد فهمي أبو القمبز، أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، عن معاناة الأسرى في رمضان الأخير قبل الإفراج عنه، قائلًا: “أجبرنا الاحتلال على أن يمر رمضان كأنه يوم عادي بل أسوأ، فقد كان ممنوعًا علينا الفرح أو الشعور بأي أجواء رمضانية”.
ومع بدء الحرب، شدد الاحتلال قبضته على الأسرى عبر: تقليل كميات الطعام، حيث لم تزد كمية الأرز اليومية المقدمة للأسرى عن 50-70 جرامًا فقط، مما اضطرهم إلى جمع وجبات اليوم بأكملها لتناولها وقت الإفطار.
بالإضافة إلى منع أي أجواء رمضانية داخل السجون، بما في ذلك رفع الأذان أو أداء الصلوات الجماعية، حتى وإن كانت سرية.
ومصادرة كل المقتنيات الشخصية، ولم يبقَ للأسرى سوى غطاء للنوم ومنشفة وحذاء بسيط.
والاعتداءات اليومية، حيث كان السجان يقمع الأسرى لأي سبب، حتى لو ضحك أسيران معًا، بحجة أنهما يسخران منه!

تعتيم
ومنع الاحتلال الأسرى من معرفة أي أخبار عن عائلاتهم، بل تعمد نشر أخبار كاذبة لإضعاف معنوياتهم، مدعيًا أن عائلاتهم استشهدت في الحرب.
وقد عانى المحرر أبو القمبز نفسه من هذا التعتيم، إذ لم يعرف من بقي من عائلته على قيد الحياة إلا بعد خروجه من الأسر!.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتهاكات خطيرة، في ظل صمت دولي مخجل، وفي رمضان، حيث يتضاعف القمع والتنكيل، تبقى رسالتهم واحدة، إيصال معاناتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والمطالبة بتدخل المنظمات الحقوقية لوقف التعذيب والتجويع المتعمد داخل السجون، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، خاصة في ظل تزايد حالات القمع والإهمال الطبي.

مقالات مشابهة

  • في ريف الفيوم.. «لمة الطبالي» تُعيد بهجة كحك وبسكويت العيد
  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
  • غادة إبراهيم: «وشي راس مالي وبعمل بوتوكس من زمان»
  • روح التفاؤل .. مستشفى قنا العام يوزع فوانيس رمضان على أطفال الغسيل الكلوى
  • رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
  • يحملون المواكب ويطوفون الشوارع| أهالي الأقصر يحتفلون بـ«دورة رمضان».. صور
  • المسند: أجواء دافئة نهاراً وشبه باردة مساءً لأسبوع قادم
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولي».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
  • سمية الخشاب لـ«البوابة نيوز»: شهر رمضان ملهوش طعم من غير أمي وأفتقد فانوسها
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| الضوء الشارد.. صراع الحب والسلطة في عالم الصعيد