موقع النيلين:
2025-03-09@20:32:24 GMT

لا أسباب للصوم إلا واحد!

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT


اجتهادات كثيرة عن سبب فرض الصيام، منها أسباب سامية وراقية، مثل إحساس الأغنياء بالفقراء، أو لأسباب أخرى صحية مثلاً ترتبط برحمة الله سبحانه وتعالى من فوائد تنعكس على صحة الإنسان.. ومنها جوانب إنسانية سلوكية، مثل تعليم الصبر والسيطرة على النفس فى شهواتها ونزعاتها، وعند الغضب، والامتناع عن ظلم الآخرين بالفعل أو القول، والرّقى فى التعامل مع الجميع، الأسرة والأقارب والجيران والزملاء إلخ إلخ.

.

أغلب ما سبق، خاصة الجانب السلوكى هى تعاليم الإسلام أصلاً.. الداعى لكل صور الفضيلة والخير والسلام والمحبة حتى قبل فرض الصوم.. وهى تعاليم أساسية لازمة وملازمة لشخصية المسلم.. بل هى أيضاً من تعاليم كل الأديان السماوية، لكن تُضاف عليها فى الإسلام الأوامر والإرشادات النبوية الشريفة للرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، بالنظافة وتنظيم تناول الطعام (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) وتنظيم حتى مقادير الطعام (ثُلث لطعامه وثُلث لشرابه وثُلث لنفسه) وهى تفاصيل اهتم بها الإسلام ضمن سلوكيات كثيرة شديدة الخصوصية، مثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ)، ولذلك فلابد من شىء آخر وراء فريضة الصيام.. نحسب أنها فرز الطائعين عن غيرهم وتمييز المؤمنين المسلمين بأوامر الله سبحانه ونواهيه.. إنها نسخة أرضية جديدة لتعليمات الله لآدم وزوجه (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) لماذا هذه الشجرة؟ ولماذا سيكونان من الظالمين؟ لم نعرف ولا نعرف ولا يحق لنا أن نسأل وليس علينا إلا الطاعة لرب العزة وتعاليمه.. علينا أن نقتدى بالملائكة، ولدينا مثال مهم لم يُذكر فى اعتقادنا إلا لنتعلم منه.. (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) لا تفكير ولا تردّد ولا سؤال ولا جدال.. هكذا فعلت الملائكة وعلى عكسهم وخلافهم فعل إبليس وهنا الفرز بين خلق الله والفرق بينهم فى الطاعة!

ولذلك (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) ولا يصح إلا القول سمعاً وطاعة.. ولذلك يقول (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ولا يصح ولا ينبغى إلا القول «سمعاً وطاعة»، ولا سوى ذلك..

أمرنا ربنا ونحن نستجيب على الفور.. الاستثناءات والإعفاء من الصوم لها أصل ومستمدة بالاستنتاج والاجتهاد من (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ) و(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ووفقاً لتفسير المنار للإمام محمد عبده تعنى أن من يتحمل الصيام بالكاد ولديه قدرة استطاقة بصعوبة، فقد أعطاه الله البديل.. لييسر على عباده، ولذلك جاء بعدها (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ).

وهكذا.. نصوم وسنصوم رمضان، سواء كان مفيداً للصحة أو مهذّباً للسلوك أو يذكّرنا أو لا يذكّرنا بالفقراء.. إنه أمر إلهى لا علينا إلا طاعته والاستجابة له.. وكل عام وأنتم بخير.

أحمد رفعت – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟

أكد محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر ، أن التيسير والتخفيف عن الأمة الإسلامية من أهم مظاهر سماحة الإسلام، لاسيما في شهر رمضان المبارك.

وأوضح الأستاذ بكلية الطب ونائب رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن الله سبحانه وتعالى أوصى المرضى في آيتين متتاليتين من القرآن الكريم بتجنب الصيام إذا كان يسبب لهم مشقة أو ضررًا.

هل تبطل حقن الفيتامينات الصيام؟.. الإفتاء تكشف المعيار الحاسمهل تذوق المرأة الطعام أثناء الصيام يفسده؟ .. الإفتاء تجيبباطل أم صحيح؟.. الإفتاء توضح حكم صيام المرأة غير المحجبةهل ابتلاع بقايا الطعام التي بين الأسنان يفسد الصيام؟.. الإفتاء تجيب

وأشار إلى أن بعض الحالات المرضية، مثل الأمراض النفسية ومرض الزهايمر، تحتاج إلى عناية خاصة من الأسرة، حيث قد يقع ذوو المريض في حيرة حول وجوب الصيام عليه. 

وأوضح أن المرضى النفسيين الذين يعتمدون على أدوية تُؤخذ في أوقات محددة يجب عليهم الالتزام بمواعيد علاجهم، مما قد يجعل الصيام غير ممكن لهم. 

وأضاف الدكتور محمود صديق أن مريض الزهايمر، إذا وصل إلى مرحلة لم يعد فيها قادرًا على تذكر تفاصيل حياته أو أداء الشعائر الدينية، فإنه لا يقع عليه إثم إن لم يصم أو يصلِّ، ولا قضاء عليه، مطالبا أسر هؤلاء المرضى بعدم التشديد عليهم، لأن الدين قائم على التيسير وعدم تحميل الإنسان ما لا يطيق.

نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة

وكانت دار الإفتاء، أجابت عن سؤال ورد إليها عن نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة بها، حيث يقول السائل: "ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟.. حيث شعر أحد أصدقائي بصداع في نهار رمضان فأفطر بدعوى أنَّ الفطر مباحٌ له لأنه مريض".

وبيّنت دار الإفتاء أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء.

وأكدت دار الإفتاء، أن الصوم فريضة من فرائض الإسلام أناطها الله تعالى بالاستطاعة؛ فقد اقتضت رحمة الله بخلقه عدم تكليف النفس ما لا تطيق، ومن أجل ذلك شرع الله تعالى رخصة الفطر لمَن يشُقُّ عليه أداء فريضة الصوم في رمضان لعذر، ثم يقضي بعد زوال العذر.

وتابعت "بيَّن سبحانه الأعذار التي تبيح الفطر؛ فقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]".

وأوضحت أن المرض المبيح للفطر هو ما كان مؤدّيًا إلى ضرر في النفس، أو زيادة في العلة، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أولي التخصص من الأطباء، بل إذا كان الصوم يضُرُّ بصحته فيجب عليه أن يفطر حفاظًا على نفسه من الهلاك، وإنما أُبِيح الفطر للمريض دفعًا للحرج والمشقة عنه؛ مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]. وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وقول الله تعالى في خصوص الصوم: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].

مقالات مشابهة

  • 4 أَيَّـام مُهلة للكيان الصهيوني من سيد القول وَالفعل
  • يـعـرف الـكـل أبو جـبـريـل إذَا حـذرّ
  • لماذا نصلي صلاة التراويح في رمضان؟.. لا تفوتها لـ10 أسباب
  • هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟
  • شريف عامر لـ«كلم ربنا»: «أنا متأكد أن الله يحبني جدًا»
  • شريف عامر لـ«كلم ربنا»: بقول لأصدقائى أنا هدخل الجنة وحتى إن تجاوزت ربى هيقابل ذلك بالسماح
  • لماذا فرض الله الصيام في رمضان؟ اعرف الحكمة الإلهية
  • ماذا يحدث لمن نام بعد الفجر في رمضان؟.. لا تفعلها لـ10 أسباب
  • فلاش| سيد القول والفعل.. وعد فأوفى
  • أول جمعة في رمضان 2025.. علي جمعة: ذكر واحد يحقق لك 100 أمنية