بوابة الوفد:
2024-11-22@04:43:58 GMT

الكسل.. الإخطبوط المعاصر

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

مع عالم التقنية المعاصرة أصبح الإنسان أسير وسجين كل ما تنتجه الميديا المعاصرة.. ناهيك عن ذلك الشره على استهلاك كل ما ينتج وكل ما يستحدث.. يمكن القول إن هناك ما يسمى (شهوة الاستهلاك) والرغبة العارمة فى الاستهلاك والاستحواذ على كل ما يعرض بكل الوسائل التقليدية أو فى الميديا المعاصرة.. هناك (فن الإغواء) وفيه يتم إغواء المتلقى أن يلهث نحو اقتناء المعروض أو استهلاكه أو امتلاكه، وقد يكون المعروض غير مفيد بل ضاراً بصحة الإنسان.

. لكن الميديا المعاصرة تتمكن من إلغاء أى تفكير عقلى أو نقدى أو تحليلى تجاه المنتج فمثلاً: يتم الإعلان عن نوع من الدواء.. وأنه يعالج كذا وكذا.. وتتم استضافة الأستاذ الدكتور (فكيه فكرى الفكهانى) ليقول ويقول ما هى مميزات ذلك الدواء.. وأنه آخر منتج ومجرب فى أوروبا.. وأى حديث وأى عته.. وتبحث عن (فكيه فكرى الفكهانى) وتخصصه فلا تجده على الإطلاق.. والمنتج يمكن أن يصل إليك فى أى مكان.. وما يحدث للمتلقى هو درجة عالية من الاستهواء فيقع تحت تأثير الميديا.. والإعلان وكل ما ينزل فى تلك الإعلانات حتى تجعل المتلقى يقع أسيراً بشكل تام لذلك الأمر أو الصنف..وهكذا، وهو لا يعمل عقله ويستخدم ما يعرف باسم التفكير النقدى أو التحليلى.. بحيث يعيد النظر فى كل ما يقال وكل ما يرى..إنها عقلية أسيرة الصورة والإعلان والإبهار والفهلوة وطرق الدعاية والجذب، كل ذلك بجعل المشاهد فى حالة من الاستسلام فنجده يهرع إلى التليفون ويحجز لكى يصله المنتج بأسرع وقت ممكن. إن خدمة توصيل الطلبات والمنتجات إلى المنزل أدت إلى الكسل بشكل أو بآخر، والكل يستسهل أن يتسوق عبر الموبايل حتى تحولت الآن إلى درجة الإدمان والهوس والبحث عن المنتجات المعلن عنها فى الموبايل، فكل شىء يمكن أن يصلك إلى باب منزلك، ولا داعى لأن تتعب نفسك، نحن نبحث عن راحتك ورضاكم عنا هو الهدف النهائى.. وكل تلك المقولات لها فعل وجاذبية لدى المتلقى فما أيسر أن تمسك الموبايل وتطلب وتطلب وعليه تدفع وتدفع..والنتيجة مزيد من الكسل والكسل حتى الخمول. وعندما نتأمل الأمر سنكتشف أننا نشترى الكسل! أى أننا ندفع المال من أجل الكسل وكأن الغاية التى نرغبها هى المزيد من الكسل.. وكل الشبكات وكل الماركات لديها فهم عميق للذات البشرية.. ولذلك هى تعمل على تحريك تلك الرغبة.. الرغبة فى الكسل.. الرغبة فى الاستحواذ مقابل عدم التعب.. ومقابل ذلك تدفع الثمن. وكل هذا يفسر لك كل تلك الإعلانات المتزايدة بكل الأشكال وفى كل الأوقات..الهدف الأساسى والأولى والجوهرى هو إثارة الرغبة فى مشاهدة الإعلانات لكى تثير فى داخل المتلقى شهوة الشراء، بغض النظر عن ما يدفع من مال..بل انها تزيد من تلك الرغبة فى أنها تغريه بكل الطرق مثل.. انه من الممكن أن يتم الحجز ثم يدفع مبلغ كذا وتحصل على السلعة.. والباقى فى زمن كذا وهكذا...

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب والوثائق يناقش مخاطر الذكاء الاصطناعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت وزارة الثقافة المصرية ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، انطلاق فعاليات ثاني أيام المؤتمر السنوي التاسع لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل.

بدأت الفعاليات بانعقاد الجلسة الثالثة للمؤتمر والتي تحدث فيها الدكتور حسام إبراهيم محمد قطب عن فرص وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في أدب الأطفال.  

وأكد أن الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة عادةً بالذكاء البشري، مثل: التعلم والإبداع والتعرف على الصور، وتجمع المؤسسات الحديثة كمياتٍ كبيرةً من البيانات من مصادر متنوعة، مثل: أجهزة الاستشعار الذكية، والمحتوى الذي ينشئه الإنسان، وأدوات المراقبة وسجلات النظام. فالهدف من الذكاء الاصطناعي هو إنشاء أنظمة ذاتية التعلم تستخلص المعاني من البيانات.

وأوضح، أنه يُمكن للذكاء الاصطناعي تطبيق تلك المعرفة لحل المشكلات الجديدة بطرقٍ تشبه الإنسان، فعلى سبيل المثال، يُمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستجابة بشكلٍ هادف للمحادثات البشرية، وإنشاء صور ونصوص أصلية، واتخاذ القرارات بناءً على مُدخلات البيانات في الوقت الفعلي، ويمكن لأي مؤسسة دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها لتحسين عمليات الأعمال لديها وتحسين تجارب وخبرات العملاء وتسريع الابتكار.

فيما تناولت الدكتورة داليا مصطفى عبد الرحمن موضوع "إعادة تصوَّر دور المؤلف البشري لأدب الأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي" حيث  يشهد مجال أدب الأطفال كغيره من المجالات تحولًا جذريًا مع التقدم السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يستدعي إعادة تصور شامل لدور المؤلف البشري، مع التركيز على التحديات والفرص الناشئة في هذا السياق الجديد.

وقدمت نظرة تاريخية على تطور أدب الأطفال، مُسلّطة الضوء على الدور التقليدي للمؤلف البشري في عملية الإبداع والنشر، ثم انتقلت إلى تحليل الوضع الراهن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال أدب الأطفال، مُستعرِضة التطبيقات الحالية في إنشاء القصص والرسوم التوضيحية. من خلال دراسات حالة محددة، تُظهر الورقة كيف بدأت هذه التكنولوجيا في تغيير ديناميكيات الإبداع والنشر.

واقترحت إعادة تعريف شاملة لدور المؤلف البشري بدلا من كونه مجرد منشئ للمحتوى، كما تناقش الورقة كيف يمكن للمؤلفين البشريين أن يتكيفوا مع هذا الدور الجديد، بما في ذلك تطوير مهارات جديدة.
تتطرق الدراسة أيضًا إلى الجوانب الأخلاقية والقانونية لهذا التحول.

وعرض الدكتور كرم خليل سالم، دراسة حول أدب الطفل الياباني المعاصر و روايات الرسوم المتحركة "Animation"، والروايات المصوَّرة الورقية "Manga".

حيث أوضح، أن أدب الطفل الياباني المعاصر يحتل مكانةً فريدة وبارزة في الساحة العالمية للأدب، ويستمد قوته من السمات والخصائص العريقة للتقاليد اليابانية ذاتها، وعلى الرغم من أن القارئ العربي قد أُتيح له فرصة التعرف على بعض تراجم روايات الطفل الياباني الحديث والمعاصر، فإن الدراسة الخاصة بأدب الطفل الياباني المعاصر في الوقت الحالي تفتقر بعض الشيء إلى نوعٍ من أدب الطفل المعاصر وهو روايات الرسوم المتحركة "Animation" أمثال: روايات (كابتن ماجد، وناروتو، ونبيس، وكونان، وجاري توتورو)، والروايات المصوَّرة الورقية "Manga"، أمثال: روايات (دراجون بول، ودورايمون، وهاداشي نو جن)، وفيها يقع المكوّن النصي أسفل أو أعلى الصور، وتتميز بأنها تُقرَأ من اليمين إلى اليسار، والرسوم ملونة بالعديد من الألوان، وتحظى بشعبية كبيرة حول العالم، فهي تسرد القصص اليابانية الغنية والمليئة بالشخصيات الديناميكية والنابضة بالحياة الممتعة للأطفال والكبار. ونظرًا لضخامة أدب الطفل الياباني المعاصر وتنوعه، وصعوبة الإحاطة بكل جوانبه في مثل هذا الحيز، يجب التركيز على واقع أدب الطفل الياباني وتطور أدب الطفل الياباني المعاصر، وأنواع أدب الطفل، وإبراز دراسة معاصرة حول روايات الرسوم المتحركة "Animation"، والروايات المصوَّرة الورقية "Manga"، وأثرهما الواضح في تطور أدب الطفل الياباني المعاصر.

فيما ركز بحث تاجوج الخولي على 
"أدب الطفل بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني" حيث تم استعراض مفاهيم مثل:  الرقمنة، الأتمتة، السايبورج، الواقع الافتراضي، الميتافرس، الذكاء الاصطناعي، تلك هي مفاهيم عصرنا وأدواته التي تتطور أسرع من استيعاب الكثير منا، وأحيانًا أسرع من الوعاء اللغوي لنا فنجد الكثير منها مجرد مصطلح مُعرَّب لا يجد ما يقابله في اللغة العربية، كل ما نفعله هو محاولة اللحاق بما استُحدِث ومناقشة مدى انسجامه مع بيئتنا ومنظومتنا القيمية، وموضوع النقاش الحالي هو الذكاء الاصطناعي، ذلك الوافد الوديع كوداعة ملامح صورة مفلترة ببرامجه على حائط وسائل التواصل الاجتماعي، الشرس باحتلاله القوي لفرص العمل، لقد حول المترجم لمجرد محرر، وكما أكلت الأتمتة فرص عمل أصحاب الياقات الزرقاء، تتآكل الآن فرص عمل أصحاب الياقات البيضاء من مترجمين ومصممين ومهندسين وكاتبي محتوى.

ويصف فولكر لانج في كتابة الطلاقة الرقمية، الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته بأنه من أكثر التقنيات التخريبية التي عرفها العالم منذ اختراع الآلة البخارية، وتآكل فرص العمل لصالحه، لنجد في النهاية اضطرار الجميع للعمل في إنتاج الذكاء الصناعي، أو لمن ستذهب منتجات الذكاء الاصطناعي؟ مع زيادة طوابير العاطلين عن العمل, لقد امتد تأثيره لشتى مناحي الحياة، وخصوصًا الأنساق العلمية والثقافية للمجتمعات، مثل: الطب والجرافيك والإعلام والكتابة الأدبية.

وتناولت الورقة البحثية: مفهوم الذكاء الاصطناعي ونشأته منذ سبعينات القرن الماضي، وما يُعرَف بشتاء الذكاء الاصطناعي، وتأثير بناء الكمبيوتر الكمي والتخزين السحابي على الذكاء الاصطناعي وربيع الذكاء الاصطناعي، ومفهوم الأمن السيبراني وعلاقته بالذكاء الاصطناعي، وأهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني في حماية النشء من الأنساق الأخلاقية التي تخالف عاداتنا وتقاليدنا.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الثور الجمعة 22 نوفمبر 2024: تخلص من الكسل
  • مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب والوثائق يناقش مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • طريقة تحضير شوربة الخيار
  • يزيد الرغبة الجنسية ويمتد مفعوله لـ 6 ساعات.. تفاصيل جديدة عن عقار GHB
  • قصة خُلع بيج رامي و مي السنهوري تشعل الميديا.. ماذا حدث؟
  • هل أنت جائع حقا أم تأكل لمجرد شعورك بالملل؟ هكذا تفرّق بين الحالتين
  • حدث وأنت نائم| أنشطة مشبوهة على «الميديا» تقود راقصة للمحاكمة.. وجرائم ودماء بمفترق الطرق
  • جلسة عن تأثير الفن المعاصر على السينما ضمن مبادرة «آرت 74» بالتعاون مع مهرجان القاهرة
  • فلسطين ضيف شرف مهرجان الفن التشكيلي المعاصر بالجزائر.. ينطلق 26 نوفمبر
  • كيف يهدد أسلوب الحياة المعاصر صحتنا؟